في إطار الاهتمام بالأمن البيئيّ والاجتماعيّ والسّياسيّ، جاءت محاولات من بعض الكتّاب لرصد مظاهر الأمن اللّغويّ العربيّ، بغية الحفاظ على الهويّة من الاهتزاز والضّياع.. ومن هذه المحاولات، كتاب "الهويَّة العربيَّة والأمن اللّغويّ"، لعبد السلام المسدّي، صادر عن دار الكتاب الجديد، يتحدَّث فيه عن أهميّة الحفاظ على أمن اللّغة العربيّة الّتي تتعرَّض لكثيرٍ من التّحدّيات الهادفة إلى إضعافها وتمزيقها، وبالتّالي خسارة حضورها ورونقها، وبخاصَّة مع صدور بياناتٍ عن الأمم المتحدة تحذِّر فيها من انقراض اللّغة العربيّة.
في البداية، يتحدَّث الباحث عن محوريّة اللّغة العربيّة وارتباطها بمختلف مناحي الحياة عند الإنسان العربي، وينتقل إلى الكلام عن محورين هامّين؛ الأوّل هو محور البعد اللسانيّ الّذي يتكلَّم عن العلاقة بين اللّغة والقوميَّة، والمحور الثّاني يوثِّق فيه المحاولات العربيَّة للحفاظ على لغة الضادّ.
يشير الكاتب إلى استغاثة اللّغة منذ زمن الاستعمار وقبله، كي يقوم العرب بخطوات من أجل تعزيزها ومواجهة الأخطار الخارجيَّة عليها، فالّذين يكيدون لها كُثُر، وهم يستهدفون القضاء على الهويّة العربيّة من خلال استهداف اللّغة، ففي رأي الكاتب، هناك من يطالب باستخدام اللّغات الأجنبيّة بدل العربيَّة في مراحل التدريس الأساسيّ والجامعيّ، كذلك هناك من يقف في وجه التّواصل بها في المناسبات الثقافيّة والأكاديميّة.
ويلفت الكاتب إلى مناعة اللّغة العربيّة صرفياً ونحوياً، فعلى مدى سبعة عشر قرناً، لا تزال العربيّة محتفظةً بحيويّتها، بينما يشهد العلم في اللّسانيات التاريخيّة، أنَّ فترة أربعة قرون كانت فيما مضى هي الحدّ الأقصى الّذي يبدأ بعده التغيّر التّدريجيّ لمكوّنات المنظومة اللّغويّة، بحسب المؤلّف.
وينتقد الباحث تقاعس العرب عن مساندة لغتهم، إذ إنَّ كلّ محاولاتهم وقراراتهم في هذا الشّأن بقيت حبراً على ورق.
ويقدِّم الكاتب صورةً متشائمةً لمصير اللّغة العربيَّة. يقول في الفصل الأخير من كتابه: "ما من خلاف حول أمرٍ متعيّنٍ بالضَّرورة، وهو أنَّ الوعي المعرفي بمصير اللّغة العربيّة، واحتمال انحجابها التّدريجي من مجال التّداول، وإمكان التحاقها بالألسنة الفاقدة مقوّمات الحياة الإجرائيّة الفاعلة، غائب أو كالغائب في واقعنا السياسيّ".
وهذه نقطة خطيرة توضح مدى التّغافل عن أمرٍ حيويٍّ يتعلّق بمصير الهويّة العربيّة وبقائها حيّةً وفاعلة، وبخاصَّة مع ثورة المعلومات والاتّصالات القائمة.
ويذكِّر بأنَّ خلاص اللّغة العربيّة يجب أن يكون بالفعل لا بالقول، ويقترح أن يرجع العرب إلى مشروع "الرّصيد اللّغوي"، فهذا سيكون خطوة إجرائيّة مكينة يتأسَّس عليها التخطيط الاستراتيجي لمشروع النّهوض باللّغة، كما يصرّح بذلك في كتابه.
وع أنّ الكتاب للمتخصّصين، إلا أنّه يتناول موضوعاً حيويّاً وهامّاً، ويلفت الأنظار إلى ضرورة مواجهة التحدّيات التي تواجه لغتنا وهويّتنا.
والكاتب مشهودٌ له بنشاطه البحثيّ واللّغويّ، فهو عضو في مجامع لغويّة عربيّة كثيرة، ويعتبر محلّلاً عميقاً في مواضيع الأدب واللّغة واللّسانيّات والنقد والفكر والسّياسة.
في إطار الاهتمام بالأمن البيئيّ والاجتماعيّ والسّياسيّ، جاءت محاولات من بعض الكتّاب لرصد مظاهر الأمن اللّغويّ العربيّ، بغية الحفاظ على الهويّة من الاهتزاز والضّياع.. ومن هذه المحاولات، كتاب "الهويَّة العربيَّة والأمن اللّغويّ"، لعبد السلام المسدّي، صادر عن دار الكتاب الجديد، يتحدَّث فيه عن أهميّة الحفاظ على أمن اللّغة العربيّة الّتي تتعرَّض لكثيرٍ من التّحدّيات الهادفة إلى إضعافها وتمزيقها، وبالتّالي خسارة حضورها ورونقها، وبخاصَّة مع صدور بياناتٍ عن الأمم المتحدة تحذِّر فيها من انقراض اللّغة العربيّة.
في البداية، يتحدَّث الباحث عن محوريّة اللّغة العربيّة وارتباطها بمختلف مناحي الحياة عند الإنسان العربي، وينتقل إلى الكلام عن محورين هامّين؛ الأوّل هو محور البعد اللسانيّ الّذي يتكلَّم عن العلاقة بين اللّغة والقوميَّة، والمحور الثّاني يوثِّق فيه المحاولات العربيَّة للحفاظ على لغة الضادّ.
يشير الكاتب إلى استغاثة اللّغة منذ زمن الاستعمار وقبله، كي يقوم العرب بخطوات من أجل تعزيزها ومواجهة الأخطار الخارجيَّة عليها، فالّذين يكيدون لها كُثُر، وهم يستهدفون القضاء على الهويّة العربيّة من خلال استهداف اللّغة، ففي رأي الكاتب، هناك من يطالب باستخدام اللّغات الأجنبيّة بدل العربيَّة في مراحل التدريس الأساسيّ والجامعيّ، كذلك هناك من يقف في وجه التّواصل بها في المناسبات الثقافيّة والأكاديميّة.
ويلفت الكاتب إلى مناعة اللّغة العربيّة صرفياً ونحوياً، فعلى مدى سبعة عشر قرناً، لا تزال العربيّة محتفظةً بحيويّتها، بينما يشهد العلم في اللّسانيات التاريخيّة، أنَّ فترة أربعة قرون كانت فيما مضى هي الحدّ الأقصى الّذي يبدأ بعده التغيّر التّدريجيّ لمكوّنات المنظومة اللّغويّة، بحسب المؤلّف.
وينتقد الباحث تقاعس العرب عن مساندة لغتهم، إذ إنَّ كلّ محاولاتهم وقراراتهم في هذا الشّأن بقيت حبراً على ورق.
ويقدِّم الكاتب صورةً متشائمةً لمصير اللّغة العربيَّة. يقول في الفصل الأخير من كتابه: "ما من خلاف حول أمرٍ متعيّنٍ بالضَّرورة، وهو أنَّ الوعي المعرفي بمصير اللّغة العربيّة، واحتمال انحجابها التّدريجي من مجال التّداول، وإمكان التحاقها بالألسنة الفاقدة مقوّمات الحياة الإجرائيّة الفاعلة، غائب أو كالغائب في واقعنا السياسيّ".
وهذه نقطة خطيرة توضح مدى التّغافل عن أمرٍ حيويٍّ يتعلّق بمصير الهويّة العربيّة وبقائها حيّةً وفاعلة، وبخاصَّة مع ثورة المعلومات والاتّصالات القائمة.
ويذكِّر بأنَّ خلاص اللّغة العربيّة يجب أن يكون بالفعل لا بالقول، ويقترح أن يرجع العرب إلى مشروع "الرّصيد اللّغوي"، فهذا سيكون خطوة إجرائيّة مكينة يتأسَّس عليها التخطيط الاستراتيجي لمشروع النّهوض باللّغة، كما يصرّح بذلك في كتابه.
وع أنّ الكتاب للمتخصّصين، إلا أنّه يتناول موضوعاً حيويّاً وهامّاً، ويلفت الأنظار إلى ضرورة مواجهة التحدّيات التي تواجه لغتنا وهويّتنا.
والكاتب مشهودٌ له بنشاطه البحثيّ واللّغويّ، فهو عضو في مجامع لغويّة عربيّة كثيرة، ويعتبر محلّلاً عميقاً في مواضيع الأدب واللّغة واللّسانيّات والنقد والفكر والسّياسة.