نبقى في رحاب الصّحيفة السجاديّة، الّتي تثير فينا مشاعر الإيمان والسموّ الرّوحيّ والأخلاقيّ، والدّعوة إلى مناجاة الخالق والقرب منه، والّتي تؤكّد فينا كلّ معنى وقيمة تبرز أصالة الارتباط بالخالق وبأصالة الوجود من خلال ذلك.
يقول الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين(ع): "اللّهمّ فلكَ الحمْدُ على ما فلَقْتَ لنا من الإصْباح، ومتّعتَنا به من ضوء النهار، وبصّرتنا من مطالب الأقوات، ووقَيْتَنا فيه من طوارق الآفاق، أصبحنا وأصبحت الأشياء كلّها بجملتها لك؛ سماؤها وأرضُها، وما بثَثْتَ في كلِّ واحدٍ منهما، ساكِنُهُ ومُتحَرِّكُه، ومقيمُه وشاخِصُه، وما علا في الهواء وما كَنَّ تحت الثّرى".
إنّ الحمد لله وحده على ما أنعم على النّاس من نعمة النّور والضّياء، بأن جعل النهار مبصراً برحمته، كي يتسابق الناس إلى أرزاقهم وحيواتهم بكلّ ما هيّأه الله لهم من أسباب العمل والرّزق، فالضّياء هو المساحة الزمنيّة الّتي من خلالها يسعى النّاس إلى أرزاقهم، ويحقّقون من خلالها ذواتهم وطموحاتهم، ويكتبون بها أعمالهم وحركتهم في التاريخ والحضارة ومسيرة الوجود.. والله تعالى البصير بعباده، الرّحيم بهم، له الحمد على ما جعله من نور وضياء هي من آياته الكبرى الشّاهدة على عظمته ورحمته وفضله.
ونحن ـ يا ربّ ـ من جملة مخلوقاتك المتنوّعة والعديدة الّتي لا تُحصى في أشكالها وخصائصها وعوالمها، من السّماء والأرض الّتي نعيش عليها ونسجّل حركتنا عليها بما آتانا الله تعالى من قوّة وعقل وحواسّ، لنبني الحياة بالخير والمحبّة والعطاء.
ويتابع الإمام زين العابدين(ع) دعاءه بذكر خصائص المخلوقات المملوكة بجملتها لله تعالى، وما أودع الله فيها من السّكون والحركة والانبساط في آفاق الفضاء وفي أعماق الأرض والبحار.
وحول ما تقدّم من دعاء، يوضح سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "يا ربّ إنّني هنا، وفي كلّ وجداني، أحمدك بكلّ مشاعري وأحاسيسي وروحي وعقلي، لأنّك أطلقت لنا الصّباح من قلب اللّيل، والضّياء من عمق الظلمة.. وحصلنا على الفرصة المفتوحة على حماية أنفنسا من كلّ الأوضاع الصعبة التي قد تؤدّي بنا إلى الوقوع في الأخطار المهلكة التي تسيء إلى أمّتنا، وتقضي على حياتنا، وهذا ما يحقّق لنا التّوازن في حركة الحياة من خلال الأفق المفتوح على كلّ الوجود..
يا ربّ، لقد أصبحنا ـ نحن عبادك من بني آدم ـ في هذا الصّباح، في شعورٍ بالوحدة الكونية مع كلّ الموجودات الحية والجامدة التي خلقتها وجعلت لها دوراً في حركة النظام الكوني، وأردت لكلّ واحدٍ منها أن يأخذ موقعه فلا يتجاوزه إلى غيره.. إنّنا أصبحنا ـ يا ربّ ـ في هذا الصّباح، وأصبحت الأشياء كلّها في وحدة الوجود، الّذي يتّحد جوهره وتختلف خصوصيّته في السماء والأرض وفي داخلهما، مما أودعته فيهما من الموجودات السّاكنة والمتحركة، والمنبسطة والشّاخصة في آفاق الفضاء وفي أعماق الأرض...". [كتاب: آفاق الرّوح، ج:1، ص:162-164].
إنّ المجتمع المؤمن يدعو ربّه على الدّوام، في شعورٍ راقٍ وحمدٍ دائم له على عظمته ورحمته بعباده، إنّه الحمد العمليّ الذي يفتح مدارك الناس على ما في الوجود من دلائل تشهد بعظمة الله، مما يحرّك فيهم حسّ المسؤوليّة تجاه الله، عبر تمتين العلاقة معه والارتباط به بالقول الطيّب والعمل الصّالح.. فلنكتب تاريخنا المشرِّف والرّساليّ فيما أعطانا الله إياه من زمن، وقدّره لنا من أعمار نجعلها مساحةً للفعل الإيجابي وللعطاء والخير والحركة في سبيل الله تعالى.
[إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها].
نبقى في رحاب الصّحيفة السجاديّة، الّتي تثير فينا مشاعر الإيمان والسموّ الرّوحيّ والأخلاقيّ، والدّعوة إلى مناجاة الخالق والقرب منه، والّتي تؤكّد فينا كلّ معنى وقيمة تبرز أصالة الارتباط بالخالق وبأصالة الوجود من خلال ذلك.
يقول الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين(ع): "اللّهمّ فلكَ الحمْدُ على ما فلَقْتَ لنا من الإصْباح، ومتّعتَنا به من ضوء النهار، وبصّرتنا من مطالب الأقوات، ووقَيْتَنا فيه من طوارق الآفاق، أصبحنا وأصبحت الأشياء كلّها بجملتها لك؛ سماؤها وأرضُها، وما بثَثْتَ في كلِّ واحدٍ منهما، ساكِنُهُ ومُتحَرِّكُه، ومقيمُه وشاخِصُه، وما علا في الهواء وما كَنَّ تحت الثّرى".
إنّ الحمد لله وحده على ما أنعم على النّاس من نعمة النّور والضّياء، بأن جعل النهار مبصراً برحمته، كي يتسابق الناس إلى أرزاقهم وحيواتهم بكلّ ما هيّأه الله لهم من أسباب العمل والرّزق، فالضّياء هو المساحة الزمنيّة الّتي من خلالها يسعى النّاس إلى أرزاقهم، ويحقّقون من خلالها ذواتهم وطموحاتهم، ويكتبون بها أعمالهم وحركتهم في التاريخ والحضارة ومسيرة الوجود.. والله تعالى البصير بعباده، الرّحيم بهم، له الحمد على ما جعله من نور وضياء هي من آياته الكبرى الشّاهدة على عظمته ورحمته وفضله.
ونحن ـ يا ربّ ـ من جملة مخلوقاتك المتنوّعة والعديدة الّتي لا تُحصى في أشكالها وخصائصها وعوالمها، من السّماء والأرض الّتي نعيش عليها ونسجّل حركتنا عليها بما آتانا الله تعالى من قوّة وعقل وحواسّ، لنبني الحياة بالخير والمحبّة والعطاء.
ويتابع الإمام زين العابدين(ع) دعاءه بذكر خصائص المخلوقات المملوكة بجملتها لله تعالى، وما أودع الله فيها من السّكون والحركة والانبساط في آفاق الفضاء وفي أعماق الأرض والبحار.
وحول ما تقدّم من دعاء، يوضح سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "يا ربّ إنّني هنا، وفي كلّ وجداني، أحمدك بكلّ مشاعري وأحاسيسي وروحي وعقلي، لأنّك أطلقت لنا الصّباح من قلب اللّيل، والضّياء من عمق الظلمة.. وحصلنا على الفرصة المفتوحة على حماية أنفنسا من كلّ الأوضاع الصعبة التي قد تؤدّي بنا إلى الوقوع في الأخطار المهلكة التي تسيء إلى أمّتنا، وتقضي على حياتنا، وهذا ما يحقّق لنا التّوازن في حركة الحياة من خلال الأفق المفتوح على كلّ الوجود..
يا ربّ، لقد أصبحنا ـ نحن عبادك من بني آدم ـ في هذا الصّباح، في شعورٍ بالوحدة الكونية مع كلّ الموجودات الحية والجامدة التي خلقتها وجعلت لها دوراً في حركة النظام الكوني، وأردت لكلّ واحدٍ منها أن يأخذ موقعه فلا يتجاوزه إلى غيره.. إنّنا أصبحنا ـ يا ربّ ـ في هذا الصّباح، وأصبحت الأشياء كلّها في وحدة الوجود، الّذي يتّحد جوهره وتختلف خصوصيّته في السماء والأرض وفي داخلهما، مما أودعته فيهما من الموجودات السّاكنة والمتحركة، والمنبسطة والشّاخصة في آفاق الفضاء وفي أعماق الأرض...". [كتاب: آفاق الرّوح، ج:1، ص:162-164].
إنّ المجتمع المؤمن يدعو ربّه على الدّوام، في شعورٍ راقٍ وحمدٍ دائم له على عظمته ورحمته بعباده، إنّه الحمد العمليّ الذي يفتح مدارك الناس على ما في الوجود من دلائل تشهد بعظمة الله، مما يحرّك فيهم حسّ المسؤوليّة تجاه الله، عبر تمتين العلاقة معه والارتباط به بالقول الطيّب والعمل الصّالح.. فلنكتب تاريخنا المشرِّف والرّساليّ فيما أعطانا الله إياه من زمن، وقدّره لنا من أعمار نجعلها مساحةً للفعل الإيجابي وللعطاء والخير والحركة في سبيل الله تعالى.
[إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها].