كتابات
30/09/2021

دربُ القوّةِ في مواجهةِ المنكَرِ والظّلمِ

دربُ القوّةِ في مواجهةِ المنكَرِ والظّلمِ

في الحديث عن النبيّ محمد (ص): "إنّ الله يبغض المؤمن الضّعيف الذي لا دين له. فقيل: وما المؤمن الضّعيف الذي لا دين له؟ فقال: الذي لا ينهى عن المنكر"1...

وفي حديث الإمام عليّ (ع)، في النهج: "وما أعمال البرّ كلّها والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلّا كنفثة في بحر لُجيّ، وإنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يُقرّبان من أجل ولا يُنقصان من رزق، وأفضل من ذلك كلمة عدل عند جائر"2.

وفي حديث الإمام الباقر (ع): "مَنْ مشى إلى سلطان جائر، فأمره بتقوى الله، ووعظه وخوّفه، كان له مثل أجر الثقلين (الجنّ والإنس) ومثل أعمالهم"3.

ونلاحظ في هذه الأحاديث، أنّ النهي عن المنكر ينطلق في أجواء حركة تغيير المجتمع الفاسد، وتحويله إلى مجتمع صالح، والوقوف ضدّ واقع الظّلم والطغيان...

وقد نجد في ثورة الحسين العظيمة ملامح هذا الواجب الكبير، حيث كانت انطلاقة الثورة تعبيراً ثورياً في النهي عن المنكر، كما يتمثّل ذلك في خطبته الأولى التي بدأ فيها الثورة: "إنّي لم أخرُج أشراً ولا بطراً، ولا مُفسِداً ولا ظالماً، وإنّما خرجتُ لطلبِ الإصلاح في أُمّة جدّي، أُريد أنْ آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"4.

أمّا أحاديث الإمام عليّ (ع)، فإنّها تضع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المركز العظيم الكبير الذي تتصاغر عنده جميع أعمال الخير، في أثرها الممتدّ، وفي ثوابها العظيم، حتى ليتحوَّل هذا الواجب إلى ما يشبه البحر الواسع إزاء الأعمال التي تشبه نفثة ضائعة في خضمّ البحر المائج. ثم يثير القضيّة في إطار الإيمان بالقضاء والقدر، بأنَّ هذا الواجب، لا يقرّب أجلاً ولا يُبعِّد أجلاً، ولا يزيد رزقاً ولا ينقصه. ويتسامى الموقف حتى يصل إلى القمّة في قوّة الكلمة التي تواجه الظّالم بظلمه، وتنكر على الظّالم طغيانه وعدوانه.

وهكذا، نجد في هذه الفريضة الثوريّة، الموقف الإسلاميَّ القويّ الذي يريد للإنسان أن يسلك درب القوَّة في مواجهة الظلم والطغيان، فيقف موقفاً إيجابياً حاسماً من كلّ مظاهره، ويبتعد عن كلّ موقف سلبيّ، بما في ذلك الموقف الحياديّ الذي يتجمَّد فيه المؤمن بين الظّالم والمظلوم، لأنَّ النظرة الإسلامية لمسؤولية الإنسان المسلم، لا تتمثّل في التزامه الذاتي بالأحكام الشرعيّة فحسب، بل تتعدّاه إلى الالتزام بالمشاركة في إقامة العدل، ومقاومة الظلم في حياة الأُمّة بشكلٍ عام، ولو كان ذلك باستعمال القوّة الضاغطة التي تفرض عمليّة التغيير...

* من كتاب: "الإسلام ومنطق القوّة".

[1]وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج6، ص397.

[2]وسائل الشّيعة، ج6، ص542.

[3]وسائل الشيعة، ج6، ص406.

[4]بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج44، ص329

في الحديث عن النبيّ محمد (ص): "إنّ الله يبغض المؤمن الضّعيف الذي لا دين له. فقيل: وما المؤمن الضّعيف الذي لا دين له؟ فقال: الذي لا ينهى عن المنكر"1...

وفي حديث الإمام عليّ (ع)، في النهج: "وما أعمال البرّ كلّها والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلّا كنفثة في بحر لُجيّ، وإنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يُقرّبان من أجل ولا يُنقصان من رزق، وأفضل من ذلك كلمة عدل عند جائر"2.

وفي حديث الإمام الباقر (ع): "مَنْ مشى إلى سلطان جائر، فأمره بتقوى الله، ووعظه وخوّفه، كان له مثل أجر الثقلين (الجنّ والإنس) ومثل أعمالهم"3.

ونلاحظ في هذه الأحاديث، أنّ النهي عن المنكر ينطلق في أجواء حركة تغيير المجتمع الفاسد، وتحويله إلى مجتمع صالح، والوقوف ضدّ واقع الظّلم والطغيان...

وقد نجد في ثورة الحسين العظيمة ملامح هذا الواجب الكبير، حيث كانت انطلاقة الثورة تعبيراً ثورياً في النهي عن المنكر، كما يتمثّل ذلك في خطبته الأولى التي بدأ فيها الثورة: "إنّي لم أخرُج أشراً ولا بطراً، ولا مُفسِداً ولا ظالماً، وإنّما خرجتُ لطلبِ الإصلاح في أُمّة جدّي، أُريد أنْ آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"4.

أمّا أحاديث الإمام عليّ (ع)، فإنّها تضع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المركز العظيم الكبير الذي تتصاغر عنده جميع أعمال الخير، في أثرها الممتدّ، وفي ثوابها العظيم، حتى ليتحوَّل هذا الواجب إلى ما يشبه البحر الواسع إزاء الأعمال التي تشبه نفثة ضائعة في خضمّ البحر المائج. ثم يثير القضيّة في إطار الإيمان بالقضاء والقدر، بأنَّ هذا الواجب، لا يقرّب أجلاً ولا يُبعِّد أجلاً، ولا يزيد رزقاً ولا ينقصه. ويتسامى الموقف حتى يصل إلى القمّة في قوّة الكلمة التي تواجه الظّالم بظلمه، وتنكر على الظّالم طغيانه وعدوانه.

وهكذا، نجد في هذه الفريضة الثوريّة، الموقف الإسلاميَّ القويّ الذي يريد للإنسان أن يسلك درب القوَّة في مواجهة الظلم والطغيان، فيقف موقفاً إيجابياً حاسماً من كلّ مظاهره، ويبتعد عن كلّ موقف سلبيّ، بما في ذلك الموقف الحياديّ الذي يتجمَّد فيه المؤمن بين الظّالم والمظلوم، لأنَّ النظرة الإسلامية لمسؤولية الإنسان المسلم، لا تتمثّل في التزامه الذاتي بالأحكام الشرعيّة فحسب، بل تتعدّاه إلى الالتزام بالمشاركة في إقامة العدل، ومقاومة الظلم في حياة الأُمّة بشكلٍ عام، ولو كان ذلك باستعمال القوّة الضاغطة التي تفرض عمليّة التغيير...

* من كتاب: "الإسلام ومنطق القوّة".

[1]وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج6، ص397.

[2]وسائل الشّيعة، ج6، ص542.

[3]وسائل الشيعة، ج6، ص406.

[4]بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج44، ص329

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية