كيف ينتظر الواحد منّا الفرج من الله تعالى إن كان في عسْرٍ من أمره؟ أيكتفي فقط بالانتظار، أم عليه الاستمرار في السَّعي والعمل؟! ربما يتداول البعض أحاديث مرويّة عن أهل البيت(ع)، ويفهم منها أنَّ "
أحبّ الأعمال انتظار الفرج"، بالجلوس والاستكانة، ومجرّد الدّعاء بالفرج، وبالعبادة والتبتّل إلى الله تعالى.
ومِنْ هذه الرّوايات المذكورة على ألسن البعض، ما جاء ذكره في الجزء الرّابع من كتاب "من لا يحضره الفقيه"، الباب الثَّاني، ص 383، ومفاده أنَّ سائلاً سأل أحد الأئمّة(ع): "أيّ الأعمال أحبّ إلى الله عزّ وجلّ؟"، فقال: "انتظار الفرج".
وهذا الحديث يدفعنا إلى أن نعيش الأمل والثّقة بالله تعالى وبنصره وتسديده وتوفيقه، إذ يريد من المرء أن يهيّئ نفسه على المستوى النّفسي والرّوحي، بشكل يجعله يشعر دوماً بالخير وقرب الفرج، مهما طال الانتظار، وألا يتسلّل اليأس إلى داخله، لأنّ اليأس يُسقطه ويجعله ضعيفاً ومهزوماً، ولن يستطيع بالتّالي أن يكون من المنتظرين الواثقين بفرج الله ورحمته وفضله.
وفي الحقيقة، هناك انتظاران؛ الانتظار السّلبيّ، حيث يقعد المرء عن ممارسة دوره ومسؤوليّاته، وينتظر انتظاراً سلبيّاً يعطّل من خلاله قدراته وسعيه وطاقاته في الوصول إلى هدفه بكلّ ثقةٍ وإيمان، ويترك المسألة لحكم الله وقضائه وفرجه، وهذا لا يمتُّ إلى عقيدة المسلم الصّحيحة بصلة، إذ يطلب الله منّا السّعي والعمل والتّوكّل على الله والثّقة به، مهما كانت الظّروف.
وهناك الانتظار الإيجابيّ، حيث يسعى الإنسان ويعمل ما عليه من خطواتٍ انسجاماً مع إيمانه المطلق وأمله بفرج الله، مهما كان الزّمن متباعداً، فأن تكون منتظراً يعني ألا تشلَّ قدراتك وتقعد مع القاعدين الخانعين الخاضعين لأفكار البعض وتصوّراتهم وتوهّمهم بأنّ الانتظار يكون بالتوقّف عن ممارسة كلّ حركة يستدعيها الموقف، فالانتظار الإيجابيّ معناه أن تشغّل عقلك وقلبك وإرادتك، وتكون حرّاً وواثقاً بالله، منتظراً لفرجه انتظار العاملين المخلصين المنفتحين على قضايا الحياة.
وعن انتظار الفرج وكيفيّته، يقول سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "... إنَّ تباعد الزّمان قد يؤدِّي إلى يأس الإنسان وفقدانه للأمل والفرج، ولذلك، فإنَّ من أفضل الأعمال، أن يجدِّد الإنسان أمله، من خلال إيمانه بما أعدَّه الله للبشريّة في نهاية الدّنيا، وأن ينتظر الفرج بالتَّخطيط للتَّمهيد لذلك.
فليس انتظار الفرج أن نجلس ونبكي ونندب الإمام حتى يأتي ليدقَّ الباب علينا، ولكن أن ننتظره في المواقع الّتي تمثّل التحدّي للعدل والإيمان، لأنَّ دور الإمام(عج) أن "يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً"، من خلال الإيمان.
فانتظار الفرج هو الانتظار الإيجابيّ المتحرّك الّذي يملأ عقلك أملاً وإيماناً، من خلال ما تنتجه من نتائج إيجابيّة تجعل فكرة الفرج فكرة واقعيَّة".[كتاب "النّدوة"، ج5، ص492].
من هنا، علينا أن نكون من المنتظرين للفرج إيجاباً، بالتوكّل على الله والثّقة به، وممارسة مسؤوليَّاتنا في خطِّ التقرّب إليه، عبر طاقاتنا التي وهبها الله لنا للعمل الصَّالح والإنتاج النّافع...
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
كيف ينتظر الواحد منّا الفرج من الله تعالى إن كان في عسْرٍ من أمره؟ أيكتفي فقط بالانتظار، أم عليه الاستمرار في السَّعي والعمل؟! ربما يتداول البعض أحاديث مرويّة عن أهل البيت(ع)، ويفهم منها أنَّ "أحبّ الأعمال انتظار الفرج"، بالجلوس والاستكانة، ومجرّد الدّعاء بالفرج، وبالعبادة والتبتّل إلى الله تعالى.
ومِنْ هذه الرّوايات المذكورة على ألسن البعض، ما جاء ذكره في الجزء الرّابع من كتاب "من لا يحضره الفقيه"، الباب الثَّاني، ص 383، ومفاده أنَّ سائلاً سأل أحد الأئمّة(ع): "أيّ الأعمال أحبّ إلى الله عزّ وجلّ؟"، فقال: "انتظار الفرج".
وهذا الحديث يدفعنا إلى أن نعيش الأمل والثّقة بالله تعالى وبنصره وتسديده وتوفيقه، إذ يريد من المرء أن يهيّئ نفسه على المستوى النّفسي والرّوحي، بشكل يجعله يشعر دوماً بالخير وقرب الفرج، مهما طال الانتظار، وألا يتسلّل اليأس إلى داخله، لأنّ اليأس يُسقطه ويجعله ضعيفاً ومهزوماً، ولن يستطيع بالتّالي أن يكون من المنتظرين الواثقين بفرج الله ورحمته وفضله.
وفي الحقيقة، هناك انتظاران؛ الانتظار السّلبيّ، حيث يقعد المرء عن ممارسة دوره ومسؤوليّاته، وينتظر انتظاراً سلبيّاً يعطّل من خلاله قدراته وسعيه وطاقاته في الوصول إلى هدفه بكلّ ثقةٍ وإيمان، ويترك المسألة لحكم الله وقضائه وفرجه، وهذا لا يمتُّ إلى عقيدة المسلم الصّحيحة بصلة، إذ يطلب الله منّا السّعي والعمل والتّوكّل على الله والثّقة به، مهما كانت الظّروف.
وهناك الانتظار الإيجابيّ، حيث يسعى الإنسان ويعمل ما عليه من خطواتٍ انسجاماً مع إيمانه المطلق وأمله بفرج الله، مهما كان الزّمن متباعداً، فأن تكون منتظراً يعني ألا تشلَّ قدراتك وتقعد مع القاعدين الخانعين الخاضعين لأفكار البعض وتصوّراتهم وتوهّمهم بأنّ الانتظار يكون بالتوقّف عن ممارسة كلّ حركة يستدعيها الموقف، فالانتظار الإيجابيّ معناه أن تشغّل عقلك وقلبك وإرادتك، وتكون حرّاً وواثقاً بالله، منتظراً لفرجه انتظار العاملين المخلصين المنفتحين على قضايا الحياة.
وعن انتظار الفرج وكيفيّته، يقول سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "... إنَّ تباعد الزّمان قد يؤدِّي إلى يأس الإنسان وفقدانه للأمل والفرج، ولذلك، فإنَّ من أفضل الأعمال، أن يجدِّد الإنسان أمله، من خلال إيمانه بما أعدَّه الله للبشريّة في نهاية الدّنيا، وأن ينتظر الفرج بالتَّخطيط للتَّمهيد لذلك.
فليس انتظار الفرج أن نجلس ونبكي ونندب الإمام حتى يأتي ليدقَّ الباب علينا، ولكن أن ننتظره في المواقع الّتي تمثّل التحدّي للعدل والإيمان، لأنَّ دور الإمام(عج) أن "يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً"، من خلال الإيمان.
فانتظار الفرج هو الانتظار الإيجابيّ المتحرّك الّذي يملأ عقلك أملاً وإيماناً، من خلال ما تنتجه من نتائج إيجابيّة تجعل فكرة الفرج فكرة واقعيَّة".[كتاب "النّدوة"، ج5، ص492].
من هنا، علينا أن نكون من المنتظرين للفرج إيجاباً، بالتوكّل على الله والثّقة به، وممارسة مسؤوليَّاتنا في خطِّ التقرّب إليه، عبر طاقاتنا التي وهبها الله لنا للعمل الصَّالح والإنتاج النّافع...
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.