كتابات
19/09/2022

الحرصُ في طلبِ الدّنيا ذلٌّ للمؤمنِ وسبيلٌ إلى المعاصي

الحرصُ في طلبِ الدّنيا ذلٌّ للمؤمنِ وسبيلٌ إلى المعاصي

إنَّ شدَّة الحرص في طلب الدنيا، هو الاستغراق الذي يجعل الإنسان يطلب الدنيا بأيّ وسيلة، من دون أن يدرس شرعيَّة الوسائل التي يستخدمها للحصول على الدنيا، وقد ورد في بعض الأحاديث عن الإمام الباقر (ع)، قوله: "مثل الحريص على الدنيا كمثل دودة القزّ، كلَّما ازدادت على نفسها لفّاً، كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غمّاً"1، بحيث يخنقها آخر الأمر فتموت.

وكذلك الإنسان الذي يستغرق في طلب الدنيا، بحيث إنَّه لا يبقى له عقل يفكِّر فيه، ولا يبقى له روح تنفتح عليه، ولا يبقى له أيّ شعور إنساني، فإنَّ هذا الإنسان تلتفُّ عليه الدنيا حتى تهلكه غمّاً، لأنه لا يستطيع أن يحصل على أيّ شيء يمكن أن يفتح عقله وروحه وحياته على معاني الخير.

ويقول الصادق (ع): "ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذلّه!"2، لأنَّ الإنسان الذي يحرص على الدنيا حرصاً يستغرق فيه كلّ حياته، فإنه سوف يذلّ نفسه لدى الآخرين من أجل الحصول على الدنيا، فيما يطمع به مما يمكن أن يحصل عليه منهم.

كما أنّ شدّة الحرص في طلب الدنيا تؤدِّي إلى الإخلاد إلى الأرض، وهو الذي تحدَّث الله سبحانه وتعالى به عن بعض النَّاس، فقال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ}، بحيث إنَّه ارتبط بالأرض حتى صار جزءاً منها، حتى تحجَّر فيما تتحجَّر به الأرض {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ}[الأعراف: 175 – 176]، بالمعنى المادّيّ، والبعد عن الأعمال التي تقرِّب إلى الله، وتنفتح على النَّجاة في الدار الآخرة، لأنه لا يرتفع بفكره إلى المعاني الروحيَّة، وإلى الدرجات العالية التي يمكن أن يبلغها عندما يأخذ بالقيم الروحيَّة والأخلاقيَّة، لأن هذا الحرص قد يدفعه إلى السَّير في طريق المعاصي وارتكاب الحرام وترك الواجبات والتخلِّي عن مسؤوليَّاته العامّة والخاصَّة في هذا المجال.

أما الإصرار على الذنب، فإنه يدلّ على التمرّد المستمرّ على الله سبحانه وتعالى، لأنَّ الإنسان الذي يذنب ثم يتوب، فإنَّه بذلك يحافظ له على علاقة مع الله، ولكنَّ الإنسان الذي يُذنب ثم يُذنب ثم يُذنب ويصرّ على الذنوب، فهو يعرف أنَّ الله سبحانه تعالى يبغضه ويسخط عليه، وهذا يدلّ على التمرد المستمرّ على الله، فلا يخاف محرَّماً في أقواله وأفعاله ومواقفه. كما أن الشخص الذي يُصرّ على ذنوبه، ولا يهمّه أرضي الله عنه أم سخط عليه، فهو على طريقة الكفر في الجانب العمليّ من سلوكه، وإن لم يكن كافراً عقيدياً.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 18.

[1]الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 134

[2]الكافي، ج2، ص 320.

إنَّ شدَّة الحرص في طلب الدنيا، هو الاستغراق الذي يجعل الإنسان يطلب الدنيا بأيّ وسيلة، من دون أن يدرس شرعيَّة الوسائل التي يستخدمها للحصول على الدنيا، وقد ورد في بعض الأحاديث عن الإمام الباقر (ع)، قوله: "مثل الحريص على الدنيا كمثل دودة القزّ، كلَّما ازدادت على نفسها لفّاً، كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غمّاً"1، بحيث يخنقها آخر الأمر فتموت.

وكذلك الإنسان الذي يستغرق في طلب الدنيا، بحيث إنَّه لا يبقى له عقل يفكِّر فيه، ولا يبقى له روح تنفتح عليه، ولا يبقى له أيّ شعور إنساني، فإنَّ هذا الإنسان تلتفُّ عليه الدنيا حتى تهلكه غمّاً، لأنه لا يستطيع أن يحصل على أيّ شيء يمكن أن يفتح عقله وروحه وحياته على معاني الخير.

ويقول الصادق (ع): "ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذلّه!"2، لأنَّ الإنسان الذي يحرص على الدنيا حرصاً يستغرق فيه كلّ حياته، فإنه سوف يذلّ نفسه لدى الآخرين من أجل الحصول على الدنيا، فيما يطمع به مما يمكن أن يحصل عليه منهم.

كما أنّ شدّة الحرص في طلب الدنيا تؤدِّي إلى الإخلاد إلى الأرض، وهو الذي تحدَّث الله سبحانه وتعالى به عن بعض النَّاس، فقال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ}، بحيث إنَّه ارتبط بالأرض حتى صار جزءاً منها، حتى تحجَّر فيما تتحجَّر به الأرض {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ}[الأعراف: 175 – 176]، بالمعنى المادّيّ، والبعد عن الأعمال التي تقرِّب إلى الله، وتنفتح على النَّجاة في الدار الآخرة، لأنه لا يرتفع بفكره إلى المعاني الروحيَّة، وإلى الدرجات العالية التي يمكن أن يبلغها عندما يأخذ بالقيم الروحيَّة والأخلاقيَّة، لأن هذا الحرص قد يدفعه إلى السَّير في طريق المعاصي وارتكاب الحرام وترك الواجبات والتخلِّي عن مسؤوليَّاته العامّة والخاصَّة في هذا المجال.

أما الإصرار على الذنب، فإنه يدلّ على التمرّد المستمرّ على الله سبحانه وتعالى، لأنَّ الإنسان الذي يذنب ثم يتوب، فإنَّه بذلك يحافظ له على علاقة مع الله، ولكنَّ الإنسان الذي يُذنب ثم يُذنب ثم يُذنب ويصرّ على الذنوب، فهو يعرف أنَّ الله سبحانه تعالى يبغضه ويسخط عليه، وهذا يدلّ على التمرد المستمرّ على الله، فلا يخاف محرَّماً في أقواله وأفعاله ومواقفه. كما أن الشخص الذي يُصرّ على ذنوبه، ولا يهمّه أرضي الله عنه أم سخط عليه، فهو على طريقة الكفر في الجانب العمليّ من سلوكه، وإن لم يكن كافراً عقيدياً.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 18.

[1]الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 134

[2]الكافي، ج2، ص 320.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية