كتاب "الصّورة العدائيَّة عن الإسلام"

كتاب "الصّورة العدائيَّة عن الإسلام"

صدر حديثاً عن الدّار المصريَّة اللّبنانيَّة في القاهرة، كتاب للباحث والسّياسيّ الألمانيّ "يورجين تودينهوفر"، جاء كخلاصةٍ لجملةٍ من أسفاره ورحلاته في العالم الإسلاميّ على مدى خمسين عاماً، وبخاصّة بعد ردّ فعل العالم الغربيّ على أحداث 11 أيلول/سبتمبر العام 2001، في الولايات المتَّحدة الأميركيَّة.

ويهدف الكتاب إلى تفنيد الصّورة العدائيَّة عن الإسلام في الغرب، وتسليط الضَّوء على مقولة ما يدعى "إرهاب المسلمين"، لينطلق بعد ذلك إلى إثبات جهل السَّاسة الغربيّين بطبيعة العالم الإسلاميّ على وجه الدقّة، وبالتّالي تعمُّد خلق صورة مشوَّهة للحقائق التاريخيَّة، يساعدهم في ذلك الآلة الإعلاميَّة الغربيّة.

الكتاب يتميَّز بعرضه للحقائق والأفكار بأسلوبٍ متسلسل وبسيط، وفيه نَفَسٌ موضوعيّ، إذ قلَّما تتعرَّف إلى باحثٍ غربيّ يتَّصف بالجرأة والشّجاعة في نقد السّياسة الغربيَّة تجاه الإسلام والمسلمين، ويدعو إلى صحوة ضمير غربيَّة تؤسِّس لعلاقات إنسانيّة سليمة.

والكتاب هو نتيجة بحثٍ وجهدٍ وعصارة تجارب عمليَّة قام بها الباحث عبر عقود، من خلال أسفاره في العالم الإسلاميّ، واطّلاعه الواسع والعميق على أحوال هذا العالم وأوضاعه، فهو ليس كتاباً يسرح في التَّجريد والتّنظير، ويكتفي بالعرض والوصف للأفكار، بل إنّه يعيش في قلب الأحداث وينقلها ويسجِّل ملاحظاته عليها بما يراه ويسمعه هو من النَّاس، ليكون أكثر فهماً ووعياً لظروف الأحداث وخلفيَّاتها وأسبابها، حيث نجده مدافعاً عن الإسلام والمسلمين، متَّهماً الغرب بتغذية الإرهاب بشكلٍ غير مباشر، عبر معاملة الإسلام والمسلمين معاملةً لا تليق بإنسانيَّتهم وحضارتهم، وعدم مساواته بينهم وبين المسيحيّين واليهود.

وفي كتابه، يوصي الكاتب المسلمين بمواجهة من يمارس الإرهاب باسم الدِّين، وأن يتأسَّوا بالرَّسول الكريم(ص)، في سبيل إبراز مفاهيم الرّسالة الأصيلة، لجهة نبذ الكراهية والجهل، وتكريس قيم التَّسامح والمحبَّة.

ويشير الكاتب إلى خطورة جهل الغرب بالحقائق عن العالم الإسلاميّ، وهو ما دعاه ـ الغرب ـ إلى اتخاذ سياساتٍ وقراراتٍ خاطئةٍ تجاه هذا العالم، الأمر الّذي أدَّى إلى سقوط أرواح بريئة.

والمقصود من الغرب ـ بحسب الكاتب ـ الدّول الغربيّة الكبرى الّتي تسلك طرق الاستعمار للعالم الإسلاميّ منذ القِدَم ولا تزال، مع ذلك، يلفت إلى أنَّ هناك في الغرب بالرّغم من كلِّ شيء، من يسعى جاهداً من أجل تصحيح النَّظرة وتصويب العلاقات مع العالم الإسلاميّ.

يحاول الباحث فتح كوّةٍ في جدار الصَّمت الغربيّ، وإحداث هزّةٍ، بغية توفير مناخاتٍ لإيجاد رؤيةٍ مختلفةٍ ومتوازنةٍ عن الإسلام والمسلمين، فالإسلام، كما المسيحيّة، ضحيّتان لتزوير الحقائق والتّاريخ، وهما كديانتيْن، قائمتان على المحبَّة لله وللبشر.

كما يعمل على فتح الباب أمام النِّقاش العقلاني والهادف بين الغرب والعالم الإسلاميّ، كي تتمَّ عمليّة المكاشفة والمصالحة، والتوقّف عند ما يجري من أحداثٍ جاءت نتيجةً لتراكماتٍ تاريخيّةٍ وسياسيّةٍ خاطئة، فمواجهة الجهل والتخلّف يعني مواجهة الشرّ عند الجميع.

فالجهل بحقائق الأمور وطبائع الموضوعات، وتكوين رؤيةٍ منحرفةٍ بناءً على ذلك، يتحوَّل مع مرور الزّمن إلى عقائد راسخة لا يمكن إصلاحها أو تغييرها، وهذا ما يعدّ خطراً جسيماً لا يطاول بنتائجه السلبيّة أمّةً بعينها أو مجتمعاً بذاته، بل البشريَّة جمعاء.

كتاب السّياسيّ الألمانيّ "يورجين تودينهوفر"، يتَّسم بشيء من الجرأة والموضوعيَّة في التَّناول والطَّرح والعرض للحقائق، كما يمثِّل صوتاً عقلانيّاً في وجه مشاريع التَّضليل، وحرصاً على علاقات إنسانيَّة متوازنة وصحيَّة بين الغرب والعالم الإسلاميّ، وإن كان من وجهة نظر غربيّة تخضع للنّقاش في بعض جوانبها.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.


صدر حديثاً عن الدّار المصريَّة اللّبنانيَّة في القاهرة، كتاب للباحث والسّياسيّ الألمانيّ "يورجين تودينهوفر"، جاء كخلاصةٍ لجملةٍ من أسفاره ورحلاته في العالم الإسلاميّ على مدى خمسين عاماً، وبخاصّة بعد ردّ فعل العالم الغربيّ على أحداث 11 أيلول/سبتمبر العام 2001، في الولايات المتَّحدة الأميركيَّة.

ويهدف الكتاب إلى تفنيد الصّورة العدائيَّة عن الإسلام في الغرب، وتسليط الضَّوء على مقولة ما يدعى "إرهاب المسلمين"، لينطلق بعد ذلك إلى إثبات جهل السَّاسة الغربيّين بطبيعة العالم الإسلاميّ على وجه الدقّة، وبالتّالي تعمُّد خلق صورة مشوَّهة للحقائق التاريخيَّة، يساعدهم في ذلك الآلة الإعلاميَّة الغربيّة.

الكتاب يتميَّز بعرضه للحقائق والأفكار بأسلوبٍ متسلسل وبسيط، وفيه نَفَسٌ موضوعيّ، إذ قلَّما تتعرَّف إلى باحثٍ غربيّ يتَّصف بالجرأة والشّجاعة في نقد السّياسة الغربيَّة تجاه الإسلام والمسلمين، ويدعو إلى صحوة ضمير غربيَّة تؤسِّس لعلاقات إنسانيّة سليمة.

والكتاب هو نتيجة بحثٍ وجهدٍ وعصارة تجارب عمليَّة قام بها الباحث عبر عقود، من خلال أسفاره في العالم الإسلاميّ، واطّلاعه الواسع والعميق على أحوال هذا العالم وأوضاعه، فهو ليس كتاباً يسرح في التَّجريد والتّنظير، ويكتفي بالعرض والوصف للأفكار، بل إنّه يعيش في قلب الأحداث وينقلها ويسجِّل ملاحظاته عليها بما يراه ويسمعه هو من النَّاس، ليكون أكثر فهماً ووعياً لظروف الأحداث وخلفيَّاتها وأسبابها، حيث نجده مدافعاً عن الإسلام والمسلمين، متَّهماً الغرب بتغذية الإرهاب بشكلٍ غير مباشر، عبر معاملة الإسلام والمسلمين معاملةً لا تليق بإنسانيَّتهم وحضارتهم، وعدم مساواته بينهم وبين المسيحيّين واليهود.

وفي كتابه، يوصي الكاتب المسلمين بمواجهة من يمارس الإرهاب باسم الدِّين، وأن يتأسَّوا بالرَّسول الكريم(ص)، في سبيل إبراز مفاهيم الرّسالة الأصيلة، لجهة نبذ الكراهية والجهل، وتكريس قيم التَّسامح والمحبَّة.

ويشير الكاتب إلى خطورة جهل الغرب بالحقائق عن العالم الإسلاميّ، وهو ما دعاه ـ الغرب ـ إلى اتخاذ سياساتٍ وقراراتٍ خاطئةٍ تجاه هذا العالم، الأمر الّذي أدَّى إلى سقوط أرواح بريئة.

والمقصود من الغرب ـ بحسب الكاتب ـ الدّول الغربيّة الكبرى الّتي تسلك طرق الاستعمار للعالم الإسلاميّ منذ القِدَم ولا تزال، مع ذلك، يلفت إلى أنَّ هناك في الغرب بالرّغم من كلِّ شيء، من يسعى جاهداً من أجل تصحيح النَّظرة وتصويب العلاقات مع العالم الإسلاميّ.

يحاول الباحث فتح كوّةٍ في جدار الصَّمت الغربيّ، وإحداث هزّةٍ، بغية توفير مناخاتٍ لإيجاد رؤيةٍ مختلفةٍ ومتوازنةٍ عن الإسلام والمسلمين، فالإسلام، كما المسيحيّة، ضحيّتان لتزوير الحقائق والتّاريخ، وهما كديانتيْن، قائمتان على المحبَّة لله وللبشر.

كما يعمل على فتح الباب أمام النِّقاش العقلاني والهادف بين الغرب والعالم الإسلاميّ، كي تتمَّ عمليّة المكاشفة والمصالحة، والتوقّف عند ما يجري من أحداثٍ جاءت نتيجةً لتراكماتٍ تاريخيّةٍ وسياسيّةٍ خاطئة، فمواجهة الجهل والتخلّف يعني مواجهة الشرّ عند الجميع.

فالجهل بحقائق الأمور وطبائع الموضوعات، وتكوين رؤيةٍ منحرفةٍ بناءً على ذلك، يتحوَّل مع مرور الزّمن إلى عقائد راسخة لا يمكن إصلاحها أو تغييرها، وهذا ما يعدّ خطراً جسيماً لا يطاول بنتائجه السلبيّة أمّةً بعينها أو مجتمعاً بذاته، بل البشريَّة جمعاء.

كتاب السّياسيّ الألمانيّ "يورجين تودينهوفر"، يتَّسم بشيء من الجرأة والموضوعيَّة في التَّناول والطَّرح والعرض للحقائق، كما يمثِّل صوتاً عقلانيّاً في وجه مشاريع التَّضليل، وحرصاً على علاقات إنسانيَّة متوازنة وصحيَّة بين الغرب والعالم الإسلاميّ، وإن كان من وجهة نظر غربيّة تخضع للنّقاش في بعض جوانبها.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية