كتابات
19/05/2022

17 أيّار: اتّفاقُ العارِ الّذي أرادوا فرضه على اللّبنانيّين

17 أيّار: اتّفاقُ العارِ الّذي أرادوا فرضه على اللّبنانيّين

في السابع عشر من أيار1من العام 1983م، كاد لبنان أن يدخل في صلح منفرد مع "إسرائيل"، يعطيها حقَّ السَّيطرة الكاملة على سيادة لبنان، بما يفرّغ هذا البلد من استقلاله الحقيقيّ والفعليّ، وكلّ ذلك كاد أن يتمّ بمشاركة أمريكا ورعايتها.

ولكنَّ الشعب اللّبناني والمسلمين المجاهدين أسقطوا هذا الاتّفاق، فأخرجوا أمريكا والقوى المتعدِّدة الجنـسيَّات من قوى حلف الأطلسي من لبنان، كما أخرجوا "إسرائيل" من جنوبه.

ومن الملاحظ أنَّ الأكثريَّة في المجلس النيابي قد صوَّتت لصالح الاتفاق قبل التَّعيين، وهي نفسها صوَّتت بعد ذلك على إسقاطه، لأنَّ حركة السياسة اللبنانيَّة، هي كما يقول ذلك الشَّاعر عن بعض هذه النماذج الإنسانيَّة: يعطي ويمنع لا بخلاً ولا كرماً، ولكن على أساس ما يطلب له أن يعطي وما يطلب له أن يمنع2.

أمّا الّذين أسقطوه، فهم تلك الجماعة المؤمنة الطيّبة من العلماء الّذين اعتصموا، ومن الرّجال الذين اعتصموا، ومن النّساء اللّواتي اعتصمن، هؤلاء الّذين ثبتوا أمام الرّصاص...

الّذي أسقط اتفاق 17 أيار، ولم يمكّن إسرائيل من أن تقوم بما تريد به، هو هذه المجموعة من الناس، والَّذي أسقطه هو دم الشَّهيد محمد نجدي، رحمة الله عليه، هؤلاء الَّذين أسقطوه، ولكن الكلّ ادَّعوا البطولة.. والمؤمنون عندما يعملون، فإنهم لا يعملون لكي يتحدَّث النَّاس عنهم، بل ليتحدَّث الله عنهم، وهذا هو الأساس.

لكن نحن نأخذ درساً من هذا، هذه المجموعة الصّغيرة من النَّاس، الذين اجتمعوا في مسجد الرّضا في بئر العبد آنذاك، إنما اجتمعوا من خلال تكليفهم الشّرعي؛ أولئك مجتمعون في خلدة حتى يوقّعوا، وهؤلاء مجتمعون في مسجد الإمام الرّضا حتى يحتجّوا. وتغلَّب الاجتماع الذي انطلق في المسجد على الاجتماع الَّذي انطلق هناك بالاتّفاق بين ممثّل لبنان وإسرائيل وأمريكا، وبهذا سقط الجميع أمام هؤلاء المؤمنين {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ الله}3...

وإننا عندما نواجه قضيَّة إسرائيل، فإننا نواجه خطر المصير والوجود، نواجه الدَّولة التي تزحف لتغير حدود الآخرين، والتي تلعب على كلّ المتغيرات السياسية والعالمية، قد تهادن، قد تصالح، ولكنها لا من موقع الاعتراف بالصّلح، وإنما من موقع التهيؤ لاقتناص الفريسة4...

ولذلك، يجب على كلّ الذين يفكّرون في الإنسان وحريته وكرامته، أن يعملوا [دوماً] على تعطيل إنتاج أيّ اتّفاق شبيه باتّفاق 17أيار، أو قريب من روحيّته ومضمونه5...

[1]توصَّلت الولايات المتحدة بالاتفاق مع حكومة العدوّ الإسرائيلي، بعد الاجتياح الواسع الذي أقدمت عليه للبنان في 1982، إلى فرض شروط صلح مخلّ ومذلّ على رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك أمين الجميل، الابن الأكبر لمؤسّس حزب الكتائب اللبنانيّة بيار الجميل، وقد واجه هذا الاتفاق معارضة وطنيّة وإسلاميّة واسعة، كان انطلاق شرارتها من مسجد الإمام الرضا (ع) في بئر العبد، والذي كان يؤمّ جموع المصلّين فيه سماحة العلّامة المرجع السيِّد محمَّد حسين فضل الله (رض).

[2]من كتاب "إرادة القوّة".

[3]من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 21 صفر 1426 هـ/ 1 نيسان – أبريل 2005م.

[4]من كتاب "من أجل الإسلام". من كتاب "إرادة القوّة".

[5]من كتاب "إرادة القوّة".

في السابع عشر من أيار1من العام 1983م، كاد لبنان أن يدخل في صلح منفرد مع "إسرائيل"، يعطيها حقَّ السَّيطرة الكاملة على سيادة لبنان، بما يفرّغ هذا البلد من استقلاله الحقيقيّ والفعليّ، وكلّ ذلك كاد أن يتمّ بمشاركة أمريكا ورعايتها.

ولكنَّ الشعب اللّبناني والمسلمين المجاهدين أسقطوا هذا الاتّفاق، فأخرجوا أمريكا والقوى المتعدِّدة الجنـسيَّات من قوى حلف الأطلسي من لبنان، كما أخرجوا "إسرائيل" من جنوبه.

ومن الملاحظ أنَّ الأكثريَّة في المجلس النيابي قد صوَّتت لصالح الاتفاق قبل التَّعيين، وهي نفسها صوَّتت بعد ذلك على إسقاطه، لأنَّ حركة السياسة اللبنانيَّة، هي كما يقول ذلك الشَّاعر عن بعض هذه النماذج الإنسانيَّة: يعطي ويمنع لا بخلاً ولا كرماً، ولكن على أساس ما يطلب له أن يعطي وما يطلب له أن يمنع2.

أمّا الّذين أسقطوه، فهم تلك الجماعة المؤمنة الطيّبة من العلماء الّذين اعتصموا، ومن الرّجال الذين اعتصموا، ومن النّساء اللّواتي اعتصمن، هؤلاء الّذين ثبتوا أمام الرّصاص...

الّذي أسقط اتفاق 17 أيار، ولم يمكّن إسرائيل من أن تقوم بما تريد به، هو هذه المجموعة من الناس، والَّذي أسقطه هو دم الشَّهيد محمد نجدي، رحمة الله عليه، هؤلاء الَّذين أسقطوه، ولكن الكلّ ادَّعوا البطولة.. والمؤمنون عندما يعملون، فإنهم لا يعملون لكي يتحدَّث النَّاس عنهم، بل ليتحدَّث الله عنهم، وهذا هو الأساس.

لكن نحن نأخذ درساً من هذا، هذه المجموعة الصّغيرة من النَّاس، الذين اجتمعوا في مسجد الرّضا في بئر العبد آنذاك، إنما اجتمعوا من خلال تكليفهم الشّرعي؛ أولئك مجتمعون في خلدة حتى يوقّعوا، وهؤلاء مجتمعون في مسجد الإمام الرّضا حتى يحتجّوا. وتغلَّب الاجتماع الذي انطلق في المسجد على الاجتماع الَّذي انطلق هناك بالاتّفاق بين ممثّل لبنان وإسرائيل وأمريكا، وبهذا سقط الجميع أمام هؤلاء المؤمنين {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ الله}3...

وإننا عندما نواجه قضيَّة إسرائيل، فإننا نواجه خطر المصير والوجود، نواجه الدَّولة التي تزحف لتغير حدود الآخرين، والتي تلعب على كلّ المتغيرات السياسية والعالمية، قد تهادن، قد تصالح، ولكنها لا من موقع الاعتراف بالصّلح، وإنما من موقع التهيؤ لاقتناص الفريسة4...

ولذلك، يجب على كلّ الذين يفكّرون في الإنسان وحريته وكرامته، أن يعملوا [دوماً] على تعطيل إنتاج أيّ اتّفاق شبيه باتّفاق 17أيار، أو قريب من روحيّته ومضمونه5...

[1]توصَّلت الولايات المتحدة بالاتفاق مع حكومة العدوّ الإسرائيلي، بعد الاجتياح الواسع الذي أقدمت عليه للبنان في 1982، إلى فرض شروط صلح مخلّ ومذلّ على رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك أمين الجميل، الابن الأكبر لمؤسّس حزب الكتائب اللبنانيّة بيار الجميل، وقد واجه هذا الاتفاق معارضة وطنيّة وإسلاميّة واسعة، كان انطلاق شرارتها من مسجد الإمام الرضا (ع) في بئر العبد، والذي كان يؤمّ جموع المصلّين فيه سماحة العلّامة المرجع السيِّد محمَّد حسين فضل الله (رض).

[2]من كتاب "إرادة القوّة".

[3]من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 21 صفر 1426 هـ/ 1 نيسان – أبريل 2005م.

[4]من كتاب "من أجل الإسلام". من كتاب "إرادة القوّة".

[5]من كتاب "إرادة القوّة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية