يقظة العقل في وجه الغفلة والشَّيطان

يقظة العقل في وجه الغفلة والشَّيطان

نسمع عن الشَّيطان كثيراً وعن مسألة وجوده، وهو ليس مخلوقاً حسيّاً يراه الإنسان ويواجهه مباشرةً، ولكنَّه قادر على النَّفاذ إلى مشاعره ونفسه، ليثير فيه نوازع الشّرّ والانحراف والأباطيل.

من هنا، وجوب التنبّه إلى وساوس الشَّياطين الَّتي تحاول أن تحرفنا عن الخطِّ المستقيم، الّذي رسمه الله لنا في الحياة المليئة بالتحدّيات والمظاهر، ولا يمكن أن نكون من المواجهين للشَّيطان إلا إذا راقبنا أنفسنا على الدَّوام، وحوَّلنا نقاط ضعفنا إلى قوَّة، لأنَّ الشَّيطان يريد أن يستغلّ نقاط ضعفنا، وأن يحوِّل نقاط قوَّتنا إلى ضعف، كي يخترقنا ويوسوس إلينا لنسقط في مستنقع الرّذائل.

فإذا كانت نقاط ضعفنا متمثّلةً في عصبيَّاتنا وانفعالاتنا، وإذا كنَّا نتحرَّك في سلوكيَّاتنا ومواقفنا على أساس ذلك، فهذا مما ينفذ منه الشَّيطان، فيزيِّن لنا أعمالنا المحرَّمة كي نستمرَّ فيها، ويحفِّز عصبيَّاتنا الّتي تدمِّر العلاقات الإنسانيَّة، ويدفعنا إلى أن نقبل أيَّ فكرٍ دونما تدقيق، ويصوِّر لنا حُسْن هذا الفكر الهدَّام.

ومن وساوس الشَّيطان، تزيين حبّ المال والشَّهوات والمراكز والمناصب والأهواء، ليجعل الإنسان أسيراً لهذه الشَّهوات والنَّزوات، وكي تقع المشاكل بسبب كلّ ذلك بين الناس إذا ما انحرفوا عن سبيل الله وهداه.

وعندما نراقب أنفسنا، ونواجه الشَّيطان بالإيمان، والإخلاص لله، والوعي، والتَّدبير، والتعقّل، وضبط المواقف والمشاعر، فإنّنا نقضي بالتَّالي على فرصه في النَّفاذ إلى مشاعرنا وعقولنا ليشوِّش عليها ويضعفها، فالمؤمن هو من يعيش حالة اليقظة والصَّحوة الشعوريَّة والفكريَّة والإيمانيَّة الدّائمة في مواجهة الشَّيطان وألاعيبه.

ويشير العلامة المرجع السيِّد محمّد حسين فضل الله(رض) إلى ما جاء في السنّة والقرآن الكريم من محاولةٍ لإثارة الوعي تجاه الشَّيطان، بقوله: "...نلاحظ أنَّ القرآن الكريم والسنَّة النبويّة الشَّريفة وما جاء عن الأئمَّة(ع)، حاولوا أن يثيروا في وجدان الإنسان حالة الوعي بخصوص الشّيطان، حتى يراقب نفسه في أحاسيسها ومشاعرها الَّتي يمكن أن تتأثّر بالظّروف الموضوعيّة المحيطة به، وحتى يدرس نقاط ضعفه ونقاط قوّته، مما قد يعمل الشيطان على استغلاله في تحويل نقاط القوَّة إلى نقاط ضعف، وفي الاستزادة من نقاط الضّعف، وأن يكون في حالة يقظة عقليَّة دائمة... ومن هنا، نجد أنَّ القرآن الكريم والسنَّة أرادا لنا دائماً أن نستعيذ بالله من الشّيطان الرّجيم، لأنّه يمثّل مشكلةً للإنسان، وربما لا يستطيع مواجهة هذه المشكلة وجهاً لوجه، لذلك، فإنّه يستعيذ بالله سبحانه وتعالى من ذلك كلّه.

ولعلَّ التأكيد على مسألة جهاد النّفس، الّتي ركّزت على محاسبة الإنسان لنفسه ومحاكمتها ومجاهدتها، إنّما تمثِّل مشروعاً حيويّاً لمراقبة الإنسان لنفسه، خشية إيحاءات الشّيطان، وأن لا يعيش الغفلة، كما نقرأ في القرآن الكريم، حيث إنَّ مشكلة الكثير من النّاس يوم القيامة، أنهم كانوا يعيشون الغفلة: {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}[ق: 22]". [النّدوة، ج 12، ص 93، 94].

نرجو من الله تعالى أن يوفِّقنا لنكون من الواعين الَّذين يعيشون الصَّحوة في كلِّ شيء، ومن البعيدين عن أجواء الغفلة والشيطان.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

نسمع عن الشَّيطان كثيراً وعن مسألة وجوده، وهو ليس مخلوقاً حسيّاً يراه الإنسان ويواجهه مباشرةً، ولكنَّه قادر على النَّفاذ إلى مشاعره ونفسه، ليثير فيه نوازع الشّرّ والانحراف والأباطيل.

من هنا، وجوب التنبّه إلى وساوس الشَّياطين الَّتي تحاول أن تحرفنا عن الخطِّ المستقيم، الّذي رسمه الله لنا في الحياة المليئة بالتحدّيات والمظاهر، ولا يمكن أن نكون من المواجهين للشَّيطان إلا إذا راقبنا أنفسنا على الدَّوام، وحوَّلنا نقاط ضعفنا إلى قوَّة، لأنَّ الشَّيطان يريد أن يستغلّ نقاط ضعفنا، وأن يحوِّل نقاط قوَّتنا إلى ضعف، كي يخترقنا ويوسوس إلينا لنسقط في مستنقع الرّذائل.

فإذا كانت نقاط ضعفنا متمثّلةً في عصبيَّاتنا وانفعالاتنا، وإذا كنَّا نتحرَّك في سلوكيَّاتنا ومواقفنا على أساس ذلك، فهذا مما ينفذ منه الشَّيطان، فيزيِّن لنا أعمالنا المحرَّمة كي نستمرَّ فيها، ويحفِّز عصبيَّاتنا الّتي تدمِّر العلاقات الإنسانيَّة، ويدفعنا إلى أن نقبل أيَّ فكرٍ دونما تدقيق، ويصوِّر لنا حُسْن هذا الفكر الهدَّام.

ومن وساوس الشَّيطان، تزيين حبّ المال والشَّهوات والمراكز والمناصب والأهواء، ليجعل الإنسان أسيراً لهذه الشَّهوات والنَّزوات، وكي تقع المشاكل بسبب كلّ ذلك بين الناس إذا ما انحرفوا عن سبيل الله وهداه.

وعندما نراقب أنفسنا، ونواجه الشَّيطان بالإيمان، والإخلاص لله، والوعي، والتَّدبير، والتعقّل، وضبط المواقف والمشاعر، فإنّنا نقضي بالتَّالي على فرصه في النَّفاذ إلى مشاعرنا وعقولنا ليشوِّش عليها ويضعفها، فالمؤمن هو من يعيش حالة اليقظة والصَّحوة الشعوريَّة والفكريَّة والإيمانيَّة الدّائمة في مواجهة الشَّيطان وألاعيبه.

ويشير العلامة المرجع السيِّد محمّد حسين فضل الله(رض) إلى ما جاء في السنّة والقرآن الكريم من محاولةٍ لإثارة الوعي تجاه الشَّيطان، بقوله: "...نلاحظ أنَّ القرآن الكريم والسنَّة النبويّة الشَّريفة وما جاء عن الأئمَّة(ع)، حاولوا أن يثيروا في وجدان الإنسان حالة الوعي بخصوص الشّيطان، حتى يراقب نفسه في أحاسيسها ومشاعرها الَّتي يمكن أن تتأثّر بالظّروف الموضوعيّة المحيطة به، وحتى يدرس نقاط ضعفه ونقاط قوّته، مما قد يعمل الشيطان على استغلاله في تحويل نقاط القوَّة إلى نقاط ضعف، وفي الاستزادة من نقاط الضّعف، وأن يكون في حالة يقظة عقليَّة دائمة... ومن هنا، نجد أنَّ القرآن الكريم والسنَّة أرادا لنا دائماً أن نستعيذ بالله من الشّيطان الرّجيم، لأنّه يمثّل مشكلةً للإنسان، وربما لا يستطيع مواجهة هذه المشكلة وجهاً لوجه، لذلك، فإنّه يستعيذ بالله سبحانه وتعالى من ذلك كلّه.

ولعلَّ التأكيد على مسألة جهاد النّفس، الّتي ركّزت على محاسبة الإنسان لنفسه ومحاكمتها ومجاهدتها، إنّما تمثِّل مشروعاً حيويّاً لمراقبة الإنسان لنفسه، خشية إيحاءات الشّيطان، وأن لا يعيش الغفلة، كما نقرأ في القرآن الكريم، حيث إنَّ مشكلة الكثير من النّاس يوم القيامة، أنهم كانوا يعيشون الغفلة: {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}[ق: 22]". [النّدوة، ج 12، ص 93، 94].

نرجو من الله تعالى أن يوفِّقنا لنكون من الواعين الَّذين يعيشون الصَّحوة في كلِّ شيء، ومن البعيدين عن أجواء الغفلة والشيطان.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية