[فيما يتعلَّق بتأكيد مفهوم رضا الوالدين]، علينا أوّلاً أن لا نخلط المفاهيم
بطريقة مسيئة إلى الطفل والتربية، فعندما نتحدَّث عن إرضاء الوالدين، قد يمتدّ ذلك
ليأخذ شكل القيمة الدينيَّة المقدّسة، الأمر الذي قد يؤدّي إلى نوع من الضّغط
النفسيّ الشَّديد على الولد، عندما يفرض الوالدان على الولد فعلاً ليس في مصلحته.
إنّ أكثر الاتّجاهات شيوعاً لدى الآباء والأُمّهات في تربية أولادهم، رغبة الأهل في
جعل أولادهم صورةً لهم، وسعيهم إلى فرض رغباتهم وأفكارهم الخاصَّة على الأبناء، كما
هو الحال في مجتمعنا التقليدي، حيث يفرض الأب أو الأمّ على الولد أو البنت زوجة
معيّنة أو زوجاً معيّناً، إمَّا من خلال التركيز على شخص معيّن أو على مواصفات
معيّنة، أو كما في حال الأب الَّذي يريد أن يكون ابنه امتداداً له في عمله أو
وظيفته أو ما إلى ذلك.
لذلك، إذا قلنا: إنّ رضا الوالدين بذاته مطلوب في التربية، فإنَّ الولد عند ذلك قد
يتخيَّل أنَّ الله يغضب عليه إذا لم يستجب لرغبة أُمّه أو أبيه، فيشعر آنذاك أنّه
يعيش دماراً في حياته بأسرها.
لذا نقول إنّ علينا كمربّين عندما نريد غرس قيمة معيَّنة في نفس الولد، ولا سيّما
إذا كان لهذه القيمة عنوان الفرض الدّينيّ الذي يشعر معه الإنسان بأنّ الانحراف عنه
يغضب الله، لا بدَّ أنْ نحدِّد هذه القيمة بدقّة، والقرآن الكريم يعطي لهذه القيمة
معنى حدَّده بالإحسان إلى الوالدين.
أمَّا خضوع الولد للوالدين، فأمر يتوقّف على أسلوبهما في التَّأثير في نفسية الولد،
ونحن لا ننصحهما بأنْ يعملا على التّأثير في نفسيّة الولد بالمستوى الذي يصادر
شخصيّته.
*من كتاب "دنيا الطفل".
[فيما يتعلَّق بتأكيد مفهوم رضا الوالدين]، علينا أوّلاً أن لا نخلط المفاهيم
بطريقة مسيئة إلى الطفل والتربية، فعندما نتحدَّث عن إرضاء الوالدين، قد يمتدّ ذلك
ليأخذ شكل القيمة الدينيَّة المقدّسة، الأمر الذي قد يؤدّي إلى نوع من الضّغط
النفسيّ الشَّديد على الولد، عندما يفرض الوالدان على الولد فعلاً ليس في مصلحته.
إنّ أكثر الاتّجاهات شيوعاً لدى الآباء والأُمّهات في تربية أولادهم، رغبة الأهل في
جعل أولادهم صورةً لهم، وسعيهم إلى فرض رغباتهم وأفكارهم الخاصَّة على الأبناء، كما
هو الحال في مجتمعنا التقليدي، حيث يفرض الأب أو الأمّ على الولد أو البنت زوجة
معيّنة أو زوجاً معيّناً، إمَّا من خلال التركيز على شخص معيّن أو على مواصفات
معيّنة، أو كما في حال الأب الَّذي يريد أن يكون ابنه امتداداً له في عمله أو
وظيفته أو ما إلى ذلك.
لذلك، إذا قلنا: إنّ رضا الوالدين بذاته مطلوب في التربية، فإنَّ الولد عند ذلك قد
يتخيَّل أنَّ الله يغضب عليه إذا لم يستجب لرغبة أُمّه أو أبيه، فيشعر آنذاك أنّه
يعيش دماراً في حياته بأسرها.
لذا نقول إنّ علينا كمربّين عندما نريد غرس قيمة معيَّنة في نفس الولد، ولا سيّما
إذا كان لهذه القيمة عنوان الفرض الدّينيّ الذي يشعر معه الإنسان بأنّ الانحراف عنه
يغضب الله، لا بدَّ أنْ نحدِّد هذه القيمة بدقّة، والقرآن الكريم يعطي لهذه القيمة
معنى حدَّده بالإحسان إلى الوالدين.
أمَّا خضوع الولد للوالدين، فأمر يتوقّف على أسلوبهما في التَّأثير في نفسية الولد،
ونحن لا ننصحهما بأنْ يعملا على التّأثير في نفسيّة الولد بالمستوى الذي يصادر
شخصيّته.
*من كتاب "دنيا الطفل".