نصائح عليّ(ع): "هلك من ادَّعى، وخاب من افترى"

نصائح عليّ(ع): "هلك من ادَّعى، وخاب من افترى"

مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع)، نجد المواعظ البليغة، والنصائح التي لو عملنا بهديها، لاستقام أمرنا وصلُحت أحوالنا، فمن مدرسة عليّ(ع) الأصيلة، نتعلّم روح الدّين وسعة الأفق والرّشد والفلاح، في قراءتنا لكتاب الإنسان والحياة والوجود، فلطالما شكَّل الإمام(ع) في سيرته ومواقفه وحكمه حافزاً قويّاً لنا، ودافعاً للوقوف أمام مسؤوليّاتنا في الدنيا والآخرة، وكي ننطلق في مواجهة التحديات بكلّ ثقة وتوازن ووعي، حفظاً لكياننا وهويتنا الإسلاميّة. ولطالما حذَّرنا(ع) من الوقوع في الخطايا والشّبهات، ونبَّهنا إلى وجوب التحرّز والاحتياط والتزام الحقّ قولاً وممارسةً.

يقول أمير المؤمنين عليّ(ع) في خطبةٍ له:

"أَلاَ وَإِنَّ الخَطَايَا خَيْلٌ شُمُسٌ، حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُها،وَخُلِعَتْ لُجُمُهَا، فَتَقَحَّمَتْ بِهِمْ فيالنَّارِ، أَلاَ وَإِنَّ التَّقْوَىمَطَايَا ذُلُلٌ، حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا،وَأُعْطُوا أَزِمَّتَها، فَأَوْرَدَتْهُمُ الجَنَّةَ.. حَقٌّ وَبَاطِلٌ،وَلِكُلٍّ أَهْلٌ، فَلَئِنْ أَمِرَ البَاطِلُ لَقَدِيماً فَعَلَ، وَلَئِنْ قَلَّالحقُّ لَرُبَّما وَلَعَلَّ، وَلَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَيءٌ فَأَقْبَلَ! شُغِلَ مَنِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ أَمَامَهُ! سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا،وَطَالِبٌ بَطِيءٌ رَجَا، وَمُقَصِّرٌ في النَّارِ هَوَى. الَيمِينُ وَالشِّمالُمَضَلَّةٌ، وَالطَّرِيقُ الوُسْطَى هِيَ الجَادَّةُ، عَلَيْهَا بَاقي الكِتَابِ وَآثَارُ النُّبُوَّةِ، وَمِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ،وَإلَيْهَا مَصِيرُ العَاقِبَةِ. هَلَكَ مَنِ ادَّعى، وَخَابَ مَنِ افْتَرَى،مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ،وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَلاَّيَعْرِفَ قَدْرَهُ".

"أَلاَ وَإِنَّ الخَطَايَا خَيْلٌ شُمُسٌ، حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُها،وَخُلِعَتْ لُجُمُهَا، فَتَقَحَّمَتْ بِهِمْ فيالنَّارِ". يصوّر الإمام(ع) الذّنوب كالفرس الجموح بلا لجام، فإنها تؤدّي بصاحبها إلى الهلكة، وهكذا صاحب الخطايا الّذي لا يردعه دينه وفطرته عن الحرام، فمآله إلى النّار.

"أَلاَ وَإِنَّ التَّقْوَىمَطَايَا ذُلُلٌ، حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا،وَأُعْطُوا أَزِمَّتَها، فَأَوْرَدَتْهُمُ الجَنَّةَ"، ومن يسلم أمره لله ويخلص له العبادة ويتَّقيه حقَّ تقاته، فمصيره نعيم الجنَّة والرّضوان.

"حَقٌّ وَبَاطِلٌ،وَلِكُلٍّ أَهْلٌ"، فالإمام يشير إلى وجود الحقّ والباطل، والتفريق بينهما واضح، فكلّ من التزم سبيل الله وأطاعه فهو المحقّ، وكلّ من انحرف عن خطّه وعصاه فهو المبطل.

"فَلَئِنْ أَمِرَ البَاطِلُ لَقَدِيماً فَعَلَ"، فالباطل يجد له قابليَّة عند الأنفس الضّعيفة المتّبعة للشّهوات، لذا ترى أهله كُثُراً.

"وَلَئِنْ قَلَّالحقُّ لَرُبَّما وَلَعَلَّ"، والحقّ، في المقابل، قليل الأعوان، وقد ينتصر حيناً من الدّهر، لأنَّ أمره صعب مستصعب، يحتاج إلى أصحاب الإيمان الفعليّ والإخلاص العمليّ.

"وَلَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَيءٌ فَأَقْبَلَ!"، فدولة قوم من النّاس عند زوالها نادراً ما يُكتب لها من عودة.

"شُغِلَ مَنِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ أَمَامَهُ!"، على الإنسان أن يبتعد عن كلِّ ما يؤدِّي به إلى الجحيم ويقرّبه من النَّعيم.

"سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا"، أسرع إلى مرضاة الله.

"وَطَالِبٌ بَطِيءٌ رَجَا"، يحبّ الخير ويطلبه ببطءٍ وكسل.

"وَمُقَصِّرٌ في النَّارِ هَوَى"، لا يسرع ولا يبطئ، بل يعرض ويُقصِّر.

"الَيمِينُ وَالشِّمالُمَضَلَّةٌ، وَالطَّرِيقُ الوُسْطَى هِيَ الجَادَّةُ"، أي المتوسّطة بين الإسراف والتّقصير، ومن انحرف عنها يمنةً أو يسرةً، فقد انحرف عن الهدى إلى الضّلال.

"عَلَيْهَا بَاقي الكِتَابِ وَآثَارُ النُّبُوَّةِ، وَمِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ،وَإلَيْهَا مَصِيرُ العَاقِبَةِ"، فما من شيء جاء في الكتاب والسنّة إلا وهو منسجم مع الجادة الوسطى الّتي إليها العاقبة، بمعنى أنّ النّاس يحاسبون على أساس الصّراط المستقيم.

"هَلَكَ مَنِ ادَّعى"، بلا حجّة وبيان. "وَخَابَ مَنِ افْتَرَى"، بلا رادع وزاجر.

" مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ"، فمن حاول مصارعة الحقّ صرعه وكان من الهالكين.

"وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَلاَّيَعْرِفَ قَدْرَهُ"، فإنَّ تمام الجهل هو ألا يعرف المرء حدوده، بل يتجاوزها بالافتراءات والكذب ووضع الأمور في غير مواضعها...

وما أحوجنا أن نتعقّل كلام الأمير(ع) ودعوته لنا بألاّ نكون من أهل الباطل والخطايا، وأن ننتصر للحقّ وأهله، ونسعى في طلبه، وأن نتبيّن الحقائق عبر اعتماد الدّليل والحجّة، وأن نبتعد عن الجهل والحماقة، بأن نعرف حدودنا جيّداً، وألا نتعدّاها إلى الزّور والبهتان. فكم من شخص هلك عندما لم يسلك طريق الحجّة والبرهان! وكم من شخص خاب لأنّه لم يرتدع عن الافتراء والكذب والباطل!!

مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع)، نجد المواعظ البليغة، والنصائح التي لو عملنا بهديها، لاستقام أمرنا وصلُحت أحوالنا، فمن مدرسة عليّ(ع) الأصيلة، نتعلّم روح الدّين وسعة الأفق والرّشد والفلاح، في قراءتنا لكتاب الإنسان والحياة والوجود، فلطالما شكَّل الإمام(ع) في سيرته ومواقفه وحكمه حافزاً قويّاً لنا، ودافعاً للوقوف أمام مسؤوليّاتنا في الدنيا والآخرة، وكي ننطلق في مواجهة التحديات بكلّ ثقة وتوازن ووعي، حفظاً لكياننا وهويتنا الإسلاميّة. ولطالما حذَّرنا(ع) من الوقوع في الخطايا والشّبهات، ونبَّهنا إلى وجوب التحرّز والاحتياط والتزام الحقّ قولاً وممارسةً.

يقول أمير المؤمنين عليّ(ع) في خطبةٍ له:

"أَلاَ وَإِنَّ الخَطَايَا خَيْلٌ شُمُسٌ، حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُها،وَخُلِعَتْ لُجُمُهَا، فَتَقَحَّمَتْ بِهِمْ فيالنَّارِ، أَلاَ وَإِنَّ التَّقْوَىمَطَايَا ذُلُلٌ، حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا،وَأُعْطُوا أَزِمَّتَها، فَأَوْرَدَتْهُمُ الجَنَّةَ.. حَقٌّ وَبَاطِلٌ،وَلِكُلٍّ أَهْلٌ، فَلَئِنْ أَمِرَ البَاطِلُ لَقَدِيماً فَعَلَ، وَلَئِنْ قَلَّالحقُّ لَرُبَّما وَلَعَلَّ، وَلَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَيءٌ فَأَقْبَلَ! شُغِلَ مَنِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ أَمَامَهُ! سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا،وَطَالِبٌ بَطِيءٌ رَجَا، وَمُقَصِّرٌ في النَّارِ هَوَى. الَيمِينُ وَالشِّمالُمَضَلَّةٌ، وَالطَّرِيقُ الوُسْطَى هِيَ الجَادَّةُ، عَلَيْهَا بَاقي الكِتَابِ وَآثَارُ النُّبُوَّةِ، وَمِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ،وَإلَيْهَا مَصِيرُ العَاقِبَةِ. هَلَكَ مَنِ ادَّعى، وَخَابَ مَنِ افْتَرَى،مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ،وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَلاَّيَعْرِفَ قَدْرَهُ".

"أَلاَ وَإِنَّ الخَطَايَا خَيْلٌ شُمُسٌ، حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُها،وَخُلِعَتْ لُجُمُهَا، فَتَقَحَّمَتْ بِهِمْ فيالنَّارِ". يصوّر الإمام(ع) الذّنوب كالفرس الجموح بلا لجام، فإنها تؤدّي بصاحبها إلى الهلكة، وهكذا صاحب الخطايا الّذي لا يردعه دينه وفطرته عن الحرام، فمآله إلى النّار.

"أَلاَ وَإِنَّ التَّقْوَىمَطَايَا ذُلُلٌ، حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا،وَأُعْطُوا أَزِمَّتَها، فَأَوْرَدَتْهُمُ الجَنَّةَ"، ومن يسلم أمره لله ويخلص له العبادة ويتَّقيه حقَّ تقاته، فمصيره نعيم الجنَّة والرّضوان.

"حَقٌّ وَبَاطِلٌ،وَلِكُلٍّ أَهْلٌ"، فالإمام يشير إلى وجود الحقّ والباطل، والتفريق بينهما واضح، فكلّ من التزم سبيل الله وأطاعه فهو المحقّ، وكلّ من انحرف عن خطّه وعصاه فهو المبطل.

"فَلَئِنْ أَمِرَ البَاطِلُ لَقَدِيماً فَعَلَ"، فالباطل يجد له قابليَّة عند الأنفس الضّعيفة المتّبعة للشّهوات، لذا ترى أهله كُثُراً.

"وَلَئِنْ قَلَّالحقُّ لَرُبَّما وَلَعَلَّ"، والحقّ، في المقابل، قليل الأعوان، وقد ينتصر حيناً من الدّهر، لأنَّ أمره صعب مستصعب، يحتاج إلى أصحاب الإيمان الفعليّ والإخلاص العمليّ.

"وَلَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَيءٌ فَأَقْبَلَ!"، فدولة قوم من النّاس عند زوالها نادراً ما يُكتب لها من عودة.

"شُغِلَ مَنِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ أَمَامَهُ!"، على الإنسان أن يبتعد عن كلِّ ما يؤدِّي به إلى الجحيم ويقرّبه من النَّعيم.

"سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا"، أسرع إلى مرضاة الله.

"وَطَالِبٌ بَطِيءٌ رَجَا"، يحبّ الخير ويطلبه ببطءٍ وكسل.

"وَمُقَصِّرٌ في النَّارِ هَوَى"، لا يسرع ولا يبطئ، بل يعرض ويُقصِّر.

"الَيمِينُ وَالشِّمالُمَضَلَّةٌ، وَالطَّرِيقُ الوُسْطَى هِيَ الجَادَّةُ"، أي المتوسّطة بين الإسراف والتّقصير، ومن انحرف عنها يمنةً أو يسرةً، فقد انحرف عن الهدى إلى الضّلال.

"عَلَيْهَا بَاقي الكِتَابِ وَآثَارُ النُّبُوَّةِ، وَمِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ،وَإلَيْهَا مَصِيرُ العَاقِبَةِ"، فما من شيء جاء في الكتاب والسنّة إلا وهو منسجم مع الجادة الوسطى الّتي إليها العاقبة، بمعنى أنّ النّاس يحاسبون على أساس الصّراط المستقيم.

"هَلَكَ مَنِ ادَّعى"، بلا حجّة وبيان. "وَخَابَ مَنِ افْتَرَى"، بلا رادع وزاجر.

" مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ"، فمن حاول مصارعة الحقّ صرعه وكان من الهالكين.

"وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَلاَّيَعْرِفَ قَدْرَهُ"، فإنَّ تمام الجهل هو ألا يعرف المرء حدوده، بل يتجاوزها بالافتراءات والكذب ووضع الأمور في غير مواضعها...

وما أحوجنا أن نتعقّل كلام الأمير(ع) ودعوته لنا بألاّ نكون من أهل الباطل والخطايا، وأن ننتصر للحقّ وأهله، ونسعى في طلبه، وأن نتبيّن الحقائق عبر اعتماد الدّليل والحجّة، وأن نبتعد عن الجهل والحماقة، بأن نعرف حدودنا جيّداً، وألا نتعدّاها إلى الزّور والبهتان. فكم من شخص هلك عندما لم يسلك طريق الحجّة والبرهان! وكم من شخص خاب لأنّه لم يرتدع عن الافتراء والكذب والباطل!!

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية