[أيّ نوع من الحوار هو الأصعب؟ ومع مَن؟]
من الصّعب جداً محاورة المتعصّب، وهو أكثر المواقع صعوبةً، المتعصّب الذي أغلق ذهنه
وفكره، وهذا ما عبَّر عنه القرآن الكريم: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ
لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}[البقرة: 6]، فليسوا مستعدّين لفتح أيّ نافذة في
فكرهم على الآخر. وهو ما نلاحظه في هؤلاء الذين يلتزمون الدّين تعصّباً، كما
يلتزمون السياسة أو الاجتماع تعصّباً، فالمشكلة أنّنا لا نستطيع فتح كوّةٍ في داخل
كيانهم وذواتهم، لأنهم أغلقوا كلّ ذاتهم على ما التزموه، وبالنّحو الذي ليسوا
مستعدّين للحوار مع الآخر وإقناعه.
أتذكّر هنا واقعة طريفة حصلت بين شخصين كانا يتناقشان في السياسة وبحدّة، إذ قال
أحدهما للآخر: لا أسمح لك أن تغيِّر لي أفكاري.
سأقول طرفة ثانية، إذ سُئِل بعض النّاس: لماذا لا تذهبون لمحاورة فلان؟ فأجابوا:
لديه الحجّة ونخاف أن يقنعنا بها.
لقد قلت إنّ العصبيّة هي المشكلة في الشّرق، والعصبيّة لم تأتِ من الدّين في الشّرق،
إنما من الانفعال الشّرقيّ، فالعصبيّة شرقيّة وليست دينيّة، وهي تُنتج الجهل،
والجهل على قسمين: جهل بسيط، وجهل مركّب. الأوّل هو الجهل الطبيعيّ ويقول صاحبه لا
أعرف، والثاني هو الذي لا يعرف ويعتقد أنّه يعرف، وكما قال الشّاعر:
قالَ حمارُ الحكيمِ توما لو أنصفَ الدّهرٌ كنْتُ أَركِب
لأنّنـــي جاهلٌ بسيـــــط وصاحــــبـــــــــي جـــاهــــــلٌ مركّــَب
*من كتاب "عن سنوات ومواقف وشخصيّات".
[أيّ نوع من الحوار هو الأصعب؟ ومع مَن؟]
من الصّعب جداً محاورة المتعصّب، وهو أكثر المواقع صعوبةً، المتعصّب الذي أغلق ذهنه
وفكره، وهذا ما عبَّر عنه القرآن الكريم: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ
لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}[البقرة: 6]، فليسوا مستعدّين لفتح أيّ نافذة في
فكرهم على الآخر. وهو ما نلاحظه في هؤلاء الذين يلتزمون الدّين تعصّباً، كما
يلتزمون السياسة أو الاجتماع تعصّباً، فالمشكلة أنّنا لا نستطيع فتح كوّةٍ في داخل
كيانهم وذواتهم، لأنهم أغلقوا كلّ ذاتهم على ما التزموه، وبالنّحو الذي ليسوا
مستعدّين للحوار مع الآخر وإقناعه.
أتذكّر هنا واقعة طريفة حصلت بين شخصين كانا يتناقشان في السياسة وبحدّة، إذ قال
أحدهما للآخر: لا أسمح لك أن تغيِّر لي أفكاري.
سأقول طرفة ثانية، إذ سُئِل بعض النّاس: لماذا لا تذهبون لمحاورة فلان؟ فأجابوا:
لديه الحجّة ونخاف أن يقنعنا بها.
لقد قلت إنّ العصبيّة هي المشكلة في الشّرق، والعصبيّة لم تأتِ من الدّين في الشّرق،
إنما من الانفعال الشّرقيّ، فالعصبيّة شرقيّة وليست دينيّة، وهي تُنتج الجهل،
والجهل على قسمين: جهل بسيط، وجهل مركّب. الأوّل هو الجهل الطبيعيّ ويقول صاحبه لا
أعرف، والثاني هو الذي لا يعرف ويعتقد أنّه يعرف، وكما قال الشّاعر:
قالَ حمارُ الحكيمِ توما لو أنصفَ الدّهرٌ كنْتُ أَركِب
لأنّنـــي جاهلٌ بسيـــــط وصاحــــبـــــــــي جـــاهــــــلٌ مركّــَب
*من كتاب "عن سنوات ومواقف وشخصيّات".