يا ربّ.. حصِّنْ ثغور المسلمين بعزّتك

يا ربّ.. حصِّنْ ثغور المسلمين بعزّتك

"اللّهُمَّ صلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وحَصِّنْ ثُغُورَ المُسْلِميِنَ بِعِزّتِكَ، وأيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوّتِكَ، وَأَسْبغ عَطَايَاهُمْ مِنْ جِدَتِكَ".

* * *

يا ربّ، لقد أردت لنا كمسلمين، أن نعيش الحريّة في أرضنا وفي نفوسنا، فلا يستعبدنا أحد، لأنّ عبوديتنا لك وحدك لا شريك لك، وأكّدت لنا العزّة كقيمةٍ إنسانيّة سياسية، من خلال كتابك، في حديثك عنها إلى جانب حديثك عن عزّتك وعزّة رسولك، فقلت: {وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون:8]. ولما كانت قيمة الأرض من قيمة الإنسان، فإنّ حرّيتها جزء من حرّيته، فهي تكتسب صفة إنسانيّتها من خلال ارتباط حريّة وجوده بها. وبذلك، فإننا لا نستغرق فيها لنتعبّد لها، ولنحدّق بها في وعينا السياسي كما يحدّق الإنسان بالصّنم الذي يعبده، بل ننظر إليها من حيث هي الأرض التي نسكنها ونمارس فيها حياتنا، ونتحرّك في داخلها لنقرّر مصيرنا، ونمشي في مناكبها لنحصل على شروط استمرارنا في الوجود، ولندفع عنها كلّ غازٍ وفاتح وظالم وكافر، حتى لا تسقط في الغزو الكافر والمستكبر، ولا تعيش تحت سلطة الظالم، فيسقط الناس تحت تأثير الكفر والاستكبار، ويعيشوا في سلطة الظلم ووحشيّته.

إنّ ساحة الصراع الدائمة بين الكفر والإسلام، وبين الاستضعاف والاستكبار، والحريّة والعبودية، والعدل والظلم، يفرض علينا أن نخوض المعركة من أجل الدفاع عن ديننا وعن إنسانيتنا وحريتنا وعدالة الحكم في واقعنا. لذلك، كانت الحرب حرب دفاع، كما صوّرت لنا في كتابك الحرب المتحركة كسنّةٍ من سننِكَ في دفعك الناس بعضهم ببعض، التي لولاها لانهار التّوازن، ولهدّمت صوامع وبيع ومساجد وصلوات يذكر فيها اسمك، ولانتشر الفساد في الأرض، وهكذا كان جهاد المسلمين للكفار وللمنافقين حركةً في سبيل تحقيق التوازن في الأرض.

وقد عشنا ـ يا ربّ كمسلمين ـ في خطّ العدوان علينا من الأقوياء الذين يريدون أن يفرضوا علينا الكفر والظلم والاستكبار والعبودية، فكانت حربنا المستمرّة المتنوّعة المتحركة في أكثر من اتجاه، من أجل الدّفاع عن أرضنا وديننا وإنسانيّتنا وحرّيتنا، وكان الاسترخاء في كلّ مرحلة والضّعف في أيّ وقت، يفرضان علينا الذلّ والهوان والسّقوط تحت سيطرة الكفر والظلم والاستكبار. ولهذا، كانت مسألة الجهاد الذي جعلته فرضاً علينا، من المسائل الحيّة التي لها علاقة بحياتنا في الصّميم، فكان لا بدّ من المجاهدين والمرابطين والمساندين والمناصرين في مختلف حاجات المعركة وأدوارها، ليرابطوا على الثغور، وليجاهدوا في قلب المعركة، وليساعدوا ويساندوا ويناصروا المسلمين في معركة التحدّي.

يا ربّ، إننا نتطلع إليك ـ ونحن في قلب التحديات الكبرى في ساحة المعركة ـ أن تحصّن ثغور المسلمين بعزّتك، من خلال ما تهيّئه لنا من أسباب القوّة والنصر، فإن عزتك لا تغلب ولا تضعف، فهي الحصن الحصين الذي يحمي كلّ من أردت حمايته، وأن تحمي حماتها بقوّتك التي قهرت بها كلّ شيء، وخضع لها كلّ شيء وذلَّ لها كل شيء، فإنهم يجسّدون ـ في مواقفهم ومواقعهم ـ النهج الذي نهجته في خطّ الجهاد للقوى الكافرة المستكبرة الذين يعملون على إضعاف دينك وإسقاط عبادك وإذلال بلادك.. هؤلاء الذين يقفون ليرصدوا الأفق الممتدّ أمامهم بكلّ قوّة، ويرابطون في الثّغور التي ينفذ منها الكفر إلى مواقع المسلمين بكلّ صبر، ويركّزون أقدامهم في ساحة المعركة بكلّ ثبات، ويواجهون التحدّيات بكلّ حزم، هؤلاء الذين يتحركون في الليل ويكمنون في النهار، ويعيشون المعاناة في مواقفهم الصّعبة في البعد عن أهاليهم، وفي الأخطار المحيطة بهم، وفي الوحشة التي تطبق عليهم، والوحدة التي تُثقل شعورهم، حباً لك، وارتباطاً بالحرية التي أردتها لعبادك من خلال توحيد العبوديّة لك، وتأكيداً لعزّة دينك وعبادك المؤمنين، هؤلاء الذين يتطلعون إليك في أناء اللّيل وأطراف النهار، ليستمدّوا القوّة منك في روحيّاتهم وإراداتهم، ومواقفهم ومواقعهم، حتى لا يكونوا الأقوياء بك.

اللّهمّ أعطهم الحماية من حمايتك، وارزقهم الثّبات من لطفك، وأوسع عليهم العطاء من غناك، لأنَّ في حمايتهم حماية الإسلام، وفي ثباتهم الدين، وفي عطائهم عطاء الأمّة كلّها.

*من كتاب "في آفاق الروح"، ج2.

"اللّهُمَّ صلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وحَصِّنْ ثُغُورَ المُسْلِميِنَ بِعِزّتِكَ، وأيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوّتِكَ، وَأَسْبغ عَطَايَاهُمْ مِنْ جِدَتِكَ".

* * *

يا ربّ، لقد أردت لنا كمسلمين، أن نعيش الحريّة في أرضنا وفي نفوسنا، فلا يستعبدنا أحد، لأنّ عبوديتنا لك وحدك لا شريك لك، وأكّدت لنا العزّة كقيمةٍ إنسانيّة سياسية، من خلال كتابك، في حديثك عنها إلى جانب حديثك عن عزّتك وعزّة رسولك، فقلت: {وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون:8]. ولما كانت قيمة الأرض من قيمة الإنسان، فإنّ حرّيتها جزء من حرّيته، فهي تكتسب صفة إنسانيّتها من خلال ارتباط حريّة وجوده بها. وبذلك، فإننا لا نستغرق فيها لنتعبّد لها، ولنحدّق بها في وعينا السياسي كما يحدّق الإنسان بالصّنم الذي يعبده، بل ننظر إليها من حيث هي الأرض التي نسكنها ونمارس فيها حياتنا، ونتحرّك في داخلها لنقرّر مصيرنا، ونمشي في مناكبها لنحصل على شروط استمرارنا في الوجود، ولندفع عنها كلّ غازٍ وفاتح وظالم وكافر، حتى لا تسقط في الغزو الكافر والمستكبر، ولا تعيش تحت سلطة الظالم، فيسقط الناس تحت تأثير الكفر والاستكبار، ويعيشوا في سلطة الظلم ووحشيّته.

إنّ ساحة الصراع الدائمة بين الكفر والإسلام، وبين الاستضعاف والاستكبار، والحريّة والعبودية، والعدل والظلم، يفرض علينا أن نخوض المعركة من أجل الدفاع عن ديننا وعن إنسانيتنا وحريتنا وعدالة الحكم في واقعنا. لذلك، كانت الحرب حرب دفاع، كما صوّرت لنا في كتابك الحرب المتحركة كسنّةٍ من سننِكَ في دفعك الناس بعضهم ببعض، التي لولاها لانهار التّوازن، ولهدّمت صوامع وبيع ومساجد وصلوات يذكر فيها اسمك، ولانتشر الفساد في الأرض، وهكذا كان جهاد المسلمين للكفار وللمنافقين حركةً في سبيل تحقيق التوازن في الأرض.

وقد عشنا ـ يا ربّ كمسلمين ـ في خطّ العدوان علينا من الأقوياء الذين يريدون أن يفرضوا علينا الكفر والظلم والاستكبار والعبودية، فكانت حربنا المستمرّة المتنوّعة المتحركة في أكثر من اتجاه، من أجل الدّفاع عن أرضنا وديننا وإنسانيّتنا وحرّيتنا، وكان الاسترخاء في كلّ مرحلة والضّعف في أيّ وقت، يفرضان علينا الذلّ والهوان والسّقوط تحت سيطرة الكفر والظلم والاستكبار. ولهذا، كانت مسألة الجهاد الذي جعلته فرضاً علينا، من المسائل الحيّة التي لها علاقة بحياتنا في الصّميم، فكان لا بدّ من المجاهدين والمرابطين والمساندين والمناصرين في مختلف حاجات المعركة وأدوارها، ليرابطوا على الثغور، وليجاهدوا في قلب المعركة، وليساعدوا ويساندوا ويناصروا المسلمين في معركة التحدّي.

يا ربّ، إننا نتطلع إليك ـ ونحن في قلب التحديات الكبرى في ساحة المعركة ـ أن تحصّن ثغور المسلمين بعزّتك، من خلال ما تهيّئه لنا من أسباب القوّة والنصر، فإن عزتك لا تغلب ولا تضعف، فهي الحصن الحصين الذي يحمي كلّ من أردت حمايته، وأن تحمي حماتها بقوّتك التي قهرت بها كلّ شيء، وخضع لها كلّ شيء وذلَّ لها كل شيء، فإنهم يجسّدون ـ في مواقفهم ومواقعهم ـ النهج الذي نهجته في خطّ الجهاد للقوى الكافرة المستكبرة الذين يعملون على إضعاف دينك وإسقاط عبادك وإذلال بلادك.. هؤلاء الذين يقفون ليرصدوا الأفق الممتدّ أمامهم بكلّ قوّة، ويرابطون في الثّغور التي ينفذ منها الكفر إلى مواقع المسلمين بكلّ صبر، ويركّزون أقدامهم في ساحة المعركة بكلّ ثبات، ويواجهون التحدّيات بكلّ حزم، هؤلاء الذين يتحركون في الليل ويكمنون في النهار، ويعيشون المعاناة في مواقفهم الصّعبة في البعد عن أهاليهم، وفي الأخطار المحيطة بهم، وفي الوحشة التي تطبق عليهم، والوحدة التي تُثقل شعورهم، حباً لك، وارتباطاً بالحرية التي أردتها لعبادك من خلال توحيد العبوديّة لك، وتأكيداً لعزّة دينك وعبادك المؤمنين، هؤلاء الذين يتطلعون إليك في أناء اللّيل وأطراف النهار، ليستمدّوا القوّة منك في روحيّاتهم وإراداتهم، ومواقفهم ومواقعهم، حتى لا يكونوا الأقوياء بك.

اللّهمّ أعطهم الحماية من حمايتك، وارزقهم الثّبات من لطفك، وأوسع عليهم العطاء من غناك، لأنَّ في حمايتهم حماية الإسلام، وفي ثباتهم الدين، وفي عطائهم عطاء الأمّة كلّها.

*من كتاب "في آفاق الروح"، ج2.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية