لنفكِّر دائماً كيف يكون موقفنا أمام الله؟ وكيف نجيبه إذا سألنا؟ وكيف نتوجّه إليه إذا خاطبنا؟
ربّما كان بإمكاننا أن نقول لله تعالى: يا ربّنا، لقد آمَنَّا بك وبرسولك، وأطعناك واتّقيناك في حياتنا، ولكن سيطر الشّيطان علينا في بعض ذلك، فاغفر لنا، لأنَّنا أحببناك، ولأنَّنا أطعناك في مواضع أخرى. أمّا إذا كانت حياتنا كلّها كفراً ونفاقاً وضلالاً ودجلاً ومحاولةً للاجتماع بفلان، والانتماء إلى فلان، والسير في ركاب فلان، والابتعاد عن الله وعن أوليائه، فكيف يكون موقفنا أمام الله؟!
لقد كان زين العابدين (ع) في بعض ابتهالاته يقول: "ويلي، كُلَّمَا طالَ عمري كَثُرَتْ خطاياي ولمْ أتب، أَمَا آنَ لي أنْ أستحي من ربّي"(2). لذلك، علينا أن نفكّر في الوقوف أمام الله: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6]، {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ للهِ}[الانفطار: 19]، {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا} [النّحل: 111].
قد نحتاج إلى أن نبحث عن الكلمة الطيّبة التي نستطيع أن نخاطب الله بها، فالتّوبة كلمة طيّبة، والنّدم على ما مضى كلمة طيّبة، والاستعداد لتصحيح الموقف كلمة طيّبة، والسّير مع العادلين ومع المتَّقين ومع المؤمنين كلمة طيّبة أيضاً، ذلك لأنّه يعطيك الأساس في النجاة والثّبات في الدنيا والآخرة: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ...}[إبراهيم: 27]، لأنَّ الظالمين يتركون الله، ومَنْ ترك الله ضاع.
لا بدّ أن نستشعر وجود الله في كلّ شيء، ونخطِّط لحياتنا من خلال ذلك، لأنَّ الحياة فرصة، والفرصة قد لا تعود. ولستُ أدعو بذلك إلى الهروب من الدّنيا، والانهزام أمام المسؤوليّة، والاختباء في زاوية من زوايا الحياة، إنّما أدعو إلى دخول الحياة بكلّ أعماقها، وتحمّل المسؤوليّة في كلّ مواقعها، وأقول لكم: كونوا المسؤولين أمام الله عندما تعبدونه، وعندما تتحرّكون في حياتكم الماديّة والعمليّة، وعندما تتحرّكون في المواقع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.
وحاولوا أن تستحضروا ذكر الله معكم في كلّ موقع من مواقع المسؤوليّة.. اذكروا الله قبل أن تذكروا الشّخص الذي يشرف عليكم، واهتموا برضى الله أكثر من رضاه.
ولستُ أدعوكم إلى التحرّك في اللامسؤوليّة، إنّما أدعو إلى عدم طاعة المسؤول إذا كانت أوامره تستدعي معصية الله، فإذا كان خداع المسؤول ممكناً، فخداع الله غير ممكن، لأنَّ الله تعالى لا تخفى عليه صغيرة ولا كبيرة: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}[الكهف: 49].
في هذا الاتّجاه، ينبغي أن نفكِّر ليستقيم مجتمعنا وحياتنا، وليستقيم اقتصادنا وسياستنا، ولننطلق في الحياة من خلال قاعدة الإسلام، وقاعدة رضى الله في كلّ أمر من أمورنا، في الحياة العامَّة والخاصَّة. وعندما نحصل على ذلك وننفتح فيه، فسوف نستطيع أن نثبت في المواقف، وسوف لا تهزمنا القوى ولا ننحرف عن الطّريق.
* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".
(2)بحار الأنوار، المجلسي، ج: 46، ص:81، رواية: 75، باب: 5.
لنفكِّر دائماً كيف يكون موقفنا أمام الله؟ وكيف نجيبه إذا سألنا؟ وكيف نتوجّه إليه إذا خاطبنا؟
ربّما كان بإمكاننا أن نقول لله تعالى: يا ربّنا، لقد آمَنَّا بك وبرسولك، وأطعناك واتّقيناك في حياتنا، ولكن سيطر الشّيطان علينا في بعض ذلك، فاغفر لنا، لأنَّنا أحببناك، ولأنَّنا أطعناك في مواضع أخرى. أمّا إذا كانت حياتنا كلّها كفراً ونفاقاً وضلالاً ودجلاً ومحاولةً للاجتماع بفلان، والانتماء إلى فلان، والسير في ركاب فلان، والابتعاد عن الله وعن أوليائه، فكيف يكون موقفنا أمام الله؟!
لقد كان زين العابدين (ع) في بعض ابتهالاته يقول: "ويلي، كُلَّمَا طالَ عمري كَثُرَتْ خطاياي ولمْ أتب، أَمَا آنَ لي أنْ أستحي من ربّي"(2). لذلك، علينا أن نفكّر في الوقوف أمام الله: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6]، {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ للهِ}[الانفطار: 19]، {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا} [النّحل: 111].
قد نحتاج إلى أن نبحث عن الكلمة الطيّبة التي نستطيع أن نخاطب الله بها، فالتّوبة كلمة طيّبة، والنّدم على ما مضى كلمة طيّبة، والاستعداد لتصحيح الموقف كلمة طيّبة، والسّير مع العادلين ومع المتَّقين ومع المؤمنين كلمة طيّبة أيضاً، ذلك لأنّه يعطيك الأساس في النجاة والثّبات في الدنيا والآخرة: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ...}[إبراهيم: 27]، لأنَّ الظالمين يتركون الله، ومَنْ ترك الله ضاع.
لا بدّ أن نستشعر وجود الله في كلّ شيء، ونخطِّط لحياتنا من خلال ذلك، لأنَّ الحياة فرصة، والفرصة قد لا تعود. ولستُ أدعو بذلك إلى الهروب من الدّنيا، والانهزام أمام المسؤوليّة، والاختباء في زاوية من زوايا الحياة، إنّما أدعو إلى دخول الحياة بكلّ أعماقها، وتحمّل المسؤوليّة في كلّ مواقعها، وأقول لكم: كونوا المسؤولين أمام الله عندما تعبدونه، وعندما تتحرّكون في حياتكم الماديّة والعمليّة، وعندما تتحرّكون في المواقع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.
وحاولوا أن تستحضروا ذكر الله معكم في كلّ موقع من مواقع المسؤوليّة.. اذكروا الله قبل أن تذكروا الشّخص الذي يشرف عليكم، واهتموا برضى الله أكثر من رضاه.
ولستُ أدعوكم إلى التحرّك في اللامسؤوليّة، إنّما أدعو إلى عدم طاعة المسؤول إذا كانت أوامره تستدعي معصية الله، فإذا كان خداع المسؤول ممكناً، فخداع الله غير ممكن، لأنَّ الله تعالى لا تخفى عليه صغيرة ولا كبيرة: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}[الكهف: 49].
في هذا الاتّجاه، ينبغي أن نفكِّر ليستقيم مجتمعنا وحياتنا، وليستقيم اقتصادنا وسياستنا، ولننطلق في الحياة من خلال قاعدة الإسلام، وقاعدة رضى الله في كلّ أمر من أمورنا، في الحياة العامَّة والخاصَّة. وعندما نحصل على ذلك وننفتح فيه، فسوف نستطيع أن نثبت في المواقف، وسوف لا تهزمنا القوى ولا ننحرف عن الطّريق.
* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".
(2)بحار الأنوار، المجلسي، ج: 46، ص:81، رواية: 75، باب: 5.