الاجتهاد والتجديد في الفكر المقاصديّ

الاجتهاد والتجديد في الفكر المقاصديّ

كتاب "الاجتهاد والتّجديد في الفكر المقاصديّ"، للباحث المغربيّ يوسف عطيَّة، منشورات دار الطَّليعة ـ بيروت، العام 2014.

يقع الكتاب في مئة وثلاث وأربعين صفحة من الحجم الكبير، يتناول فيه صاحبه موضوع مقاصد الشّريعة، وكيفيَّة الإفادة العمليَّة منها في توجيه الوقائع والأحداث المستجدّة على واقع الحياة. ويلفت إلى أنّه، وعلى كثرة الأبحاث في مقاصد الشّريعة، فإنّ الفكر المقاصديّ ما يزال البحث فيه قليلاً، على الرّغم من أهميّته القصوى.

يحاول الكتاب تأكيد مقاصد الشَّريعة كضابطٍ لفهم الشَّريعة، وتطبيق أحكامها على الوقائع، وكمنهجٍ يحكم الاجتهاد في بحثه عن علل الأحكام، فمقاصد الشّرع تنفع، بحكم خصوبتها وقابليّتها، لتخطّي كلّ الأزمات والتحدّيات والتَّساؤلات الّتي تفرضها الحياة بكلّ أشكالها.

الكتابُ مقسَّمٌ إلى ثلاثة فصولٍ، يندرج تحتها مباحث ومطالب اعتمد فيها الباحث على المناهج التّحليليَّة والوصفيّة والنقديّة والتاريخيّة، بغية إبراز طروحاته الّتي تبدأ بتعريفه للاجتهاد، كعمليَّةٍ يبذل فيها الفقيه الجهد للتوصّل إلى حكم الشّارع؛ هذا الاجتهاد الّذي يغني الشَّريعة ويعطيها الحركيّة المطلوبة، في محاولتها الإجابة عن كلِّ تساؤلات الواقع، كما أنّه ـ أي الاجتهاد ـ يجدِّد فهم الشَّريعة، ويخدم مسيرة تطوّر هذا الفهم.

ويذكِّر الباحث بما لمقاصد الشَّريعة ومراميها من أهميّة، لجهة ضبط مصالح العباد في الدّنيا والآخرة ورعايتها، إذ إنَّ الاجتهاد التّنزيليّ، كما يشير الباحث، هو سعيٌ دائم إلى تطبيق الأهداف الحقيقيَّة النّهائيّة للشّرع على ما يستجدّ من وقائع وأحداث مفتقِرة إلى هدي الشَّريعة فيها.

يعرض الباحث لتاريخ تطوّر مقاصد الشَّريعة على يد العلماء، بدءاً من الجويني، إمام الحرميْن، وانتهاءً مع الشَّاطبي في كتابه الجليل "الموافقات"، حيث نضج علم المقاصد على يد الشاطبي.

أمّا حديثاً، فيلفت يوسف عطيّة إلى جهود الطاهر بن عاشور، في محاولته المقارنة بين أصول الفقه وعلم مقاصد الشّريعة.. ويعرض الباحث في كتابه إلى عناوين أساسيَّة، منها: "جلب المصالح ودرء المفاسد"، "الأدلّة على مقاصد الشّريعة"، "ترتيب المفاسد والمصالح"، و"التَّمييز بين الوسائل والمقاصد".

ويصل إلى محاولة الإضاءة على التَّحدّيات الّتي تواجه انطلاقة الفكر المقاصديّ للشَّريعة بالزّخم المطلوب، إضافةً إلى كيفيّة الترجيح بين المصلحة والمفسدة، وضوابط ذلك نظريّاً وواقعيّاً.

ويدعو الباحث إلى تفعيل مقاصد الشّريعة وتطبيقاتها، عبر تفعيل الحوار الدّيني، باعتباره منهجاً قرآنيّاً ونبويّاً، كذلك عبر المناقشة في كلِّ النظام السّياسيّ الإسلاميّ وما أنتجه، وما يمكن أن يقدِّمه اليوم، كما التأسيس لقراءةٍ حيّةٍ ومعاصرةٍ تجمع بين العلم الشّرعيّ ومنجزات العلم، لجهة تفسيره للظواهر الكونيَّة.

في كتابه هذا، يحاول المؤلّف التأسيس لمنظومةٍ فكريّةٍ إسلاميّةٍ متكاملةٍ على هدي المقاصد، بغية جمع الطّاقات والتوحّد في استنطاق قضايا الواقع، وإعطاء الحكم الفقهيّ اللازم والسَّليم لها.

يسعى الباحث في كتابه إلى إعادة التّذكير بأهميَّة الفكر المقاصديّ، وإلى وجود الأزمات والتحدّيات التي تعطّل حركة العقل الإسلامي، مقترحاً بعض الحلول التي يمكن أن تنشِّط هذا العقل، بغية قيامه بدوره على مستوى التّنظير والواقع، وملاحقة كلِّ جديدٍ في الحياة، وإعطائه الحكم الشّرعيّ السّليم الذي يؤمِّن المصالح للإنسان، ويبعد عنه المفاسد.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

كتاب "الاجتهاد والتّجديد في الفكر المقاصديّ"، للباحث المغربيّ يوسف عطيَّة، منشورات دار الطَّليعة ـ بيروت، العام 2014.

يقع الكتاب في مئة وثلاث وأربعين صفحة من الحجم الكبير، يتناول فيه صاحبه موضوع مقاصد الشّريعة، وكيفيَّة الإفادة العمليَّة منها في توجيه الوقائع والأحداث المستجدّة على واقع الحياة. ويلفت إلى أنّه، وعلى كثرة الأبحاث في مقاصد الشّريعة، فإنّ الفكر المقاصديّ ما يزال البحث فيه قليلاً، على الرّغم من أهميّته القصوى.

يحاول الكتاب تأكيد مقاصد الشَّريعة كضابطٍ لفهم الشَّريعة، وتطبيق أحكامها على الوقائع، وكمنهجٍ يحكم الاجتهاد في بحثه عن علل الأحكام، فمقاصد الشّرع تنفع، بحكم خصوبتها وقابليّتها، لتخطّي كلّ الأزمات والتحدّيات والتَّساؤلات الّتي تفرضها الحياة بكلّ أشكالها.

الكتابُ مقسَّمٌ إلى ثلاثة فصولٍ، يندرج تحتها مباحث ومطالب اعتمد فيها الباحث على المناهج التّحليليَّة والوصفيّة والنقديّة والتاريخيّة، بغية إبراز طروحاته الّتي تبدأ بتعريفه للاجتهاد، كعمليَّةٍ يبذل فيها الفقيه الجهد للتوصّل إلى حكم الشّارع؛ هذا الاجتهاد الّذي يغني الشَّريعة ويعطيها الحركيّة المطلوبة، في محاولتها الإجابة عن كلِّ تساؤلات الواقع، كما أنّه ـ أي الاجتهاد ـ يجدِّد فهم الشَّريعة، ويخدم مسيرة تطوّر هذا الفهم.

ويذكِّر الباحث بما لمقاصد الشَّريعة ومراميها من أهميّة، لجهة ضبط مصالح العباد في الدّنيا والآخرة ورعايتها، إذ إنَّ الاجتهاد التّنزيليّ، كما يشير الباحث، هو سعيٌ دائم إلى تطبيق الأهداف الحقيقيَّة النّهائيّة للشّرع على ما يستجدّ من وقائع وأحداث مفتقِرة إلى هدي الشَّريعة فيها.

يعرض الباحث لتاريخ تطوّر مقاصد الشَّريعة على يد العلماء، بدءاً من الجويني، إمام الحرميْن، وانتهاءً مع الشَّاطبي في كتابه الجليل "الموافقات"، حيث نضج علم المقاصد على يد الشاطبي.

أمّا حديثاً، فيلفت يوسف عطيّة إلى جهود الطاهر بن عاشور، في محاولته المقارنة بين أصول الفقه وعلم مقاصد الشّريعة.. ويعرض الباحث في كتابه إلى عناوين أساسيَّة، منها: "جلب المصالح ودرء المفاسد"، "الأدلّة على مقاصد الشّريعة"، "ترتيب المفاسد والمصالح"، و"التَّمييز بين الوسائل والمقاصد".

ويصل إلى محاولة الإضاءة على التَّحدّيات الّتي تواجه انطلاقة الفكر المقاصديّ للشَّريعة بالزّخم المطلوب، إضافةً إلى كيفيّة الترجيح بين المصلحة والمفسدة، وضوابط ذلك نظريّاً وواقعيّاً.

ويدعو الباحث إلى تفعيل مقاصد الشّريعة وتطبيقاتها، عبر تفعيل الحوار الدّيني، باعتباره منهجاً قرآنيّاً ونبويّاً، كذلك عبر المناقشة في كلِّ النظام السّياسيّ الإسلاميّ وما أنتجه، وما يمكن أن يقدِّمه اليوم، كما التأسيس لقراءةٍ حيّةٍ ومعاصرةٍ تجمع بين العلم الشّرعيّ ومنجزات العلم، لجهة تفسيره للظواهر الكونيَّة.

في كتابه هذا، يحاول المؤلّف التأسيس لمنظومةٍ فكريّةٍ إسلاميّةٍ متكاملةٍ على هدي المقاصد، بغية جمع الطّاقات والتوحّد في استنطاق قضايا الواقع، وإعطاء الحكم الفقهيّ اللازم والسَّليم لها.

يسعى الباحث في كتابه إلى إعادة التّذكير بأهميَّة الفكر المقاصديّ، وإلى وجود الأزمات والتحدّيات التي تعطّل حركة العقل الإسلامي، مقترحاً بعض الحلول التي يمكن أن تنشِّط هذا العقل، بغية قيامه بدوره على مستوى التّنظير والواقع، وملاحقة كلِّ جديدٍ في الحياة، وإعطائه الحكم الشّرعيّ السّليم الذي يؤمِّن المصالح للإنسان، ويبعد عنه المفاسد.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية