كتابات
13/09/2020

هل ألغت إنسانيّة الإسلام خصوصيّات الإنسان؟!

هل ألغت إنسانيّة الإسلام خصوصيّات الإنسان؟!

الإسلام إنسانيٌّ في نظرته إلى الإنسان كلّه، وهو لم ينطلق من أيّ حالة عرقيّة أو قوميّة، فقد ولد في المنطقة العربيّة، ولكنَّه لـم يحمل القومية العربية كعنوان لحركته، ليكون غير العرب ملحقين سياسياً أو ثقافياً بالعرب. فقد كان القرآن والنبيّ عربيّين، ولكنَّ الإسلام جاء إلى الإنسان كلّه، لأنَّه رسالة إنسانيّة جامعة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}[الحجرات: 13].

فقد أطلق الإسلام الإنسانيّة في بُعدها الواسع، ولكنَّه لـم يُلغِ خصوصيّات الإنسان الوطنية والقومية والعرقية، فلكلّ شخصيّة عرقية خصائصها وعناصرها التي تميّزها عن الأخرى، لكنَّ هذه الخصوصيّات لم تكن يوماً حائلاً دون اعتناق الإسلام والاهتداء بهديه.

وهكذا عندما نتحدّث عن كلّ المميزات الإنسانية التي تميّز شخصاً من آخر، فالإسلام لـم يُلغِ الخصوصيات الإنسانية، وإنَّما نظّمها وأنسنها {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}. فعندما تتحرّك خصوصية كلّ إنسان في موقع معيّن، فعلى كلّ خصوصية أن تخاطب الخصوصية الأخرى بما عندها من خبرة وتجربة، في ما تحتاجه الخصوصية الأخرى، ليتحقّق الانفتاح المطلوب الذي يفتح الخصوصيات بعضها على البعض الآخر، ويجعلها تتناغم فيما بينها. 

والتعارف ينطلق من خلال التناغم، والتناغم ينطلق من خلال الحالة التي يعيشها كلّ إنسان في تفاعله مع الإنسان الآخر، من خلال فكره وخبرته وعلمه أو ما إلى ذلك.  فخصوصياتنا الجغرافية والقومية واللغوية هي خصوصياتٌ من أجل إغناء التجربة الإنسانيّة التي تتعارف فيها خصوصيةٌ مع خصوصية أخرى، وتتفاعل من خلالها مع بعضها البعض، لتكون النتائج للإنسان الذي يجمع الخصوصيّتين، ويحقق خلاصة هذا التفاعل بين الخبرات وبين الثقافات.

ولهذا، كان الإسلام إنسانياً: "لا فضل لعربي على أعجمي إلاَّ بالتقوى". والتقوى لا تمثّل حالةً منغلقة في الإنسان، فهي تحرّكه في الحياة من خلال مسؤوليّته أمام الله، ومن خلال هذه المسؤوليّة، تكون المسؤوليّة عن الإنسان كلّه والحياة كلّها.

لذلك، فالفكر عندما ينطلق، فإنَّه يتوجه إلى كلّ الإنسان، ويخاطبه كجوهر وذات فاعلة ومهتدية، ولهذا نجد في القرآن نداءين في ما يُنادي به الله؛ هناك نداء: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}، وهناك نداء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}.  وهذا النداء ليس نداءً بالمعنى الطائفيّ الذي يُتاجر به النّاس، ولكن {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} الذين التزموا الإيمان فكراً وعاطفةً وحركةً، بحيث ينطلق الإيمان ليتحرّك في خطّ المسؤوليّة للإنسان، فهذه القاعدة الأولى لمنطق القوّة في الحضارة الإسلاميّة.

*الإسلام وقدرته على التنافس الحضاريّ.

الإسلام إنسانيٌّ في نظرته إلى الإنسان كلّه، وهو لم ينطلق من أيّ حالة عرقيّة أو قوميّة، فقد ولد في المنطقة العربيّة، ولكنَّه لـم يحمل القومية العربية كعنوان لحركته، ليكون غير العرب ملحقين سياسياً أو ثقافياً بالعرب. فقد كان القرآن والنبيّ عربيّين، ولكنَّ الإسلام جاء إلى الإنسان كلّه، لأنَّه رسالة إنسانيّة جامعة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}[الحجرات: 13].

فقد أطلق الإسلام الإنسانيّة في بُعدها الواسع، ولكنَّه لـم يُلغِ خصوصيّات الإنسان الوطنية والقومية والعرقية، فلكلّ شخصيّة عرقية خصائصها وعناصرها التي تميّزها عن الأخرى، لكنَّ هذه الخصوصيّات لم تكن يوماً حائلاً دون اعتناق الإسلام والاهتداء بهديه.

وهكذا عندما نتحدّث عن كلّ المميزات الإنسانية التي تميّز شخصاً من آخر، فالإسلام لـم يُلغِ الخصوصيات الإنسانية، وإنَّما نظّمها وأنسنها {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}. فعندما تتحرّك خصوصية كلّ إنسان في موقع معيّن، فعلى كلّ خصوصية أن تخاطب الخصوصية الأخرى بما عندها من خبرة وتجربة، في ما تحتاجه الخصوصية الأخرى، ليتحقّق الانفتاح المطلوب الذي يفتح الخصوصيات بعضها على البعض الآخر، ويجعلها تتناغم فيما بينها. 

والتعارف ينطلق من خلال التناغم، والتناغم ينطلق من خلال الحالة التي يعيشها كلّ إنسان في تفاعله مع الإنسان الآخر، من خلال فكره وخبرته وعلمه أو ما إلى ذلك.  فخصوصياتنا الجغرافية والقومية واللغوية هي خصوصياتٌ من أجل إغناء التجربة الإنسانيّة التي تتعارف فيها خصوصيةٌ مع خصوصية أخرى، وتتفاعل من خلالها مع بعضها البعض، لتكون النتائج للإنسان الذي يجمع الخصوصيّتين، ويحقق خلاصة هذا التفاعل بين الخبرات وبين الثقافات.

ولهذا، كان الإسلام إنسانياً: "لا فضل لعربي على أعجمي إلاَّ بالتقوى". والتقوى لا تمثّل حالةً منغلقة في الإنسان، فهي تحرّكه في الحياة من خلال مسؤوليّته أمام الله، ومن خلال هذه المسؤوليّة، تكون المسؤوليّة عن الإنسان كلّه والحياة كلّها.

لذلك، فالفكر عندما ينطلق، فإنَّه يتوجه إلى كلّ الإنسان، ويخاطبه كجوهر وذات فاعلة ومهتدية، ولهذا نجد في القرآن نداءين في ما يُنادي به الله؛ هناك نداء: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}، وهناك نداء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}.  وهذا النداء ليس نداءً بالمعنى الطائفيّ الذي يُتاجر به النّاس، ولكن {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} الذين التزموا الإيمان فكراً وعاطفةً وحركةً، بحيث ينطلق الإيمان ليتحرّك في خطّ المسؤوليّة للإنسان، فهذه القاعدة الأولى لمنطق القوّة في الحضارة الإسلاميّة.

*الإسلام وقدرته على التنافس الحضاريّ.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية