"اللّهمّ... اسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ ما فَسدَ مِنّي.
يا ربّ، لقد خلقتني من ضعف، وعرفت أنّ ذلك يؤدّي إلى سقوطي في أوحال الخطيئة التي تفسد روحي، وتضعف إحساسي بالطّهارة، وتسقط مواقع الخير في نفسي، بفعل نقاط الضّعف في جسدي من خلال غرائزي التي توحي إليّ بالسّوء، وقد خلقتني من عجل، وعلمت - يا ربّ - أنّني قد أستعجل النتائج، فأهرع إليها من دون تفكير في المقدّمات، ولا تدقيق في الخطوات، وقد تضغط عليّ الحاجة، فأستعجل قضاءها بالحرام، ولا أصبر على نفسي لأحصل عليها بالحلال.
وهكذا تنطلق العوامل السلبيّة في داخل كياني، لتفسد بعضاً من أخلاقيّتي وطهارتي والتزامي وحركتي في الحياة.
وربّما أتحرّك في الخطّ المستقيم، فتهجم عليَّ النّوازع النفسيّة الشرّيرة لتنحرف بي عنه، وتقودني إلى طريق الضّلال، ولتفسد عليّ استقامتي وروحانيّتي.
وها أنا - يا ربّ - الإنسان الّذي سقطت منه قطعة من الصّلاح لحساب قطعة من الفساد، أتوسّل إليك أن تتدخّل بقدرتك لتضغط على نقاط الضّعف لديّ، بتقوية إرادتي في استنفاد نقاط القوّة عندي، ولتهبني من لطفك ورحمتك المدد الذي يشدّني إلى خطّ الصّلاح، ويبعدني عن خطّ الفساد، فتصلح بذلك ما فسد منّي، فأعود الإنسان المؤمن الملتزم بخطّ الصّلاح في خطّ طاعتك لأفوز برضاك.
*من كتاب "في رحاب دعاء مكارم الأخلاق".