مَنْ للإنسانِ في كبرِهِ وعجزِهِ؟!

مَنْ للإنسانِ في كبرِهِ وعجزِهِ؟!
[جاء في دعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين (ع):]

"اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِه، واجْعَلْ أوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ إذَا كبِرْتُ، وَأقْوَى قُوَّتِكَ فيَّ إذَا نَصِبْتُ، وَلاَ تَبْتَلينّي بالْكَسِلِ عَنْ عِبَادَتِكَ، وَلاَ العَمَى عَنْ سَبيلِكَ، وَلاَ بالتّعرُّضِ لِخلاَفِ مَحَبَّتكَ، وَلاَ مُجَامَعَةِ مَنْ تَفَرَّقَ عًنْكَ، وَلا مُفَارَقَةِ مَنِ اجْتَمَعَ إليْكَ".

يا ربّ، وفّقني لأن أبقى، في تطلّعاتي الروحيّة معك، متطلّعاً إليك في حاجاتي الصّغيرة والكبيرة، في ضعفي وقوَّتي، في تعبي وراحتي، حتّى أحسّ بأنّي مشدود إلى رحمتك ولطفك، منفتح على آفاق ربوبيّتك، فأقوى بك إذا ضعفت، وأشعر بالرّاحة بين يديك إذا تعبت.

ربّما - كنت - يا ربّ - أملك القدرة على الحركة وأنا في شبابي الّذي يضج بالقوّة والتحمّل والصّلابة، فأستطيع أن أتكفّل بالحصول على رزقي، وبالوصول إلى غاياتي الماديّة والمعنوية، ولكن كيف يكون حالي، إذا تقدّمت بي السنّ، وبلغت من الكبر عتيّاً، وضعفت عن الجري، وفقدت القدرة على الحركة؛ فماذا أصنع؟ وما الطّريقة التي أحصل بها على رزقي أو أحقّق بها حاجاتي؟

هل تسلّمني - يا ربّ - إلى العجز، أو تتركني إلى الفقر فأجوع وأظمأ وأعرى وأتشرّد، وأنت أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين؟ إنني هنا في تطلّعاتي إلى مثل هذا المستقبل، أتطلع إليك أن توسّع عليّ في رزقي في ذلك الوقت، حتى لا أحتاج أحداً، ولا أسقط أمام أي إنسان، فلا أفقد عزتي وكبريائي بفعل الحاجة إلى أحد سواك، فهل تحرمني من ذلك؟

يا ربّ، وقد يزحف التعب إلى أعصابي، وقد يرهق كلّ جسدي حتى يدبّ الضّعف إلى كلّ كياني، بفعل الجهد والمعاناة والهمّ الروحي والتعب النفسي، فأكاد أسقط تحت تأثير ذلك كلّه، وأفقد التماسك، وأعاني الاهتزاز في خطواتي، فهل تمنحني - يا ربّ - أن أكون في قمّة القوّة آنذاك، فلا يكون التعب مشكلة ترهقني جسديّاً، بل يكون تجربةً حيّةً في المعاناة، تتحرك بها طاقاتي من أجل إنتاج طاقة أكبر، وتنطلق بها قوّتي من أجل قوّةٍ أعلى؟!

يا ربّ، وقد أستسلم للكسل الجسدي، والملل الرّوحي، فأتجمّد أمام مسؤوليّاتي في معنى عبوديتي لك، فيمنعني ذلك عن عبادتك في حركة الجسد ومعاناة الروح، فأفقد - بذلك - روحانية إيماني بك، لأنّ العبادة هي أعلى درجات الروحانيّة، فهل أطمع - يا ربّ - أن تعطيني نشاط الجسد وحيوية الروح، وعزيمة الإرادة، لأعيش التجربة العبادية الخالصة المخلصة التي تحلّق في آفاق ألوهيتك من أعماق عبوديتي لك؟!

يا ربّ، افتح عينيّ على كلّ مطالع الشّروق في خطّ هداك، حتى أبصر في أضواء الروح كلّ خطوط الدّروب التي تصل بي إلى مواقع قربك ورحاب علاك، فأسير فيها بكل وعي وانفتاح، ولا تعرّضني - يا ربّ - للتجربة القاسية الصّعبة، فلا أهتدي إلى سبيلك، ولا أبصر سماوات الروح التي تقترب بي من ذُراك.

اجعلني - يا إلهي - أتحرّك في اتجاه محبّتك، لأحبّ كلّ كلمة تحبّها، وكلّ عمل ترضاه، ولأنفتح على كلّ من تحبّ، فألتقي الذين يلتقون بك ويجتمعون إليك، ولأغلق قلبي وروحي عن كلّ الذين أغلقوا عقولهم عن رسالتك، وقلوبهم عن وحيك، وحياتهم عن مواقع رضاك، وابتعدوا بمواقفهم عن مواقف أوليائك. إنّني أريد أن أعيش في عمق حبّي لك، لأحصل على حبّك، وأنطلق في رحلتي مع المحبّين الهائمين بك، وأبتعد عن المتمرّدين عليك، فوفّقني لذلك كلّه - يا ربّ -.

*من كتاب "في رحاب دعاء مكارم الأخلاق".

[جاء في دعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين (ع):]

"اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِه، واجْعَلْ أوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ إذَا كبِرْتُ، وَأقْوَى قُوَّتِكَ فيَّ إذَا نَصِبْتُ، وَلاَ تَبْتَلينّي بالْكَسِلِ عَنْ عِبَادَتِكَ، وَلاَ العَمَى عَنْ سَبيلِكَ، وَلاَ بالتّعرُّضِ لِخلاَفِ مَحَبَّتكَ، وَلاَ مُجَامَعَةِ مَنْ تَفَرَّقَ عًنْكَ، وَلا مُفَارَقَةِ مَنِ اجْتَمَعَ إليْكَ".

يا ربّ، وفّقني لأن أبقى، في تطلّعاتي الروحيّة معك، متطلّعاً إليك في حاجاتي الصّغيرة والكبيرة، في ضعفي وقوَّتي، في تعبي وراحتي، حتّى أحسّ بأنّي مشدود إلى رحمتك ولطفك، منفتح على آفاق ربوبيّتك، فأقوى بك إذا ضعفت، وأشعر بالرّاحة بين يديك إذا تعبت.

ربّما - كنت - يا ربّ - أملك القدرة على الحركة وأنا في شبابي الّذي يضج بالقوّة والتحمّل والصّلابة، فأستطيع أن أتكفّل بالحصول على رزقي، وبالوصول إلى غاياتي الماديّة والمعنوية، ولكن كيف يكون حالي، إذا تقدّمت بي السنّ، وبلغت من الكبر عتيّاً، وضعفت عن الجري، وفقدت القدرة على الحركة؛ فماذا أصنع؟ وما الطّريقة التي أحصل بها على رزقي أو أحقّق بها حاجاتي؟

هل تسلّمني - يا ربّ - إلى العجز، أو تتركني إلى الفقر فأجوع وأظمأ وأعرى وأتشرّد، وأنت أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين؟ إنني هنا في تطلّعاتي إلى مثل هذا المستقبل، أتطلع إليك أن توسّع عليّ في رزقي في ذلك الوقت، حتى لا أحتاج أحداً، ولا أسقط أمام أي إنسان، فلا أفقد عزتي وكبريائي بفعل الحاجة إلى أحد سواك، فهل تحرمني من ذلك؟

يا ربّ، وقد يزحف التعب إلى أعصابي، وقد يرهق كلّ جسدي حتى يدبّ الضّعف إلى كلّ كياني، بفعل الجهد والمعاناة والهمّ الروحي والتعب النفسي، فأكاد أسقط تحت تأثير ذلك كلّه، وأفقد التماسك، وأعاني الاهتزاز في خطواتي، فهل تمنحني - يا ربّ - أن أكون في قمّة القوّة آنذاك، فلا يكون التعب مشكلة ترهقني جسديّاً، بل يكون تجربةً حيّةً في المعاناة، تتحرك بها طاقاتي من أجل إنتاج طاقة أكبر، وتنطلق بها قوّتي من أجل قوّةٍ أعلى؟!

يا ربّ، وقد أستسلم للكسل الجسدي، والملل الرّوحي، فأتجمّد أمام مسؤوليّاتي في معنى عبوديتي لك، فيمنعني ذلك عن عبادتك في حركة الجسد ومعاناة الروح، فأفقد - بذلك - روحانية إيماني بك، لأنّ العبادة هي أعلى درجات الروحانيّة، فهل أطمع - يا ربّ - أن تعطيني نشاط الجسد وحيوية الروح، وعزيمة الإرادة، لأعيش التجربة العبادية الخالصة المخلصة التي تحلّق في آفاق ألوهيتك من أعماق عبوديتي لك؟!

يا ربّ، افتح عينيّ على كلّ مطالع الشّروق في خطّ هداك، حتى أبصر في أضواء الروح كلّ خطوط الدّروب التي تصل بي إلى مواقع قربك ورحاب علاك، فأسير فيها بكل وعي وانفتاح، ولا تعرّضني - يا ربّ - للتجربة القاسية الصّعبة، فلا أهتدي إلى سبيلك، ولا أبصر سماوات الروح التي تقترب بي من ذُراك.

اجعلني - يا إلهي - أتحرّك في اتجاه محبّتك، لأحبّ كلّ كلمة تحبّها، وكلّ عمل ترضاه، ولأنفتح على كلّ من تحبّ، فألتقي الذين يلتقون بك ويجتمعون إليك، ولأغلق قلبي وروحي عن كلّ الذين أغلقوا عقولهم عن رسالتك، وقلوبهم عن وحيك، وحياتهم عن مواقع رضاك، وابتعدوا بمواقفهم عن مواقف أوليائك. إنّني أريد أن أعيش في عمق حبّي لك، لأحصل على حبّك، وأنطلق في رحلتي مع المحبّين الهائمين بك، وأبتعد عن المتمرّدين عليك، فوفّقني لذلك كلّه - يا ربّ -.

*من كتاب "في رحاب دعاء مكارم الأخلاق".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية