لبئس المتجر أن ترى الدّنيا لنفسك ثمناً

لبئس المتجر أن ترى الدّنيا لنفسك ثمناً

الدّنيا متاع الإنسان ومساحة لقضاء الحوائج والعمل، وميدان للتَّنافس في الصَّالحات وعمل البرّ والخيرات. وإذا ما انحرف المرء عن الوجهة الصَّحيحة في التّعامل مع الدّنيا، بما فيها من إغواء ومغريات، فإنّه سيخسر نفسه عبر سقوطها في مستنقع الشَّهوات والنّزوات والاستغراق بذلك، ما يؤدِّي كنتيجةٍ حتميّةٍ إلى جعل الدّنيا ثمناً بخساً للنّفس التي أرادها الله تعالى أبيّةً عزيزة ًكريمةً، لا يستعبدها ويأسرها أيّ شيء من متع الدّنيا وزخارفها، لذا الحذر من جعل الدّنيا بما فيها ثمناً مقابل رهن أنفسنا للمطامع والحسابات والأنانيّات والذاتيّات، لأنّ النفس السامية الساعية إلى القرب من الله، تأبى الانجرار وراء مظاهر الدّنيا والانخداع بها.

ونستحضر من أقوال العلماء حول الدّنيا وما تعنيه، قول المرحوم الشّيخ محمد أمين زين الدّين(رض)، حيث قال:

"هذه الدّنيا كلّها، بما فيها من عرض ومتاع، ومِن نامٍ وجامدٍ، ومن خزائن ودفائن، لن تتطاول لأن تكون ثمناً لنفس هذا الكائن إذا هو اعتقد الحقّ، وراضَ نفسه به، ووقفها عند حدوده، وسار بها على نهجه، فإن هو رضي بالدّنيا عن نفسه ثمناً، فقد اتّجر بئس المتجر.

أجل، إنما تكون له هذه القيمة إذا هو اعتقد الحقّ، ووقف عند حدوده، وما هذا الكائن لولا هذا السّرّ.. لولا هذه الرّوح؟ .

حثوة من تراب هذه الأرض لا تختلف عن سائر ترابها في عنصر، وخفته من ذرّات هذا الفضاء لا تفضل باقي ذرّاته في جزيئات ولا تركيب.. ولكنّه السرّ، ولكنّه الرّوح، ولكنّه المعنى الّذي يرتفع بالجوهر فيعليه عن الحصى، والمعدن فيه هو المعدن، والعنصر هو العنصر .

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

اِجمعْ ما في هذا الكون الرّحيب من معنى للعدل، ومن مسمَّى للصِّدق، ومن مدلولٍ للرّحمة، ومن مفهومٍ للإخلاص، ومن حدٍّ للعزّة والكرامة، ومن مغزى للشّجاعة والبطولة، ومن رسمٍ لكلّ صفة رضيّة وسَمْتٍ كريم .

إجمع كلّ هذه المعاني العظيمة النبيلة في إطار، ثم اطو كلّ هذه المفاهيم في مفهوم، فإنّك لن ترى لفظاً يحكيه ـ أصدق الحكاية ـ غير لفظ (الإسلام)، ولن تلقي مظهراً يطابقه ـ أتمّ المطابقة ـ غير (الفرد المسلم)، ولن تجد قلباً تنطبع فيه كلّ هذه الحالات، وترسم فيه كلّ هذه الظّلال، غير (القلب المسلم).

أفتطمع الدّنيا ـ إذاً ـ أن تكون لنفسه ثمناً؟

وماذا في الدّنيا بعد هذا الاستثناء من غناء؟

هذا هو المسلم الحقّ، وهذه حدوده وغاياته في كلمة قصيرة من كلمات المسلم الأوّل .

وهذا هو الإسلام بروحه ومعناه، وبمجمله الّذي يغني عن التّفصيل.. لفظ يجمع كلّ فضيلة، وطبّ يُصلح كلّ دخيلة.

أمَّا بعد هذا وذاك، فاطمح ببصرك جيّداً.. إلى فوق.. إلى القمّة من هذا البناء الشّامخ الرّفيع .

إلى البطولة الّتي تضمّ البطولات.. والعبقريّة التي تضمّ العبقريّات..

إلى الإسلام في صورته الصّادقة النّاطقة..

فإنَّك سترى محمّداً(ص) يتلو قرآنه، وعليّاً(ع) يلقي نهج بلاغته".[من كتاب: من أشعّة القرآن، للشّيخ محمد أمين زين الدّين(رض)].

ونحن في هذه الدّنيا الفانية، لا بدّ وأن نربي أنفسنا على التعلّق بالأمور التي تسمو بها إلى آفاق الحقّ والعدل والتفكّر والتأمّل وذكر الله، ولا يمنع ذلك من الإقبال على الحلال من الطيّبات والزّينة، بالقدر الّذي يكفينا ولا يخرجنا عن حدود ما أمرنا الله به.

الدّنيا متاع الإنسان ومساحة لقضاء الحوائج والعمل، وميدان للتَّنافس في الصَّالحات وعمل البرّ والخيرات. وإذا ما انحرف المرء عن الوجهة الصَّحيحة في التّعامل مع الدّنيا، بما فيها من إغواء ومغريات، فإنّه سيخسر نفسه عبر سقوطها في مستنقع الشَّهوات والنّزوات والاستغراق بذلك، ما يؤدِّي كنتيجةٍ حتميّةٍ إلى جعل الدّنيا ثمناً بخساً للنّفس التي أرادها الله تعالى أبيّةً عزيزة ًكريمةً، لا يستعبدها ويأسرها أيّ شيء من متع الدّنيا وزخارفها، لذا الحذر من جعل الدّنيا بما فيها ثمناً مقابل رهن أنفسنا للمطامع والحسابات والأنانيّات والذاتيّات، لأنّ النفس السامية الساعية إلى القرب من الله، تأبى الانجرار وراء مظاهر الدّنيا والانخداع بها.

ونستحضر من أقوال العلماء حول الدّنيا وما تعنيه، قول المرحوم الشّيخ محمد أمين زين الدّين(رض)، حيث قال:

"هذه الدّنيا كلّها، بما فيها من عرض ومتاع، ومِن نامٍ وجامدٍ، ومن خزائن ودفائن، لن تتطاول لأن تكون ثمناً لنفس هذا الكائن إذا هو اعتقد الحقّ، وراضَ نفسه به، ووقفها عند حدوده، وسار بها على نهجه، فإن هو رضي بالدّنيا عن نفسه ثمناً، فقد اتّجر بئس المتجر.

أجل، إنما تكون له هذه القيمة إذا هو اعتقد الحقّ، ووقف عند حدوده، وما هذا الكائن لولا هذا السّرّ.. لولا هذه الرّوح؟ .

حثوة من تراب هذه الأرض لا تختلف عن سائر ترابها في عنصر، وخفته من ذرّات هذا الفضاء لا تفضل باقي ذرّاته في جزيئات ولا تركيب.. ولكنّه السرّ، ولكنّه الرّوح، ولكنّه المعنى الّذي يرتفع بالجوهر فيعليه عن الحصى، والمعدن فيه هو المعدن، والعنصر هو العنصر .

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

اِجمعْ ما في هذا الكون الرّحيب من معنى للعدل، ومن مسمَّى للصِّدق، ومن مدلولٍ للرّحمة، ومن مفهومٍ للإخلاص، ومن حدٍّ للعزّة والكرامة، ومن مغزى للشّجاعة والبطولة، ومن رسمٍ لكلّ صفة رضيّة وسَمْتٍ كريم .

إجمع كلّ هذه المعاني العظيمة النبيلة في إطار، ثم اطو كلّ هذه المفاهيم في مفهوم، فإنّك لن ترى لفظاً يحكيه ـ أصدق الحكاية ـ غير لفظ (الإسلام)، ولن تلقي مظهراً يطابقه ـ أتمّ المطابقة ـ غير (الفرد المسلم)، ولن تجد قلباً تنطبع فيه كلّ هذه الحالات، وترسم فيه كلّ هذه الظّلال، غير (القلب المسلم).

أفتطمع الدّنيا ـ إذاً ـ أن تكون لنفسه ثمناً؟

وماذا في الدّنيا بعد هذا الاستثناء من غناء؟

هذا هو المسلم الحقّ، وهذه حدوده وغاياته في كلمة قصيرة من كلمات المسلم الأوّل .

وهذا هو الإسلام بروحه ومعناه، وبمجمله الّذي يغني عن التّفصيل.. لفظ يجمع كلّ فضيلة، وطبّ يُصلح كلّ دخيلة.

أمَّا بعد هذا وذاك، فاطمح ببصرك جيّداً.. إلى فوق.. إلى القمّة من هذا البناء الشّامخ الرّفيع .

إلى البطولة الّتي تضمّ البطولات.. والعبقريّة التي تضمّ العبقريّات..

إلى الإسلام في صورته الصّادقة النّاطقة..

فإنَّك سترى محمّداً(ص) يتلو قرآنه، وعليّاً(ع) يلقي نهج بلاغته".[من كتاب: من أشعّة القرآن، للشّيخ محمد أمين زين الدّين(رض)].

ونحن في هذه الدّنيا الفانية، لا بدّ وأن نربي أنفسنا على التعلّق بالأمور التي تسمو بها إلى آفاق الحقّ والعدل والتفكّر والتأمّل وذكر الله، ولا يمنع ذلك من الإقبال على الحلال من الطيّبات والزّينة، بالقدر الّذي يكفينا ولا يخرجنا عن حدود ما أمرنا الله به.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية