الإفادة من الزّمن في عمل الخير..

الإفادة من الزّمن في عمل الخير..

في الصّحيفة السجاديّة للإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)، توجّهٌ صادقٌ إلى الله تعالى، وابتهال إليه وحده، والدّعاء له بإخلاص وانفتاح على مواقع عظمته وقدرته ورحمته وسلطانه. ومما جاء في الصّحيفة عن الإمام السجّاد(ع)، دعاؤه عند الصّباح والمساء:

"وهذا يومٌ حادثٌ جديد، وهو علينا شاهدٌ عتيد، إن أحسنّا ودّعنا بحمد، وإن أسأنا فارقنا بذمّ. اللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآله، وارزقنا حُسْن مصاحبته، واعصمنا من سوء مفارقته، بارتكاب جريرةٍ أو اقتراف صغيرة أو كبيرة، وأجزل لنا فيه من الحسنات، وأخلِنا فيه من السيِّئات، واملأ لنا ما بين طرفَيْهِ حمداً وشكراً، وأجراً وذخراً، وفضلاً وإحساناً. اللّهمّ يسِّر على الكرام الكاتبين مؤونتنا، واملأ لنا من حسناتنا صحائفنا، ولا تُخزنا عندهم بسوء أعمالنا".

كيف نتعامل مع الزّمن في لحظاته وأيّامه، وهو يسجّل أعمالنا أمام الله والنّاس والتاريخ؟ وفي كلّ يومٍ جديد، تتجدّد المسؤوليّات علينا تجاه أنفسنا، فماذا نقدِّم لها من زادٍ وأعمال صالحة تسمو بها في آفاق الحياة؟ وكأنّ اليوم بلحظاته عبارة عن عيونٍ تنظر في ما اكتسبت أيدينا فيه، لتكون هذه اللَّحظات شاهدةً علينا يوم الآخرة أمام ربّها الّذي سخَّرها للبشر.

هي اللَّحظات الّتي ترافقنا كلَّ يوم، إن عملنا فيها صالحاً ودَّعتنا بحمدٍ وثناء على ما شهدت من حُسن النَّوايا وصدق القول وإخلاص العمل في سبيل الله تعالى، وفي المقابل، إن اكتسبنا الآثام والسيّئات، فارقتنا هذه اللّحظات وهي شاهدة على خسارتنا لها باستغراقنا بأهوائنا، وهي ذامّة لنا لما اقترفت أيدينا.

وبعد الصّلاة على النبيّ وآله، بما تمثل من معاني الرحمة والبركة، يطلب الإمام(ع) من ربِّه ـ وهذا هو حال المؤمنين المخلصين ـ أن نمشي في لحظاتنا ويومنا بكلّ عمل يقرّبنا إليه، وأن نكون من المصاحبين الخيّرين للأيّام، وأن يعصمنا من مفارقة اليوم بالمعاصي والذنوب، صغيرها وكبيرها، وأن ينعم علينا، ويتفضّل علينا بالحسنات، ويبعد عنّا السيّئات، ويملأ أيّامنا حمداً له وشكراً وأجراً وذخراً وفضلاً وإحساناً بين يديه، وأن يخفِّف عن الملائكة الكرام الكاتبين عملهم، من خلال تيسير مهمّاتهم، وأن لا يجعلنا نعيش الخزي أمامهم والذلّ والهوان.

وحول ما تقدّم من دعاء، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "... إذا كان العمر في امتداد الزّمن وتجدّده هو الحياة في أجسادنا، وهو السّرّ في حركتنا، فإنّك أردتنا أن نعيش مسؤوليّتنا فيه، فنشعر بأنّ لحظات الزمن في هذا اليوم أو ذاك، عيون تحدِّق بنا في كلّ أوضاعنا وأفعالنا وأقوالنا، وشهود يشهدون لنا أو علينا غداً بين يديك، من خلال هذا الحضور الّذي يمثّل حركة الوجود فينا في كلّ دقائق حياتنا..

وهذا الإحساس العميق بوعي الزمن للإنسان، هو الّذي يفرض عليه وعي مسؤوليّة الزمن لديه، فلا يهمله في حركة الحاضر نحو المستقبل.. فيا ربّ، إننا نتطلع إليك في هذا الصّباح، لنبتهل إليك أن تجعل صحبتنا له في امتداده في كلّ ساعاته، صحبةً تتميّز بالخير الذي نعمله، وبالشّرّ الذي نتركه، لنكون الأصحاب للزمن في حركته في وجودنا، المخلصين لك، يا من خلقته وخلقتنا.. املأ هذا اليوم ـ في ما بين الصّباح والمساء ـ حمداً نحمدك به بكلّ محامدك، وتحمدنا به بكلّ طاعتنا لك، وأجراً على ما نقدِّمه من أعمال الخير في أعمالنا.. اللّهمّ إنك كلّفت الكرام الكاتبين من ملائكتك إحصاء أعمالنا، وجعلت السيّئات ثقلاً عليهم فيما يثقلهم من كلّ الأعمال الّتي تثير غضبك، وجعلت الحسنات يسراً عليهم.. اللّهمّ إنّنا نسألك أن تيسّر عليهم مؤونتنا بأعمالنا الخيّرة، فلا يجدوا عسراً في القيام بدورهم وتنفيذ مهمّتهم..". [آفاق الرّوح،166-168].

إنّ علينا أن نعي مسؤولية تفاعلنا مع الزّمن، في لحظاته وأيامه، فتستزيد من أعمال الخير والصّلاح، ونهجر السيّئات، وما يسبّب لنا خسارة حضورنا أمام الله تعالى، فالحضور والرّبح الحقيقيّان هما في الإفادة من العمر في عمل الخيرات، والقرب من الله تعالى.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

في الصّحيفة السجاديّة للإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)، توجّهٌ صادقٌ إلى الله تعالى، وابتهال إليه وحده، والدّعاء له بإخلاص وانفتاح على مواقع عظمته وقدرته ورحمته وسلطانه. ومما جاء في الصّحيفة عن الإمام السجّاد(ع)، دعاؤه عند الصّباح والمساء:

"وهذا يومٌ حادثٌ جديد، وهو علينا شاهدٌ عتيد، إن أحسنّا ودّعنا بحمد، وإن أسأنا فارقنا بذمّ. اللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآله، وارزقنا حُسْن مصاحبته، واعصمنا من سوء مفارقته، بارتكاب جريرةٍ أو اقتراف صغيرة أو كبيرة، وأجزل لنا فيه من الحسنات، وأخلِنا فيه من السيِّئات، واملأ لنا ما بين طرفَيْهِ حمداً وشكراً، وأجراً وذخراً، وفضلاً وإحساناً. اللّهمّ يسِّر على الكرام الكاتبين مؤونتنا، واملأ لنا من حسناتنا صحائفنا، ولا تُخزنا عندهم بسوء أعمالنا".

كيف نتعامل مع الزّمن في لحظاته وأيّامه، وهو يسجّل أعمالنا أمام الله والنّاس والتاريخ؟ وفي كلّ يومٍ جديد، تتجدّد المسؤوليّات علينا تجاه أنفسنا، فماذا نقدِّم لها من زادٍ وأعمال صالحة تسمو بها في آفاق الحياة؟ وكأنّ اليوم بلحظاته عبارة عن عيونٍ تنظر في ما اكتسبت أيدينا فيه، لتكون هذه اللَّحظات شاهدةً علينا يوم الآخرة أمام ربّها الّذي سخَّرها للبشر.

هي اللَّحظات الّتي ترافقنا كلَّ يوم، إن عملنا فيها صالحاً ودَّعتنا بحمدٍ وثناء على ما شهدت من حُسن النَّوايا وصدق القول وإخلاص العمل في سبيل الله تعالى، وفي المقابل، إن اكتسبنا الآثام والسيّئات، فارقتنا هذه اللّحظات وهي شاهدة على خسارتنا لها باستغراقنا بأهوائنا، وهي ذامّة لنا لما اقترفت أيدينا.

وبعد الصّلاة على النبيّ وآله، بما تمثل من معاني الرحمة والبركة، يطلب الإمام(ع) من ربِّه ـ وهذا هو حال المؤمنين المخلصين ـ أن نمشي في لحظاتنا ويومنا بكلّ عمل يقرّبنا إليه، وأن نكون من المصاحبين الخيّرين للأيّام، وأن يعصمنا من مفارقة اليوم بالمعاصي والذنوب، صغيرها وكبيرها، وأن ينعم علينا، ويتفضّل علينا بالحسنات، ويبعد عنّا السيّئات، ويملأ أيّامنا حمداً له وشكراً وأجراً وذخراً وفضلاً وإحساناً بين يديه، وأن يخفِّف عن الملائكة الكرام الكاتبين عملهم، من خلال تيسير مهمّاتهم، وأن لا يجعلنا نعيش الخزي أمامهم والذلّ والهوان.

وحول ما تقدّم من دعاء، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "... إذا كان العمر في امتداد الزّمن وتجدّده هو الحياة في أجسادنا، وهو السّرّ في حركتنا، فإنّك أردتنا أن نعيش مسؤوليّتنا فيه، فنشعر بأنّ لحظات الزمن في هذا اليوم أو ذاك، عيون تحدِّق بنا في كلّ أوضاعنا وأفعالنا وأقوالنا، وشهود يشهدون لنا أو علينا غداً بين يديك، من خلال هذا الحضور الّذي يمثّل حركة الوجود فينا في كلّ دقائق حياتنا..

وهذا الإحساس العميق بوعي الزمن للإنسان، هو الّذي يفرض عليه وعي مسؤوليّة الزمن لديه، فلا يهمله في حركة الحاضر نحو المستقبل.. فيا ربّ، إننا نتطلع إليك في هذا الصّباح، لنبتهل إليك أن تجعل صحبتنا له في امتداده في كلّ ساعاته، صحبةً تتميّز بالخير الذي نعمله، وبالشّرّ الذي نتركه، لنكون الأصحاب للزمن في حركته في وجودنا، المخلصين لك، يا من خلقته وخلقتنا.. املأ هذا اليوم ـ في ما بين الصّباح والمساء ـ حمداً نحمدك به بكلّ محامدك، وتحمدنا به بكلّ طاعتنا لك، وأجراً على ما نقدِّمه من أعمال الخير في أعمالنا.. اللّهمّ إنك كلّفت الكرام الكاتبين من ملائكتك إحصاء أعمالنا، وجعلت السيّئات ثقلاً عليهم فيما يثقلهم من كلّ الأعمال الّتي تثير غضبك، وجعلت الحسنات يسراً عليهم.. اللّهمّ إنّنا نسألك أن تيسّر عليهم مؤونتنا بأعمالنا الخيّرة، فلا يجدوا عسراً في القيام بدورهم وتنفيذ مهمّتهم..". [آفاق الرّوح،166-168].

إنّ علينا أن نعي مسؤولية تفاعلنا مع الزّمن، في لحظاته وأيامه، فتستزيد من أعمال الخير والصّلاح، ونهجر السيّئات، وما يسبّب لنا خسارة حضورنا أمام الله تعالى، فالحضور والرّبح الحقيقيّان هما في الإفادة من العمر في عمل الخيرات، والقرب من الله تعالى.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية