لا ملجأَ للمؤمنِ غيرُ الله

لا ملجأَ للمؤمنِ غيرُ الله
[يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعاء "مكارم الأخلاق":]

"اللهُمَّ اجْعَلْني أصُولُ بكَ عنْدَ الضّرورة، وأسْألُكَ عِنْدَ الحاجَةِ، وأتضَرَّعُ إليْكَ عنْدَ المسْكَنَةِ، ولا تَفْتِنِّي بالاسْتعانَةِ بِغَيْرِكَ إذا اضْطُرِرْتُ، وَلا بِالخُضُوعِ لِسُؤالِ غَيْرِكَ إذا افْتَقَرْتُ، ولا بِالتَّضَرُّعِ إلى ما دُونَكَ إذا رَهِبْتُ، فأسْتَحِقَّ بذلِكَ خِذْلانَكَ ومَنْعَكَ وإعْراضَكَ، يا أرْحَمَ الراحِمينَ".

املأ كياني - يا ربّ - حتى لا أعيش في كلّ جوانبه الفراغ الذي يبحث عمّا يملأه أو عمّن يغنيه، وحقّق لي الثّقة بربوبيّتك وتدبيرك وقوّتك في كلّ مواقع الضّرورة ومواطن الحاجة وحالات المسكنة، وفي كلّ حالات الضّعف الروحيّ والجسديّ، فأقف في خطّ الدّفاع عن النفس ضدّ الذين يتحدّون وجودي في عزتي وحريتي وكرامتي، لتكون لي القوّة بالاعتماد عليك في تحريك الوثبة المتمرّدة على العدوان أمام كلّ هجمات الأعداء عليّ، فلا يجدوا للعدوان عليّ سبيلاً، من دون حاجة بي للاستعانة بغيرك في المواقف الصّعبة، بل تكون - أنت وحدك - المستعان الّذي يهيّئ لي الوسيلة للدّفاع، من خلقك، أو من الوسائل الطبيعيّة الأخرى..

اجعلني أسألك في كلّ حاجاتي من خلال الإيمان بأنّك الكريم الّذي يتكفّل بحاجات عباده، مما لا يستطيع أحد من خلقك أن يتكفّله بشكل مطلق، وأتضرّع إليك في حالات القهر الاستبدادي توكّلاً عليك، وانفتاحاً على إرادة القوّة في مقامك... فلا توقعني - يا ربّ - في تجربة الانحراف الإيمانيّ، فيخيّل إليّ أنّ الناس الأقوياء هم الذين يخلّصونني من ضغط الضّرورة الاجتماعيّة في مواقع العدوان، فألجأ إليهم في ذلك كلّه، غافلاً عن الحقيقة الإيمانيّة بأنّ القوّة لك جميعاً، وأنّ كلّ قويّ يلجأ إليك عند الضّعف ويستمدّ قوَّته منك؛ أو يصوّر لي الشّيطان أنّ الأغنياء هم الذين ينقذونني من قساوة الفقر، ويفتحون لي أبواب الغنى، أو مواقع الكفاف، ناسياً أنّ الرزق كلّه منك وبيدك، وأنّك مصدر الخير كلّه، وأنّك الغنيّ المطلق، وأنّ الناس كلّهم محتاجون إليك من خلال فقرهم الذّاتي المطلق؛ أو أتحرّك في حالة الخوف والرّهبة، لأقف في موقف الضّراعة للمخلوقين الذين لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً إلّا بك، لأنّك وحدك مالك النّفع والضرّ، وأنت - وحدك - الذي يتضرّع الخلق له راجين رحمته ليجدوا عنده الأمن والقوّة والسّلام..

أعطني - يا ربّ - روحيّة التوكّل عليك، وأبعدني عن الاتكال على الناس من حولي، مهما بلغت مواقعهم من القوّة والغنى والامتداد، لأنّني إذا فعلت ذلك، انحرفتُ عن الخطّ المستقيم، وابتعدتُ عن مواقع رضاك، فأفقد - بذلك - محبّتك ونصرتك والتفاتك إليَّ في نظرتك الرّحيمة، وعطاءك الكريم في لطفك العميم، لأنّني لا أتحمّل أن تكون حياتي في دائرة خذلانك ومنعك وإعراضك، يا أرحم الراحمين.

*من كتاب "في رحاب دعاء مكارم الأخلاق".

[يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعاء "مكارم الأخلاق":]

"اللهُمَّ اجْعَلْني أصُولُ بكَ عنْدَ الضّرورة، وأسْألُكَ عِنْدَ الحاجَةِ، وأتضَرَّعُ إليْكَ عنْدَ المسْكَنَةِ، ولا تَفْتِنِّي بالاسْتعانَةِ بِغَيْرِكَ إذا اضْطُرِرْتُ، وَلا بِالخُضُوعِ لِسُؤالِ غَيْرِكَ إذا افْتَقَرْتُ، ولا بِالتَّضَرُّعِ إلى ما دُونَكَ إذا رَهِبْتُ، فأسْتَحِقَّ بذلِكَ خِذْلانَكَ ومَنْعَكَ وإعْراضَكَ، يا أرْحَمَ الراحِمينَ".

املأ كياني - يا ربّ - حتى لا أعيش في كلّ جوانبه الفراغ الذي يبحث عمّا يملأه أو عمّن يغنيه، وحقّق لي الثّقة بربوبيّتك وتدبيرك وقوّتك في كلّ مواقع الضّرورة ومواطن الحاجة وحالات المسكنة، وفي كلّ حالات الضّعف الروحيّ والجسديّ، فأقف في خطّ الدّفاع عن النفس ضدّ الذين يتحدّون وجودي في عزتي وحريتي وكرامتي، لتكون لي القوّة بالاعتماد عليك في تحريك الوثبة المتمرّدة على العدوان أمام كلّ هجمات الأعداء عليّ، فلا يجدوا للعدوان عليّ سبيلاً، من دون حاجة بي للاستعانة بغيرك في المواقف الصّعبة، بل تكون - أنت وحدك - المستعان الّذي يهيّئ لي الوسيلة للدّفاع، من خلقك، أو من الوسائل الطبيعيّة الأخرى..

اجعلني أسألك في كلّ حاجاتي من خلال الإيمان بأنّك الكريم الّذي يتكفّل بحاجات عباده، مما لا يستطيع أحد من خلقك أن يتكفّله بشكل مطلق، وأتضرّع إليك في حالات القهر الاستبدادي توكّلاً عليك، وانفتاحاً على إرادة القوّة في مقامك... فلا توقعني - يا ربّ - في تجربة الانحراف الإيمانيّ، فيخيّل إليّ أنّ الناس الأقوياء هم الذين يخلّصونني من ضغط الضّرورة الاجتماعيّة في مواقع العدوان، فألجأ إليهم في ذلك كلّه، غافلاً عن الحقيقة الإيمانيّة بأنّ القوّة لك جميعاً، وأنّ كلّ قويّ يلجأ إليك عند الضّعف ويستمدّ قوَّته منك؛ أو يصوّر لي الشّيطان أنّ الأغنياء هم الذين ينقذونني من قساوة الفقر، ويفتحون لي أبواب الغنى، أو مواقع الكفاف، ناسياً أنّ الرزق كلّه منك وبيدك، وأنّك مصدر الخير كلّه، وأنّك الغنيّ المطلق، وأنّ الناس كلّهم محتاجون إليك من خلال فقرهم الذّاتي المطلق؛ أو أتحرّك في حالة الخوف والرّهبة، لأقف في موقف الضّراعة للمخلوقين الذين لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً إلّا بك، لأنّك وحدك مالك النّفع والضرّ، وأنت - وحدك - الذي يتضرّع الخلق له راجين رحمته ليجدوا عنده الأمن والقوّة والسّلام..

أعطني - يا ربّ - روحيّة التوكّل عليك، وأبعدني عن الاتكال على الناس من حولي، مهما بلغت مواقعهم من القوّة والغنى والامتداد، لأنّني إذا فعلت ذلك، انحرفتُ عن الخطّ المستقيم، وابتعدتُ عن مواقع رضاك، فأفقد - بذلك - محبّتك ونصرتك والتفاتك إليَّ في نظرتك الرّحيمة، وعطاءك الكريم في لطفك العميم، لأنّني لا أتحمّل أن تكون حياتي في دائرة خذلانك ومنعك وإعراضك، يا أرحم الراحمين.

*من كتاب "في رحاب دعاء مكارم الأخلاق".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية