هناك كبائر خطيرة تصيب باطن الإنسان، وسمّاها العلماء الكبائر الباطنة، ومن ذلك "قسوة القلب"، والتي تبتعد بالمؤمن المخلص لربّه عن الإيمان الحقيقي المفترض أن يتحلّى به، إذ لا يمكن أن تجتمع كبيرة قسوة القلب مع الإيمان في فؤاد واحد، ولا يمكن لإيمانٍ فعليّ ألا ينظّف القلب ويهذّب النّفس.
وقسوة القلب تأخذ أشكالاً كثيرة، منها القلب الغليظ القاسي، الّذي لا يرأف لحال العباد، ولا يتحرّك في ظلمه لهم، بل يبادر إلى الظّلم وكأنّ شيئاً لم يكن، كذلك القلب الّذي لا يتألم عندما يرى صاحبه فقيراً يتلوّى من الفقر، فلا يبادر إلى عونه واستغاثته حتّى بالكلام الّذي يخفّف عنه وطأة هذا الفقر، والقلب الّذي لا يتأثر لحال مريضٍ، فلا يعطف عليه، ولا يسعى في جلب الرّاحة له.
هنا قسوة القلب تمثّل البعد الحقيقيّ عن الله تعالى، الّذي أمرنا أفراداً وجماعات أن نكون أصحاب القلوب السّليمة الّتي تنبع منها العواطف والمشاعر الطيّبة الّتي تعكس صدق الإيمان والإخلاص؛ إنّها القلوب الّتي تتحرّك في خير النّاس، وتقف في وجه كلّ أشكال التعدّي والظّلم، والقلوب الّتي لا يخرج منها إلا المحبّة الّتي تعمّر العلاقات بين النّاس، وتربط كلّ الأواصر الّتي تحمي كلّ المجتمع، والقلوب الّتي لا تعرف إلا الرَّحمة، فتتوجَّه إلى تمتين كلّ تواصل مع الأهل والأرحام، فلا تحمل إلا خيراً، ولا تنبذ إلا شرّاً وحقداً وحسداً.
إنّ الرّبح الحقيقيّ الّذي يجنيه الإنسان هو في القلب الّذي يحمله، هذا القلب النّظيف الّذي يعود خيراً وسلاماً على المجتمع برمّته، عندما يسعى على الدّوام لنشر الكلمة الطيّبة التي تقرِّب المسافات وتلغي الحواجز وتمنع الفتن.
لذا، فالمهمّ تربية القلوب وتهذيبها، بقلع كلّ الأمراض منها، لكي تقبل على ربّها في الآخرة وهي في تمام نضارتها ونظافتها، لتفوز برضوانه، ولتستحقّ نعيمه الموعود، فهناك لا ينفع الإنسان إلا قلبه السَّليم الّذي يواجه به ربَّه، من خلال الأعمال الصّالحة الّتي قام بها في "الدّنيا"..
وعندما تنحرف القلوب عن فطرتها السَّليمة، تصبح أماكن لكلّ ما يسيء إلى الحياة، وتتحوّل إلى مواطن للكبائر الّتي تدمّر أسس الوجود الإنساني.
لذا، فإنّ من أكبر إنجازات المرء في هذه الحياة، أن يمتلك قلباً سليماً نظيفاً، وأن يأتي ربّه يوم القيامة وهو خالٍ من كلّ الأمراض القلبيّة الّتي تخرّب الفطرة البشريّة الّتي جبل الله تعالى العباد عليها.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} من الكفر والضّلال والعداوة والبغضاء والشّرّ لعباد الله.
فالقلب السّليم يمثّل ملامح الشخصيّة الإنسانيّة الإسلاميّة الّتي تختزن في داخلها الخير كلّه، والنّصيحة لله ولرسله ولأوليائه ولعباده.. وهكذا تتمثّل القيمة الإنسانيّة الّتي يتميّز بها الإنسان في يوم القيامة، في القلب السّليم الذي ينبض بالحقّ والخير والصّلاح، فيتجسّد خيراً وبركةً ورسالةً وإصلاحاً للعالمين، لأنّ القلب السّليم لا ينتج إلا العمل الصّالح والخطّ المستقيم"... [تفسير من وحي القرآن، ج17، ص:129].
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
هناك كبائر خطيرة تصيب باطن الإنسان، وسمّاها العلماء الكبائر الباطنة، ومن ذلك "قسوة القلب"، والتي تبتعد بالمؤمن المخلص لربّه عن الإيمان الحقيقي المفترض أن يتحلّى به، إذ لا يمكن أن تجتمع كبيرة قسوة القلب مع الإيمان في فؤاد واحد، ولا يمكن لإيمانٍ فعليّ ألا ينظّف القلب ويهذّب النّفس.
وقسوة القلب تأخذ أشكالاً كثيرة، منها القلب الغليظ القاسي، الّذي لا يرأف لحال العباد، ولا يتحرّك في ظلمه لهم، بل يبادر إلى الظّلم وكأنّ شيئاً لم يكن، كذلك القلب الّذي لا يتألم عندما يرى صاحبه فقيراً يتلوّى من الفقر، فلا يبادر إلى عونه واستغاثته حتّى بالكلام الّذي يخفّف عنه وطأة هذا الفقر، والقلب الّذي لا يتأثر لحال مريضٍ، فلا يعطف عليه، ولا يسعى في جلب الرّاحة له.
هنا قسوة القلب تمثّل البعد الحقيقيّ عن الله تعالى، الّذي أمرنا أفراداً وجماعات أن نكون أصحاب القلوب السّليمة الّتي تنبع منها العواطف والمشاعر الطيّبة الّتي تعكس صدق الإيمان والإخلاص؛ إنّها القلوب الّتي تتحرّك في خير النّاس، وتقف في وجه كلّ أشكال التعدّي والظّلم، والقلوب الّتي لا يخرج منها إلا المحبّة الّتي تعمّر العلاقات بين النّاس، وتربط كلّ الأواصر الّتي تحمي كلّ المجتمع، والقلوب الّتي لا تعرف إلا الرَّحمة، فتتوجَّه إلى تمتين كلّ تواصل مع الأهل والأرحام، فلا تحمل إلا خيراً، ولا تنبذ إلا شرّاً وحقداً وحسداً.
إنّ الرّبح الحقيقيّ الّذي يجنيه الإنسان هو في القلب الّذي يحمله، هذا القلب النّظيف الّذي يعود خيراً وسلاماً على المجتمع برمّته، عندما يسعى على الدّوام لنشر الكلمة الطيّبة التي تقرِّب المسافات وتلغي الحواجز وتمنع الفتن.
لذا، فالمهمّ تربية القلوب وتهذيبها، بقلع كلّ الأمراض منها، لكي تقبل على ربّها في الآخرة وهي في تمام نضارتها ونظافتها، لتفوز برضوانه، ولتستحقّ نعيمه الموعود، فهناك لا ينفع الإنسان إلا قلبه السَّليم الّذي يواجه به ربَّه، من خلال الأعمال الصّالحة الّتي قام بها في "الدّنيا"..
وعندما تنحرف القلوب عن فطرتها السَّليمة، تصبح أماكن لكلّ ما يسيء إلى الحياة، وتتحوّل إلى مواطن للكبائر الّتي تدمّر أسس الوجود الإنساني.
لذا، فإنّ من أكبر إنجازات المرء في هذه الحياة، أن يمتلك قلباً سليماً نظيفاً، وأن يأتي ربّه يوم القيامة وهو خالٍ من كلّ الأمراض القلبيّة الّتي تخرّب الفطرة البشريّة الّتي جبل الله تعالى العباد عليها.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} من الكفر والضّلال والعداوة والبغضاء والشّرّ لعباد الله.
فالقلب السّليم يمثّل ملامح الشخصيّة الإنسانيّة الإسلاميّة الّتي تختزن في داخلها الخير كلّه، والنّصيحة لله ولرسله ولأوليائه ولعباده.. وهكذا تتمثّل القيمة الإنسانيّة الّتي يتميّز بها الإنسان في يوم القيامة، في القلب السّليم الذي ينبض بالحقّ والخير والصّلاح، فيتجسّد خيراً وبركةً ورسالةً وإصلاحاً للعالمين، لأنّ القلب السّليم لا ينتج إلا العمل الصّالح والخطّ المستقيم"... [تفسير من وحي القرآن، ج17، ص:129].
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .