كتابات
29/09/2021

العقلُ في الإسلامِ سبيلٌ لمعرفةِ الله

العقلُ في الإسلامِ سبيلٌ لمعرفةِ الله

أعطى الإسلام العقل قيمة ومكانة، بحيث كرَّم به الإنسان وهداه من خلاله إلى سبل الحياة في ما يستطيع إخضاعه من وسائل الحياة، لأنَّ هناك أشياءَ يملكُ العقلُ الوسيلةَ للوصولِ إليها، وأشياء أخرى لا يملك الوسيلة إليها.

فالعقل يُدرك وجود الله من خلال طبيعة المعادلة التي تعتبر ـ حسب الاصطلاح الفلسفي ـ أنَّ ممكن الوجود، الذي لا يكون وجوده وعدمه حتمياً، لا بُدَّ أن يستمدّ وجوده من الخارج، لأنَّه لا يحمل في داخله حتميّة وجوده. إذاً، لا بُدَّ من وجود خالقٍ للوجود. فهذا ما يستطيع العقل أن يدركه، ويجب أن يسعى لإدراكه. ولكن ما هي خصائص هذا الخالق وما هي عناصر كينونته؟ فهذا غيبٌ لا يستطيع العقل إدراكه، لأنَّه لا يملك الأدوات المعرفية للوصول إليه.

لذلك نقول إنَّ العقل هو الذي نستطيع الاستدلال به على وجود الله وعلى نبوة النبيّ وعلى إمكانية اليوم الآخِر، فالعقل في الإسلام هو حجة الله، وهناك تعبيرٌ يقول: "العقل رسولٌ من داخل، والرسول عقلٌ من خارج". لذلك فالعقل أساسي في الإسلام.

ويرى الكثير من علماء الكلام، أنَّه إذا كان ظاهر القرآن يُعطي شيئاً، والعقل القطعيّ يرى أنَّ هذا الشّيء مستحيل، فلا بُدَّ من تأويل ظاهر القرآن لمصلحة العقل. لذلك، فإنَّ الإسلام يؤمن بالعقل ويخاطبه ويُعلي من شأنه، وهناك حديث يقول: "لما خلق الله العقل، قال له: أدبر، فأدبر، ثُمَّ قال له: أقبل، فأقبل، فقال: وعزّتي وجلالي، ما خلقت خلقاً أحسن منك، إياك آمر وإياك أنهى، وإيّاك أثيب وإيّاك أعاقب"1.

وعلى ضوء هذا، ورد عندنا: "إنَّ تفكُّر ساعة خيرٌ من عبادة سنة"2، لأنَّ التفكّر يُغني المعرفة بالله، ويجلي الحجب عن الأبصار. لذلك، ليس الإيمان فوق العقل، بل هو نتيجة طبيعية لإعمال العقل، لأنَّ العقل هو الذي يركّز للإيمان عقيدته، حتى ولو لـم يتمكّن من مرافقة الإيمان إلى كلّ آفاقه، حيث لا يملك العقل أيّ وسيلة للمعرفة فيه.

*من كتاب "الإسلام وقدرته على التّنافس الحضاري".

[1] المجلسي، محمَّد باقر، بحار الأنوار، ج: 1، ص: 96.

[2]البحار، ج: 71، ص: 327.

أعطى الإسلام العقل قيمة ومكانة، بحيث كرَّم به الإنسان وهداه من خلاله إلى سبل الحياة في ما يستطيع إخضاعه من وسائل الحياة، لأنَّ هناك أشياءَ يملكُ العقلُ الوسيلةَ للوصولِ إليها، وأشياء أخرى لا يملك الوسيلة إليها.

فالعقل يُدرك وجود الله من خلال طبيعة المعادلة التي تعتبر ـ حسب الاصطلاح الفلسفي ـ أنَّ ممكن الوجود، الذي لا يكون وجوده وعدمه حتمياً، لا بُدَّ أن يستمدّ وجوده من الخارج، لأنَّه لا يحمل في داخله حتميّة وجوده. إذاً، لا بُدَّ من وجود خالقٍ للوجود. فهذا ما يستطيع العقل أن يدركه، ويجب أن يسعى لإدراكه. ولكن ما هي خصائص هذا الخالق وما هي عناصر كينونته؟ فهذا غيبٌ لا يستطيع العقل إدراكه، لأنَّه لا يملك الأدوات المعرفية للوصول إليه.

لذلك نقول إنَّ العقل هو الذي نستطيع الاستدلال به على وجود الله وعلى نبوة النبيّ وعلى إمكانية اليوم الآخِر، فالعقل في الإسلام هو حجة الله، وهناك تعبيرٌ يقول: "العقل رسولٌ من داخل، والرسول عقلٌ من خارج". لذلك فالعقل أساسي في الإسلام.

ويرى الكثير من علماء الكلام، أنَّه إذا كان ظاهر القرآن يُعطي شيئاً، والعقل القطعيّ يرى أنَّ هذا الشّيء مستحيل، فلا بُدَّ من تأويل ظاهر القرآن لمصلحة العقل. لذلك، فإنَّ الإسلام يؤمن بالعقل ويخاطبه ويُعلي من شأنه، وهناك حديث يقول: "لما خلق الله العقل، قال له: أدبر، فأدبر، ثُمَّ قال له: أقبل، فأقبل، فقال: وعزّتي وجلالي، ما خلقت خلقاً أحسن منك، إياك آمر وإياك أنهى، وإيّاك أثيب وإيّاك أعاقب"1.

وعلى ضوء هذا، ورد عندنا: "إنَّ تفكُّر ساعة خيرٌ من عبادة سنة"2، لأنَّ التفكّر يُغني المعرفة بالله، ويجلي الحجب عن الأبصار. لذلك، ليس الإيمان فوق العقل، بل هو نتيجة طبيعية لإعمال العقل، لأنَّ العقل هو الذي يركّز للإيمان عقيدته، حتى ولو لـم يتمكّن من مرافقة الإيمان إلى كلّ آفاقه، حيث لا يملك العقل أيّ وسيلة للمعرفة فيه.

*من كتاب "الإسلام وقدرته على التّنافس الحضاري".

[1] المجلسي، محمَّد باقر، بحار الأنوار، ج: 1، ص: 96.

[2]البحار، ج: 71، ص: 327.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية