كتابات
18/05/2022

حتَّى لا يتحوَّل الباطل شهيداً

حتَّى لا يتحوَّل الباطل شهيداً

أعطِ الحريّة للباطل تحجِّمه، وأعط الحريّة للضَّلال تحاصره، لأنَّ الباطل عندما يتحرّك في ساحة من السَّاحات، هناك أكثر من فكرٍ يواجهه، ولا يفرض نفسه على المشاعر الحميمة للنّاس، يكون فكراً مجرّد فكر، قد يقبله الآخرون، وقد لا يقبلونه، ولكن إذا اضطهدته، ومنعت الناس من أن يقرأوه، ولاحقت الذين يلتزمونه بشكلٍ أو بآخر، فإنَّ معنى ذلك، أنّ الباطل سوف يأخذ معنى الشَّهادة، وسيكون "الفكر الشّهيد" الذي لا يحمل أيّ قداسةٍ للشهادة، لأنَّ الناس تتعاطف مع المُضطهَدين، لا النَّاس المُضطهِدين، حتّى مع الفكر المضطهَد، مع الحبّ المضطهَد، ومع العاطفة المضطهَدة...

لذلك، نحن نعطي الباطل قوّته، عندما نمنعه حريّته، ولكنَّنا عندما نعطيه الحريّة، ثمّ نأخذ حريّتنا في مناقشته بالأساليب العلميّة الموضوعيَّة، فإنّه إذا لم يبتعد عن الساحة تماماً، سينكمش، وسيأخذ مكاناً صغيراً له في السَّاحة.. بعضُ الناس، سواء كانوا سياسيّين، أو كانوا علماء دين، أو كانوا مثقّفين، لا يُحبّون أن يتعبوا في مواجهة الفكر الآخر، ولذلك، فإنَّهم يحبّون أن يقمعوا الفكر الآخر ليرتاحوا من الجدل والمجادلين، ومن الحوار والمحاورين.. بعض النَّاس لا يحبّون أن يدخلوا في مواقع الحوار، ولذلك فإنّهم يضطهدونك، لأنّهم لا يريدون أن يتعبوا في مناقشتك.

إنَّني أتصوَّر أنَّ الإنسان الذي يملك قوّة الانتماء إلى فكره، هو إنسانٌ لا يخاف من الفكر الآخر.. الَّذين يخافون من الفكر الآخر، هم الَّذين لا يثقون بأفكارهم، وهم الَّذين لا يستطيعون أن يدافعوا عن أفكارهم.. لذلك، لينطلق كلّ إنسانٍ ليدافع عن فكره في مواجهة الفكر الآخر، ولن تكون النَّتيجة سلبية لصاحب الفكر في هذا المجال.

الإمام زين العابدين (ع) في فقرة من بعض أدعيته، يقول في خطابه لله: "وقد علمتُ أنّه ليس في حُكْمك ظلم، ولا في نَقمتِك عجلة، وإنّما يعْجلُ مَنْ يخافُ الفوتَ، ويحتاج إلى الظُّلم الضَّعيفُ، وقد تعاليتَ يا إلهي عن ذلك عُلوّاً كبيراً" ، إنّه (ع) يريد أن يقول: الأقوياء لا يَظلِمون، لأنَّ القويّ يستطيع أن يصلَ إلى ما يريد من خلال حركة قوّته التي تمثّل غناه فيما هي مسألة مشاريعه في الحياة، إنَّ الذي يظلمك هو الَّذي يخاف منك، الدَّولة تظلم شعبَها لأنّها تخافُ من شعبها، الظَّالم يظلم النَّاس لأنّه يخافُ من ثورتهم عليه...

* من كتاب "للإنسان والحياة".

أعطِ الحريّة للباطل تحجِّمه، وأعط الحريّة للضَّلال تحاصره، لأنَّ الباطل عندما يتحرّك في ساحة من السَّاحات، هناك أكثر من فكرٍ يواجهه، ولا يفرض نفسه على المشاعر الحميمة للنّاس، يكون فكراً مجرّد فكر، قد يقبله الآخرون، وقد لا يقبلونه، ولكن إذا اضطهدته، ومنعت الناس من أن يقرأوه، ولاحقت الذين يلتزمونه بشكلٍ أو بآخر، فإنَّ معنى ذلك، أنّ الباطل سوف يأخذ معنى الشَّهادة، وسيكون "الفكر الشّهيد" الذي لا يحمل أيّ قداسةٍ للشهادة، لأنَّ الناس تتعاطف مع المُضطهَدين، لا النَّاس المُضطهِدين، حتّى مع الفكر المضطهَد، مع الحبّ المضطهَد، ومع العاطفة المضطهَدة...

لذلك، نحن نعطي الباطل قوّته، عندما نمنعه حريّته، ولكنَّنا عندما نعطيه الحريّة، ثمّ نأخذ حريّتنا في مناقشته بالأساليب العلميّة الموضوعيَّة، فإنّه إذا لم يبتعد عن الساحة تماماً، سينكمش، وسيأخذ مكاناً صغيراً له في السَّاحة.. بعضُ الناس، سواء كانوا سياسيّين، أو كانوا علماء دين، أو كانوا مثقّفين، لا يُحبّون أن يتعبوا في مواجهة الفكر الآخر، ولذلك، فإنَّهم يحبّون أن يقمعوا الفكر الآخر ليرتاحوا من الجدل والمجادلين، ومن الحوار والمحاورين.. بعض النَّاس لا يحبّون أن يدخلوا في مواقع الحوار، ولذلك فإنّهم يضطهدونك، لأنّهم لا يريدون أن يتعبوا في مناقشتك.

إنَّني أتصوَّر أنَّ الإنسان الذي يملك قوّة الانتماء إلى فكره، هو إنسانٌ لا يخاف من الفكر الآخر.. الَّذين يخافون من الفكر الآخر، هم الَّذين لا يثقون بأفكارهم، وهم الَّذين لا يستطيعون أن يدافعوا عن أفكارهم.. لذلك، لينطلق كلّ إنسانٍ ليدافع عن فكره في مواجهة الفكر الآخر، ولن تكون النَّتيجة سلبية لصاحب الفكر في هذا المجال.

الإمام زين العابدين (ع) في فقرة من بعض أدعيته، يقول في خطابه لله: "وقد علمتُ أنّه ليس في حُكْمك ظلم، ولا في نَقمتِك عجلة، وإنّما يعْجلُ مَنْ يخافُ الفوتَ، ويحتاج إلى الظُّلم الضَّعيفُ، وقد تعاليتَ يا إلهي عن ذلك عُلوّاً كبيراً" ، إنّه (ع) يريد أن يقول: الأقوياء لا يَظلِمون، لأنَّ القويّ يستطيع أن يصلَ إلى ما يريد من خلال حركة قوّته التي تمثّل غناه فيما هي مسألة مشاريعه في الحياة، إنَّ الذي يظلمك هو الَّذي يخاف منك، الدَّولة تظلم شعبَها لأنّها تخافُ من شعبها، الظَّالم يظلم النَّاس لأنّه يخافُ من ثورتهم عليه...

* من كتاب "للإنسان والحياة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية