آفة الكبر.. والواقع

آفة الكبر.. والواقع

آفةٌ من الآفات الّتي تأكل روح الإنسان وهويَّته، وتفرّغهما من كلّ محتوى ومضمون يليق بالكائن الآدميّ الّذي كرَّمه الله تعالى على جميع مخلوقاته، وهي آفة "الكبْر"، وهي أن يرى المرء نفسه أكبر من الحقّ، وألا ينصاع لحكمه، وأن لا يؤدّي الناس حقوقهم...

فالكثيرون يرفضون الاعتراف بحقوق الآخرين من إخوة وأهل وجيران وأصحاب، ويعيشون عقدة "الكبْر" بأبشع صورها، فلا يتواصلون مع الغير ولا مع الأرحام، ويتعنّتون بآرائهم، ولا يقنعون من أحد لتغيير سلوكيّاتهم، فيدمّرون حياتهم وحياة الآخرين، ويبقون في قلق دائم، ويوتّرون الواقع من حولهم.

ومن ميزاتهم أنّهم يحتقرون النّاس، ويظنّون أنهم أقلّ منهم مستوى، وينظرون إليهم نظرة دونيّة ومتعجرفة، ويستهينون بكراماتهم ولا يقيمون لها وزناً أو اعتباراً، هؤلاء لا يمكن لهم أن يصنّفوا تحت خانة المؤمنين المخلصين، فهذه أخلاق مذمومة لا صلة لها بالدّين والإسلام، وليست من الأخلاقيّات الّتي أمرنا الله تعالى ورسوله بها، وعلّمنا إيّاها ودعانا إليها.

المؤمن الحقّ هو الّذي يعترف بحقّ الآخرين، وينظر إليهم نظرة عادلة رحيمة، فيها كلّ الخير والمحبّة والمواساة، ويعترف بإنجازات الآخرين ولا ينقصهم حقوقهم.. وعن الرّسول الكريم(ص): "الكبْرُ بطَرُ الحقّ ـ أي ردّ الحقّ ـوغمْطُ النّاس أن تزدري الناس"..

وهذه ليست من صفات المؤمن وخصائصه في انفتاحه الواعي على مفاهيم دينه وأبعادها الأخلاقيّة والرّوحيّة السّليمة، فالكبْر هو النّقيض للتّواصل الّذي ينبغي أن يتحلّى به المؤمن، كما أنّه نقيض الفطرة الإنسانيّة السويّة المفطورة على حبّ الخير والجمال والكمال والنّوال والعطاء، فأيّ كمالٍ للإنسان مع الكبْر الّذي يشوّه كلّ معنى جميل في حياة الفرد والجماعة، ويحرم صاحبه والمجتمع من التّكامل الحيّ والفاعل على مستوى الشعور الجماعيّ بالرّحمة والمودّة؟!

علينا ألا نربّي أنفسنا ومن حولنا على هذه العادة السيّئة، وأن نصون أنفسنا من الوقوع في شراكِها، ولكن اليوم، إذا ما تأمّلنا أحوالنا، نجد الكبْر يطغى على كثيرٍ من مواقع حياتنا ومفاصلها، ويحكم في بعض الأحيان الكثير من علاقاتنا وتصرّفاتنا الفرديّة والجماعيّة على المستوى الأسريّ والعائليّ، وفي الدّوائر الخاصّة والعامّة، بحيث يترك ذلك آثاراً سلبيّة كبيرة ومدمّرة للبنيان الاجتماعيّ والإنسانيّ، ويخلق الكثير من المشاكل والتوتّرات الّتي لا تخدم أحداً.

مجتمع لمؤمنين المخلصين هو مجتمع المتحابّين المتواضعين الّذين لا يعرفون "الكبْر"، ويحاربونه ويمقتونه كما يمقته الله ورسوله.

إنّ نفس المؤمن شفّافة ومهذّبة، تزكو بفعل الخير والبرّ والتوجّه إليهما بكلّ ما ينفع الإنسان والحياة، ولا طريق للكبْر إلى النّفوس الطّاهرة البريئة الّتي تحيا التواضع والكمال والجمال في كلّ واقعها قولاً وسلوكاً.

فلنبتعد عن الكبْر الّذي يدمّر الحياة، ولنقترب من الخير والكمال بما نحيي به البلاد والعباد.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


آفةٌ من الآفات الّتي تأكل روح الإنسان وهويَّته، وتفرّغهما من كلّ محتوى ومضمون يليق بالكائن الآدميّ الّذي كرَّمه الله تعالى على جميع مخلوقاته، وهي آفة "الكبْر"، وهي أن يرى المرء نفسه أكبر من الحقّ، وألا ينصاع لحكمه، وأن لا يؤدّي الناس حقوقهم...

فالكثيرون يرفضون الاعتراف بحقوق الآخرين من إخوة وأهل وجيران وأصحاب، ويعيشون عقدة "الكبْر" بأبشع صورها، فلا يتواصلون مع الغير ولا مع الأرحام، ويتعنّتون بآرائهم، ولا يقنعون من أحد لتغيير سلوكيّاتهم، فيدمّرون حياتهم وحياة الآخرين، ويبقون في قلق دائم، ويوتّرون الواقع من حولهم.

ومن ميزاتهم أنّهم يحتقرون النّاس، ويظنّون أنهم أقلّ منهم مستوى، وينظرون إليهم نظرة دونيّة ومتعجرفة، ويستهينون بكراماتهم ولا يقيمون لها وزناً أو اعتباراً، هؤلاء لا يمكن لهم أن يصنّفوا تحت خانة المؤمنين المخلصين، فهذه أخلاق مذمومة لا صلة لها بالدّين والإسلام، وليست من الأخلاقيّات الّتي أمرنا الله تعالى ورسوله بها، وعلّمنا إيّاها ودعانا إليها.

المؤمن الحقّ هو الّذي يعترف بحقّ الآخرين، وينظر إليهم نظرة عادلة رحيمة، فيها كلّ الخير والمحبّة والمواساة، ويعترف بإنجازات الآخرين ولا ينقصهم حقوقهم.. وعن الرّسول الكريم(ص): "الكبْرُ بطَرُ الحقّ ـ أي ردّ الحقّ ـوغمْطُ النّاس أن تزدري الناس"..

وهذه ليست من صفات المؤمن وخصائصه في انفتاحه الواعي على مفاهيم دينه وأبعادها الأخلاقيّة والرّوحيّة السّليمة، فالكبْر هو النّقيض للتّواصل الّذي ينبغي أن يتحلّى به المؤمن، كما أنّه نقيض الفطرة الإنسانيّة السويّة المفطورة على حبّ الخير والجمال والكمال والنّوال والعطاء، فأيّ كمالٍ للإنسان مع الكبْر الّذي يشوّه كلّ معنى جميل في حياة الفرد والجماعة، ويحرم صاحبه والمجتمع من التّكامل الحيّ والفاعل على مستوى الشعور الجماعيّ بالرّحمة والمودّة؟!

علينا ألا نربّي أنفسنا ومن حولنا على هذه العادة السيّئة، وأن نصون أنفسنا من الوقوع في شراكِها، ولكن اليوم، إذا ما تأمّلنا أحوالنا، نجد الكبْر يطغى على كثيرٍ من مواقع حياتنا ومفاصلها، ويحكم في بعض الأحيان الكثير من علاقاتنا وتصرّفاتنا الفرديّة والجماعيّة على المستوى الأسريّ والعائليّ، وفي الدّوائر الخاصّة والعامّة، بحيث يترك ذلك آثاراً سلبيّة كبيرة ومدمّرة للبنيان الاجتماعيّ والإنسانيّ، ويخلق الكثير من المشاكل والتوتّرات الّتي لا تخدم أحداً.

مجتمع لمؤمنين المخلصين هو مجتمع المتحابّين المتواضعين الّذين لا يعرفون "الكبْر"، ويحاربونه ويمقتونه كما يمقته الله ورسوله.

إنّ نفس المؤمن شفّافة ومهذّبة، تزكو بفعل الخير والبرّ والتوجّه إليهما بكلّ ما ينفع الإنسان والحياة، ولا طريق للكبْر إلى النّفوس الطّاهرة البريئة الّتي تحيا التواضع والكمال والجمال في كلّ واقعها قولاً وسلوكاً.

فلنبتعد عن الكبْر الّذي يدمّر الحياة، ولنقترب من الخير والكمال بما نحيي به البلاد والعباد.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية