استشارة..
كثرت هذه الأيّام العلاقات بين الجنسين عن طريق الهاتف أو الزّيارة، فهل مثل هذه
العلاقات عن طريق الهاتف دون الحديث بالشّهوات محرّمة أم محلّلة؟ نرجو التّوضيح.
وجواب..
يحرص الإسلام على عدم
حدوث الاختلاط بين الرّجل والمرأة من غير المحارم إلا لضرورة، فهو لم يستحسن مجالسة
الرّجل للمرأة ومحادثتها إلا في إطار ما تستلزمه ضرورة الدّراسة أو العمل
ومجاملاتها العابرة والمحتشمة، أو ضرورة التسوّق وما يشبهها، مما لا بدّ للمرأة من
القيام به، فما هو أزيد من مقدار الضّرورة، مثل الممازحة والمفاكهة والمسامرة
والاستغراق في الحديث المباشر أو عبر الهاتف، هو أمر غير مقبول، بل يصير حراماً إن
كان التحدّث بتلذّذ وشهوة.
وأمّا التحادث والتّلاقي في إطار التعارف من أجل الزّواج، فهو من
الضّرورات الّتي لا يكره فيها ذلك، وخصوصاً أنّ الرّاغبين في التّعارف مقبلان على
أمر مهمّ كالزّواج، ما يحتاج إلى تفكير وتمحيص ومعرفة جيّدة بالآخر، واستكشاف مدى
الانسجام معه، وخوض موسّع في أحاديث كثيرة ومتنوّعة، من أجل تحقيق الانجذاب والميل
والرّغبة في الآخر والقبول به زوجاً.
لذا، فإنّه يجوز شرعاً إجراء مثل هذه الأحاديث بالطّرق المختلفة،
والّتي نفترض أن تتمّ بعلم الأهل وتوجيههم، حيث لا مانع أن تستمرّ فترة طويلةً
نسبيّاً بقدر ما يحتاجانه للتّعرف إلى بعضهما البعض معرفة أوليّة مقبولة وكافية
لتكوين فكرة جيّدة عن الآخر، ولكن يجب أن يكون اللّقاء والتّحادث بدون تلذّذ وشهوة،
وإلا حرم حينئذ.
ثم بعد انتهاء فترة التّعارف، يفترض بالأهل إنجاز باقي مقدّمات
الخطوبة وتسريعها، وذلك كي يعجّلا بما لا بدّ منه أخيراً، كما أنّه يفترض بالخاطبين
التوقّف عن التّلاقي إلى ما بعد عقد القران، حيث يكونان قد استكملا تعارفهما.
صاحب الاستشارة: محمد.
نوعها:
تربويّة.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو
المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض). تاريخ
الاستشارة: 3 شباط - فبراير 2013م.
استشارة..
كثرت هذه الأيّام العلاقات بين الجنسين عن طريق الهاتف أو الزّيارة، فهل مثل هذه
العلاقات عن طريق الهاتف دون الحديث بالشّهوات محرّمة أم محلّلة؟ نرجو التّوضيح.
وجواب..
يحرص الإسلام على عدم
حدوث الاختلاط بين الرّجل والمرأة من غير المحارم إلا لضرورة، فهو لم يستحسن مجالسة
الرّجل للمرأة ومحادثتها إلا في إطار ما تستلزمه ضرورة الدّراسة أو العمل
ومجاملاتها العابرة والمحتشمة، أو ضرورة التسوّق وما يشبهها، مما لا بدّ للمرأة من
القيام به، فما هو أزيد من مقدار الضّرورة، مثل الممازحة والمفاكهة والمسامرة
والاستغراق في الحديث المباشر أو عبر الهاتف، هو أمر غير مقبول، بل يصير حراماً إن
كان التحدّث بتلذّذ وشهوة.
وأمّا التحادث والتّلاقي في إطار التعارف من أجل الزّواج، فهو من
الضّرورات الّتي لا يكره فيها ذلك، وخصوصاً أنّ الرّاغبين في التّعارف مقبلان على
أمر مهمّ كالزّواج، ما يحتاج إلى تفكير وتمحيص ومعرفة جيّدة بالآخر، واستكشاف مدى
الانسجام معه، وخوض موسّع في أحاديث كثيرة ومتنوّعة، من أجل تحقيق الانجذاب والميل
والرّغبة في الآخر والقبول به زوجاً.
لذا، فإنّه يجوز شرعاً إجراء مثل هذه الأحاديث بالطّرق المختلفة،
والّتي نفترض أن تتمّ بعلم الأهل وتوجيههم، حيث لا مانع أن تستمرّ فترة طويلةً
نسبيّاً بقدر ما يحتاجانه للتّعرف إلى بعضهما البعض معرفة أوليّة مقبولة وكافية
لتكوين فكرة جيّدة عن الآخر، ولكن يجب أن يكون اللّقاء والتّحادث بدون تلذّذ وشهوة،
وإلا حرم حينئذ.
ثم بعد انتهاء فترة التّعارف، يفترض بالأهل إنجاز باقي مقدّمات
الخطوبة وتسريعها، وذلك كي يعجّلا بما لا بدّ منه أخيراً، كما أنّه يفترض بالخاطبين
التوقّف عن التّلاقي إلى ما بعد عقد القران، حيث يكونان قد استكملا تعارفهما.
صاحب الاستشارة: محمد.
نوعها:
تربويّة.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو
المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض). تاريخ
الاستشارة: 3 شباط - فبراير 2013م.