الرّؤية الفكريَّة والفلسفيَّة للعلامة الطّباطبائي

الرّؤية الفكريَّة والفلسفيَّة للعلامة الطّباطبائي

كتاب "الرّؤية الفكريَّة والفلسفيَّة للعلامة الطباطبائي"، تأليف الدكتور الشيخ أحمد محمَّد قيس، تقديم سماحة الشّيخ حسن طراد، توزيع دار الملاك، في طبعته الأولى العام 2016. جاء الكتاب ليسلِّط الضَّوء على تراث عالمٍ جليل من علماء الإسلام، أفنى عمره في البحث والتَّأليف، وكانت له إسهاماته المميَّزة على مستوى تراث الفلسفة الإسلاميَّة، ومنهجه الَّذي يغلب عليه الطَّابع الاستدلاليّ البرهانيّ العقليّ، ومن المهمّ رصد علاقة منهجه بالمعرفة ومجالاتها.

في الفصل الأوَّل: تقديم لسيرة العلامة الطَّباطبائي والحالة الثقافيَّة المؤثّرة في عصره، وما لعبه من دورٍ محوريٍّ في إغناء عصره بالعطاء الفكريّ، حيث تعرَّض العالم الإسلاميّ في تلك المرحلة إلى جملةٍ من الغزوات والمؤامرات من أجل تقسيمه واحتلاله..

عاش العلاّمة الطّباطبائي يتيماً، وانحدر من أسرةٍ عريقةٍ علميّاً، وكان صاحب إرادةٍ وعزيمةٍ وذكاءٍ وفطنةٍ منذ صغره، ولم ينطلق الطباطبائي بعيداً عن واقعه، فهو الملتصق بهموم هذا الواقع من خلال وعيه لما جرى ويجري من أحداث، فانبرى متصدِّياً لكلِّ التّحدّيات الفكريّة والثقافيّة الَّتي واجهت عصره..

هذا وقد تنقَّل العلامة الطباطبائي بين بيئاتٍ علميّةٍ ثلاث (تبريز والنّجف وقمّ)، وكان مميَّزاً جدّاً في تحصيله، وتتلمذ على يد العديد من كبار المراجع والعلماء.. أعطى الطّباطبائي جزءاً كبيراً من جهده وعمره في تحصيل الفلسفة وتدريسها، واحتلَّ مكانةً عاليةً في التّفسير والفقه، وذاع صيته في إيران وخارجها، وخلَّف وراءه العشرات من المؤلَّفات في مجالات شتّى.

في الفصل الثّاني: يتعرَّض المؤلّف لنظريَّة المعرفة لدى الطّباطبائي، الّذي يعتبر أنَّ المعرفة تبدأ من تشخيص جوهر المشكلة المعرفيَّة، مروراً بحقيقة العلم وقيمته وكيفيّة تشكّله، ويرى أنَّ العلم بحقائق الواقع لا يتحقَّق إلا بالإحاطة بجميع أجزائه من الأسباب والزَّمان والمكان وما يرتبط به، ذلك أنَّ خاصيَّة العلم الأولى هي الكشف والحكاية عن الواقع بمقدار ما يتعلّق به، وهذا يعني الإحاطة بجميع أجزاء الوجود والخالق..

ويورد المؤلِّف العديد من المباحث الّتي أدلى فيها الطّباطبائي بدلوه، وكان له حضوره وتأثيره وتوجيهه فيها، من عوالم الاعتبارات وعلاقتها بالحقائق وما يتَّصل بذلك، ثم الحديث عن روافد المعرفة والعرفان وقيمته المعرفيَّة.

في الفصل الثّالث: نجد الحديث عن أهميَّة علاقة المنهج العلميّ بتقوية المعرفة وتعزيز مآلاتها، والمنهج عند العلامة الطَّباطبائي في تنظيم عمليَّة المعرفة، والنَّماذج الّتي اعتمدها في علم التَّفسير والفلسفة والكلام في الذَّوق والأخلاق، وفي مسائل اجتماعيَّة وتاريخيَّة، إذ يعتبر العلامة الطّباطبائي أنَّ اتّباع المناهج العلميَّة الدَّقيقة يؤدِّي إلى إنتاج معرفةٍ سليمةٍ ومتينة، أن يكون المنهج قائماً على أساسٍ منطقيٍّ سليمٍ هادفٍ إلى تصويب العقل وإرشاده في سبيل إنتاج معرفة قويمة.. لذا، فإنَّ العلاّمة الطّباطبائي يعتبر من العلماء الّذين يقدِّمون العقل المصقول بفنّ المنطق والفلسفة على النّقل. ولكونه كان فقيهاً ومفسِّراً وفيلسوفاً، فقد انعكس ذلك على مجمل مناقشاته للمسائل العلميَّة، والّتي كان منهجه فيها أقرب ما يكون إلى المنهج الجدليّ المعضود بالأدلّة العقليَّة.

في الفصل الرّابع: حديث عن المسائل الفلسفيَّة والأخلاقيَّة لدى العلاّمة الطباطبائي، بحيث يذكر البراهين حول هذه المسائل، ويستحضر ما كان قويّاً منها في الاستدلال، فقد كان يأتي بأدلَّةٍ جديدةٍ لم تُذكَر من قبل في الكتب الفلسفيَّة السّابقة، بما يدلّ على جودة فطنته وذكائه.

وهناك حديثٌ في هذا الفصل عن الوجود والماهيّة ووحدة الوجود. وحول علم الأخلاق، يقول العلامة الطّباطبائي: "إنَّ الأخلاق تقع عموماً بين العلم والعمل، أو بتعبيرٍ آخر تشترك الأخلاق في طرفٍ بحدود مشتركةٍ مع العقيدة، وتشترك في الطّرف الثّاني بحدودٍ مشتركةٍ مع العمل والفعل".. ولا ننسى كلامه حول مسألة "الحسن والقبح".

أمّا الفصل الخامس: فخوْضٌ في المسائل الكلاميَّة والتّفسيريَّة والذَّوقيَّة، وكلامٌ عن الأدلَّة العقليَّة والنقليَّة على مسائل عقيديّة، كالإمامة وغيرها والتّفسير والتّأويل والذَّوق، وأهمّ ما أفاده العلامة الطّباطبائي في هذا الميدان.

في الفصل السَّادس: عرضٌ لبعض المسائل العلميَّة والاجتماعيَّة، ولموضوع المرأة في الرّؤية الإسلاميَّة، كما عرضٌ لرأيه في نظريَّة التطوّر  لـ"داروين".. وفي آخر الكتاب، يشير الشَّيخ قيس، مؤلِّف الكتاب، إلى أسلوب سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض)، الّذي خالف جملةً من آراء وأساليب العلاّمة الطباطبائي في تفسير القرآن الكريم (الميزان في تفسير القرآن)، حيث قام السيّد فضل الله(رض) بتفنيد هذه الآراء والتّعليق عليها في تفسيره المشهور أيضاً "من وحي القرآن".

كتابٌ قيِّم يسلِّط الضَّوء على شخصيّةٍ علميَّةٍ وفكريَّةٍ رياديَّةٍ تستحقُّ البحث والدّراسة، بالنَّظر إلى أبعادها المتعدِّدة الحضور في المجالات المعرفيَّة والدّينيَّة العامَّة.

كتاب "الرّؤية الفكريَّة والفلسفيَّة للعلامة الطباطبائي"، تأليف الدكتور الشيخ أحمد محمَّد قيس، تقديم سماحة الشّيخ حسن طراد، توزيع دار الملاك، في طبعته الأولى العام 2016. جاء الكتاب ليسلِّط الضَّوء على تراث عالمٍ جليل من علماء الإسلام، أفنى عمره في البحث والتَّأليف، وكانت له إسهاماته المميَّزة على مستوى تراث الفلسفة الإسلاميَّة، ومنهجه الَّذي يغلب عليه الطَّابع الاستدلاليّ البرهانيّ العقليّ، ومن المهمّ رصد علاقة منهجه بالمعرفة ومجالاتها.

في الفصل الأوَّل: تقديم لسيرة العلامة الطَّباطبائي والحالة الثقافيَّة المؤثّرة في عصره، وما لعبه من دورٍ محوريٍّ في إغناء عصره بالعطاء الفكريّ، حيث تعرَّض العالم الإسلاميّ في تلك المرحلة إلى جملةٍ من الغزوات والمؤامرات من أجل تقسيمه واحتلاله..

عاش العلاّمة الطّباطبائي يتيماً، وانحدر من أسرةٍ عريقةٍ علميّاً، وكان صاحب إرادةٍ وعزيمةٍ وذكاءٍ وفطنةٍ منذ صغره، ولم ينطلق الطباطبائي بعيداً عن واقعه، فهو الملتصق بهموم هذا الواقع من خلال وعيه لما جرى ويجري من أحداث، فانبرى متصدِّياً لكلِّ التّحدّيات الفكريّة والثقافيّة الَّتي واجهت عصره..

هذا وقد تنقَّل العلامة الطباطبائي بين بيئاتٍ علميّةٍ ثلاث (تبريز والنّجف وقمّ)، وكان مميَّزاً جدّاً في تحصيله، وتتلمذ على يد العديد من كبار المراجع والعلماء.. أعطى الطّباطبائي جزءاً كبيراً من جهده وعمره في تحصيل الفلسفة وتدريسها، واحتلَّ مكانةً عاليةً في التّفسير والفقه، وذاع صيته في إيران وخارجها، وخلَّف وراءه العشرات من المؤلَّفات في مجالات شتّى.

في الفصل الثّاني: يتعرَّض المؤلّف لنظريَّة المعرفة لدى الطّباطبائي، الّذي يعتبر أنَّ المعرفة تبدأ من تشخيص جوهر المشكلة المعرفيَّة، مروراً بحقيقة العلم وقيمته وكيفيّة تشكّله، ويرى أنَّ العلم بحقائق الواقع لا يتحقَّق إلا بالإحاطة بجميع أجزائه من الأسباب والزَّمان والمكان وما يرتبط به، ذلك أنَّ خاصيَّة العلم الأولى هي الكشف والحكاية عن الواقع بمقدار ما يتعلّق به، وهذا يعني الإحاطة بجميع أجزاء الوجود والخالق..

ويورد المؤلِّف العديد من المباحث الّتي أدلى فيها الطّباطبائي بدلوه، وكان له حضوره وتأثيره وتوجيهه فيها، من عوالم الاعتبارات وعلاقتها بالحقائق وما يتَّصل بذلك، ثم الحديث عن روافد المعرفة والعرفان وقيمته المعرفيَّة.

في الفصل الثّالث: نجد الحديث عن أهميَّة علاقة المنهج العلميّ بتقوية المعرفة وتعزيز مآلاتها، والمنهج عند العلامة الطَّباطبائي في تنظيم عمليَّة المعرفة، والنَّماذج الّتي اعتمدها في علم التَّفسير والفلسفة والكلام في الذَّوق والأخلاق، وفي مسائل اجتماعيَّة وتاريخيَّة، إذ يعتبر العلامة الطّباطبائي أنَّ اتّباع المناهج العلميَّة الدَّقيقة يؤدِّي إلى إنتاج معرفةٍ سليمةٍ ومتينة، أن يكون المنهج قائماً على أساسٍ منطقيٍّ سليمٍ هادفٍ إلى تصويب العقل وإرشاده في سبيل إنتاج معرفة قويمة.. لذا، فإنَّ العلاّمة الطّباطبائي يعتبر من العلماء الّذين يقدِّمون العقل المصقول بفنّ المنطق والفلسفة على النّقل. ولكونه كان فقيهاً ومفسِّراً وفيلسوفاً، فقد انعكس ذلك على مجمل مناقشاته للمسائل العلميَّة، والّتي كان منهجه فيها أقرب ما يكون إلى المنهج الجدليّ المعضود بالأدلّة العقليَّة.

في الفصل الرّابع: حديث عن المسائل الفلسفيَّة والأخلاقيَّة لدى العلاّمة الطباطبائي، بحيث يذكر البراهين حول هذه المسائل، ويستحضر ما كان قويّاً منها في الاستدلال، فقد كان يأتي بأدلَّةٍ جديدةٍ لم تُذكَر من قبل في الكتب الفلسفيَّة السّابقة، بما يدلّ على جودة فطنته وذكائه.

وهناك حديثٌ في هذا الفصل عن الوجود والماهيّة ووحدة الوجود. وحول علم الأخلاق، يقول العلامة الطّباطبائي: "إنَّ الأخلاق تقع عموماً بين العلم والعمل، أو بتعبيرٍ آخر تشترك الأخلاق في طرفٍ بحدود مشتركةٍ مع العقيدة، وتشترك في الطّرف الثّاني بحدودٍ مشتركةٍ مع العمل والفعل".. ولا ننسى كلامه حول مسألة "الحسن والقبح".

أمّا الفصل الخامس: فخوْضٌ في المسائل الكلاميَّة والتّفسيريَّة والذَّوقيَّة، وكلامٌ عن الأدلَّة العقليَّة والنقليَّة على مسائل عقيديّة، كالإمامة وغيرها والتّفسير والتّأويل والذَّوق، وأهمّ ما أفاده العلامة الطّباطبائي في هذا الميدان.

في الفصل السَّادس: عرضٌ لبعض المسائل العلميَّة والاجتماعيَّة، ولموضوع المرأة في الرّؤية الإسلاميَّة، كما عرضٌ لرأيه في نظريَّة التطوّر  لـ"داروين".. وفي آخر الكتاب، يشير الشَّيخ قيس، مؤلِّف الكتاب، إلى أسلوب سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض)، الّذي خالف جملةً من آراء وأساليب العلاّمة الطباطبائي في تفسير القرآن الكريم (الميزان في تفسير القرآن)، حيث قام السيّد فضل الله(رض) بتفنيد هذه الآراء والتّعليق عليها في تفسيره المشهور أيضاً "من وحي القرآن".

كتابٌ قيِّم يسلِّط الضَّوء على شخصيّةٍ علميَّةٍ وفكريَّةٍ رياديَّةٍ تستحقُّ البحث والدّراسة، بالنَّظر إلى أبعادها المتعدِّدة الحضور في المجالات المعرفيَّة والدّينيَّة العامَّة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية