"قرآن توماس جيفرسون": الإسلام والآباء المؤسّسون

"قرآن توماس جيفرسون": الإسلام والآباء المؤسّسون

"قرآن توماس جيفرسون"، هو كتاب للباحثة الأميركية، "دينيس سبيلبيرغ"، أستاذة التاريخ والدراسات الشرق أوسطية، في جامعة تكساس. تقول الباحثة في الكتاب، إن الرئيس توماس جيفرسون، كتب في العام 1776، عن حق المسلمين وغيرهم في حرية العبادة. وبسبب طروحاته في مجال الحرية الدينية والمساواة السياسية، كان موضع اتهام، وكان عرضة لكثير من حملات التشويه، حتى وصل الأمر إلى حدِّ اعتباره مفكراً مسلماً، على حد تعبيرها.

ويشير الكتاب إلى أنَّ جيفرسون، وأثناء دراسته في "جامعة ويليا مسبيرغ"، اشترى نسختين مترجمتين لمعاني القرآن الكريم، أعدّهما الإنكليزي جورج سال. وتضمّنت إحداهما "فصلاً تمهيدياً" من 200 صفحة، يقدّم نظرة عامة عن العقيدة، والشَّعائر، والتَّشريعات الإسلاميَّة.

يُذكر أنَّ جيفرسون، روى في سيرته الذاتية، صراعه من أجل تمرير مشروع قانونه التاريخي، عن الحرية الدينية للجميع. لذا، يعتبر من الآباء المؤسسين للحرية الدينية في أميركا، والرافضين لمنطق إقصاء أية جماعة دينية.

كان الإسلام حاضراً بقوة في التأصيل النضالي الأميركي لحماية الحرية الدينية، فبالرغم من وجود الكثير من الأميركيين المرتابين من الإسلام، والخائفين من دمج المسلمين في الحياة العامة، بحسب الباحثة، فإنّ هناك بعض المؤسّسين الّذين رفضوا هذا المنطق، من أمثال "جيفرسون" و"جورج واشنطن"، اللّذين رفضا أيضاً عدم فتح أميركا أبوابها للمواطنين المسلمين، وعدم توليهم مناصب عليا فيها، حتى منصب الرئيس، وخصوصاً أنَّ هناك المئات، وربما الآلاف من المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية في العام 1776، الذين استوردوا كعبيد من مناطق أفريقية، حيث كان الإسلام مزدهراً.

وتلفت الباحثة إلى نقطة أساسية، وهي أنه بخلاف من يريدون إبعاد الإسلام والمسلمين اليوم عن التجربة الأميركية ومزيجها الديني، فإنّ شخصية رئيسة في عصر التأسيس [جيفرسون]، رأت أن التكامل بين الكنيسة والدولة في أميركا، يمكن أن يخلق مساحة للإسلام والمسلمين المؤمنين.

وما يثيره الكتاب، أنَّ الرئيس توماس جيفرسون، كان يرفض التسامح مع الفكرة القائلة، إنّ الغالبية الدينية لها الحق في فرض إرادتها على أي أقلية دينية، بل اختار التسامح مع المختلف دينياً، رافضاً أيضاً فرض آراء أو معتقدات على الناس، قد تخالف ما يمليه عليهم ضميرهم. وبذلك، كان "جيفرسون" الملهم للكثير من الزعماء والرؤساء من بعده، ومنهم الرئيس "إبراهام لينكولن"، الذي كان كثير الاقتباس من القرآن الكريم.

ولعلّ معرفة "جيفرسون" بالإسلام، بحسب المؤرخين، ترجع إلى مقابلته سفراء وشيوخاً مسلمين. كذلك "جون آدمز"، الذي تولّى منصب نائب الرئيس خلال ولاية الرئيس واشنطن، قبل أن يصبح الرئيس الثاني للولايات المتحدة الأميركية (1797-1801)، فقد قال: "إنّ الرسول محمداً واحد من أكثر الباحثين عن الحقيقة اتزاناً في العالم".

كلّ ذلك ساهم بشكلٍ أو بآخر، في أن يكون الإسلام حاضراً بقوة في عصر التأسيس لقيام الولايات المتحدة الأميركية، وأن يكون المسلمون متجذرين في النقاش حول مفهوم المواطنة الأميركية.

وترى الباحثة أنَّ المسلم كان متجذراً في الوعي الأميركي منذ ولادة الجمهورية والدولة، على الرغم من عدم دعم الغالبية البروتستانتية لفكرة شملهم بمفهوم المواطنة. وتعتبر الباحثة أن هذا الرفض مفهوم، لأنه امتداد للنمطية والعداء الغربي للإسلام هناك، ولكن المثير هي الكيفية التي تجذّرت فيها فكرة الدفاع عن حق المسلمين في المواطنة.

والباحثة تحاول الردّ على الفكرة التي انتشرت، ولا تزال منتشرة حتى اليوم في كتابات المؤرخين، عن المسلمين، وعن الإسلام كدين غير أميركي، يقف على طرف النقيض من الديانة البروتستانتية. وهذا الكتاب محاولة لتوضيح مسألة مهمة في التاريخ الأميركي، في وقت أصبحت المواطنة للمسلمين محلاً للنقاش الحاد.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


"قرآن توماس جيفرسون"، هو كتاب للباحثة الأميركية، "دينيس سبيلبيرغ"، أستاذة التاريخ والدراسات الشرق أوسطية، في جامعة تكساس. تقول الباحثة في الكتاب، إن الرئيس توماس جيفرسون، كتب في العام 1776، عن حق المسلمين وغيرهم في حرية العبادة. وبسبب طروحاته في مجال الحرية الدينية والمساواة السياسية، كان موضع اتهام، وكان عرضة لكثير من حملات التشويه، حتى وصل الأمر إلى حدِّ اعتباره مفكراً مسلماً، على حد تعبيرها.

ويشير الكتاب إلى أنَّ جيفرسون، وأثناء دراسته في "جامعة ويليا مسبيرغ"، اشترى نسختين مترجمتين لمعاني القرآن الكريم، أعدّهما الإنكليزي جورج سال. وتضمّنت إحداهما "فصلاً تمهيدياً" من 200 صفحة، يقدّم نظرة عامة عن العقيدة، والشَّعائر، والتَّشريعات الإسلاميَّة.

يُذكر أنَّ جيفرسون، روى في سيرته الذاتية، صراعه من أجل تمرير مشروع قانونه التاريخي، عن الحرية الدينية للجميع. لذا، يعتبر من الآباء المؤسسين للحرية الدينية في أميركا، والرافضين لمنطق إقصاء أية جماعة دينية.

كان الإسلام حاضراً بقوة في التأصيل النضالي الأميركي لحماية الحرية الدينية، فبالرغم من وجود الكثير من الأميركيين المرتابين من الإسلام، والخائفين من دمج المسلمين في الحياة العامة، بحسب الباحثة، فإنّ هناك بعض المؤسّسين الّذين رفضوا هذا المنطق، من أمثال "جيفرسون" و"جورج واشنطن"، اللّذين رفضا أيضاً عدم فتح أميركا أبوابها للمواطنين المسلمين، وعدم توليهم مناصب عليا فيها، حتى منصب الرئيس، وخصوصاً أنَّ هناك المئات، وربما الآلاف من المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية في العام 1776، الذين استوردوا كعبيد من مناطق أفريقية، حيث كان الإسلام مزدهراً.

وتلفت الباحثة إلى نقطة أساسية، وهي أنه بخلاف من يريدون إبعاد الإسلام والمسلمين اليوم عن التجربة الأميركية ومزيجها الديني، فإنّ شخصية رئيسة في عصر التأسيس [جيفرسون]، رأت أن التكامل بين الكنيسة والدولة في أميركا، يمكن أن يخلق مساحة للإسلام والمسلمين المؤمنين.

وما يثيره الكتاب، أنَّ الرئيس توماس جيفرسون، كان يرفض التسامح مع الفكرة القائلة، إنّ الغالبية الدينية لها الحق في فرض إرادتها على أي أقلية دينية، بل اختار التسامح مع المختلف دينياً، رافضاً أيضاً فرض آراء أو معتقدات على الناس، قد تخالف ما يمليه عليهم ضميرهم. وبذلك، كان "جيفرسون" الملهم للكثير من الزعماء والرؤساء من بعده، ومنهم الرئيس "إبراهام لينكولن"، الذي كان كثير الاقتباس من القرآن الكريم.

ولعلّ معرفة "جيفرسون" بالإسلام، بحسب المؤرخين، ترجع إلى مقابلته سفراء وشيوخاً مسلمين. كذلك "جون آدمز"، الذي تولّى منصب نائب الرئيس خلال ولاية الرئيس واشنطن، قبل أن يصبح الرئيس الثاني للولايات المتحدة الأميركية (1797-1801)، فقد قال: "إنّ الرسول محمداً واحد من أكثر الباحثين عن الحقيقة اتزاناً في العالم".

كلّ ذلك ساهم بشكلٍ أو بآخر، في أن يكون الإسلام حاضراً بقوة في عصر التأسيس لقيام الولايات المتحدة الأميركية، وأن يكون المسلمون متجذرين في النقاش حول مفهوم المواطنة الأميركية.

وترى الباحثة أنَّ المسلم كان متجذراً في الوعي الأميركي منذ ولادة الجمهورية والدولة، على الرغم من عدم دعم الغالبية البروتستانتية لفكرة شملهم بمفهوم المواطنة. وتعتبر الباحثة أن هذا الرفض مفهوم، لأنه امتداد للنمطية والعداء الغربي للإسلام هناك، ولكن المثير هي الكيفية التي تجذّرت فيها فكرة الدفاع عن حق المسلمين في المواطنة.

والباحثة تحاول الردّ على الفكرة التي انتشرت، ولا تزال منتشرة حتى اليوم في كتابات المؤرخين، عن المسلمين، وعن الإسلام كدين غير أميركي، يقف على طرف النقيض من الديانة البروتستانتية. وهذا الكتاب محاولة لتوضيح مسألة مهمة في التاريخ الأميركي، في وقت أصبحت المواطنة للمسلمين محلاً للنقاش الحاد.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية