[كيف نسيطر على انفعالات الأطفال، وكيف نعالج الخوف لديهم؟]
مسألة الخوف هي مسألة طبيعيّة وفطريّة لدى الطّفل، فالطفل كائن ضعيف ينتمي إلى محيط
لا يعرف كلّ ما فيه، لذلك، فهو يستشعر الخطر فطريّاً على حياته فيخاف. لذلك نجده
كثير البكاء، والبكاء هو تعبير عن خوف وطلب للحماية في آنٍ معاً.
وللخوف في حياة الطّفل، كما في حياة الكبار، أسباب، ومن بينها الأشياء الخفيّة التي
تثير خوف الكبار أيضاً. والمؤسف أنّ بعض المربّين يعمدون إلى تعزيز مخاوف الطّفل
برواية قصص الجنّ والأشباح عليه، بغرض إلهاب مخيّلته.
ولكي نهدّئ مخاوف الطفل، علينا أوّلاً وقبل أيّ شيء، أن ننشئ الطّفل في محيطٍ آمنٍ
عاطفيّاً وواقعيّاً، ثمّ نبتعد عن تغذية مخاوفه، فنعرض الحقائق عليه كما هي، ولا
نستغلّ خياله بحشد القصص الخياليّة التي قد تتحوَّل إلى أشباح تقلق نومه.
وفي إطار التربية الدينيّة، نلتقي بالبعض الذي يتحدَّث عن النّار وطبيعة العذاب
فيها بشكلٍ يثير المخاوف والقلق لدى أطفالنا، ما يرسم في أذهانهم صورة مخيفة عن
الله تعالى. وهنا نقول: إذا كان للحديث عن النار كما للحديث عن الجنّة بعض
الإيجابيّات، باعتباره يعمّق في الطّفل جانب الحذر من الانحراف في حياته، فلا بدَّ
من استخدام الأسلوب اللّبق، وتوخّي الدقّة في إثارة مخاوف الطّفل، بحيث لا يتحوّل
الخوف عنده إلى حالة مرضيّة. وإذا كان للخوف من النار بعض التأثير الإيجابي في
شخصية الإنسان، كبيراً كان أو صغيراً، فإنّ للوعد بالفرح في الجنَّة دوراً هامّاً
في خلق التّوازن العاطفيّ عنده. لذلك نجد أنّ الله تعالى في تصويره للآخرة حَشَدَ
الكثير من الصّوَر التي تثير الفرح في نفس الإنسان، واستعمل الأمثلة الحسيّة
الصّارخة لتنمية عناصر الفرح في نفسه، من أجل أن يقوده الوعد بها إلى الالتزام
بأوامر الله طلباً للجنّة.
نحن نعتقد أنّ من الضّروريّ جدّاً للإنسان أن يكون رقيق القلب، وأن يعيش التّوازن
في إحساسه للخوف أو الأمن، أو في جانب الحبّ والبغض وما إلى ذلك، بحيث لا يطغى فيه
أيّ إحساسٍ على غيره من الأحاسيس، فنفقد بذلك توازنه.
*من كتاب "دنيا الطّفل".
[كيف نسيطر على انفعالات الأطفال، وكيف نعالج الخوف لديهم؟]
مسألة الخوف هي مسألة طبيعيّة وفطريّة لدى الطّفل، فالطفل كائن ضعيف ينتمي إلى محيط
لا يعرف كلّ ما فيه، لذلك، فهو يستشعر الخطر فطريّاً على حياته فيخاف. لذلك نجده
كثير البكاء، والبكاء هو تعبير عن خوف وطلب للحماية في آنٍ معاً.
وللخوف في حياة الطّفل، كما في حياة الكبار، أسباب، ومن بينها الأشياء الخفيّة التي
تثير خوف الكبار أيضاً. والمؤسف أنّ بعض المربّين يعمدون إلى تعزيز مخاوف الطّفل
برواية قصص الجنّ والأشباح عليه، بغرض إلهاب مخيّلته.
ولكي نهدّئ مخاوف الطفل، علينا أوّلاً وقبل أيّ شيء، أن ننشئ الطّفل في محيطٍ آمنٍ
عاطفيّاً وواقعيّاً، ثمّ نبتعد عن تغذية مخاوفه، فنعرض الحقائق عليه كما هي، ولا
نستغلّ خياله بحشد القصص الخياليّة التي قد تتحوَّل إلى أشباح تقلق نومه.
وفي إطار التربية الدينيّة، نلتقي بالبعض الذي يتحدَّث عن النّار وطبيعة العذاب
فيها بشكلٍ يثير المخاوف والقلق لدى أطفالنا، ما يرسم في أذهانهم صورة مخيفة عن
الله تعالى. وهنا نقول: إذا كان للحديث عن النار كما للحديث عن الجنّة بعض
الإيجابيّات، باعتباره يعمّق في الطّفل جانب الحذر من الانحراف في حياته، فلا بدَّ
من استخدام الأسلوب اللّبق، وتوخّي الدقّة في إثارة مخاوف الطّفل، بحيث لا يتحوّل
الخوف عنده إلى حالة مرضيّة. وإذا كان للخوف من النار بعض التأثير الإيجابي في
شخصية الإنسان، كبيراً كان أو صغيراً، فإنّ للوعد بالفرح في الجنَّة دوراً هامّاً
في خلق التّوازن العاطفيّ عنده. لذلك نجد أنّ الله تعالى في تصويره للآخرة حَشَدَ
الكثير من الصّوَر التي تثير الفرح في نفس الإنسان، واستعمل الأمثلة الحسيّة
الصّارخة لتنمية عناصر الفرح في نفسه، من أجل أن يقوده الوعد بها إلى الالتزام
بأوامر الله طلباً للجنّة.
نحن نعتقد أنّ من الضّروريّ جدّاً للإنسان أن يكون رقيق القلب، وأن يعيش التّوازن
في إحساسه للخوف أو الأمن، أو في جانب الحبّ والبغض وما إلى ذلك، بحيث لا يطغى فيه
أيّ إحساسٍ على غيره من الأحاسيس، فنفقد بذلك توازنه.
*من كتاب "دنيا الطّفل".