الخوف من مقام الله تعالى، عنوان بارز من عناوين المؤمن المنفتح على أصالة إيمانه، وعلى دوره ومسؤوليَّاته أمام ربّه وأمام النّاس.
فالخوف من الله هو سبيل الفوز بالرّضوان، والخوف من الله في الدّنيا يؤتي ثماره في الآخرة أمناً من العذاب، فغاية الوعي والمسؤوليّة والحكمة عند الإنسان أن يخاف مقام ربّه، وقد ورد في الحديث الشّريف: "رأس الحكمة مخافة الله"..
كما أنَّ الخوف من الله يثمر حبّاً زائداً له، لأنَّ الإنسان عندما يخاف من الله يتقرَّب إليه، فينمو حبّه في القلب والعقل، إذ يأخذه الحبّ إلى طاعته، ويحفّزه على الإخلاص له وتوحيده حقَّ التَّوحيد، والإقبال عليه كما ينبغي أن يكون الإقبال، ويدفعه إلى طلب التَّوبة والسَّعي للحصول على المغفرة.
فالمؤمن الصّادق في إيمانه يخاف مقام ربّه، ولا يخاف أحداً غيره من الأشخاص أو الأقوياء أو الزّعماء، أو أصحاب السّلطة والجاه والنّفوذ، فيما غير المؤمن تراه خائفاً من أقوياء الأرض ومن أصحاب النّفود والجاه والسّلطان، يتودّد إليهم، ويصغر أمامهم ويذلّ نفسه.
ومن علامة معرفة الله تعالى، أن تخاف منه، فالمؤمن يخاف الله، فيلجأ إليه هارباً من ذنوبه، متقرّباً إليه، عاملاً في سبيله، وبقدر ما يكون المؤمن واعياً ومتعلّماً، بقدر ما يتعمّق خوف الله ويتجذَّر في مشاعره ونفسه. يقول الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}[النّازعات: 40-41]. وفي تفسيرها، يقول سماحة المرجع السيِّد فضل الله(رض): "{وأمَّا مَنْ خَاْفَ مَقَاْمَ رَبِّه}، وعرف عظمته في ربوبيّته المطلقة المهيمنة على الكون وما فيه، ما يجعل الإنسان يستشعر موقع العبوديّة في ذاته في موقعه من ربّه، من خلال استشعاره للألوهيّة في مقام الله الّتي تستتبع الإيمان والطّاعة في كلّ شيء، ليكون العبد المطيع لله، وهذا كلّه نتيجة الخوف من مقام ربّه {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى} المراد منه الهوى الّذي لا يخضع للقاعدة الأخلاقيّة الشرعيّة في الإسلام، فأمّا هؤلاء {فَإِنَّ الجنَّةَ هي المَأْوَى} والسّكن الدّائم، لأنّ طبيعة خوف مقام الله ونهي النّفس عن الهوى، تفرض الالتزام بالخطّ المستقيم الّذي يربط الإنسان بالله، فيكون قريباً إلى رحمته في مواقع رضاه".[تفسير من وحي القرآن، ج:24، ص:48-49].
والخوف من الله تعالى يحجز الإنسان عن المعاصي والآثام، إذ يدفعه إلى الامتناع عن محارم الله، والإقبال على الالتزام بأوامره ونواهيه، فلا يظلم أحداً، ولا يعتدي على حقوق النّاس، بل يوصل رحمه، ويعطي من حرمه، ويمنح النَّاس من خيره، ويمنع عنهم شرّه وأذاه، فالخوف هنا لا يعود مجرَّد شعور لا يخرج إلى الواقع سلوكاً، بل هو فعلٌ صالحٌ ونافعٌ يدلّ على الخوف الحقيقيّ من الله تعالى.
يقول الله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}[الرّحمن: 46]. وفي تفسيرها، يقول المرجع فضل الله(رض): "وقد ورد عن الإمام الصّادق(ع) قال: «من علم أنَّ الله يراه، ويسمع ما يقول، ويعلم ما يعمله من خير أو شرّ، فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال، فذلك الّذي خاف مقام ربّه».. أمَّا الجنّتان، فقد يكون حديثاً عن موقعين في الجنّة، مميَّزيْن في نطاق الجنّة الكبيرة".[تفسير من وحي القرآن، ج:21، ص:319].
المجتمع الإيماني هو المجتمع الّذي ينمِّي خوف الله تعالى في نفوس أفراده، بحيث يدفعهم ذلك إلى تحمُّل مسؤوليّاتهم العامّة والخاصّة، فلا يقولون إلا حقّاً وصدقاً، ولا يتحرّكون في كلّ شيء إلا بما ينسجم مع خطِّ الله تعالى في الحياة، ويقبلون بكلّ وعي ومسؤوليّة على العطاء والبرّ، لأنَّ خوف الله يزيدهم حبّاً للخير ونفعاً للنّاس، وسعياً إلى إصلاح الأوضاع وتغييرها نحو الأفضل. إنَّ الخوف من الله تعالى قوّة إيجابيَّة تمنح المؤمن طاقةً على الصَّبر والمواجهة والثّبات أمام كلِّ الإغراءات والتحدّيات.
ترى، كم من النّاس يخافون من بعضهم البعض أكثر من مخافتهم من الله، وينسون حقّ الله عليهم في التقرُّب إليه بالأعمال الصّالحة والاستزادة بالمحبّة لله وللنّاس وللحياة!
وكم نحتاج اليوم أمام التحدّيات التي تواجهنا، إلى تجذير خوف الله في نفوسنا، وتربية أنفسنا وأجيالنا على الخوف من الله وحده، وتعويد النّفوس على الامتناع عن محارم الله، وطلب التّوبة والمغفرة، والسّعي الدّائم إلى كسب رضا الله والفوز برحمته!
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
الخوف من مقام الله تعالى، عنوان بارز من عناوين المؤمن المنفتح على أصالة إيمانه، وعلى دوره ومسؤوليَّاته أمام ربّه وأمام النّاس.
فالخوف من الله هو سبيل الفوز بالرّضوان، والخوف من الله في الدّنيا يؤتي ثماره في الآخرة أمناً من العذاب، فغاية الوعي والمسؤوليّة والحكمة عند الإنسان أن يخاف مقام ربّه، وقد ورد في الحديث الشّريف: "رأس الحكمة مخافة الله"..
كما أنَّ الخوف من الله يثمر حبّاً زائداً له، لأنَّ الإنسان عندما يخاف من الله يتقرَّب إليه، فينمو حبّه في القلب والعقل، إذ يأخذه الحبّ إلى طاعته، ويحفّزه على الإخلاص له وتوحيده حقَّ التَّوحيد، والإقبال عليه كما ينبغي أن يكون الإقبال، ويدفعه إلى طلب التَّوبة والسَّعي للحصول على المغفرة.
فالمؤمن الصّادق في إيمانه يخاف مقام ربّه، ولا يخاف أحداً غيره من الأشخاص أو الأقوياء أو الزّعماء، أو أصحاب السّلطة والجاه والنّفوذ، فيما غير المؤمن تراه خائفاً من أقوياء الأرض ومن أصحاب النّفود والجاه والسّلطان، يتودّد إليهم، ويصغر أمامهم ويذلّ نفسه.
ومن علامة معرفة الله تعالى، أن تخاف منه، فالمؤمن يخاف الله، فيلجأ إليه هارباً من ذنوبه، متقرّباً إليه، عاملاً في سبيله، وبقدر ما يكون المؤمن واعياً ومتعلّماً، بقدر ما يتعمّق خوف الله ويتجذَّر في مشاعره ونفسه. يقول الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}[النّازعات: 40-41]. وفي تفسيرها، يقول سماحة المرجع السيِّد فضل الله(رض): "{وأمَّا مَنْ خَاْفَ مَقَاْمَ رَبِّه}، وعرف عظمته في ربوبيّته المطلقة المهيمنة على الكون وما فيه، ما يجعل الإنسان يستشعر موقع العبوديّة في ذاته في موقعه من ربّه، من خلال استشعاره للألوهيّة في مقام الله الّتي تستتبع الإيمان والطّاعة في كلّ شيء، ليكون العبد المطيع لله، وهذا كلّه نتيجة الخوف من مقام ربّه {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى} المراد منه الهوى الّذي لا يخضع للقاعدة الأخلاقيّة الشرعيّة في الإسلام، فأمّا هؤلاء {فَإِنَّ الجنَّةَ هي المَأْوَى} والسّكن الدّائم، لأنّ طبيعة خوف مقام الله ونهي النّفس عن الهوى، تفرض الالتزام بالخطّ المستقيم الّذي يربط الإنسان بالله، فيكون قريباً إلى رحمته في مواقع رضاه".[تفسير من وحي القرآن، ج:24، ص:48-49].
والخوف من الله تعالى يحجز الإنسان عن المعاصي والآثام، إذ يدفعه إلى الامتناع عن محارم الله، والإقبال على الالتزام بأوامره ونواهيه، فلا يظلم أحداً، ولا يعتدي على حقوق النّاس، بل يوصل رحمه، ويعطي من حرمه، ويمنح النَّاس من خيره، ويمنع عنهم شرّه وأذاه، فالخوف هنا لا يعود مجرَّد شعور لا يخرج إلى الواقع سلوكاً، بل هو فعلٌ صالحٌ ونافعٌ يدلّ على الخوف الحقيقيّ من الله تعالى.
يقول الله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}[الرّحمن: 46]. وفي تفسيرها، يقول المرجع فضل الله(رض): "وقد ورد عن الإمام الصّادق(ع) قال: «من علم أنَّ الله يراه، ويسمع ما يقول، ويعلم ما يعمله من خير أو شرّ، فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال، فذلك الّذي خاف مقام ربّه».. أمَّا الجنّتان، فقد يكون حديثاً عن موقعين في الجنّة، مميَّزيْن في نطاق الجنّة الكبيرة".[تفسير من وحي القرآن، ج:21، ص:319].
المجتمع الإيماني هو المجتمع الّذي ينمِّي خوف الله تعالى في نفوس أفراده، بحيث يدفعهم ذلك إلى تحمُّل مسؤوليّاتهم العامّة والخاصّة، فلا يقولون إلا حقّاً وصدقاً، ولا يتحرّكون في كلّ شيء إلا بما ينسجم مع خطِّ الله تعالى في الحياة، ويقبلون بكلّ وعي ومسؤوليّة على العطاء والبرّ، لأنَّ خوف الله يزيدهم حبّاً للخير ونفعاً للنّاس، وسعياً إلى إصلاح الأوضاع وتغييرها نحو الأفضل. إنَّ الخوف من الله تعالى قوّة إيجابيَّة تمنح المؤمن طاقةً على الصَّبر والمواجهة والثّبات أمام كلِّ الإغراءات والتحدّيات.
ترى، كم من النّاس يخافون من بعضهم البعض أكثر من مخافتهم من الله، وينسون حقّ الله عليهم في التقرُّب إليه بالأعمال الصّالحة والاستزادة بالمحبّة لله وللنّاس وللحياة!
وكم نحتاج اليوم أمام التحدّيات التي تواجهنا، إلى تجذير خوف الله في نفوسنا، وتربية أنفسنا وأجيالنا على الخوف من الله وحده، وتعويد النّفوس على الامتناع عن محارم الله، وطلب التّوبة والمغفرة، والسّعي الدّائم إلى كسب رضا الله والفوز برحمته!
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.