نواجه العالم برضا الله وحده

نواجه العالم برضا الله وحده

ينبغي أن نجاهد أنفسنا، وننزع من حياتنا فكرة الاهتمام برضا فلان أو فلان، لأنَّ هذا هو المقتل الذي تسقط فيه مبادئنا ومواقفنا وأوضاعنا. ولنكن من الذين يفكّرون في رضا الله، وإذا كنّا نفكّر في رضا الناس، فليكن ذلك على أساس ارتباط الشّخص برضا الله وانفصاله عنه.

وهذا هو الذي يريدنا الله أن نؤكّده في حياتنا؛ بأن يكون الله وحده الذي نهتمّ برضاه وإنْ غضب الناس كلّهم. وهذا ما نتعلَّمه من سيرة رسول الله (ص) خلال دعوته، فبينما كان يهاجمه الناس ويسبُّونه ويشتمونه ويلقون القذارات عليه، لم يكن يلجأ إلى بعضهم ليدافعوا عنه أو ليخفّفوا عنه الضّغط، إنّما كان يلتجئ إلى الله، فيحدّثه عن ضعفه طالباً منه القوّة، ويحدّثه عن وحدته التماساً لنصرته، وكان يخاطب الله ـــ تعالى ـــ بعد كلّ ما يلاقيه من كيد الناس وعدائهم قائلاً: يا ربّ المستضعفين"إنْ لم يكن بكَ عليَّ غضبٌ عليَّ فلا أُبالي".

وتلك هي الروح التي أراد الإسلام أن يجعلها روحنا، وتلك هي الثقة العميقة التي أراد أن يؤكّدها في نفوسنا، ليكون أحدنا الإنسان الذي يواجه العالم، لا من خلال انتفاخ الشخصية، أو عنتريّة القوّة، ولكن من خلال الإحساس القويّ بأنَّ الناس لو أرادوا به سوءاً ولم يرد الله ذلك، فلن يقدروا على النّيْلِ منه، ولو أنَّ الناس أرادوا أن ينصروه ولم يرد الله نصرته، فلن تجديه رغبة النّاس نفعاً.

من هنا، فإنّك تشعر بالقوّة تشمل كلّ كيانك، ما دمت تعرف أنّك على الحقّ، فتقف لتقول لصاحبك لا تحزن إنَّ الله معنا، وتلتفت إلى الذين يخوّفونك من الناس لتقول لهم: حسبنا الله ونِعْمَ الوكيل، لأنّك تعلم أنّ الله هو الكافي، الذي يكفي من كلّ شيء ولا يكفي منه شيء، وهو وكيلك؛ يدبّر أمرك، ويرعى حياتك، وينظّم لك موقفك وأنتَ تسير في طريقه.

نحن نحتاج إلى أن نعيش روح البدريّين الذين ثبتوا، وروح الكربلائيّين الذين انطلقوا في خطّ بدر ووقفوا على هذا الأساس، وروح عمّار بن ياسر الّذي كان يرى الهزيمة في بعض المواقع وهو مع عليّ (ع)، والناس يرتابون لأنّهم يُهزَمون، فقال لهم: "والله لو هزمونا حتّى يبلغوا بنا سعفات هجر، لعلمنا أنّا على الحقّ وأنّهم على الباطل"(1). ذلك لأنَّ الحقّ لا يتعامل مع الأشياء الطارئة في الحياة، بل يتعامل مع نهايات الحياة وعواقبها.

*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب". 


 البحار، ج:33، ص:20، رواية:377، باب:13.(1)

ينبغي أن نجاهد أنفسنا، وننزع من حياتنا فكرة الاهتمام برضا فلان أو فلان، لأنَّ هذا هو المقتل الذي تسقط فيه مبادئنا ومواقفنا وأوضاعنا. ولنكن من الذين يفكّرون في رضا الله، وإذا كنّا نفكّر في رضا الناس، فليكن ذلك على أساس ارتباط الشّخص برضا الله وانفصاله عنه.

وهذا هو الذي يريدنا الله أن نؤكّده في حياتنا؛ بأن يكون الله وحده الذي نهتمّ برضاه وإنْ غضب الناس كلّهم. وهذا ما نتعلَّمه من سيرة رسول الله (ص) خلال دعوته، فبينما كان يهاجمه الناس ويسبُّونه ويشتمونه ويلقون القذارات عليه، لم يكن يلجأ إلى بعضهم ليدافعوا عنه أو ليخفّفوا عنه الضّغط، إنّما كان يلتجئ إلى الله، فيحدّثه عن ضعفه طالباً منه القوّة، ويحدّثه عن وحدته التماساً لنصرته، وكان يخاطب الله ـــ تعالى ـــ بعد كلّ ما يلاقيه من كيد الناس وعدائهم قائلاً: يا ربّ المستضعفين"إنْ لم يكن بكَ عليَّ غضبٌ عليَّ فلا أُبالي".

وتلك هي الروح التي أراد الإسلام أن يجعلها روحنا، وتلك هي الثقة العميقة التي أراد أن يؤكّدها في نفوسنا، ليكون أحدنا الإنسان الذي يواجه العالم، لا من خلال انتفاخ الشخصية، أو عنتريّة القوّة، ولكن من خلال الإحساس القويّ بأنَّ الناس لو أرادوا به سوءاً ولم يرد الله ذلك، فلن يقدروا على النّيْلِ منه، ولو أنَّ الناس أرادوا أن ينصروه ولم يرد الله نصرته، فلن تجديه رغبة النّاس نفعاً.

من هنا، فإنّك تشعر بالقوّة تشمل كلّ كيانك، ما دمت تعرف أنّك على الحقّ، فتقف لتقول لصاحبك لا تحزن إنَّ الله معنا، وتلتفت إلى الذين يخوّفونك من الناس لتقول لهم: حسبنا الله ونِعْمَ الوكيل، لأنّك تعلم أنّ الله هو الكافي، الذي يكفي من كلّ شيء ولا يكفي منه شيء، وهو وكيلك؛ يدبّر أمرك، ويرعى حياتك، وينظّم لك موقفك وأنتَ تسير في طريقه.

نحن نحتاج إلى أن نعيش روح البدريّين الذين ثبتوا، وروح الكربلائيّين الذين انطلقوا في خطّ بدر ووقفوا على هذا الأساس، وروح عمّار بن ياسر الّذي كان يرى الهزيمة في بعض المواقع وهو مع عليّ (ع)، والناس يرتابون لأنّهم يُهزَمون، فقال لهم: "والله لو هزمونا حتّى يبلغوا بنا سعفات هجر، لعلمنا أنّا على الحقّ وأنّهم على الباطل"(1). ذلك لأنَّ الحقّ لا يتعامل مع الأشياء الطارئة في الحياة، بل يتعامل مع نهايات الحياة وعواقبها.

*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب". 


 البحار، ج:33، ص:20، رواية:377، باب:13.(1)

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية