يقول رسول الله(ص): "
إنَّ أفضل عبدٍ من تواضع عن رفعة، وزهد عن رغبة، وأنصف عن قوَّة، وحلُمَ عن قدرة".
فمن خصائص عباد الله المؤمنين الصَّالحين، أنَّهم يعيشون حالة الصَّفاء الرّوحيّ والفكريّ، ويمارسون أفعال العبادة أو غاياتها بكلّ عفويّة وقناعة، ودونما تكلُّف وتصنُّع، وهو ما يدلّ عن أصالة الشخصيّة وارتباطها العضويّ والعميق بجوهر الشّريعة الّتي تربّي هؤلاء على الفعل والممارسة الحيَّة والمؤثِّرة.
فهم يتواضعون للنّاس، للكبير والصّغير، مهما بلغوا من علوّ الدّرجات على المستوى السياسي والاجتماعي، إذ لا يحجبهم المركز والموقع عن أن يكونوا الخلوقين والمتواضعين للنّاس، فيتواصلون معهم، ولا يجعلون أمام هذا التّواصل أيّة حواجز، فيستقبلونهم ويهتمّون بهم، ويستمعون إليهم ويحترمونهم، ولا يتكبّرون عليهم، بل يشعرونهم بالمساواة وعدم الفروقات بينهم، ويشعرونهم أيضاً بكلّ حبّ ومودّة ورحمة.. هنا يحيا العبد المؤمن التواضع في أنقى صوره وأجمل معانيه.
هذه الوصيّة المستفادة من كلام الرّسول(ص) موجّهة إلى الجميع، وإلى أهل العلم خاصّة، باعتبارهم القدوة والأسوة الحسنة، فهؤلاء عليهم أن يكونوا القمّة في التّواضع أمام النّاس، والتّواضع في سبيل خدمتهم والانفتاح على قضاياهم، وألا يقيموا الحواجز والموانع بينهم وبين النّاس، ففي ذلك إساءة إلى أنفسهم ودورهم ومسؤوليّاتهم.
فالإنسان الّذي يسير في طريق التكبُّر والأنانيّة، هو حتماً ينحرف عن خطّ الله والإخلاص لعبوديّته، لأنّه لا يراعي حقّ الله في احترام حقوق عباده، ويتحوّل إلى الإخلاص لعبوديّة ذاته وصنميّة أوهامه وأهوائه، حيث يؤذي نفسه بحرمانها من لعب دورها الطّبيعيّ والسّليم، ويؤذي محيطه بما يتسبّب من مشاكل وتعقيدات.
كما أنّ المؤمن يزهد في حطام الدّنيا وزخارفها وما فيها من إغراءات ماديّة ومعنويّة، ولا تشغل باله بشيء، فلا يصرف عمره وجهده في اللّهث وراءها، ويعرف ما تعنيه من أبعاد، فلا تستعبده وتحرّكه، بل هو من يديرها ويتحكّم بها بالشّكل المتوازن والمطلوب، وبما يرضي الله.. لذا تراه لا يستغلّ منصباً ولا جاهاً ولا قوّةً من أجل حاجاته الذاتيّة وأوضاعه الخاصّة.
والمؤمن المخلص قلبه لا يعرف الغلَّ لأحد، فلا يبغض إلا أهل معصية الله، ويندفع بكلّ محبّة ورحمة على أهل طاعة الله تعالى، لأنّه يعرف الحقّ وأهله.. وفي الحديث عن الإمام محمد الباقر(ع): "إذا أردت أن تعلم أنّ فيك خيراً، فانظر إلى قلبك، فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته، ففيك خير والله يحبّك، وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحبّ أهل معصيته، فليس فيك خير والله يبغضك، والمرء مع مَن أحبّ".
فالإيمان والإخلاص فيما يرميان إليه، هو أن يتحقّق الانسجام بين مشاعر الإنسان وعقله في خطّ الله تعالى، عندها يحصل التّوازن المطلوب في شخصيّة الفرد والجماعة.
إنّ حفظ الإنسان والحياة لا بدّ من أن يكون من خلال ممارسة الفعل الأخلاقيّ، من تواضع وصدق وأمانة ورحمة وعبوديّة خالصة لله، ليعمّ السّلام والخير الذّات والمجتمع، في زمن نعيش الجدب الرّوحيّ والأخلاقيّ.
فهلاّ نزرع الخير في ربوع أرواحنا ليثمر في واقعنا؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
يقول رسول الله(ص): "إنَّ أفضل عبدٍ من تواضع عن رفعة، وزهد عن رغبة، وأنصف عن قوَّة، وحلُمَ عن قدرة".
فمن خصائص عباد الله المؤمنين الصَّالحين، أنَّهم يعيشون حالة الصَّفاء الرّوحيّ والفكريّ، ويمارسون أفعال العبادة أو غاياتها بكلّ عفويّة وقناعة، ودونما تكلُّف وتصنُّع، وهو ما يدلّ عن أصالة الشخصيّة وارتباطها العضويّ والعميق بجوهر الشّريعة الّتي تربّي هؤلاء على الفعل والممارسة الحيَّة والمؤثِّرة.
فهم يتواضعون للنّاس، للكبير والصّغير، مهما بلغوا من علوّ الدّرجات على المستوى السياسي والاجتماعي، إذ لا يحجبهم المركز والموقع عن أن يكونوا الخلوقين والمتواضعين للنّاس، فيتواصلون معهم، ولا يجعلون أمام هذا التّواصل أيّة حواجز، فيستقبلونهم ويهتمّون بهم، ويستمعون إليهم ويحترمونهم، ولا يتكبّرون عليهم، بل يشعرونهم بالمساواة وعدم الفروقات بينهم، ويشعرونهم أيضاً بكلّ حبّ ومودّة ورحمة.. هنا يحيا العبد المؤمن التواضع في أنقى صوره وأجمل معانيه.
هذه الوصيّة المستفادة من كلام الرّسول(ص) موجّهة إلى الجميع، وإلى أهل العلم خاصّة، باعتبارهم القدوة والأسوة الحسنة، فهؤلاء عليهم أن يكونوا القمّة في التّواضع أمام النّاس، والتّواضع في سبيل خدمتهم والانفتاح على قضاياهم، وألا يقيموا الحواجز والموانع بينهم وبين النّاس، ففي ذلك إساءة إلى أنفسهم ودورهم ومسؤوليّاتهم.
فالإنسان الّذي يسير في طريق التكبُّر والأنانيّة، هو حتماً ينحرف عن خطّ الله والإخلاص لعبوديّته، لأنّه لا يراعي حقّ الله في احترام حقوق عباده، ويتحوّل إلى الإخلاص لعبوديّة ذاته وصنميّة أوهامه وأهوائه، حيث يؤذي نفسه بحرمانها من لعب دورها الطّبيعيّ والسّليم، ويؤذي محيطه بما يتسبّب من مشاكل وتعقيدات.
كما أنّ المؤمن يزهد في حطام الدّنيا وزخارفها وما فيها من إغراءات ماديّة ومعنويّة، ولا تشغل باله بشيء، فلا يصرف عمره وجهده في اللّهث وراءها، ويعرف ما تعنيه من أبعاد، فلا تستعبده وتحرّكه، بل هو من يديرها ويتحكّم بها بالشّكل المتوازن والمطلوب، وبما يرضي الله.. لذا تراه لا يستغلّ منصباً ولا جاهاً ولا قوّةً من أجل حاجاته الذاتيّة وأوضاعه الخاصّة.
والمؤمن المخلص قلبه لا يعرف الغلَّ لأحد، فلا يبغض إلا أهل معصية الله، ويندفع بكلّ محبّة ورحمة على أهل طاعة الله تعالى، لأنّه يعرف الحقّ وأهله.. وفي الحديث عن الإمام محمد الباقر(ع): "إذا أردت أن تعلم أنّ فيك خيراً، فانظر إلى قلبك، فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته، ففيك خير والله يحبّك، وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحبّ أهل معصيته، فليس فيك خير والله يبغضك، والمرء مع مَن أحبّ".
فالإيمان والإخلاص فيما يرميان إليه، هو أن يتحقّق الانسجام بين مشاعر الإنسان وعقله في خطّ الله تعالى، عندها يحصل التّوازن المطلوب في شخصيّة الفرد والجماعة.
إنّ حفظ الإنسان والحياة لا بدّ من أن يكون من خلال ممارسة الفعل الأخلاقيّ، من تواضع وصدق وأمانة ورحمة وعبوديّة خالصة لله، ليعمّ السّلام والخير الذّات والمجتمع، في زمن نعيش الجدب الرّوحيّ والأخلاقيّ.
فهلاّ نزرع الخير في ربوع أرواحنا ليثمر في واقعنا؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .