الشّهرة بين السّلب والإيجاب

الشّهرة بين السّلب والإيجاب
لشّهرة والمجد، لفظان يهمّان بعض النّاس، فيعمدون إلى الحصول عليهما وركوب أمواجهما في الحياة وبعد الممات؛ ففي الحياة، يسعى الإنسان إلى الشّهرة في عالم السياسة أو الفنّ أو غيرهما، وهو ما يؤثّر في شخصيّته وذاته، إذ يسخِّر كلّ إمكاناته وجوارحه في سبيل ذلك
وبالتّالي يقع في انحرافات واعوجاجات كثيرة، من الكذب والغشّ والنّفاق وتجاوز حدود الله، والسّرقة والظّلم،كلّه من أجل همّ الشّهرة وهيبتها وسطوتها، فينسى ما فرضه الله تعالى عليه من حدود وتشريعات تحفظ أمنه وتحقِّق وجوده.
كما أنّ هذا البعض من النّاس يسعى إلى حصوله على الأمجاد حتّى بعد فناء جسده، فيسعى إلى تخليد ذاته عبر طرق وأساليب مختلفة ، فيصرف عمره ووقته، ويبذل كلّ جهوده وطاقاته لتحقيق غاياته الشخصية والخاصة، على حساب التأمّل والنّظر والاعتبار وأداء حقوق الله، وحقوق النّاس.

هذا النّموذج المستغرب في مظاهر الدّنيا الخادعة، واللاهث وراءها، يعيش قمّة الانحراف على مستوى الفكر والشّعور، فقد عوّد نفسه وربّاها على الابتعاد عن خطّ الله، وما أمر به من إحقاق الحقّ والعدل والتّوازن على المستوى الفرديّ والجماعيّ تجاه حاجات الإنسان ومتطلّباته.

فالابتعاد أدّى به إلى كفر نِعَم الله، وإعمال عقله وقلبه وجوارحه فيما يستغرق به من مظاهر ومادّيات، بدل أن يوازن في كلّ ذلك، ولا يبتعد عن مواقع رضا الله تعالى.

هؤلاء خطرهم كبير، ليس على أنفسهم وحدهم، بل على أولادهم ومحيطهم فيما يقدّمون ويزرعون، حيث يلوّثون الحياة، ويتعدّى أثرهم السلبي على مستوى السلوكيّات أنفسهم إلى الواقع الّذي يعيشون فيه، فيزرعون فيه كلّ معنى سلبيّ يدمِّر كلّ طاقة أو حافز للعطاء والإبداع.

وفي النّموذج المقابل، هناك من لا يسعى إلى الشّهرة، ولا يعطّل كلّ إمكاناته في سبيلها، بل تأتيه طيّعة عفويّة كمظهر من مظاهر نِعَم الله عليه كعبدٍ مخلص مؤمن، ملتزم حدود الله، عاملٍ بكلّ ما أمكنه للحصول على مرضاته والسّير في خطّ توحيده، والحفاظ على حدوده، من إقامة الحقّ والعدل ورفض الظّلم، وإطلاق كلّ حواسّه ومشاعره وفكره من أجل إغناء الحياة بكلّ ما يلزم من عناصر القوّة والإنتاج.

لا بل إنّ الشّهرة الطبيعيّة قد تشكّل عبئاً ثقيلاً على كاهله، وزيادة في عظيم مسؤوليّاته، وتوجيه دوره وأهدافه في إعمار الحياة، إذ يراها تكليفاً لا تشريفاً أو بحثاً عن لذّة وترف حسّيّ وذهنيّ عابر.

إنّ المؤمن المخلص الواعي والفاعل، هو المحافظ على كلّ توازن في قضاياه الخاصَّة والعامَّة، الّذي يبتعد عن كلّ انحراف على مستوى التصوّر والشعور، فيحقّق كلّ الغايات المرجوّة من وجودة البناء الحيّ والإيجابيّ الّذي ينمُّ عن كلّ أصالة وعمق وتجذّر، وعن كلّ روح الأخلاقيّات الإيمانيّة المثمرة والعمليّة، حيث يعمّ الخير والسّلام والمحبّة.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


 
لشّهرة والمجد، لفظان يهمّان بعض النّاس، فيعمدون إلى الحصول عليهما وركوب أمواجهما في الحياة وبعد الممات؛ ففي الحياة، يسعى الإنسان إلى الشّهرة في عالم السياسة أو الفنّ أو غيرهما، وهو ما يؤثّر في شخصيّته وذاته، إذ يسخِّر كلّ إمكاناته وجوارحه في سبيل ذلك
وبالتّالي يقع في انحرافات واعوجاجات كثيرة، من الكذب والغشّ والنّفاق وتجاوز حدود الله، والسّرقة والظّلم،كلّه من أجل همّ الشّهرة وهيبتها وسطوتها، فينسى ما فرضه الله تعالى عليه من حدود وتشريعات تحفظ أمنه وتحقِّق وجوده.
كما أنّ هذا البعض من النّاس يسعى إلى حصوله على الأمجاد حتّى بعد فناء جسده، فيسعى إلى تخليد ذاته عبر طرق وأساليب مختلفة ، فيصرف عمره ووقته، ويبذل كلّ جهوده وطاقاته لتحقيق غاياته الشخصية والخاصة، على حساب التأمّل والنّظر والاعتبار وأداء حقوق الله، وحقوق النّاس.

هذا النّموذج المستغرب في مظاهر الدّنيا الخادعة، واللاهث وراءها، يعيش قمّة الانحراف على مستوى الفكر والشّعور، فقد عوّد نفسه وربّاها على الابتعاد عن خطّ الله، وما أمر به من إحقاق الحقّ والعدل والتّوازن على المستوى الفرديّ والجماعيّ تجاه حاجات الإنسان ومتطلّباته.

فالابتعاد أدّى به إلى كفر نِعَم الله، وإعمال عقله وقلبه وجوارحه فيما يستغرق به من مظاهر ومادّيات، بدل أن يوازن في كلّ ذلك، ولا يبتعد عن مواقع رضا الله تعالى.

هؤلاء خطرهم كبير، ليس على أنفسهم وحدهم، بل على أولادهم ومحيطهم فيما يقدّمون ويزرعون، حيث يلوّثون الحياة، ويتعدّى أثرهم السلبي على مستوى السلوكيّات أنفسهم إلى الواقع الّذي يعيشون فيه، فيزرعون فيه كلّ معنى سلبيّ يدمِّر كلّ طاقة أو حافز للعطاء والإبداع.

وفي النّموذج المقابل، هناك من لا يسعى إلى الشّهرة، ولا يعطّل كلّ إمكاناته في سبيلها، بل تأتيه طيّعة عفويّة كمظهر من مظاهر نِعَم الله عليه كعبدٍ مخلص مؤمن، ملتزم حدود الله، عاملٍ بكلّ ما أمكنه للحصول على مرضاته والسّير في خطّ توحيده، والحفاظ على حدوده، من إقامة الحقّ والعدل ورفض الظّلم، وإطلاق كلّ حواسّه ومشاعره وفكره من أجل إغناء الحياة بكلّ ما يلزم من عناصر القوّة والإنتاج.

لا بل إنّ الشّهرة الطبيعيّة قد تشكّل عبئاً ثقيلاً على كاهله، وزيادة في عظيم مسؤوليّاته، وتوجيه دوره وأهدافه في إعمار الحياة، إذ يراها تكليفاً لا تشريفاً أو بحثاً عن لذّة وترف حسّيّ وذهنيّ عابر.

إنّ المؤمن المخلص الواعي والفاعل، هو المحافظ على كلّ توازن في قضاياه الخاصَّة والعامَّة، الّذي يبتعد عن كلّ انحراف على مستوى التصوّر والشعور، فيحقّق كلّ الغايات المرجوّة من وجودة البناء الحيّ والإيجابيّ الّذي ينمُّ عن كلّ أصالة وعمق وتجذّر، وعن كلّ روح الأخلاقيّات الإيمانيّة المثمرة والعمليّة، حيث يعمّ الخير والسّلام والمحبّة.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


 
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية