كتابات
18/09/2022

العلاقة بين الإخلال بالوعد والكفر

العلاقة بين الإخلال بالوعد والكفر

ويقول الإمام الصادق (ع) وهو ينصح الإنسان في قضيَّة الوعد: "لا تعِدنَّ عِدةً لا تثق من نفسك بإنجازها"1.

تارةً أنت تعرف أنك قادر على أن تُنجز هذا الشيء، فلا بأس في أن تعد في هذا المقام، ولكن إذا عرفت أنَّك لا تستطيع أن تنجز هذا الشَّيء، فعليك أن تمتنع عن هذا الوعد، حتى لا تكون كاذباً في وعدك.

وفي حديث آخر عن داود الصائغ في هذا: قلت لأبي عبد الله جعفر الصادق (ع)، "رجلٌ على هذا الأمر"، أي الاعتقاد بالإمامة والتشيّع، "إن حدّث كذب، وإن وعد أخلف، وإن ائتمن خان، ما منـزلته؟ قال: هي أدنى المنازل من الكفر وليس بكافر"2. هو ليس بكافر، لأنّ عقيدته على الإيمان، ولكن عمله هذا يعتبر أقرب شيء إلى الكفر، لأنّ هذه الخصال بعيدة عن أخلاقية الإنسان المسلم، وقريبة من أخلاقية الشخص الكافر، لأنَّ للكفر خطّاً معيَّناً في سلوك الإنسان، كما أنَّ للإيمان خطّاً معيَّناً في سلوكه، فما يريده الإيمان من الإنسان، هو أن يطيع الله سبحانه وتعالى بما أمره به من حفظ الأمانة ومن الصِّدق ومن الوفاء بالوعد أو بالعهد. وأما الكفر، فيقول له إنّك لست مسؤولاً، لأنّ الكفر ـ بطبيعته ـ لا يفرض عليه أيّ قيود أخلاقية، ما يؤدِّي إلى النتائج السلبيَّة في حياة الإنسان، كما يحمل الدلالة على أن الكاذب بعيد من الإيمان، لأنَّ الإيمان يربط الإنسان بالحقيقة، بينما يمثِّل الكذب إنكاره، ولذلك ورد: "لا يكذب الكاذب وهو مؤمن"، لأنّ الإنسان الذي يكون في حالة الكذب، إنّما يعطي للواقع صورة سلبيَّة عن حقيقته، ما يجعله يفقد الإيمان، لأنَّه يفقد معناه ويفقد سرَّه ويفقد التزامه بين يدي الله سبحانه تعالى.

أما الإخلال بالوعد، فإنه يمثِّل في مضمونه الكذب على الموعود من جهة، لأنَّه يعده وينوي أن لا يفي له بوعده، فيؤثر ذلك في أوضاعه الخاصَّة والعامَّة التي قد تصيبها الخسارة في العمل والضياع في الوقت، لأنَّ الشخص الذي تعده بأن تأتي إليه في وقت معين، فينتظرك، وربما يعطِّل بعض أعماله الضرورية لأجل ذلك، فإنّ إخلافك بالوعد معه قد يعطِّل كثيراً من مصالحه ومن أعماله، بينما يمثِّل الصّدق في الوعد حالة الاحترام للإنسان الموعود في رعاية قضاياه المرتبطة بالوعد في التزاماته الخاصَّة.

وفي ضوء ذلك، يقترب الإنسان الذي يأخذ بخطِّ الخيانة والكذب من خطّ الكفر العملي، كما ورد في حديث رسول الله (ص) والإمام الصادق (ع)، لأنَّ الكفر قد يكون كفراً في العقيدة، وقد يكون كفراً في العمل، لأنهما معاً يمثِّلان الانحراف عن الخطّ المستقيم في الالتزام بخطّ الإيمان بالله سبحانه وتعالى وإطاعته فيما يأمر به وفيما ينهى عنه.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 18.

[1]غرر الحكم، الشيخ الآمدي، ص 336.

[2]الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 290.

ويقول الإمام الصادق (ع) وهو ينصح الإنسان في قضيَّة الوعد: "لا تعِدنَّ عِدةً لا تثق من نفسك بإنجازها"1.

تارةً أنت تعرف أنك قادر على أن تُنجز هذا الشيء، فلا بأس في أن تعد في هذا المقام، ولكن إذا عرفت أنَّك لا تستطيع أن تنجز هذا الشَّيء، فعليك أن تمتنع عن هذا الوعد، حتى لا تكون كاذباً في وعدك.

وفي حديث آخر عن داود الصائغ في هذا: قلت لأبي عبد الله جعفر الصادق (ع)، "رجلٌ على هذا الأمر"، أي الاعتقاد بالإمامة والتشيّع، "إن حدّث كذب، وإن وعد أخلف، وإن ائتمن خان، ما منـزلته؟ قال: هي أدنى المنازل من الكفر وليس بكافر"2. هو ليس بكافر، لأنّ عقيدته على الإيمان، ولكن عمله هذا يعتبر أقرب شيء إلى الكفر، لأنّ هذه الخصال بعيدة عن أخلاقية الإنسان المسلم، وقريبة من أخلاقية الشخص الكافر، لأنَّ للكفر خطّاً معيَّناً في سلوك الإنسان، كما أنَّ للإيمان خطّاً معيَّناً في سلوكه، فما يريده الإيمان من الإنسان، هو أن يطيع الله سبحانه وتعالى بما أمره به من حفظ الأمانة ومن الصِّدق ومن الوفاء بالوعد أو بالعهد. وأما الكفر، فيقول له إنّك لست مسؤولاً، لأنّ الكفر ـ بطبيعته ـ لا يفرض عليه أيّ قيود أخلاقية، ما يؤدِّي إلى النتائج السلبيَّة في حياة الإنسان، كما يحمل الدلالة على أن الكاذب بعيد من الإيمان، لأنَّ الإيمان يربط الإنسان بالحقيقة، بينما يمثِّل الكذب إنكاره، ولذلك ورد: "لا يكذب الكاذب وهو مؤمن"، لأنّ الإنسان الذي يكون في حالة الكذب، إنّما يعطي للواقع صورة سلبيَّة عن حقيقته، ما يجعله يفقد الإيمان، لأنَّه يفقد معناه ويفقد سرَّه ويفقد التزامه بين يدي الله سبحانه تعالى.

أما الإخلال بالوعد، فإنه يمثِّل في مضمونه الكذب على الموعود من جهة، لأنَّه يعده وينوي أن لا يفي له بوعده، فيؤثر ذلك في أوضاعه الخاصَّة والعامَّة التي قد تصيبها الخسارة في العمل والضياع في الوقت، لأنَّ الشخص الذي تعده بأن تأتي إليه في وقت معين، فينتظرك، وربما يعطِّل بعض أعماله الضرورية لأجل ذلك، فإنّ إخلافك بالوعد معه قد يعطِّل كثيراً من مصالحه ومن أعماله، بينما يمثِّل الصّدق في الوعد حالة الاحترام للإنسان الموعود في رعاية قضاياه المرتبطة بالوعد في التزاماته الخاصَّة.

وفي ضوء ذلك، يقترب الإنسان الذي يأخذ بخطِّ الخيانة والكذب من خطّ الكفر العملي، كما ورد في حديث رسول الله (ص) والإمام الصادق (ع)، لأنَّ الكفر قد يكون كفراً في العقيدة، وقد يكون كفراً في العمل، لأنهما معاً يمثِّلان الانحراف عن الخطّ المستقيم في الالتزام بخطّ الإيمان بالله سبحانه وتعالى وإطاعته فيما يأمر به وفيما ينهى عنه.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 18.

[1]غرر الحكم، الشيخ الآمدي، ص 336.

[2]الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 290.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية