إزعاج الآخرين ليس من أخلاقيّات الإنسان، وليس من أخلاقيّات الإسلام الّتي تحضُّ على احترام وجود الآخرين، وعدم التسبّب بمضايقتهم، وكلّ ما يؤدّي إلى ضررهم وأذاهم من النّواحي كافّة.
إنّ الإزعاج الّذي يصدر عن أيّ كان، لا ينمّ عن ذوقٍ سليم، وفطرة صافية، وإحساس بالمسؤوليّة، وشعورٍ بالوعي تجاه كلّ ما يوتّر أجواء الناس ويقلق راحتهم..
فعلى الجار ألا يزعج جاره، فلا يعكّر الأجواء بإطلاق العنان للأصوات المزعجة والعالية في اللّيل والنّهار، دون أن يعير انتباهاً لجاره بأنّه نائم مثلاً، أو لديه أولاد يدرسون، أو عنده ضيوف أو ما شاكل، فمن المسائل الّتي تناقض الذّوق في بعض البيوت، للأسف، رفع صوت المذياع أو التّلفزيون أو أبواق السيّارات، أو على سبيل، المثال، إقامة السّهرات والمناسبات الاجتماعيّة، مع ما يرافقها من صخب وضجّة وعدم اكتراث بالجيران والنّاس من حولهم، ناهيك بعادات لاتزال تلازمنا، وهي إطلاق الرّصاص والمفرقعات عند كلّ مناسبة فرح أو حزن أو غير ذلك.
إنّ من حقّ الناس عليك ألا تبادر بإزعادهم، فمنهم المريض ومنهم النائم، ومنهم الطالب الذي يدرس، فالفضاء العام ليس ملك الفرد، بل هو ملك الجميع.
لقد حثَّ الإسلام على احترام خصوصيّات النّاس ومشاعرهم، والحفاظ على هدوئهم وأمانهم وسلامتهم، وعدم الإساءة إلى حياتهم أو إلحاق الأذى المعنويّ والمادّيّ بهم، لأنّ ذلك هو من صميم الأخلاق الإسلاميّة الّتي تدعو إلى تهذيب النّفس والرّوح، وأن يكون سلوك المرء المؤمن المسلم متوافقاً مع أبسط قواعد الأخلاق الإسلاميَّة بعدم التعدّي على الآخرين.
وإلى هذا المعنى، يشير سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) في تفسيره للآية المباركة: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}[الحجرات: 4]، لأنّ العقل يدفع صاحبه إلى احترام أوضاع النّاس الخاصّة ومشاعرهم الذاتيّة، وإلى عدم الإساءة إليهم في ذلك كلّه، الأمر الّذي يجعل من لا يراعون ذلك في سلوكهم العملي ممّن لا يعقلون... [تفسير من وحي القرآن، ج21، ص:138].
لقد وصل الأمر بالبعض ألا يعقلوا من أخلاقيّات الإسلام وآدابه شيئاً، لا بل إنّهم سمعنون في تفنّنهم في إيذاء الآخرين، ويطلقون العنان لحرّيّتهم المتهوّرة، فالحريّة ليست مطلقة بلا ضوابط، يفعل الإنسان تحت عنوانها أيّ شيء، بل إنّ حريّة الإنسان تنتهي حيث تبدأ حريّة الآخرين.
وفي الحديث المرويّ عن الرّسول(ص): "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذي جاره".
فالإيمان بالله يقتضي أن يتّصف المؤمن بالوعي والمسؤوليّة والانضباطيّة، وعدم المبادرة إلى إيذاء الغير، لأنّ الأذى ليس من طباع المؤمن وصفاته الباحثة عن الرقيّ والكمال.
فمجتمع المؤمنين المخلصين يخلو من الأذى والإزعاج، ويعمل على تكريس أجواء الهدوء والسّلام والمحبّة والطّمأنينة في كلّ شيء، كجزء لا يتجزّأ من شخصيّة هذا المجتمع الّذي يعاني اليوم من كثير من الضّغوطات والتحدّيات الّتي تستوجب العودة إلى الحدود الدّنيا من أخلاقيّات الإسلام وروحانيّته..
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
إزعاج الآخرين ليس من أخلاقيّات الإنسان، وليس من أخلاقيّات الإسلام الّتي تحضُّ على احترام وجود الآخرين، وعدم التسبّب بمضايقتهم، وكلّ ما يؤدّي إلى ضررهم وأذاهم من النّواحي كافّة.
إنّ الإزعاج الّذي يصدر عن أيّ كان، لا ينمّ عن ذوقٍ سليم، وفطرة صافية، وإحساس بالمسؤوليّة، وشعورٍ بالوعي تجاه كلّ ما يوتّر أجواء الناس ويقلق راحتهم..
فعلى الجار ألا يزعج جاره، فلا يعكّر الأجواء بإطلاق العنان للأصوات المزعجة والعالية في اللّيل والنّهار، دون أن يعير انتباهاً لجاره بأنّه نائم مثلاً، أو لديه أولاد يدرسون، أو عنده ضيوف أو ما شاكل، فمن المسائل الّتي تناقض الذّوق في بعض البيوت، للأسف، رفع صوت المذياع أو التّلفزيون أو أبواق السيّارات، أو على سبيل، المثال، إقامة السّهرات والمناسبات الاجتماعيّة، مع ما يرافقها من صخب وضجّة وعدم اكتراث بالجيران والنّاس من حولهم، ناهيك بعادات لاتزال تلازمنا، وهي إطلاق الرّصاص والمفرقعات عند كلّ مناسبة فرح أو حزن أو غير ذلك.
إنّ من حقّ الناس عليك ألا تبادر بإزعادهم، فمنهم المريض ومنهم النائم، ومنهم الطالب الذي يدرس، فالفضاء العام ليس ملك الفرد، بل هو ملك الجميع.
لقد حثَّ الإسلام على احترام خصوصيّات النّاس ومشاعرهم، والحفاظ على هدوئهم وأمانهم وسلامتهم، وعدم الإساءة إلى حياتهم أو إلحاق الأذى المعنويّ والمادّيّ بهم، لأنّ ذلك هو من صميم الأخلاق الإسلاميّة الّتي تدعو إلى تهذيب النّفس والرّوح، وأن يكون سلوك المرء المؤمن المسلم متوافقاً مع أبسط قواعد الأخلاق الإسلاميَّة بعدم التعدّي على الآخرين.
وإلى هذا المعنى، يشير سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) في تفسيره للآية المباركة: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}[الحجرات: 4]، لأنّ العقل يدفع صاحبه إلى احترام أوضاع النّاس الخاصّة ومشاعرهم الذاتيّة، وإلى عدم الإساءة إليهم في ذلك كلّه، الأمر الّذي يجعل من لا يراعون ذلك في سلوكهم العملي ممّن لا يعقلون... [تفسير من وحي القرآن، ج21، ص:138].
لقد وصل الأمر بالبعض ألا يعقلوا من أخلاقيّات الإسلام وآدابه شيئاً، لا بل إنّهم سمعنون في تفنّنهم في إيذاء الآخرين، ويطلقون العنان لحرّيّتهم المتهوّرة، فالحريّة ليست مطلقة بلا ضوابط، يفعل الإنسان تحت عنوانها أيّ شيء، بل إنّ حريّة الإنسان تنتهي حيث تبدأ حريّة الآخرين.
وفي الحديث المرويّ عن الرّسول(ص): "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذي جاره".
فالإيمان بالله يقتضي أن يتّصف المؤمن بالوعي والمسؤوليّة والانضباطيّة، وعدم المبادرة إلى إيذاء الغير، لأنّ الأذى ليس من طباع المؤمن وصفاته الباحثة عن الرقيّ والكمال.
فمجتمع المؤمنين المخلصين يخلو من الأذى والإزعاج، ويعمل على تكريس أجواء الهدوء والسّلام والمحبّة والطّمأنينة في كلّ شيء، كجزء لا يتجزّأ من شخصيّة هذا المجتمع الّذي يعاني اليوم من كثير من الضّغوطات والتحدّيات الّتي تستوجب العودة إلى الحدود الدّنيا من أخلاقيّات الإسلام وروحانيّته..
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .