دراسات
10/06/2013

السيّد محمد حسين فضل الله شاعراً

السيّد محمد حسين فضل الله شاعراً
السيّد محمد حسين فضل الله شاعراً
رسالة أعدّت لنيل شهادة دبلوم الدّراسات العليا في اللّغة  العربيّة وآدابها – كليّة الآداب الجامعة اللّبنانيّة ـ إعداد إسماعيل خليل أبو صالح ـ بيروت 2002
في مقدّمة الرّسالة، يبيّن الباحث أنّ الحاجة إلى تأصيل التصوّر الدّينيّ للأدب تتأكّد اليوم، بعد شيوع المذاهب الأدبيّة ذات المنطلقات المادية التي تروّج لانحلال المجتمع ومسخه، واجتثاث الوشائج الّتي تشدّه إلى تراثه وأصالته، وتتركه يعيش في فراغ روحيّ، وأنّ سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، قد عُرِفَ أنّه من القلائل من علماء الدّين المعاصرين الّذين انتبهوا إلى أهميّة الكميّة في حياة الإنسان، فلم يكتف بالكتابة، والدّرس، والتّأليف، وإنما مارس دوره التّوجيهيّ من طريق الشّعر، وإنّ القليلين ممن عرفوا سماحته، يعرفون أنّه شاعر منذ أوائل الخمسينيات، وأنّ له تجربته الشّعريّة الخاصّة. ومما يزيد في أهميّة دراسة سماحته كشاعر، أنّه أنموذج للشّعر الإسلاميّ المعاصر، مثّل بيئتين من بيئات الشّعر العربي الحديث، هما: النّجف وجبل عامل.. ويطرح الباحث العديد من التّساؤلات كمدخليّة للإضاءة على ما يتميّز به العالم الشّعريّ لسماحته وجماليّاته المتنوّعة، فدراسة الجانب الشّعريّ من شخصيّة السيد، بحسب الباحث، هي سعي لتقديم إضافة إلى ما كتب عنه، إذ إنّ ثمة ثغرة في الدّراسات الّتي تناولت سائر جوانب عطائه، لا تسدّ إلا بالولوج إلى عالمه الدّاخليّ من أقرب الطّرق إليه، وهو الشّعر، الّذي شكّل إحدى أدواته في خطابه الفكريّ التّغييريّ.

بعد مدخل البحث، تتوزَّع الدِّراسة على ثلاثة أبواب وخاتمة، وفي الباب الأوّل، تتبّع الباحث على مدى ثلاثة فصول سيرة سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض)، والمؤثّرات البيئيّة والمعرفيّة في تكوين شخصيّته الشعريّة، ولا سيّما في الفصل الأوّل، وذلك بدءاً من ولادة سماحته، إلى تاريخ إعداد البحث، فالبيئة المعرفيّة والعلميّة الّتي ترعرع فيها، هي الّتي احتضنت تجربته الأدبيّة والشعريّة، وساهمت إلى حدّ كبير في نضجها ونموّها، وتكوين هويّتها، وخصوصاً أنّ البيئة النجفيّة بيئة أدبيّة وشعريّة. وفي الفصل الثّاني إطلالة على الحركة العلميّة في النّجف وجبل عامل، والّتي تركت بصماتها على شعره.

أمّا في الفصل الثّالث، فيشير الباحث فيه إلى المخزون الثّقافي الواسع لدى سماحته، والّذي مدّ العنصر الشّعريّ بخلفيّة معرفيّة فائقة وكبيرة، أطلقت العنان لطاقاته الشعريّة والأدبيّة.

ويعرّف الباحث دواوين سماحته الشّعريّة، وما تضمّنته من قوالب جماليّة وإبداعيّة، وما حوته من نظرات نقديّة، ومنها رأيه في الالتزام الشّعريّ، والحداثة الشعريّة.

ويعرض الباحث أيضاً للخصائص الفنيّة وقيمتها الجماليّة في الميزان الأدبي والإبداعي العام، ومن ذلك، توظيفه للمفردة القرآنيّة والتاريخيّة في السّياق الشعريّ، والصّورة الشعريّة، وتشكّلها ومصادرها وأنواعها وأدوات عرضها، والخيال الشّعريّ لدى الشاعر.

ويورد الباحث نماذج تطبيقيّة من دراسته، يعمد من خلالها إلى تحليل بعض النّماذج الشعريّة لسماحته، الّتي تدلّل على جميع مراحل الإنتاج الشّعريّ لديه، وما اتّسمت به كلّ مرحلة، والّتي بلغت أوج نضجها ونموّها، فعبّرت عن جماليّة ورومانسيّة رائعة تجاوزت المألوف، وخرجت عن حدود الصّورة الكلاسيكيّة القديمة للشّعر، وعبّرت عن روح التّجديد والحداثة المحافظة على عناصر القيمة الفنيّة والشعريّة والإبداعيّة العالية والرّصينة، والّتي تمتلك تجلّيات وغايات رساليّة وهادفة، وليست مجرّد نماذج شعريّة ذاتيّة خالصة، وإن كانت تبدو كذلك للوهلة الأولى، فالقدرة الفائقة لديه استطاعت أن تعمل على تنوير المتلقّي فكريّاً، وإشعاره بالمتعة الفنيّة والذّوق الشعريّ الرَّفيع، وهذا لا يتأتَّى لأيّ كان.
فسماحته إذاً شاعر يؤمن بالقضايا الإنسانيَّة ويدافع عنها، ويسعى في شعره لإصلاح حياة المجتمع؛ إنّه الشّاعر الفقيه الملتزم برساليَّة الشِّعر وأثره في النّفس الإنسانيَّة.
محرّر موقع بيّنات
السيّد محمد حسين فضل الله شاعراً
رسالة أعدّت لنيل شهادة دبلوم الدّراسات العليا في اللّغة  العربيّة وآدابها – كليّة الآداب الجامعة اللّبنانيّة ـ إعداد إسماعيل خليل أبو صالح ـ بيروت 2002
في مقدّمة الرّسالة، يبيّن الباحث أنّ الحاجة إلى تأصيل التصوّر الدّينيّ للأدب تتأكّد اليوم، بعد شيوع المذاهب الأدبيّة ذات المنطلقات المادية التي تروّج لانحلال المجتمع ومسخه، واجتثاث الوشائج الّتي تشدّه إلى تراثه وأصالته، وتتركه يعيش في فراغ روحيّ، وأنّ سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، قد عُرِفَ أنّه من القلائل من علماء الدّين المعاصرين الّذين انتبهوا إلى أهميّة الكميّة في حياة الإنسان، فلم يكتف بالكتابة، والدّرس، والتّأليف، وإنما مارس دوره التّوجيهيّ من طريق الشّعر، وإنّ القليلين ممن عرفوا سماحته، يعرفون أنّه شاعر منذ أوائل الخمسينيات، وأنّ له تجربته الشّعريّة الخاصّة. ومما يزيد في أهميّة دراسة سماحته كشاعر، أنّه أنموذج للشّعر الإسلاميّ المعاصر، مثّل بيئتين من بيئات الشّعر العربي الحديث، هما: النّجف وجبل عامل.. ويطرح الباحث العديد من التّساؤلات كمدخليّة للإضاءة على ما يتميّز به العالم الشّعريّ لسماحته وجماليّاته المتنوّعة، فدراسة الجانب الشّعريّ من شخصيّة السيد، بحسب الباحث، هي سعي لتقديم إضافة إلى ما كتب عنه، إذ إنّ ثمة ثغرة في الدّراسات الّتي تناولت سائر جوانب عطائه، لا تسدّ إلا بالولوج إلى عالمه الدّاخليّ من أقرب الطّرق إليه، وهو الشّعر، الّذي شكّل إحدى أدواته في خطابه الفكريّ التّغييريّ.

بعد مدخل البحث، تتوزَّع الدِّراسة على ثلاثة أبواب وخاتمة، وفي الباب الأوّل، تتبّع الباحث على مدى ثلاثة فصول سيرة سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض)، والمؤثّرات البيئيّة والمعرفيّة في تكوين شخصيّته الشعريّة، ولا سيّما في الفصل الأوّل، وذلك بدءاً من ولادة سماحته، إلى تاريخ إعداد البحث، فالبيئة المعرفيّة والعلميّة الّتي ترعرع فيها، هي الّتي احتضنت تجربته الأدبيّة والشعريّة، وساهمت إلى حدّ كبير في نضجها ونموّها، وتكوين هويّتها، وخصوصاً أنّ البيئة النجفيّة بيئة أدبيّة وشعريّة. وفي الفصل الثّاني إطلالة على الحركة العلميّة في النّجف وجبل عامل، والّتي تركت بصماتها على شعره.

أمّا في الفصل الثّالث، فيشير الباحث فيه إلى المخزون الثّقافي الواسع لدى سماحته، والّذي مدّ العنصر الشّعريّ بخلفيّة معرفيّة فائقة وكبيرة، أطلقت العنان لطاقاته الشعريّة والأدبيّة.

ويعرّف الباحث دواوين سماحته الشّعريّة، وما تضمّنته من قوالب جماليّة وإبداعيّة، وما حوته من نظرات نقديّة، ومنها رأيه في الالتزام الشّعريّ، والحداثة الشعريّة.

ويعرض الباحث أيضاً للخصائص الفنيّة وقيمتها الجماليّة في الميزان الأدبي والإبداعي العام، ومن ذلك، توظيفه للمفردة القرآنيّة والتاريخيّة في السّياق الشعريّ، والصّورة الشعريّة، وتشكّلها ومصادرها وأنواعها وأدوات عرضها، والخيال الشّعريّ لدى الشاعر.

ويورد الباحث نماذج تطبيقيّة من دراسته، يعمد من خلالها إلى تحليل بعض النّماذج الشعريّة لسماحته، الّتي تدلّل على جميع مراحل الإنتاج الشّعريّ لديه، وما اتّسمت به كلّ مرحلة، والّتي بلغت أوج نضجها ونموّها، فعبّرت عن جماليّة ورومانسيّة رائعة تجاوزت المألوف، وخرجت عن حدود الصّورة الكلاسيكيّة القديمة للشّعر، وعبّرت عن روح التّجديد والحداثة المحافظة على عناصر القيمة الفنيّة والشعريّة والإبداعيّة العالية والرّصينة، والّتي تمتلك تجلّيات وغايات رساليّة وهادفة، وليست مجرّد نماذج شعريّة ذاتيّة خالصة، وإن كانت تبدو كذلك للوهلة الأولى، فالقدرة الفائقة لديه استطاعت أن تعمل على تنوير المتلقّي فكريّاً، وإشعاره بالمتعة الفنيّة والذّوق الشعريّ الرَّفيع، وهذا لا يتأتَّى لأيّ كان.
فسماحته إذاً شاعر يؤمن بالقضايا الإنسانيَّة ويدافع عنها، ويسعى في شعره لإصلاح حياة المجتمع؛ إنّه الشّاعر الفقيه الملتزم برساليَّة الشِّعر وأثره في النّفس الإنسانيَّة.
محرّر موقع بيّنات
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية