إنَّ الإسلام هو مسؤوليَّتنا الَّتي نحياها عقلاً وقلباً ومنهجاً وحركة وتحدّياً
وردّاً للتحدّي، و[على كلّ منّا] أن يكون مسلماً في حجم الإسلام، بحيث يعيش همَّ
الإسلام في نفسه، لينمّي نفسه إسلامياً، وهمَّ الإسلام في عائلته: {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ}[التّحريم: 6]، وأن ننمّي الإسلام في واقعنا كلّه، لنملأ الحياة
إسلاماً، وأن تكون حياتنا إسلاميَّة، وأن يكون أمننا إسلاميّاً، وأن تكون علاقاتنا
مع الآخرين إسلاميَّة، وأن نكون إسلاماً يتجسَّد.
فلقد كان كلّ واحد من أهل البيت (ع) كتاب الله الناطق، والله يريد من كلّ واحد منّا
أن يكون قرآناً يتجسَّد في عقله وفي عاطفته وفي أخلاقه وفي قِيَمه ولو بنسبة 20 في
المائة.
أيّها الأحبَّة، إنّ مرحلتنا التاريخية التي نعيشها في مواجهة إسرائيل، وفي مواجهة
الاستكبار العالميّ، وكل تيارات النفاق والضَّلال والفسق والفجور، وفي مواجهة كلّ
تيارات الجهل والتخلُّف التي يروح النَّاس فيها ويغدون، إنّ مرحلتنا هذه صعبة جداً
وقاسية جداً، فالمعركة واسعة سعة العالَم، والتحدّيات كبيرة في مدى الزَّمن.
فعلينا أن نعيش حالة طوارئ ثقافيَّة وسياسية وأمنية واقتصادية، حتى نثبت للعالَم
أنّنا لسنا الضّعفاء الذين تأتي كلّ أُمّة لتستضعفهم، لسنا الأذّلاء الذين يأتي كلّ
طاغية ليستغلّهم، وأن تكون لنا العزَّة من خلال كلّ روحيّتنا، لكي تكون لنا الحياة
من خلال كلِّ مواقفنا وإرادتنا وصلابتنا، وأن نكون الأُمّة ــــ التي قال الله
تعالى عنها: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم
بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ
وَيُقْتَلُونَ}[التّوبة: 111]، وأن لا نكون المقتولين أبداً، بل أن نكون القاتلين
المقتولين، وأن نكون الهازمين الذين إذا هزمنا مرّة، فإنّ علينا أن نخطّط لمرحلة
أخرى ننتصر فيها، {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ}، تعيشون
الإيمان متجسِّداً في كلّ كيانكم، يقول بعضكم لبعض: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ
مَعَنَ}[التّوبة: 40]، {إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}[آل عمران: 139] تنتصرون لله
وينتصر الله بكم.
{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ}، فلا تسقطوا، ولا تبكوا، ولا تنهزموا، ولا تشعروا
باليأس، إنّها سنَّة الحياة {فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ
الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}[آل عمران: 140]، فيوم علينا ويوم لنا،
ويوم نُساء ويوم نسرَّ {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن
تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن
تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[آل عمران: 26].
لنكن مع الحقِّ كلِّه، مع العدل كلِّه، مع الخير كلِّه، ونبقى عباد الله المؤمنين
الَّذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، والَّذين ينطلقون في الدنيا ليؤكّدوا
رسالة الله، وينطلقون في الآخرة لينالوا رضوان الله {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ
الْمُتَنَافِسُونَ}[المطفّفين: 26].
* من كتاب "النَّدوة"، ج 2.
إنَّ الإسلام هو مسؤوليَّتنا الَّتي نحياها عقلاً وقلباً ومنهجاً وحركة وتحدّياً
وردّاً للتحدّي، و[على كلّ منّا] أن يكون مسلماً في حجم الإسلام، بحيث يعيش همَّ
الإسلام في نفسه، لينمّي نفسه إسلامياً، وهمَّ الإسلام في عائلته: {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ}[التّحريم: 6]، وأن ننمّي الإسلام في واقعنا كلّه، لنملأ الحياة
إسلاماً، وأن تكون حياتنا إسلاميَّة، وأن يكون أمننا إسلاميّاً، وأن تكون علاقاتنا
مع الآخرين إسلاميَّة، وأن نكون إسلاماً يتجسَّد.
فلقد كان كلّ واحد من أهل البيت (ع) كتاب الله الناطق، والله يريد من كلّ واحد منّا
أن يكون قرآناً يتجسَّد في عقله وفي عاطفته وفي أخلاقه وفي قِيَمه ولو بنسبة 20 في
المائة.
أيّها الأحبَّة، إنّ مرحلتنا التاريخية التي نعيشها في مواجهة إسرائيل، وفي مواجهة
الاستكبار العالميّ، وكل تيارات النفاق والضَّلال والفسق والفجور، وفي مواجهة كلّ
تيارات الجهل والتخلُّف التي يروح النَّاس فيها ويغدون، إنّ مرحلتنا هذه صعبة جداً
وقاسية جداً، فالمعركة واسعة سعة العالَم، والتحدّيات كبيرة في مدى الزَّمن.
فعلينا أن نعيش حالة طوارئ ثقافيَّة وسياسية وأمنية واقتصادية، حتى نثبت للعالَم
أنّنا لسنا الضّعفاء الذين تأتي كلّ أُمّة لتستضعفهم، لسنا الأذّلاء الذين يأتي كلّ
طاغية ليستغلّهم، وأن تكون لنا العزَّة من خلال كلّ روحيّتنا، لكي تكون لنا الحياة
من خلال كلِّ مواقفنا وإرادتنا وصلابتنا، وأن نكون الأُمّة ــــ التي قال الله
تعالى عنها: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم
بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ
وَيُقْتَلُونَ}[التّوبة: 111]، وأن لا نكون المقتولين أبداً، بل أن نكون القاتلين
المقتولين، وأن نكون الهازمين الذين إذا هزمنا مرّة، فإنّ علينا أن نخطّط لمرحلة
أخرى ننتصر فيها، {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ}، تعيشون
الإيمان متجسِّداً في كلّ كيانكم، يقول بعضكم لبعض: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ
مَعَنَ}[التّوبة: 40]، {إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}[آل عمران: 139] تنتصرون لله
وينتصر الله بكم.
{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ}، فلا تسقطوا، ولا تبكوا، ولا تنهزموا، ولا تشعروا
باليأس، إنّها سنَّة الحياة {فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ
الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}[آل عمران: 140]، فيوم علينا ويوم لنا،
ويوم نُساء ويوم نسرَّ {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن
تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن
تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[آل عمران: 26].
لنكن مع الحقِّ كلِّه، مع العدل كلِّه، مع الخير كلِّه، ونبقى عباد الله المؤمنين
الَّذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، والَّذين ينطلقون في الدنيا ليؤكّدوا
رسالة الله، وينطلقون في الآخرة لينالوا رضوان الله {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ
الْمُتَنَافِسُونَ}[المطفّفين: 26].
* من كتاب "النَّدوة"، ج 2.