كتاب "علم الاجتماع والإسلام"، دراسة نقديّة لفكر "ماكس فيبر"، تأليف "براين تيرنر"، أستاذ علم الاجتماع في جامعة "أبيرمين" في سكوتلندا، وترجمة الدكتور أبو بكر باقادر، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الخارجية السعودية. تبلغ عدد صفحاته 276 صفحة من الحجم الوسط.
يتألف الكتاب من ثلاثة أجزاء، يتفرّع عنها فصول عديدة، ولقد تناول (تيرنر) فلسفة ماكس فيبر في العلوم الاجتماعيّة، والمشاكل الّتي تعترض هذه الفلسفة، كما وانتقد (فيبر) من خلال منطلقاته الّتي عالج بها مسألة ظهور الإسلام، ودراسة شخصيّة النبي(ص)، وفكرة الله والإنسان في الإسلام، ومدى العلاقة بين الإسلام والتصوّف مقارنةً بالدّيانة المسيحية، كما درس آراء فيبر السياسيّة، وتحليله لأسباب سقوط الدّولة العثمانية.
وتعرّض "تيرنر" لمدى العلاقة بين أفكار المصلحين المسلمين وأفكار فيبر حول العلاقة بين البروتستانيّة والرأسماليّة.
ومحور تصوّر "فيبر" للمجتمع الإسلاميّ، يتمثّل في المقابلة بين الطابع العقلاني والمنظّم للمجتمع الغربيّ، ولا سيّما في ميدان القانون والعلوم والصّناعة، وبين الأوضاع اللامستقرّة والفوضويّة سياسيّاً واقتصاديّاً في الحضارات الشرقيّة، وتحديداً في الإسلام، ويتوسّع عارضاً للاختلافات، والّتي كانت شائعة لدى علماء السياسة والفلسفة والاقتصاد في القرن التاسع عشر بين الشّرق والغرب.
وينطلق فيبر في دراسته للإسلام من رأيه في أنّ طبيعة المجتمع الإسلاميّ من كلّ النواحي، تسيطر عليها العقلية التوريثية.
ويخلط فيبر بين الكثير من المصطلحات، فهو يشير إلى مجموعة من المترادفات المختلفة تحت مصطلح "قدّيس"، كـ"درويش" و"صوفي" و"ولي"، دون أن يضع في اعتباره الاختلاف في دلالة هذه المترادفات ومعانيها، لاختلاف الإطار التاريخي والثقافي الذي يحكم هذه المترادفات، فالإسلام كما يُستنتج من فلسفة فيبر، له أدوار اجتماعية تتطابق تماماً مع أدوار القدّيسين المسيحيّين.
إنّ تعليقات فيبر عن الإسلام تنحصر في تفسيره لمحتوى الأخلاق الإسلاميّة، إذ يشير إلى أنّه على الرّغم من أنّ الإسلام ظهر في مكّة كدين توحيديّ تحت الإشراف النبوي، إلا أنّه لم يتطوّر إلى دين تزهّدي، لأنّ حَمَلَتَه الأساسيّين كانوا طبقة المحاربين، مضيفاً بإنّ محتوى الرّسالة الدينيّة تحوّل إلى مجموعة من القيم الّتي تتّفق مع الحاجات الدّنيويّة لطبقة المحاربين، كما أنّ رسالة مكّة التوحيديّة من وجهة نظره، تغيّرت بالتصوّف الّذي خلق لتلبية الاحتياجات العاطفيّة والرّوحيّة للجماهير، وكانت النتيجة أنّه بينما قادت طبقة المحاربين الإسلام في اتجاه الأخلاق العسكريّة، قادت المتصوّفة الإسلام في اتجاه دين الهروب الصّوفي.
ماكس فيبر، عالم ألماني في الاقتصاد والسياسة، وأحد مؤسّسي علم الاجتماع الحديث، قدّم مجموعةً من الدّراسات الّتي يمكن أن تدخل تحت علم الاجتماع الدّيني، لعلّ أبرزها الدّراسة التي ناهض فيها الفكر الماركسي في أساسه وجوهره، والّتي تقع تحت عنوان (الأخلاق البروتستانتيّة وروح الرأسماليّة)، ثم قام بعد ذلك بدراسات مقارنة تناولت الأديان والعلاقة بين الظّروف الاجتماعيّة والاقتصاديّة من جهة، والاتجاهات الدّينيّة من جهة أخرى...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
كتاب "علم الاجتماع والإسلام"، دراسة نقديّة لفكر "ماكس فيبر"، تأليف "براين تيرنر"، أستاذ علم الاجتماع في جامعة "أبيرمين" في سكوتلندا، وترجمة الدكتور أبو بكر باقادر، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الخارجية السعودية. تبلغ عدد صفحاته 276 صفحة من الحجم الوسط.
يتألف الكتاب من ثلاثة أجزاء، يتفرّع عنها فصول عديدة، ولقد تناول (تيرنر) فلسفة ماكس فيبر في العلوم الاجتماعيّة، والمشاكل الّتي تعترض هذه الفلسفة، كما وانتقد (فيبر) من خلال منطلقاته الّتي عالج بها مسألة ظهور الإسلام، ودراسة شخصيّة النبي(ص)، وفكرة الله والإنسان في الإسلام، ومدى العلاقة بين الإسلام والتصوّف مقارنةً بالدّيانة المسيحية، كما درس آراء فيبر السياسيّة، وتحليله لأسباب سقوط الدّولة العثمانية.
وتعرّض "تيرنر" لمدى العلاقة بين أفكار المصلحين المسلمين وأفكار فيبر حول العلاقة بين البروتستانيّة والرأسماليّة.
ومحور تصوّر "فيبر" للمجتمع الإسلاميّ، يتمثّل في المقابلة بين الطابع العقلاني والمنظّم للمجتمع الغربيّ، ولا سيّما في ميدان القانون والعلوم والصّناعة، وبين الأوضاع اللامستقرّة والفوضويّة سياسيّاً واقتصاديّاً في الحضارات الشرقيّة، وتحديداً في الإسلام، ويتوسّع عارضاً للاختلافات، والّتي كانت شائعة لدى علماء السياسة والفلسفة والاقتصاد في القرن التاسع عشر بين الشّرق والغرب.
وينطلق فيبر في دراسته للإسلام من رأيه في أنّ طبيعة المجتمع الإسلاميّ من كلّ النواحي، تسيطر عليها العقلية التوريثية.
ويخلط فيبر بين الكثير من المصطلحات، فهو يشير إلى مجموعة من المترادفات المختلفة تحت مصطلح "قدّيس"، كـ"درويش" و"صوفي" و"ولي"، دون أن يضع في اعتباره الاختلاف في دلالة هذه المترادفات ومعانيها، لاختلاف الإطار التاريخي والثقافي الذي يحكم هذه المترادفات، فالإسلام كما يُستنتج من فلسفة فيبر، له أدوار اجتماعية تتطابق تماماً مع أدوار القدّيسين المسيحيّين.
إنّ تعليقات فيبر عن الإسلام تنحصر في تفسيره لمحتوى الأخلاق الإسلاميّة، إذ يشير إلى أنّه على الرّغم من أنّ الإسلام ظهر في مكّة كدين توحيديّ تحت الإشراف النبوي، إلا أنّه لم يتطوّر إلى دين تزهّدي، لأنّ حَمَلَتَه الأساسيّين كانوا طبقة المحاربين، مضيفاً بإنّ محتوى الرّسالة الدينيّة تحوّل إلى مجموعة من القيم الّتي تتّفق مع الحاجات الدّنيويّة لطبقة المحاربين، كما أنّ رسالة مكّة التوحيديّة من وجهة نظره، تغيّرت بالتصوّف الّذي خلق لتلبية الاحتياجات العاطفيّة والرّوحيّة للجماهير، وكانت النتيجة أنّه بينما قادت طبقة المحاربين الإسلام في اتجاه الأخلاق العسكريّة، قادت المتصوّفة الإسلام في اتجاه دين الهروب الصّوفي.
ماكس فيبر، عالم ألماني في الاقتصاد والسياسة، وأحد مؤسّسي علم الاجتماع الحديث، قدّم مجموعةً من الدّراسات الّتي يمكن أن تدخل تحت علم الاجتماع الدّيني، لعلّ أبرزها الدّراسة التي ناهض فيها الفكر الماركسي في أساسه وجوهره، والّتي تقع تحت عنوان (الأخلاق البروتستانتيّة وروح الرأسماليّة)، ثم قام بعد ذلك بدراسات مقارنة تناولت الأديان والعلاقة بين الظّروف الاجتماعيّة والاقتصاديّة من جهة، والاتجاهات الدّينيّة من جهة أخرى...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .