نسمع بين الحين والآخر بموضوع الانتحار وفصوله المتنقّله بين مكان وآخر، وعبر طرق مختلفة. وفي هذه العجالة، نورد بعض الآراء الاجتماعية والدينية حول الانتحاركقضية اجتماعية تهدد سلامة الفرد والمجتمع، تعميماً للفائدة، ولتسليط الضوء أكثر على هذه المسألة التي باتت مبعث قلق وخوف لدى الناس الذين يتعرضون للكثير من الضغوطات والتحديات المتنوّعة، حيث ترزح المجتمعات العربية تحت وطأة كثير من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية التي تهدّد تماسكها ومسيرتها ووجودها.
من الناحية الاجتماعية، هناك عدّة عوامل اجتماعية متشابكة تؤدّي بالفرد إلى الانتحار، ويعزّز هذا الشعور، الضغط النفسي وبعض الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب والقلق وسيطرة السوداوية على الحياة، فالانتحار يصبح أولوية لدى الفرد للتخلّص من الضغط النفسي المأزوم.
من الزاوية الدينية، كلّ الأديان متَّفقة على تحريم الانتحار وعدِّه فعلاً شنيعاً مستنكراً، ففي المسيحية، الحياة هبة الله يجب الحفاظ عليها، وليس للإنسان الحرية بإنهاء حياته.
ترى الكنيسة أنّ الانتحار خطأ، فهو يتناقض ووصيّة الله باستنكاره، إنه فعل يسير بعكس مفهوم محبّة الذّات ومحبّة الله واهب الحياة، نحن البشر وكلاء للحياة ولسنا مالكين لها، والشّخص الذي ينهي حياته بإرادته ليس مخطئًا تجاه نفسه وحسب، بل تجاه الآخرين الذين سيعانون ألم الخسارة والحزن.
والانتحار في الإسلام معصية كبيرة، يأثم فاعله، وهو حرام اتفاقاً. قال الله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم}. فالنفس ملك لله، والحياة هبه الله للإنسان، فليس له أن يزهق الروح؛ لأن ذلك تدخّل فيما لا يملك. والدين جعل من أجل حماية الإنسان من الإساءة إلى نفسه والآخرين.
المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، يؤكِّد تحريم الإسلام الانتحار، فلا يجوز للإنسان قتل نفسه أو غيره، ولا يجوز له أن يضرّ بنفسه بالشّكل الذي يكون بمنزلة الهلاك.
وحول بعض التّفاصيل المتعلّقة بالموضوع، يقول سماحته "بأنّ المنتحر، بمعزل عن أيّ ظرف، يكون قد مارس خطيئة كأيّ خطيئة شرعيّة لا تستوجب التكفير، ومن حاول الانتحار، فقد بدأ الخطيئة، ولكنه لم يواقعها، وهو ما يعبّر عنه بالمتجرّي. فالمتجري هو الذي يقدم على الخطيئة، ولكن لا ينفّذها نتيجة ظروف خارجة عن إرادته، أو نتيجة ضعفه"، مضيفاً بأن "مسؤولية المجتمع ككلّ، العمل على منع الفرد من الانتحار، ما يوجب على الناس المقيمين في محيط الفرد منعه بمختلف الوسائل، وإلاّ أثموا جميعاً".
ولكن حكم الانتحار ليس عاماً، فقد يكون نتيجة مرض نفسيّ، ففي مثل هذه الحالة، يرى السيد فضل الله وجوب دراسة الحالة، فإذا كان هذا المرض يؤدّي إلى شلل في الإرادة، بحيث يتحرك الإنسان بطريقة لاشعورية ولاإرادية، فإنه يعذر تماماً كالإنسان الذي لا يملك عقلاً.
السيد فضل الله(رض) يرى أنه للحؤول من الانتحار أو الحدّ منه، لا بدّ من العمل على تنشئة الإنسان الفرد على تحمّل الصعاب، وفتح أفق واسع أمامه يجعله قادراً على الخروج من الحالة الضيّقة التي يتحرك فيها بداخل الزنزانة النفسية أو العاطفية. من هنا أهمية قيمة الصبر أمام المشاكل، كما قيمة الأمل الذي يجعل الإنسان ينظر إلى الحياة بكامل جوانبها، ولا يستغرق في جانب من دون آخر". [سؤال وجواب].
أمام ما يشهده واقعنا من قصص الانتحار، وعند فئات عمرية مختلفة، فإن المسؤوليات ضخمة وكبيرة على عاتق الجميع، من أهل وجهات دينية واجتماعية وتربوية وثقافية، بغية وضع استراتيجية وتصوّر للحدّ من مضاعفات هذه المسألة.
لقد أثبتت التجارب أنّ أجيال اليوم تعاني فراغاً كبيراً روحيّاً وأخلاقيّاً وفكريّاً، وهي تحتاج أكثر من أيّ وقت إلى من يملأ هذا الفراغ وعياً وحكمةً ورزانة والتزاماً بالقيم والمفاهيم، من خلال أسلوب يفتح القلوب والعقول على كلّ قيمة ومعنى أصيل يثبتها على أرض متحرّكة في كلّ لحظة.
نسمع بين الحين والآخر بموضوع الانتحار وفصوله المتنقّله بين مكان وآخر، وعبر طرق مختلفة. وفي هذه العجالة، نورد بعض الآراء الاجتماعية والدينية حول الانتحاركقضية اجتماعية تهدد سلامة الفرد والمجتمع، تعميماً للفائدة، ولتسليط الضوء أكثر على هذه المسألة التي باتت مبعث قلق وخوف لدى الناس الذين يتعرضون للكثير من الضغوطات والتحديات المتنوّعة، حيث ترزح المجتمعات العربية تحت وطأة كثير من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية التي تهدّد تماسكها ومسيرتها ووجودها.
من الناحية الاجتماعية، هناك عدّة عوامل اجتماعية متشابكة تؤدّي بالفرد إلى الانتحار، ويعزّز هذا الشعور، الضغط النفسي وبعض الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب والقلق وسيطرة السوداوية على الحياة، فالانتحار يصبح أولوية لدى الفرد للتخلّص من الضغط النفسي المأزوم.
من الزاوية الدينية، كلّ الأديان متَّفقة على تحريم الانتحار وعدِّه فعلاً شنيعاً مستنكراً، ففي المسيحية، الحياة هبة الله يجب الحفاظ عليها، وليس للإنسان الحرية بإنهاء حياته.
ترى الكنيسة أنّ الانتحار خطأ، فهو يتناقض ووصيّة الله باستنكاره، إنه فعل يسير بعكس مفهوم محبّة الذّات ومحبّة الله واهب الحياة، نحن البشر وكلاء للحياة ولسنا مالكين لها، والشّخص الذي ينهي حياته بإرادته ليس مخطئًا تجاه نفسه وحسب، بل تجاه الآخرين الذين سيعانون ألم الخسارة والحزن.
والانتحار في الإسلام معصية كبيرة، يأثم فاعله، وهو حرام اتفاقاً. قال الله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم}. فالنفس ملك لله، والحياة هبه الله للإنسان، فليس له أن يزهق الروح؛ لأن ذلك تدخّل فيما لا يملك. والدين جعل من أجل حماية الإنسان من الإساءة إلى نفسه والآخرين.
المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، يؤكِّد تحريم الإسلام الانتحار، فلا يجوز للإنسان قتل نفسه أو غيره، ولا يجوز له أن يضرّ بنفسه بالشّكل الذي يكون بمنزلة الهلاك.
وحول بعض التّفاصيل المتعلّقة بالموضوع، يقول سماحته "بأنّ المنتحر، بمعزل عن أيّ ظرف، يكون قد مارس خطيئة كأيّ خطيئة شرعيّة لا تستوجب التكفير، ومن حاول الانتحار، فقد بدأ الخطيئة، ولكنه لم يواقعها، وهو ما يعبّر عنه بالمتجرّي. فالمتجري هو الذي يقدم على الخطيئة، ولكن لا ينفّذها نتيجة ظروف خارجة عن إرادته، أو نتيجة ضعفه"، مضيفاً بأن "مسؤولية المجتمع ككلّ، العمل على منع الفرد من الانتحار، ما يوجب على الناس المقيمين في محيط الفرد منعه بمختلف الوسائل، وإلاّ أثموا جميعاً".
ولكن حكم الانتحار ليس عاماً، فقد يكون نتيجة مرض نفسيّ، ففي مثل هذه الحالة، يرى السيد فضل الله وجوب دراسة الحالة، فإذا كان هذا المرض يؤدّي إلى شلل في الإرادة، بحيث يتحرك الإنسان بطريقة لاشعورية ولاإرادية، فإنه يعذر تماماً كالإنسان الذي لا يملك عقلاً.
السيد فضل الله(رض) يرى أنه للحؤول من الانتحار أو الحدّ منه، لا بدّ من العمل على تنشئة الإنسان الفرد على تحمّل الصعاب، وفتح أفق واسع أمامه يجعله قادراً على الخروج من الحالة الضيّقة التي يتحرك فيها بداخل الزنزانة النفسية أو العاطفية. من هنا أهمية قيمة الصبر أمام المشاكل، كما قيمة الأمل الذي يجعل الإنسان ينظر إلى الحياة بكامل جوانبها، ولا يستغرق في جانب من دون آخر". [سؤال وجواب].
أمام ما يشهده واقعنا من قصص الانتحار، وعند فئات عمرية مختلفة، فإن المسؤوليات ضخمة وكبيرة على عاتق الجميع، من أهل وجهات دينية واجتماعية وتربوية وثقافية، بغية وضع استراتيجية وتصوّر للحدّ من مضاعفات هذه المسألة.
لقد أثبتت التجارب أنّ أجيال اليوم تعاني فراغاً كبيراً روحيّاً وأخلاقيّاً وفكريّاً، وهي تحتاج أكثر من أيّ وقت إلى من يملأ هذا الفراغ وعياً وحكمةً ورزانة والتزاماً بالقيم والمفاهيم، من خلال أسلوب يفتح القلوب والعقول على كلّ قيمة ومعنى أصيل يثبتها على أرض متحرّكة في كلّ لحظة.