كتابات
05/04/2021

بين ارتباط المسلم بتاريخه وانفتاحه على الآخرين

بين ارتباط المسلم بتاريخه وانفتاحه على الآخرين

كيف يمكن للمسلم أن يعيش مع الآخرين، وهو يعيش تاريخه وماضيه؟

الواقع أنَّ الإسلام يمثِّل انفتاحاً في نظرته إلى الأديان، أكثر ممّا تمثّله الأديان الأخرى في نظرتها إلى الإسلام، فمن مفردات الإسلام، الإيمان بالكتاب كلّه، هناك كتاب الله، تمثّل في صحف إبراهيم، وفي التّوراة والإنجيل والقرآن الذي نزل بشكلٍ تدريجيّ.. وكلّ كتاب جديد يصدّق الذي بين يديه، فالتّوراة لم تُلغِ صحف إبراهيم، والإنجيل لم يُلْغِ التّوراة، والقرآن لم يُلْغِ التّوراة والإنجيل، وإنّما تعرَّض للحاجات الجديدة التي فرضها الزّمن الذي جاء بعد عَهْديْ التّوراة والإنجيل. لهذا، فالقاعدة الإسلاميّة لا تفرِّق بين "أحدٍ من رُسُله".. والحوار الإسلاميّ مع أهل الكتاب، اليهود والنّصارى، يتمثَّل في تقديم مواقع اللّقاء في إحساس المسلم {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلّا اللَّ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ}(1). نحن نلتقي في توحيد الله، وفي وحدة الإنسانيّة، وألّا يكون هناك ربٌّ إلّا الله، وألّا يكون الإنسان ربّاً للإنسان.

وفي آيةٍ أخرى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}(2).

إذاً، من خلال عمق التّفكير الإسلاميّ في النظرة إلى الرّسالات، نرى أنَّ الإسلام منفتح على كلّ الرّسالات. ولذلك، كانت كلمة الإسلام كلمةَ لا تؤطّر الإنسان في قمقم خاصّ، ولكنّها تعني إسلام الإنسان لله سبحانه، والإيمان بكلّ رسُله وبكلّ كُتُبه وملائكته، بينما لا نجد هذا في اليهوديّة التي تُلغي الإسلام والمسيحيّة، ولا نجد هذا أيضاً في المسيحيّة التي تلغي الإسلام كدين، وإنْ كان البعض لا يُلغيه كفكرٍ إنسانيّ.

لذلك، فإنَّني أعتقد أنّ النظرة التاريخيّة للمسلم لا تحجزه عن الإنسان الآخر، النصرانيّ أو اليهوديّ، لأنَّ المضمون الدينيّ في الإسلام يمثّل حالة انفتاح على الآخر. ومن هنا، رأينا أنّ التعايش "الإسلامي ـــ الكتابي" كان تعايشاً طبيعيّاً طيلة فترة حكم الإسلام، حتّى في بعض المراحل التي كان بعض المسلمين في الحكم لا يوافقون على ذلك، ومع ذلك، بقي أهل الكتاب من "اليهود والنصارى" في المجتمعات الإسلاميّة من دون أيّ إلغاء.

*من كتاب "للإنسان والحياة"

كيف يمكن للمسلم أن يعيش مع الآخرين، وهو يعيش تاريخه وماضيه؟

الواقع أنَّ الإسلام يمثِّل انفتاحاً في نظرته إلى الأديان، أكثر ممّا تمثّله الأديان الأخرى في نظرتها إلى الإسلام، فمن مفردات الإسلام، الإيمان بالكتاب كلّه، هناك كتاب الله، تمثّل في صحف إبراهيم، وفي التّوراة والإنجيل والقرآن الذي نزل بشكلٍ تدريجيّ.. وكلّ كتاب جديد يصدّق الذي بين يديه، فالتّوراة لم تُلغِ صحف إبراهيم، والإنجيل لم يُلْغِ التّوراة، والقرآن لم يُلْغِ التّوراة والإنجيل، وإنّما تعرَّض للحاجات الجديدة التي فرضها الزّمن الذي جاء بعد عَهْديْ التّوراة والإنجيل. لهذا، فالقاعدة الإسلاميّة لا تفرِّق بين "أحدٍ من رُسُله".. والحوار الإسلاميّ مع أهل الكتاب، اليهود والنّصارى، يتمثَّل في تقديم مواقع اللّقاء في إحساس المسلم {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلّا اللَّ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ}(1). نحن نلتقي في توحيد الله، وفي وحدة الإنسانيّة، وألّا يكون هناك ربٌّ إلّا الله، وألّا يكون الإنسان ربّاً للإنسان.

وفي آيةٍ أخرى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}(2).

إذاً، من خلال عمق التّفكير الإسلاميّ في النظرة إلى الرّسالات، نرى أنَّ الإسلام منفتح على كلّ الرّسالات. ولذلك، كانت كلمة الإسلام كلمةَ لا تؤطّر الإنسان في قمقم خاصّ، ولكنّها تعني إسلام الإنسان لله سبحانه، والإيمان بكلّ رسُله وبكلّ كُتُبه وملائكته، بينما لا نجد هذا في اليهوديّة التي تُلغي الإسلام والمسيحيّة، ولا نجد هذا أيضاً في المسيحيّة التي تلغي الإسلام كدين، وإنْ كان البعض لا يُلغيه كفكرٍ إنسانيّ.

لذلك، فإنَّني أعتقد أنّ النظرة التاريخيّة للمسلم لا تحجزه عن الإنسان الآخر، النصرانيّ أو اليهوديّ، لأنَّ المضمون الدينيّ في الإسلام يمثّل حالة انفتاح على الآخر. ومن هنا، رأينا أنّ التعايش "الإسلامي ـــ الكتابي" كان تعايشاً طبيعيّاً طيلة فترة حكم الإسلام، حتّى في بعض المراحل التي كان بعض المسلمين في الحكم لا يوافقون على ذلك، ومع ذلك، بقي أهل الكتاب من "اليهود والنصارى" في المجتمعات الإسلاميّة من دون أيّ إلغاء.

*من كتاب "للإنسان والحياة"

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية