الإنسان والدّنيا

الإنسان والدّنيا

في الحديث المرويّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللهِ(ص) دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبَيْهِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ فِرَاشاً؟ فَقَالَ(ص): "مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، وَمَا مَثَلِي وَمَثَلُ‏ الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا". [مكارم الأخلاق: للشَّيخ الطبرسي].

ونحن كذلك مجرّد زائرين يعبرون هذه الدّنيا الزائلة، فسرعان ما تنتهي آجالنا المحدودة، وننقلب إلى عالم الآخرة الباقي. من هنا، ينبغي الاتّعاظ بهذا الحديث الشّريف، كي نجعل من دنيانا مزرعةً لآخرتنا، بالاستزادة من التّقوى والعمل النّافع. لقد شبّه لنا الرّسول الأكرم الدّنيا بالراكب الّذي يستريح ساعةً من نهار ثم يغادر، فما أقلّ الإقامة وما أسرعها من مغادرة!

إنّ المتمسّكين بزينة الحياة الدّنيا، الغافلين عن إدراك حجمها وماهيتها، المتجاهلين لدورهم ومسؤوليّاتهم، يعيشون الضّلالة والانحراف على مستوى التصوّر والاعتقاد والممارسة، لأنهم ركنوا إلى دنيا زائلة جعلوا منها داراً للإقامة وبلوغ الشّهوات، وداراً لتحقيق المصالح والمكاسب بعيداً عن حسابات الخالق، فخسروا خسراناً مبيناً، فعمّا قليل سيرتحلون إلى دار الآخرة، حيث الحساب على التّفريط في جنب الله، وسيحاسبون على تصوّرهم الخاطئ عن الدّنيا كدار مقرّ وعلى ركونهم إليها.

لذا فإنّ تربية أنفسنا على اعتبار الدّنيا دار ممرّ، وأنها سريعة الانقضاء، وأنّنا مغادرون عمّا قليل، مهمّة تقتضي إعادة النّظر في أوضاعنا وعلاقتنا بأنفسنا وربّنا، ونظرتنا إلى الحياة الدّنيا، من خلال تصويب ممارساتنا لمسؤوليّاتنا ودورنا تجاه الوجود كلّه.

فالمغريات اليوم كثيرة، والوصول إليها سهل. من هنا ضرروة التأمّل والاعتبار في أمور الدنيا والآخرة، والتوجّه إلى الله حيث الخلود في القرب منه والنّعيم برضوانه.

إنّ الزّهد في الدنيا في المقابل لا يعفينا من مسؤوليّاتنا تجاه بنائها البناء الإيجابيّ والحيّ، بما ينسجم مع خطّ الله وإرادته، فليس الزّهد فقط في ترك أمور الدّنيا وعدم جعل مظاهرها تتحكَّم بنا وتسيطر على عقولنا ومشاعرنا وتفسد إيماننا، بل الزّهد هو في مواصلة السَّير إلى الله، والكدح إليه كدحاً فيه كلّ الإخلاص وكلّ العبوديّة الحقّة.

يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ}[الانشقاق: 6].

ويقول الشّاعر:

العمر مثل الضّيف أو     كالطّيف ليس له إقامة

في الحديث المرويّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللهِ(ص) دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبَيْهِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ فِرَاشاً؟ فَقَالَ(ص): "مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، وَمَا مَثَلِي وَمَثَلُ‏ الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا". [مكارم الأخلاق: للشَّيخ الطبرسي].

ونحن كذلك مجرّد زائرين يعبرون هذه الدّنيا الزائلة، فسرعان ما تنتهي آجالنا المحدودة، وننقلب إلى عالم الآخرة الباقي. من هنا، ينبغي الاتّعاظ بهذا الحديث الشّريف، كي نجعل من دنيانا مزرعةً لآخرتنا، بالاستزادة من التّقوى والعمل النّافع. لقد شبّه لنا الرّسول الأكرم الدّنيا بالراكب الّذي يستريح ساعةً من نهار ثم يغادر، فما أقلّ الإقامة وما أسرعها من مغادرة!

إنّ المتمسّكين بزينة الحياة الدّنيا، الغافلين عن إدراك حجمها وماهيتها، المتجاهلين لدورهم ومسؤوليّاتهم، يعيشون الضّلالة والانحراف على مستوى التصوّر والاعتقاد والممارسة، لأنهم ركنوا إلى دنيا زائلة جعلوا منها داراً للإقامة وبلوغ الشّهوات، وداراً لتحقيق المصالح والمكاسب بعيداً عن حسابات الخالق، فخسروا خسراناً مبيناً، فعمّا قليل سيرتحلون إلى دار الآخرة، حيث الحساب على التّفريط في جنب الله، وسيحاسبون على تصوّرهم الخاطئ عن الدّنيا كدار مقرّ وعلى ركونهم إليها.

لذا فإنّ تربية أنفسنا على اعتبار الدّنيا دار ممرّ، وأنها سريعة الانقضاء، وأنّنا مغادرون عمّا قليل، مهمّة تقتضي إعادة النّظر في أوضاعنا وعلاقتنا بأنفسنا وربّنا، ونظرتنا إلى الحياة الدّنيا، من خلال تصويب ممارساتنا لمسؤوليّاتنا ودورنا تجاه الوجود كلّه.

فالمغريات اليوم كثيرة، والوصول إليها سهل. من هنا ضرروة التأمّل والاعتبار في أمور الدنيا والآخرة، والتوجّه إلى الله حيث الخلود في القرب منه والنّعيم برضوانه.

إنّ الزّهد في الدنيا في المقابل لا يعفينا من مسؤوليّاتنا تجاه بنائها البناء الإيجابيّ والحيّ، بما ينسجم مع خطّ الله وإرادته، فليس الزّهد فقط في ترك أمور الدّنيا وعدم جعل مظاهرها تتحكَّم بنا وتسيطر على عقولنا ومشاعرنا وتفسد إيماننا، بل الزّهد هو في مواصلة السَّير إلى الله، والكدح إليه كدحاً فيه كلّ الإخلاص وكلّ العبوديّة الحقّة.

يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ}[الانشقاق: 6].

ويقول الشّاعر:

العمر مثل الضّيف أو     كالطّيف ليس له إقامة

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية