كتاب "من يتحدَّث باسم الإسلام"، من تأليف الأستاذ "جون إسبوزيتو"، المتخصِّص في الدّراسات الإسلاميّة والأديان في جامعة (جورج تاون الأميركيَّة)، والباحثة المصريَّة في شؤون الأديان "داليا مجاهد"، في طبعته العربيَّة الأولى العام 2009، مكوّن من 239 صفحة من القطع الكبير، صادر عن دار الشروق ـ القاهرة.
يتناول الكتاب العلاقة بين الشَّرق والغرب، والصّورة المغلوطة عن الإسلام الَّتي جرى العمل على تعميمها في الغرب، بأنَّ المسلمين هم متطرّفون وعنفيّون، مبيّناً خطأ هذه النَّظرة، ومحاولاً تقديم الصّورة الحقيقيّة عن الإسلام بأنّه دينٌ لا مجال فيه للتطرّف والعنف.
الكتاب عبارة عن دراسة بحثيَّة ضخمة، واستبيان لآراء المسلمين حول الحريَّة والعلاقة مع الغرب ونظرتهم إلى التطرّف. وقد بيّنت الدّراسة أنهم ـ أي المسلمين ـ ليسوا دعاة قوَّة وعنف وتطرّف، وأنهم لا يقبلون الأسلوب العنفيّ في تعاملهم مع الغرب، بل يسعون إلى تحسين مكانة مجتمعاتهم، والعيش بحريّة وكرامة واستقلاليّة كباقي الأديان والشّعوب. ويشير الكتاب إلى أنَّ مواطني الدّول ذات الأغلبيَّة المسلمة، يتَّفقون مع الأميركيّين بنسبة متساوية في رفضهم للهجمات الَّتي تطاول المدنيّين، ولا يقبلون أيَّ تبرير لها.
في مجالٍ آخر، ترى الدّراسة أنَّ المسلمين لا يعتبرون أنَّ هناك تعارضاً بوجه عامّ بين القيم الديمقراطيّة والمبادئ الإسلاميّة، فالصِّراع بين الغرب والعالم الإسلاميّ ليس قدراً محتوماً إلى ما لا نهاية، لأنّه صراعٌ تحكمه السِّياسة، ولا يعبِّر عن صدامٍ حقيقيٍّ في المبادئ والقيم.
يستعرض الكتاب أيضاً التنوّع الكبير والمميَّز في المجتمعات الإسلاميَّة على امتداد العالم العربيّ والإسلاميّ، إضافةً إلى الوجود الإسلاميّ في الولايات المتَّحدة الأميركيَّة وأوروبا، ويلفت إلى نمطيّة الصّورة السّلبيَّة عن المسلمين في المجتمع الأميركي، فـ46% من الأميركيّين لديهم فكرة سلبيّة عن الإسلام، و44% منهم يعتبرون أنَّ المسلمين متطرّفون جدّاً في عقائدهم الدينيَّة.
كما لفت الكتاب إلى أنَّ اليمين المسيحيّ بإدارة الرئيس بوش، كان له مساهمة كبيرة في إلصاق تهمة الشّيطنة بالإسلام.
ويستشهد المؤلّف بأقوالٍ لرجال دين متعصّبين تؤيّد سياسة إدارة بوش ضدّ الإسلام، محذّراً من اعتبار الإسلام تهديداً للعالم، فيما الحقائق الميدانيَّة تقول، بحسب ما أوردت الدّراسة البحثيَّة، إنّ المسلمين لا يريدون سوى العيش بسلام ووئام مع الآخر، وإنَّ الإسلام والمسلمين براء من الإرهاب والتطرّف، فهاتان صفتان ليستا من صفات المسلمين.
الكتاب من خلال دراسته الميدانيَّة الكثيفة، والمعطيات الّتي يقدِّمها، يريد القول إنَّه من الأجدى عرض الحقائق بموضوعيَّة عن الإسلام والمسلمين، بدلاً من تكريس سياسة التَّشويه لهما. فمن يردْ الحوار بين الأديان والشّعوب والحضارات، وخدمة العلاقات بينهم، وتعزيز مسيرتها، لا بدَّ له من سماع صوت الأغلبيّة الصّامتة من الشعوب الَّتي تريد التواصل والتعاون، لا سماع ما تفبركه مراكز بعض الساسة، ومن يمتطون الدّين والإعلام لتسويق سياساتهم المضرّة بالتّعارف والانفتاح بين شعوب العالم.
الكتاب مميَّز بما أورده من معلوماتٍ وأوضحه من معطيات، لجهة تأكيد أهميّة نبذ الصّور النّمطيّة الّتي تخلق حواجز نفسيَّة وسياسيَّة واجتماعيَّة معقَّدة، يستفيد منها أصحاب النّفوس المريضة والمشاريع البغيضة المشبوهة.
كتاب جدير بالمطالعة، بالنَّظر إلى موضوعه المهمّ، وإلى معلوماته الغنيَّة والكثيفة الَّتي تعطي صورةً واضحةً ومتكاملةً على مستوى العلاقات بين الشّرق والغرب.
كتاب "من يتحدَّث باسم الإسلام"، من تأليف الأستاذ "جون إسبوزيتو"، المتخصِّص في الدّراسات الإسلاميّة والأديان في جامعة (جورج تاون الأميركيَّة)، والباحثة المصريَّة في شؤون الأديان "داليا مجاهد"، في طبعته العربيَّة الأولى العام 2009، مكوّن من 239 صفحة من القطع الكبير، صادر عن دار الشروق ـ القاهرة.
يتناول الكتاب العلاقة بين الشَّرق والغرب، والصّورة المغلوطة عن الإسلام الَّتي جرى العمل على تعميمها في الغرب، بأنَّ المسلمين هم متطرّفون وعنفيّون، مبيّناً خطأ هذه النَّظرة، ومحاولاً تقديم الصّورة الحقيقيّة عن الإسلام بأنّه دينٌ لا مجال فيه للتطرّف والعنف.
الكتاب عبارة عن دراسة بحثيَّة ضخمة، واستبيان لآراء المسلمين حول الحريَّة والعلاقة مع الغرب ونظرتهم إلى التطرّف. وقد بيّنت الدّراسة أنهم ـ أي المسلمين ـ ليسوا دعاة قوَّة وعنف وتطرّف، وأنهم لا يقبلون الأسلوب العنفيّ في تعاملهم مع الغرب، بل يسعون إلى تحسين مكانة مجتمعاتهم، والعيش بحريّة وكرامة واستقلاليّة كباقي الأديان والشّعوب. ويشير الكتاب إلى أنَّ مواطني الدّول ذات الأغلبيَّة المسلمة، يتَّفقون مع الأميركيّين بنسبة متساوية في رفضهم للهجمات الَّتي تطاول المدنيّين، ولا يقبلون أيَّ تبرير لها.
في مجالٍ آخر، ترى الدّراسة أنَّ المسلمين لا يعتبرون أنَّ هناك تعارضاً بوجه عامّ بين القيم الديمقراطيّة والمبادئ الإسلاميّة، فالصِّراع بين الغرب والعالم الإسلاميّ ليس قدراً محتوماً إلى ما لا نهاية، لأنّه صراعٌ تحكمه السِّياسة، ولا يعبِّر عن صدامٍ حقيقيٍّ في المبادئ والقيم.
يستعرض الكتاب أيضاً التنوّع الكبير والمميَّز في المجتمعات الإسلاميَّة على امتداد العالم العربيّ والإسلاميّ، إضافةً إلى الوجود الإسلاميّ في الولايات المتَّحدة الأميركيَّة وأوروبا، ويلفت إلى نمطيّة الصّورة السّلبيَّة عن المسلمين في المجتمع الأميركي، فـ46% من الأميركيّين لديهم فكرة سلبيّة عن الإسلام، و44% منهم يعتبرون أنَّ المسلمين متطرّفون جدّاً في عقائدهم الدينيَّة.
كما لفت الكتاب إلى أنَّ اليمين المسيحيّ بإدارة الرئيس بوش، كان له مساهمة كبيرة في إلصاق تهمة الشّيطنة بالإسلام.
ويستشهد المؤلّف بأقوالٍ لرجال دين متعصّبين تؤيّد سياسة إدارة بوش ضدّ الإسلام، محذّراً من اعتبار الإسلام تهديداً للعالم، فيما الحقائق الميدانيَّة تقول، بحسب ما أوردت الدّراسة البحثيَّة، إنّ المسلمين لا يريدون سوى العيش بسلام ووئام مع الآخر، وإنَّ الإسلام والمسلمين براء من الإرهاب والتطرّف، فهاتان صفتان ليستا من صفات المسلمين.
الكتاب من خلال دراسته الميدانيَّة الكثيفة، والمعطيات الّتي يقدِّمها، يريد القول إنَّه من الأجدى عرض الحقائق بموضوعيَّة عن الإسلام والمسلمين، بدلاً من تكريس سياسة التَّشويه لهما. فمن يردْ الحوار بين الأديان والشّعوب والحضارات، وخدمة العلاقات بينهم، وتعزيز مسيرتها، لا بدَّ له من سماع صوت الأغلبيّة الصّامتة من الشعوب الَّتي تريد التواصل والتعاون، لا سماع ما تفبركه مراكز بعض الساسة، ومن يمتطون الدّين والإعلام لتسويق سياساتهم المضرّة بالتّعارف والانفتاح بين شعوب العالم.
الكتاب مميَّز بما أورده من معلوماتٍ وأوضحه من معطيات، لجهة تأكيد أهميّة نبذ الصّور النّمطيّة الّتي تخلق حواجز نفسيَّة وسياسيَّة واجتماعيَّة معقَّدة، يستفيد منها أصحاب النّفوس المريضة والمشاريع البغيضة المشبوهة.
كتاب جدير بالمطالعة، بالنَّظر إلى موضوعه المهمّ، وإلى معلوماته الغنيَّة والكثيفة الَّتي تعطي صورةً واضحةً ومتكاملةً على مستوى العلاقات بين الشّرق والغرب.