السيد.. المظلة الحامية - الدّكتور حمزة الحسن

السيد.. المظلة الحامية - الدّكتور حمزة الحسن
 
السيد المظلة الحامية

د.حمزة الحسن

لا أدَّعي أنّني أعرف السيّد، ولكن التقيته وقرأت كتاباته. كنَّا من جيلٍ نبحث عن عمامة متميّزة تعرف الجيل، وقد وجدناها في السيّد الرّاحل، ولهذا كان فقده خسارة.

نحن كطائفةٍ شيعيّة عندما نعرض التشيّع للآخر، فإنّنا نعرض صورةً نمطيّة، ولكنّ السيّد غيّر هذه الصّورة النمطيّة للتّشيّع.

حتَّى المنتج الثّقافيّ والفقهيّ الّذي قدَّمه كان متنوِّعاً، فالبيئة الّتي عاش فيها تعطيك صورةً أخرى للتنوّع، ولهذا كان المنتج الَّذي قدَّمه مختلفاً، وينظر إليه بصورة مختلفة.

ولأنَّ التنوّع ضرورة لأيِّ مذهبٍ أو طائفة، ولا نريد أن نُختزَلَ في صورة نمطيَّة واحدة، فنحن جزء من هذا التنوّع. لقد حرّك السيّد مياهاً راكدة، وسوف تعرف قيمته بعد افتقاده، ومنبع الحاجة، أنّ السيّد كان جسراً للآخر، ويمثّل مظلّةً للجميع.

وكان السيّد وحدويّاً بحقّ، وفي عمقه كان داعيةً للوحدة، لا من أجل أن يعترف الآخر بإسلامه، بل كان يؤلمه أن يرى المسلمين متفرّقين. كان يحبّ فلسطين، فهو وارث مدرسةٍ، ابتداءً بالشَّهيد الأوَّل وشرف الدّين وموسى الصّدر ومحسن الأمين، وهي مدرسة وحدويّة.

قيل عنه إنّه عاش للنّاس ومن أجلهم، كان يصلّي بهم ويزور ضعفاءهم. أعطاهم فرصةً مختلفةً عن بقيّة المراجع، عاش للنّاس واقترب منهم، كان حقّاً يعيش معهم، وكانوا جزءاً من برنامجه اليوميّ.

كان السيِّد مجدِّداً، ولا يمكن أن يكون المجدِّد مجدِّداً، إلا إذا كان صاحب قضيَّةٍ ومتَّصلاً بالشَّأن العام. كان مجاهداً، وتعرَّض للمخاطر ومحاولات الاغتيال، وكان مطَّلعاً على الواقع وعلى فكر الآخر.

أفكار السيِّد كانت موجودةً لدى غيره، ولكنَّهم لم يكونوا يملكون الجرأة على الإفصاح بها. وما حدث للسيّد كان قد حدث لمن قبله مثل السيّد محسن الأمين.

السيِّد صنع مظلَّةً حاميةً للمقاومة والعاملين في الحركة الإسلاميَّة، وأشعر بأنَّ هذه المظلَّة تقلَّصت بوفاته.

التاريخ: 29 رمضان 1431 هـ  الموافق: 08/09/2010 م

 
 
 
 
السيد المظلة الحامية

د.حمزة الحسن

لا أدَّعي أنّني أعرف السيّد، ولكن التقيته وقرأت كتاباته. كنَّا من جيلٍ نبحث عن عمامة متميّزة تعرف الجيل، وقد وجدناها في السيّد الرّاحل، ولهذا كان فقده خسارة.

نحن كطائفةٍ شيعيّة عندما نعرض التشيّع للآخر، فإنّنا نعرض صورةً نمطيّة، ولكنّ السيّد غيّر هذه الصّورة النمطيّة للتّشيّع.

حتَّى المنتج الثّقافيّ والفقهيّ الّذي قدَّمه كان متنوِّعاً، فالبيئة الّتي عاش فيها تعطيك صورةً أخرى للتنوّع، ولهذا كان المنتج الَّذي قدَّمه مختلفاً، وينظر إليه بصورة مختلفة.

ولأنَّ التنوّع ضرورة لأيِّ مذهبٍ أو طائفة، ولا نريد أن نُختزَلَ في صورة نمطيَّة واحدة، فنحن جزء من هذا التنوّع. لقد حرّك السيّد مياهاً راكدة، وسوف تعرف قيمته بعد افتقاده، ومنبع الحاجة، أنّ السيّد كان جسراً للآخر، ويمثّل مظلّةً للجميع.

وكان السيّد وحدويّاً بحقّ، وفي عمقه كان داعيةً للوحدة، لا من أجل أن يعترف الآخر بإسلامه، بل كان يؤلمه أن يرى المسلمين متفرّقين. كان يحبّ فلسطين، فهو وارث مدرسةٍ، ابتداءً بالشَّهيد الأوَّل وشرف الدّين وموسى الصّدر ومحسن الأمين، وهي مدرسة وحدويّة.

قيل عنه إنّه عاش للنّاس ومن أجلهم، كان يصلّي بهم ويزور ضعفاءهم. أعطاهم فرصةً مختلفةً عن بقيّة المراجع، عاش للنّاس واقترب منهم، كان حقّاً يعيش معهم، وكانوا جزءاً من برنامجه اليوميّ.

كان السيِّد مجدِّداً، ولا يمكن أن يكون المجدِّد مجدِّداً، إلا إذا كان صاحب قضيَّةٍ ومتَّصلاً بالشَّأن العام. كان مجاهداً، وتعرَّض للمخاطر ومحاولات الاغتيال، وكان مطَّلعاً على الواقع وعلى فكر الآخر.

أفكار السيِّد كانت موجودةً لدى غيره، ولكنَّهم لم يكونوا يملكون الجرأة على الإفصاح بها. وما حدث للسيّد كان قد حدث لمن قبله مثل السيّد محسن الأمين.

السيِّد صنع مظلَّةً حاميةً للمقاومة والعاملين في الحركة الإسلاميَّة، وأشعر بأنَّ هذه المظلَّة تقلَّصت بوفاته.

التاريخ: 29 رمضان 1431 هـ  الموافق: 08/09/2010 م

 
 
 
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية