كتابات
09/09/2020

اتّباع الهوى سبيلٌ للعصبيّة والابتعاد عن الحقّ

اتّباع الهوى سبيلٌ للعصبيّة والابتعاد عن الحقّ

إنَّنا نجد الكثيرين من الناس لا يكتفون بأن يتَّبعوا الشّهوات، بل يحاولون أن يجعلوا أولادهم وأصدقاءهم وأقرباءهم معهم. هؤلاء هم الّذين يخسرون: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[الزمر: 15].

يريد أن يتَّبع الشهوات ويشرب الخمر، ويريد من أولاده أن يشربوا الخمر معه، ويتعقَّد من أولاده وزوجته وبناته إذا وقفوا ضدّه في ذلك. ويلعب القمار ويريد منهم أن يلعبوا، وينصر الظالمين ويريد منهم أن ينصروهم... وهكذا في كلّ المجالات. بل إنَّ بعضهم يقدّم أولاده للشيطان ليموتوا في سبيله حتّى يحصل على مال...

هذا هو منطق الساحة ومنطق اتّباع الهوى الذي يجعلك ترتبط بهواك فتبتعد عن الحقّ. ألسنا نتعصَّب على الإنسان الذي ليس معنا حتّى لو كان مع الحقّ؟ ألسنا نقف ضدّه ولا ندرس هل هو مع الحقّ أم لا؟ قد لا يكون معك، ولكن قد يكون على حقّ، في الوقت الذي تكون أنت في سلوكك على باطل. لماذا لا تناقش الأمور؟ ولماذا لا تعرف موقع رضى الله سبحانه وتعالى؟...

إنَّ عصبيّة الشيطان هي من الأهواء والأنانية؛ أنانية الذّات والحزب والطائفة والحركة والمنظّمة والعشيرة. فالأنانية هي التي تسجن الإنسان في داخلها، ولا تسمح له بأنْ يتنفَّس الهواء الذي يتنفَّسه الناس الآخرون.

كن ابن نفسك وابن عشيرتك وابن حزبك وابن حركتك وابن طائفتك، ولكن لا تجعل هذه الأمور سجناً تسجن فيه ذاتك، بل عش في دائرة واترك فيها باباً ينفتح على الناس، حتّى تحاورهم ويحاوروك، وحتّى تتفاهم معهم ويتفاهموا معك، لتكتشف خطأك من خلال ذلك، أو يكتشف النّاس خطأهم.

إنّ اتّباع الهوى لدى المجتمع، هو الذي يمنعه من أن يمارس عمليّة الانفتاح في ما بين أفراده. والله أرادنا أن نتعلَّم الانفتاح، فنتحاور إذا اختلفنا، ونتناقش إذا تنازعنا، ونتحرّك في الحياة من موقع أنّنا عباد الله، وأنّ غايتنا أن نكتشف مواقع رضى الله سبحانه وتعالى، سواء كانت مواقعه في المواقع الصّعبة أو في المواقع السّهلة، لأنَّ المسألة هي أن نكون على بيّنة من ربّنا، وأن نحفظ سلامة الدُّنيا وسلامة الآخرة.

* من كتاب "الجمعة ـ منبر ومحراب".

إنَّنا نجد الكثيرين من الناس لا يكتفون بأن يتَّبعوا الشّهوات، بل يحاولون أن يجعلوا أولادهم وأصدقاءهم وأقرباءهم معهم. هؤلاء هم الّذين يخسرون: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[الزمر: 15].

يريد أن يتَّبع الشهوات ويشرب الخمر، ويريد من أولاده أن يشربوا الخمر معه، ويتعقَّد من أولاده وزوجته وبناته إذا وقفوا ضدّه في ذلك. ويلعب القمار ويريد منهم أن يلعبوا، وينصر الظالمين ويريد منهم أن ينصروهم... وهكذا في كلّ المجالات. بل إنَّ بعضهم يقدّم أولاده للشيطان ليموتوا في سبيله حتّى يحصل على مال...

هذا هو منطق الساحة ومنطق اتّباع الهوى الذي يجعلك ترتبط بهواك فتبتعد عن الحقّ. ألسنا نتعصَّب على الإنسان الذي ليس معنا حتّى لو كان مع الحقّ؟ ألسنا نقف ضدّه ولا ندرس هل هو مع الحقّ أم لا؟ قد لا يكون معك، ولكن قد يكون على حقّ، في الوقت الذي تكون أنت في سلوكك على باطل. لماذا لا تناقش الأمور؟ ولماذا لا تعرف موقع رضى الله سبحانه وتعالى؟...

إنَّ عصبيّة الشيطان هي من الأهواء والأنانية؛ أنانية الذّات والحزب والطائفة والحركة والمنظّمة والعشيرة. فالأنانية هي التي تسجن الإنسان في داخلها، ولا تسمح له بأنْ يتنفَّس الهواء الذي يتنفَّسه الناس الآخرون.

كن ابن نفسك وابن عشيرتك وابن حزبك وابن حركتك وابن طائفتك، ولكن لا تجعل هذه الأمور سجناً تسجن فيه ذاتك، بل عش في دائرة واترك فيها باباً ينفتح على الناس، حتّى تحاورهم ويحاوروك، وحتّى تتفاهم معهم ويتفاهموا معك، لتكتشف خطأك من خلال ذلك، أو يكتشف النّاس خطأهم.

إنّ اتّباع الهوى لدى المجتمع، هو الذي يمنعه من أن يمارس عمليّة الانفتاح في ما بين أفراده. والله أرادنا أن نتعلَّم الانفتاح، فنتحاور إذا اختلفنا، ونتناقش إذا تنازعنا، ونتحرّك في الحياة من موقع أنّنا عباد الله، وأنّ غايتنا أن نكتشف مواقع رضى الله سبحانه وتعالى، سواء كانت مواقعه في المواقع الصّعبة أو في المواقع السّهلة، لأنَّ المسألة هي أن نكون على بيّنة من ربّنا، وأن نحفظ سلامة الدُّنيا وسلامة الآخرة.

* من كتاب "الجمعة ـ منبر ومحراب".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية