اليُسر بعد العُسر

اليُسر بعد العُسر

من الطّبيعيّ أنّ هذه الدّنيا خلقها الله تعالى كدار ممرّ، وهي تعتبر دار امتحان وبلاءات للإنسان، وتأتي هذه الابتلاءات كتكفير عن ذنوبه، وكي يعتبر منها في رحلته الدنيويّة، فيعمل على كسب الحسنات وفعل الخير والبرّ وصقل إيمانه، فالبلاء تجربة يمرّ بها الفرد، فإذا خرج منه وهو قويّ راسخ الإيمان والعزيمة، تقوّى إيمانه، وتكرَّست إرادته، وتعزّزت بعناصر المناعة المطلوبة عند كلّ امتحان.

وينبغي للمرء المخلص المؤمن الواثق من ربِّه، أن ينتظر الفرج بعد الشدَّة، ويثق بالله، ويصبر على بلائه، وأن يحافظ على توازنه النفسيّ والعقليّ، وألا يضعف ويهِن، بل يتحمَّل قدر استطاعته، ولا يؤدِّي به اليأس إلى الانحراف والسّقوط والضّياع.

يقول الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}[الانشراح: 5-6]، فهذه حقيقة قرآنيَّة؛ أنّ كلّ ما يطرأ على الإنسان من أوضاع في الحياة، لا دوام لها، فربما يكون الإنسان في رخاء وتنقلب شؤونه إلى شدَّة، أو العكس، يكون في شدّة فيأتيه الفرج من حيث لا يحتسب، وفي الحالتين، فإنّ المرء إذا صبر وثبت، وصمد أمام كلّ التحدّيات والمصاعب، يستطيع بنفسه أن يصنع ظروف الفرج ومقدّماته، وأن يربح نفسه ويخرج منتصراً بإذن الله تعالى ورحمته، لأنَّ اليسر دائماً أمرٌ مقارن للعسر، وهو ما الله به عباده، المهمّ أن يحسنوا فهم ظروفهم الموضوعيّة، ويتعاملوا مع أوضاعهم بالشّكل الّذي يحفظ توازنهم وقوّتهم وكرامتهم.

كثير من النّاس قد يسقطون أمام الشّدائد، ويفقدون توازنهم، ويسيرون بطريق الانحراف والفوضى والضّياع، فلا يصبرون، ولا يعرفون إدارة التّجارب، فيعمدون إلى تصرّفات ومواقف تنمّ عن ضعف إرادتهم وقلّة تحمّلهم، وهو ما يرتدّ عليهم ويلات ومشاكل وتحدّيات في حياتهم الأسريّة، وفي علاقاتهم الاجتماعيّة والاقتصاديّة والفكريّة، فيسيئون إلى أنفسهم وإلى الحياة بوجهٍ عام.

لذا، المطلوب من الإنسان أن يعمل بكلّ وعي ومسؤوليّة على الصّمود أمام كلّ المحن، مهما كانت خاصّة أو عامّة، فهذا من أخلاقيّات المؤمن المخلص لربّه، الواثق بنصره وتأييده وفرجه {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، فإذا كنّا نؤمن بالله المهيمن على الكون كلّه، فإنّ علينا أن نقوم بخطوات عمليّة وموضوعيّة للخروج من أزماتنا، ونتوكّل على الله، ونؤمن بفرجه وتيسيره لأمور العباد كلّها، فهو مع المؤمنين المخلصين الصّابرين المحتسبين أينما كانوا، وفي أيّ زمن وجدوا..

واليوم، في ظلّ ما نعانيه من أزمات وتحدّيات على الصّعد كافّةً، فإنّ من المفروض أن نبرز أصالة شخصيّتنا والتزامنا بالإيمان بفرج الله وتيسيره لأمور عباده. ومن ألطفُ من الله تعالى وأرحم منه بالإنسان والوجود كلّه؟!...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


من الطّبيعيّ أنّ هذه الدّنيا خلقها الله تعالى كدار ممرّ، وهي تعتبر دار امتحان وبلاءات للإنسان، وتأتي هذه الابتلاءات كتكفير عن ذنوبه، وكي يعتبر منها في رحلته الدنيويّة، فيعمل على كسب الحسنات وفعل الخير والبرّ وصقل إيمانه، فالبلاء تجربة يمرّ بها الفرد، فإذا خرج منه وهو قويّ راسخ الإيمان والعزيمة، تقوّى إيمانه، وتكرَّست إرادته، وتعزّزت بعناصر المناعة المطلوبة عند كلّ امتحان.

وينبغي للمرء المخلص المؤمن الواثق من ربِّه، أن ينتظر الفرج بعد الشدَّة، ويثق بالله، ويصبر على بلائه، وأن يحافظ على توازنه النفسيّ والعقليّ، وألا يضعف ويهِن، بل يتحمَّل قدر استطاعته، ولا يؤدِّي به اليأس إلى الانحراف والسّقوط والضّياع.

يقول الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}[الانشراح: 5-6]، فهذه حقيقة قرآنيَّة؛ أنّ كلّ ما يطرأ على الإنسان من أوضاع في الحياة، لا دوام لها، فربما يكون الإنسان في رخاء وتنقلب شؤونه إلى شدَّة، أو العكس، يكون في شدّة فيأتيه الفرج من حيث لا يحتسب، وفي الحالتين، فإنّ المرء إذا صبر وثبت، وصمد أمام كلّ التحدّيات والمصاعب، يستطيع بنفسه أن يصنع ظروف الفرج ومقدّماته، وأن يربح نفسه ويخرج منتصراً بإذن الله تعالى ورحمته، لأنَّ اليسر دائماً أمرٌ مقارن للعسر، وهو ما الله به عباده، المهمّ أن يحسنوا فهم ظروفهم الموضوعيّة، ويتعاملوا مع أوضاعهم بالشّكل الّذي يحفظ توازنهم وقوّتهم وكرامتهم.

كثير من النّاس قد يسقطون أمام الشّدائد، ويفقدون توازنهم، ويسيرون بطريق الانحراف والفوضى والضّياع، فلا يصبرون، ولا يعرفون إدارة التّجارب، فيعمدون إلى تصرّفات ومواقف تنمّ عن ضعف إرادتهم وقلّة تحمّلهم، وهو ما يرتدّ عليهم ويلات ومشاكل وتحدّيات في حياتهم الأسريّة، وفي علاقاتهم الاجتماعيّة والاقتصاديّة والفكريّة، فيسيئون إلى أنفسهم وإلى الحياة بوجهٍ عام.

لذا، المطلوب من الإنسان أن يعمل بكلّ وعي ومسؤوليّة على الصّمود أمام كلّ المحن، مهما كانت خاصّة أو عامّة، فهذا من أخلاقيّات المؤمن المخلص لربّه، الواثق بنصره وتأييده وفرجه {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، فإذا كنّا نؤمن بالله المهيمن على الكون كلّه، فإنّ علينا أن نقوم بخطوات عمليّة وموضوعيّة للخروج من أزماتنا، ونتوكّل على الله، ونؤمن بفرجه وتيسيره لأمور العباد كلّها، فهو مع المؤمنين المخلصين الصّابرين المحتسبين أينما كانوا، وفي أيّ زمن وجدوا..

واليوم، في ظلّ ما نعانيه من أزمات وتحدّيات على الصّعد كافّةً، فإنّ من المفروض أن نبرز أصالة شخصيّتنا والتزامنا بالإيمان بفرج الله وتيسيره لأمور عباده. ومن ألطفُ من الله تعالى وأرحم منه بالإنسان والوجود كلّه؟!...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية