كتابات
14/08/2013

التحدي والإرادة في مواجهة السقوط

التحدي والإرادة في مواجهة السقوط
إنَّنا عندما نعي واقعنا وقضيّتنا ومواقعنا، ونعي ما لنا وما علينا، عند ذلك يمكن أن نكون الواعين لكلّ ما يخطّطه الآخرون، وذلك عندما نواجه بوعي الفكرة التي تنطلق من أننا ننتظر الآخر وكيف يخطّط، أو ننتظر تخطيط القوى الدوليّة، ونشغل أنفسنا بما يريد هذا المحور الدولي الذي يمثّل "القضاء والقدر" الدولي ـ حسب رأي البعض ـ أو فيما يريد هذا المحور الإقليمي.

أما ما نريد نحن، فقد نتنازل عن أن نكون أمةً تريد، أو شعباً يريد، لأن القضية قد تكون أنّ هناك مَن يحاول أن يستلب إرادتنا وإحساسنا بوجودنا وبشخصيتنا، وهناك مَن يريد أن نقول، فكّرو لنا، وخطّطوا لنا، وأين موقعنا من النظام الأمني الإقليمي أو الدولي، لا ما هو موقفنا من النظام الأمني الإقليمي أو الدولي.. لأننا بهذا لا نكون حتى صفراً، وإذا عشنا هذا الانبهار بالقوة المتعاظمة، فإننا لا نستطيع أن نتحرك إلا كما تتحرك الأصفار التي لا تنفع ولو كانت بحجم الملايين.
لذلك، كُن رقماً ولو بنسبة واحد، كن رقماً يثبت وجوده، رقماً واحداً، رقماً ثانياً، لأن الأرقام لا يمكن إلا أن تأخذ حجمها في حركة الواقع، فالرقم عندما انطلق من العدم أصبح وجوداً يحرك دائرة ولو صغيرة حول، والمهم أن نعيش عقلية أن نكون رقماً، وإذا استطعنا أن نكون رقماً، فإننا نتخلّص من نقطة الصفر، ونفكّر عندها أن نكون رقماً صعباً، لا أن نكون مجرد شيء من الأشياء يُنظر إلينا كما يُنظر إلى الأشياء.

ومن هنا، لا بد من أن نغيّر ذهنيتنا في الحركة السياسية والثقافية، وأن نغيّر طريقتنا في تحركنا الاجتماعي، وألا نقف من أجل أن نحدّق بالفاتحين، وأن يكون لنا شيء من الثبات والمواجهة، لا أن نعيش البلهوانية الاستعراضية، بل أن تكون لنا روح تتحفّز، روح تستعدّ وتتحدى، ولا سيما أن المعركة ليست بيننا وبين إسرائيل فحسب، ولكن بيننا وبين كل الذين يريدون إسقاطنا، هي معركة روح، هل نبقى بلا روح، أو تبقى لنا روحنا؟ إن المسألة هي أن نغيّر هذه الذهنية التلقائية، الذهنية التي تنتظر الآخر وتحدّق بما يريد الآخر والتي تقول:
 ما مضى فات والمؤمّل غيب  ولك الساعـة التي أنت فيـها 

هذه الذهنية التي تقول:
ما علينا إنْ قضى الشعب جميعاً أفلسنا في أمان
فهذه الذهنية هي سرّ هزائمنا، حيث نملك أرقاماً كبيرة في العدد، ولكننا قد لا نملك رقماً واحداً في التخطيط.. نخطب كثيراً، ونتحمّس ونطلق الشعارات كثيراً، ولكن الذين يتقدّمون في تخطيط حاسم منفتح على المسؤولية، هم القليلون القليلون، حتى إذا انطلق منا أناسٌ يعيشون إرادة الحرية والتحرير، فإننا نخاف من ذلك، نخاف أن يُسيئوا إلى استرخائنا ولهونا وعبثنا، نخاف أن يسيئوا إلى كل المفردات الصغيرة الصغيرة التي عششت في عقولنا بطريقة استهلاكية، واستطاعت أن تعفّن هذه العقول.
تحدٍّ في مواجهة التحديات

إنّ علينا أن نشعر بأننا أمةٌ عليها أن تصنع نفسها ومرحلتها ومستقبلها، وأنها إذا هُزمت فإنها لا تسقط أمام الهزيمة، وإنما تفكّر كيف تتحرك نحو النصر من جديد، وإذا حدّثها الآخرون عن نقاط الضعف فيها، حدّثتهم عن نقاط القوة عندها وعن بعض نقاط الضعف عندهم...

علينا أن نكون مجتمعاً كادحاً يكدح في الجامعة والمعمل، وفي الموقع السياسي والاقتصادي والاجتاعي، وأن نكون أمة تعطي كل طاقاتها. وعندما يموت أي إنسان منا، فإنه يموت بعد أن يعطي كل طاقاته، لا أن تموت طاقاته بعد أن يموت.. فطاقاتنا مسؤولية الله عندنا، سيسألنا الله عن كل طاقةٍ نحملها ونعيشها، كيف حركناها وأعطينا الناس منها ما يحتاجون؟ إن الذين يجمّدون طاقاتهم يسرقون طاقات أمتهم، والذين يحركون طاقاتهم في الفراغ يحرّكون وجودهم في الفراغ.
فالتحديات كبيرة، والآخرون يواجهون مشاكلهم على أساس أنها مشاكل لا بد من أن يعملوا على حلّها، لا على طريقة ما نواجهه نحن من مشاكل، حيث المشاكل تسقطنا.

المنطقة تحفل الآن بمتغيرات كثيرة، وإذا حركنا نحن طاقاتنا وتحرّرنا من ذهنياتنا التي تتحرّك في الجزئيات الصغيرة، فإننا نستطيع أن نفعل شيئاً، أن "نخربش" جداراً، وأن نفتح ثغرة، أو نوسع ثغرة. وليس صحيحاً أن أمتنا كفّت عن القوة وعن الإبداع، ولكن المشكلة أن الذين يحكمون هذه الأمة هم الذين يخنقون كل إبداعاتها، و"يراقبون" الإنسان وهو يفكّر، لأنهم لا يسمحون له أن يفكّر.

ولهؤلاء نقول: أعطوا الأمة حرية أن تفكر وحرية أن تبدع، وأن يعيش الإنسان فيها إنسانيته ومستقبله.. أعطوا أمتنا التي استطاعت أن تصنع حضارة في مدى أقل من مئة سنة، أعطوها حرية أن تصنع الحضارات، لأننا لسنا بعيدين عن صنع الحضارة. الآخرون لا يملكون عقولاً من ذهب، لتكون عقولنا من تراب، الآخرون لا يملكون طاقاتٍ من حديد، لتكون طاقاتنا من قطن..

إنَّ الآخرين يملكون عقولاً كما نملك، وطاقات كما نملك الطاقات، ولكنهم تحركوا ووقفنا.. القضية هي أن نعيش وجودنا المسؤول في كلّ إنسانيتنا، وهنا يحضرني قول علي الأكبر(ع) في كربلاء لوالده الإمام الحسين(ع) عندما سمعه يقول: "القوم يسيرون والمنايا تسير خلفهم"، فقال له: يا أبتِ، ألسنا على الحق؟ قال(ع): بلى، قال عليّ الأكبر(ع): "إذاً لا نبالي إن وقعْنا على الموت، أو وقع الموت علينا"..
إذاً، علينا أن نكون مع الحق، ونؤكد الحق في عقولنا وقلوبنا وحركتنا ودروبنا، وعند ذلك عندما يكون الحقّ حياتنا، فالموت لا يمثّل بالنسبة إلينا موتاً، ولكنه يمثّل حياة جديدة في نهاية المطاف.
[كتاب: للإنسان والحياة].
إنَّنا عندما نعي واقعنا وقضيّتنا ومواقعنا، ونعي ما لنا وما علينا، عند ذلك يمكن أن نكون الواعين لكلّ ما يخطّطه الآخرون، وذلك عندما نواجه بوعي الفكرة التي تنطلق من أننا ننتظر الآخر وكيف يخطّط، أو ننتظر تخطيط القوى الدوليّة، ونشغل أنفسنا بما يريد هذا المحور الدولي الذي يمثّل "القضاء والقدر" الدولي ـ حسب رأي البعض ـ أو فيما يريد هذا المحور الإقليمي.

أما ما نريد نحن، فقد نتنازل عن أن نكون أمةً تريد، أو شعباً يريد، لأن القضية قد تكون أنّ هناك مَن يحاول أن يستلب إرادتنا وإحساسنا بوجودنا وبشخصيتنا، وهناك مَن يريد أن نقول، فكّرو لنا، وخطّطوا لنا، وأين موقعنا من النظام الأمني الإقليمي أو الدولي، لا ما هو موقفنا من النظام الأمني الإقليمي أو الدولي.. لأننا بهذا لا نكون حتى صفراً، وإذا عشنا هذا الانبهار بالقوة المتعاظمة، فإننا لا نستطيع أن نتحرك إلا كما تتحرك الأصفار التي لا تنفع ولو كانت بحجم الملايين.
لذلك، كُن رقماً ولو بنسبة واحد، كن رقماً يثبت وجوده، رقماً واحداً، رقماً ثانياً، لأن الأرقام لا يمكن إلا أن تأخذ حجمها في حركة الواقع، فالرقم عندما انطلق من العدم أصبح وجوداً يحرك دائرة ولو صغيرة حول، والمهم أن نعيش عقلية أن نكون رقماً، وإذا استطعنا أن نكون رقماً، فإننا نتخلّص من نقطة الصفر، ونفكّر عندها أن نكون رقماً صعباً، لا أن نكون مجرد شيء من الأشياء يُنظر إلينا كما يُنظر إلى الأشياء.

ومن هنا، لا بد من أن نغيّر ذهنيتنا في الحركة السياسية والثقافية، وأن نغيّر طريقتنا في تحركنا الاجتماعي، وألا نقف من أجل أن نحدّق بالفاتحين، وأن يكون لنا شيء من الثبات والمواجهة، لا أن نعيش البلهوانية الاستعراضية، بل أن تكون لنا روح تتحفّز، روح تستعدّ وتتحدى، ولا سيما أن المعركة ليست بيننا وبين إسرائيل فحسب، ولكن بيننا وبين كل الذين يريدون إسقاطنا، هي معركة روح، هل نبقى بلا روح، أو تبقى لنا روحنا؟ إن المسألة هي أن نغيّر هذه الذهنية التلقائية، الذهنية التي تنتظر الآخر وتحدّق بما يريد الآخر والتي تقول:
 ما مضى فات والمؤمّل غيب  ولك الساعـة التي أنت فيـها 

هذه الذهنية التي تقول:
ما علينا إنْ قضى الشعب جميعاً أفلسنا في أمان
فهذه الذهنية هي سرّ هزائمنا، حيث نملك أرقاماً كبيرة في العدد، ولكننا قد لا نملك رقماً واحداً في التخطيط.. نخطب كثيراً، ونتحمّس ونطلق الشعارات كثيراً، ولكن الذين يتقدّمون في تخطيط حاسم منفتح على المسؤولية، هم القليلون القليلون، حتى إذا انطلق منا أناسٌ يعيشون إرادة الحرية والتحرير، فإننا نخاف من ذلك، نخاف أن يُسيئوا إلى استرخائنا ولهونا وعبثنا، نخاف أن يسيئوا إلى كل المفردات الصغيرة الصغيرة التي عششت في عقولنا بطريقة استهلاكية، واستطاعت أن تعفّن هذه العقول.
تحدٍّ في مواجهة التحديات

إنّ علينا أن نشعر بأننا أمةٌ عليها أن تصنع نفسها ومرحلتها ومستقبلها، وأنها إذا هُزمت فإنها لا تسقط أمام الهزيمة، وإنما تفكّر كيف تتحرك نحو النصر من جديد، وإذا حدّثها الآخرون عن نقاط الضعف فيها، حدّثتهم عن نقاط القوة عندها وعن بعض نقاط الضعف عندهم...

علينا أن نكون مجتمعاً كادحاً يكدح في الجامعة والمعمل، وفي الموقع السياسي والاقتصادي والاجتاعي، وأن نكون أمة تعطي كل طاقاتها. وعندما يموت أي إنسان منا، فإنه يموت بعد أن يعطي كل طاقاته، لا أن تموت طاقاته بعد أن يموت.. فطاقاتنا مسؤولية الله عندنا، سيسألنا الله عن كل طاقةٍ نحملها ونعيشها، كيف حركناها وأعطينا الناس منها ما يحتاجون؟ إن الذين يجمّدون طاقاتهم يسرقون طاقات أمتهم، والذين يحركون طاقاتهم في الفراغ يحرّكون وجودهم في الفراغ.
فالتحديات كبيرة، والآخرون يواجهون مشاكلهم على أساس أنها مشاكل لا بد من أن يعملوا على حلّها، لا على طريقة ما نواجهه نحن من مشاكل، حيث المشاكل تسقطنا.

المنطقة تحفل الآن بمتغيرات كثيرة، وإذا حركنا نحن طاقاتنا وتحرّرنا من ذهنياتنا التي تتحرّك في الجزئيات الصغيرة، فإننا نستطيع أن نفعل شيئاً، أن "نخربش" جداراً، وأن نفتح ثغرة، أو نوسع ثغرة. وليس صحيحاً أن أمتنا كفّت عن القوة وعن الإبداع، ولكن المشكلة أن الذين يحكمون هذه الأمة هم الذين يخنقون كل إبداعاتها، و"يراقبون" الإنسان وهو يفكّر، لأنهم لا يسمحون له أن يفكّر.

ولهؤلاء نقول: أعطوا الأمة حرية أن تفكر وحرية أن تبدع، وأن يعيش الإنسان فيها إنسانيته ومستقبله.. أعطوا أمتنا التي استطاعت أن تصنع حضارة في مدى أقل من مئة سنة، أعطوها حرية أن تصنع الحضارات، لأننا لسنا بعيدين عن صنع الحضارة. الآخرون لا يملكون عقولاً من ذهب، لتكون عقولنا من تراب، الآخرون لا يملكون طاقاتٍ من حديد، لتكون طاقاتنا من قطن..

إنَّ الآخرين يملكون عقولاً كما نملك، وطاقات كما نملك الطاقات، ولكنهم تحركوا ووقفنا.. القضية هي أن نعيش وجودنا المسؤول في كلّ إنسانيتنا، وهنا يحضرني قول علي الأكبر(ع) في كربلاء لوالده الإمام الحسين(ع) عندما سمعه يقول: "القوم يسيرون والمنايا تسير خلفهم"، فقال له: يا أبتِ، ألسنا على الحق؟ قال(ع): بلى، قال عليّ الأكبر(ع): "إذاً لا نبالي إن وقعْنا على الموت، أو وقع الموت علينا"..
إذاً، علينا أن نكون مع الحق، ونؤكد الحق في عقولنا وقلوبنا وحركتنا ودروبنا، وعند ذلك عندما يكون الحقّ حياتنا، فالموت لا يمثّل بالنسبة إلينا موتاً، ولكنه يمثّل حياة جديدة في نهاية المطاف.
[كتاب: للإنسان والحياة].
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية