نتابع في أجواء الصَّحيفة السَّجاديَّة للإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)، حيث تسمو الرّوح إلى خالقها، وتنفتح النّفس على مداركها، في سبيل ارتقائها وارتفاعها عن الرّذائل والدنيّات من الأمور.
يقول(ع): "اللّهمّ أصبح ظلمي مستجيراً بعفوك، وأصبحت ذنوبي مستجيرةً بمغفرتك، وأصبح خوفي مستجيراً بأمانك، وأصبح فقري مستجيراً بغناك، وأصبح ضعفي مستجيراً بقوّتك، وأصبح وجهي الفاني مستجيراً بوجهك الباقي".
قد يصل الظّلم بالإنسان إلى مستوى خطير لا يُحتمل، وهنا، لا تعود النَّفس قادرة على تحمّل ظلمها، فإذا كانت واعية، انطلقت داعية مستجيرة بعفو خالقها من تداعيات هذا الظّلم، وانطلقت تلتجئ إلى مغفرة الله تعالى، فمن يغفر الذّنوب إلا الله؟!
وعندما يخاف المرء من أيّ شيء، فإنَّ الأمان يجده عند الله تعالى، فيطمئنّ القلب إليه، وتهدأ الرّوح وتسكن، وتشعر بالطّمأنينة والسَّعادة، وعندما يصيب الإنسان الفقر المادّي والمعنوي، فإنَّ العزّة والكرامة يستمدّهما من الله تعالى، وغنى النّفس يستمدّه من الله، فهو المتوكّل على ربّه الواثق برزقه وبركاته ونعيمه في الرخاء والشدة.. كما يشعر ـ الإنسان ـ بالقوة والثبات عندما يحسّ بالضعف، فيستمد من إيمانه بالله وعزته بربّه، كلّ أشكال القوّة التي تبقيه صامداً أمام كل المشاكل والتحديات والتعقيدات.
والمؤمن يستجير بالحيّ الباقي الدائم المهيمن على الوجود كلّه، ولا يستجير بالموجودات الأخرى الفانية، صاحبة القوة المحدودة، والّتي تحتاج في وجودها إلى الخالق، مهما كان شأنها.
وحول ما تقدّم، يذكر المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض) التالي: "ونلاحظ ـ هنا ـ أنّ ظلم الإنسان لنفسه لا يطيق وجوده في شخصيَّة الإنسان، فيريد أن يتحرّر من ضغطه عليه بعفو الله، وهكذا تتحرك الذنوب لتستجير بمغفرة الله من تأثيراتها السّلبيّة فيه، وينطلق الخوف في نوازع القلق والاضطراب، ليتحوّل من خلال استجارته بالله إلى حالة أمان، كما يتحول الفقر إلى حالة غنى، والضّعف إلى حالة قوّة، والحياة الفانية إلى حياة باقية.
وهذا ما يجعل من حركيَّة الإنسان في بداية اليوم حركيّة متغيّرة تبعاً للأوضاع الّتي يعيشها في مواقعه الصّعبة التي تثقل حياته في الدنيا والآخرة". [كتاب آفاق الروح، ج 1، ص 142].
ما أروع أن نلتجئ إلى الله تعالى ونعتزّ به، ونطلب المغفرة والرزق والعزّة منه وحده، في عالمٍ باتت آلهة المال والجاه والأسماء والمناصب طاغية على عصرنا! فالإيمان كلّ الإيمان، والغنى كلّ الغنى، والعزّة كلّ العزة، والقوّة كلّ القوة، من خلال تعميق ارتباطنا بالله والسّير في خطّه والتزام حدوده.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
نتابع في أجواء الصَّحيفة السَّجاديَّة للإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)، حيث تسمو الرّوح إلى خالقها، وتنفتح النّفس على مداركها، في سبيل ارتقائها وارتفاعها عن الرّذائل والدنيّات من الأمور.
يقول(ع): "اللّهمّ أصبح ظلمي مستجيراً بعفوك، وأصبحت ذنوبي مستجيرةً بمغفرتك، وأصبح خوفي مستجيراً بأمانك، وأصبح فقري مستجيراً بغناك، وأصبح ضعفي مستجيراً بقوّتك، وأصبح وجهي الفاني مستجيراً بوجهك الباقي".
قد يصل الظّلم بالإنسان إلى مستوى خطير لا يُحتمل، وهنا، لا تعود النَّفس قادرة على تحمّل ظلمها، فإذا كانت واعية، انطلقت داعية مستجيرة بعفو خالقها من تداعيات هذا الظّلم، وانطلقت تلتجئ إلى مغفرة الله تعالى، فمن يغفر الذّنوب إلا الله؟!
وعندما يخاف المرء من أيّ شيء، فإنَّ الأمان يجده عند الله تعالى، فيطمئنّ القلب إليه، وتهدأ الرّوح وتسكن، وتشعر بالطّمأنينة والسَّعادة، وعندما يصيب الإنسان الفقر المادّي والمعنوي، فإنَّ العزّة والكرامة يستمدّهما من الله تعالى، وغنى النّفس يستمدّه من الله، فهو المتوكّل على ربّه الواثق برزقه وبركاته ونعيمه في الرخاء والشدة.. كما يشعر ـ الإنسان ـ بالقوة والثبات عندما يحسّ بالضعف، فيستمد من إيمانه بالله وعزته بربّه، كلّ أشكال القوّة التي تبقيه صامداً أمام كل المشاكل والتحديات والتعقيدات.
والمؤمن يستجير بالحيّ الباقي الدائم المهيمن على الوجود كلّه، ولا يستجير بالموجودات الأخرى الفانية، صاحبة القوة المحدودة، والّتي تحتاج في وجودها إلى الخالق، مهما كان شأنها.
وحول ما تقدّم، يذكر المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض) التالي: "ونلاحظ ـ هنا ـ أنّ ظلم الإنسان لنفسه لا يطيق وجوده في شخصيَّة الإنسان، فيريد أن يتحرّر من ضغطه عليه بعفو الله، وهكذا تتحرك الذنوب لتستجير بمغفرة الله من تأثيراتها السّلبيّة فيه، وينطلق الخوف في نوازع القلق والاضطراب، ليتحوّل من خلال استجارته بالله إلى حالة أمان، كما يتحول الفقر إلى حالة غنى، والضّعف إلى حالة قوّة، والحياة الفانية إلى حياة باقية.
وهذا ما يجعل من حركيَّة الإنسان في بداية اليوم حركيّة متغيّرة تبعاً للأوضاع الّتي يعيشها في مواقعه الصّعبة التي تثقل حياته في الدنيا والآخرة". [كتاب آفاق الروح، ج 1، ص 142].
ما أروع أن نلتجئ إلى الله تعالى ونعتزّ به، ونطلب المغفرة والرزق والعزّة منه وحده، في عالمٍ باتت آلهة المال والجاه والأسماء والمناصب طاغية على عصرنا! فالإيمان كلّ الإيمان، والغنى كلّ الغنى، والعزّة كلّ العزة، والقوّة كلّ القوة، من خلال تعميق ارتباطنا بالله والسّير في خطّه والتزام حدوده.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.