الشَّهيد الصَّدر سموّ الذَّات وسموّ الموقف

الشَّهيد الصَّدر سموّ الذَّات وسموّ الموقف

كتاب "الشَّهيد الصَّدر سموّ الذّات وسموّ الموقف"، للمرجع السيّد كاظم الحائري، عدد صفحاته 227. بعد مقدِّمته، يعرض المؤلّف للأسرة الكريمة؛ "آل الصَّدر"؛ هذه الأسرة الّتي أنتجت الكثير الكثير من العلماء والفقهاء والمجتهدين، وعلّمت الكثير من الأساتذة والطلاب، وكان لها الفضل الكبير في خدمة مسيرة علوم آل البيت(ع) ونشرها في الآفاق.

ومن هذه العائلة، بزغ نجم الإمام السيّد الشّهيد محمّد باقر الصّدر(رض)، الّذي كانت علائم النّبوغ وآثار الذّكاء تبدو عليه من أوائل صباه، حيث لفت انتباه المعلّمين واهتمامهم، لما كان له من شخصيّة متفتّقة الذّهن والنّباهة على الدّوام، إذ كان بسلوكه يحمل الجميع من كبير أو صغير على احترامه وتقديره.

وقد ألقى السيّد الشّهيد(قده) الخطب والقصائد الشّعريّة في المواكب، وزاد تعلُّق النّاس به بعد سماعهم هذا النّابغة الطّفل الّذي يلقي الكلمات والقصائد عن ظهر قلب.

يقول المرجع السيّد الحائري: "...لقد كان والله معجزة، وآية من آيات خلق الله، ولا أجدني مبالغاً مهما قلت عنه وأطنبت في امتداحه والثناء عليه".. كان السيد(رض) حاملاً للهمّ الرسالي والدعوي بكل صدق وإخلاص، ومنذ الطفولة، كان جلُّ همّه أن يشرح لأقرانه العلم والفقه، وأن ينشر بينهم حبّ المعرفة والأنس بذلك.

ويذكر السيّد الحائري ما استفدناه من رسالة المرحوم السيّد عبد الغني الأردبيلي(قده): "السيد الشهيد(رض) قرأ في الحادية عشرة من عمره المنطق، وكتب رسالة في المنطق يعترض فيها باعتراضات على بعض الكتب المنطقية، وكان منذ صغره يحضر الدروس العالية أيام الشيخ محمد رضا آل ياسين(قده)، ونبغ نبوغاً كبيراً، حيث قال أخوه السيد إسماعيل الصدر(رض): "سيدنا الأخ بلغ ما بلغ في أوان بلوغه".

يشير السيّد الحائري إلى النفسيّة الراقية والأخلاقيّات العالية التي كان يتمتع بها السيد الشهيد(رض)، إذ كان يحفِّز طلابه ويشوّقهم لفهم المعارف الإسلامية، وكان الأب الحنون والعطوف عليهم.

السيد الشّهيد(رض) مثال العالِم الصّابر المتفاني الزّاهد في دنياه، فقد عرف الفقر والفاقة حتى عندما كان يدرِّس في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، ولم يمنعه ذلك من تعليم الطلاب في الحرِّ الشّديد.

يقول المؤلّف بأنَّ الأبحاث العلميّة للأستاذ الشّهيد الصّدر(رض) تتميّز بالدّقّة والعمق والسّعة والشّمول في كلّ المجالات الفكريّة الإسلاميّة، وليس في مجالٍ دون آخر.

ويضرب المؤلّف أمثلةً كثيرة على ذلك، منها بحثه الرّائع عن حقيقة المعاني الحرفيّة، ناهيك بالتّحقيقات الفريدة في علم أصول الفقه، إضافةً إلى عشرات المؤلّفات والمحاضرات والكتابات في المجلات، والتي انطلقت في مقاربتها من صميم مشاكل الواقع، وواكبت وأسّست لمسيرة الحركة الإسلامية الواعية والمعاصرة.

يعرض المؤلف لاستراتيجيّة السيد الشهيد(رض) السياسية في العمل الإسلامي، وتأسيسه لحزب الدعوة وما رافق هذه الفترة، ثم يتناول أطروحته للمرجعية الصالحة والمرجعية الموضوعية.

ويختم بعرض الاعتقالات الّتي تعرّض لها السيد الشهيد(رض)، والمضايقات والضغوطات من الأوساط الحوزوية والسياسية الحاكمة والمتغطرسة، ومن ثم احتجازه وقصة استشهاده(رض).

كتابٌ يضيء على أبرز محطّات هذه القامة العلميّة والإنسانيّة الكبيرة، بلغة متسلسلة وواضحة، تقدِّم بشكلٍ بسيطٍ وكثيفٍ في آن ما تميّزت به هذه الشّخصيّة الربانيّة من حضور متعدّد في كلّ جوانب الحياة والفكر الإنسانيّ...

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

كتاب "الشَّهيد الصَّدر سموّ الذّات وسموّ الموقف"، للمرجع السيّد كاظم الحائري، عدد صفحاته 227. بعد مقدِّمته، يعرض المؤلّف للأسرة الكريمة؛ "آل الصَّدر"؛ هذه الأسرة الّتي أنتجت الكثير الكثير من العلماء والفقهاء والمجتهدين، وعلّمت الكثير من الأساتذة والطلاب، وكان لها الفضل الكبير في خدمة مسيرة علوم آل البيت(ع) ونشرها في الآفاق.

ومن هذه العائلة، بزغ نجم الإمام السيّد الشّهيد محمّد باقر الصّدر(رض)، الّذي كانت علائم النّبوغ وآثار الذّكاء تبدو عليه من أوائل صباه، حيث لفت انتباه المعلّمين واهتمامهم، لما كان له من شخصيّة متفتّقة الذّهن والنّباهة على الدّوام، إذ كان بسلوكه يحمل الجميع من كبير أو صغير على احترامه وتقديره.

وقد ألقى السيّد الشّهيد(قده) الخطب والقصائد الشّعريّة في المواكب، وزاد تعلُّق النّاس به بعد سماعهم هذا النّابغة الطّفل الّذي يلقي الكلمات والقصائد عن ظهر قلب.

يقول المرجع السيّد الحائري: "...لقد كان والله معجزة، وآية من آيات خلق الله، ولا أجدني مبالغاً مهما قلت عنه وأطنبت في امتداحه والثناء عليه".. كان السيد(رض) حاملاً للهمّ الرسالي والدعوي بكل صدق وإخلاص، ومنذ الطفولة، كان جلُّ همّه أن يشرح لأقرانه العلم والفقه، وأن ينشر بينهم حبّ المعرفة والأنس بذلك.

ويذكر السيّد الحائري ما استفدناه من رسالة المرحوم السيّد عبد الغني الأردبيلي(قده): "السيد الشهيد(رض) قرأ في الحادية عشرة من عمره المنطق، وكتب رسالة في المنطق يعترض فيها باعتراضات على بعض الكتب المنطقية، وكان منذ صغره يحضر الدروس العالية أيام الشيخ محمد رضا آل ياسين(قده)، ونبغ نبوغاً كبيراً، حيث قال أخوه السيد إسماعيل الصدر(رض): "سيدنا الأخ بلغ ما بلغ في أوان بلوغه".

يشير السيّد الحائري إلى النفسيّة الراقية والأخلاقيّات العالية التي كان يتمتع بها السيد الشهيد(رض)، إذ كان يحفِّز طلابه ويشوّقهم لفهم المعارف الإسلامية، وكان الأب الحنون والعطوف عليهم.

السيد الشّهيد(رض) مثال العالِم الصّابر المتفاني الزّاهد في دنياه، فقد عرف الفقر والفاقة حتى عندما كان يدرِّس في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، ولم يمنعه ذلك من تعليم الطلاب في الحرِّ الشّديد.

يقول المؤلّف بأنَّ الأبحاث العلميّة للأستاذ الشّهيد الصّدر(رض) تتميّز بالدّقّة والعمق والسّعة والشّمول في كلّ المجالات الفكريّة الإسلاميّة، وليس في مجالٍ دون آخر.

ويضرب المؤلّف أمثلةً كثيرة على ذلك، منها بحثه الرّائع عن حقيقة المعاني الحرفيّة، ناهيك بالتّحقيقات الفريدة في علم أصول الفقه، إضافةً إلى عشرات المؤلّفات والمحاضرات والكتابات في المجلات، والتي انطلقت في مقاربتها من صميم مشاكل الواقع، وواكبت وأسّست لمسيرة الحركة الإسلامية الواعية والمعاصرة.

يعرض المؤلف لاستراتيجيّة السيد الشهيد(رض) السياسية في العمل الإسلامي، وتأسيسه لحزب الدعوة وما رافق هذه الفترة، ثم يتناول أطروحته للمرجعية الصالحة والمرجعية الموضوعية.

ويختم بعرض الاعتقالات الّتي تعرّض لها السيد الشهيد(رض)، والمضايقات والضغوطات من الأوساط الحوزوية والسياسية الحاكمة والمتغطرسة، ومن ثم احتجازه وقصة استشهاده(رض).

كتابٌ يضيء على أبرز محطّات هذه القامة العلميّة والإنسانيّة الكبيرة، بلغة متسلسلة وواضحة، تقدِّم بشكلٍ بسيطٍ وكثيفٍ في آن ما تميّزت به هذه الشّخصيّة الربانيّة من حضور متعدّد في كلّ جوانب الحياة والفكر الإنسانيّ...

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية