كان رسول الله(ص) يريد للمسلمين أن يتعرّفوا عمق المعرفة عند عليّ(ع)، وسعة العلم لديه. فقد كان المسلمون يتطلّعون إلى رسول الله باعتباره يحمل كلّ علم الإنسان، لأنّ الله أوحى إليه بالقرآن، وأوحى إليه بالإسلام، وألهمه علم ذلك كلّه، فكان المسلمون يتطلّعون إليه، ويحارون كيف يستطيعون أن يأخذوا العلم منه، والوقت قد لا يتسع لذلك، فقال لهم: «أنا مدينةُ العلْم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها»(2)، ذلك لأنّ علياً(ع) عاش علم رسول الله كله، ومن ثَمَّ كان الوحيد من بين الصحابة الذي لم يُسأل عن مسألة إلاّ وأجاب عنها. وكان الوحيد الذي لم يحتج أن يسأل أحداً عن مسألة، بل كان المرجع الذي يرجع إليه الصحابة في كلٍّ أمورهم.
حتى قيل للخليل بن أحمد الفراهيدي، أستاذ «سيبويه» في النحو، ومخترع علم العروض، ومؤلف أول قاموس في اللغة العربية. قيل له: لم آثرت علياً(ع) على غيره؟ وكان الخليل يلتزم ولاية علي(ع)، فقال: «احتياج الكلّ إليه _ أي لم نجد أحداً لم يحتج إلى علي _ واستغناؤه عن الكلّ _ لم نجد عليّاً(ع) محتاجاً لأحد _ فذلك دليل على أنّه إمام الكلّ».
وقد بلغ عليّ(ع) ما بلغ من العلم، لأنه كان يستمد علمه مباشرةً من النبع الذي كان يعيش في أجوائه دائماً، حتى قالت بعض نساء النبي(ص) إنهن كنّ يغرن من علي(ع)، لأنّ رسول الله(ص) كان يعطيه الكثير من وقته، على أساس أنه كان يعطيه في كل ليلة عِلماً من عِلمه، ويذكر له محل نزول كل آية قرآنية، وما هي مواقعها وما هي آفاقها.
من هنا، فإنّ علم عليّ(ع) مُستمدٌّ من الإسلام، وليس له فكر غير فكر الإسلام، حتى أفكاره في تجاربه كان يستمدّها من الخط الإسلامي العام، ففكر عليّ(ع) هو فكر الإسلام بعينه.
لقد أراد الإمام(ع) أن يكون حركة تتعمّق، وتفكّر وتخطّط وتجادل وتنطلق في كلّ المجالات، على أن يكون ذلك كله لحساب الله.
وهكذا رأى الإمام عليّ(ع) أنّ علمه ليس له، فهو ليس كبقية الذين يحملون العلم من أجل أن يجمِّدوه في ذواتهم، أو ليحصلوا على امتيازات من خلاله، بل كان يشعر أنّ علمه ليس ملكاً له، لأنّه ملك الله، والله يريد منه أن ينفقه على خلقه، ولهذا كان الإمام عليّ(ع) يطلب من النّاس، حتّى وهو مسجّى على فراش الموت، أن يسألوه، كان يقول لهم: "سلوني قبل أن تفقدوني".
كان لا يترك وصيّة يشعر فيها بأنّ النّاس بحاجة إليه إلاّ وبادر إليها، من أجل أن يزيل عنهم شبهة، أو يفتح لهم باباً إلى الحقّ، أو يخطّ لهم طريقاً للهدى، أو ينقذهم من طريق الضّلال.
[من كتاب "في رحاب أهل البيت(ع)"، ج1، ص 84].
كان رسول الله(ص) يريد للمسلمين أن يتعرّفوا عمق المعرفة عند عليّ(ع)، وسعة العلم لديه. فقد كان المسلمون يتطلّعون إلى رسول الله باعتباره يحمل كلّ علم الإنسان، لأنّ الله أوحى إليه بالقرآن، وأوحى إليه بالإسلام، وألهمه علم ذلك كلّه، فكان المسلمون يتطلّعون إليه، ويحارون كيف يستطيعون أن يأخذوا العلم منه، والوقت قد لا يتسع لذلك، فقال لهم: «أنا مدينةُ العلْم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها»(2)، ذلك لأنّ علياً(ع) عاش علم رسول الله كله، ومن ثَمَّ كان الوحيد من بين الصحابة الذي لم يُسأل عن مسألة إلاّ وأجاب عنها. وكان الوحيد الذي لم يحتج أن يسأل أحداً عن مسألة، بل كان المرجع الذي يرجع إليه الصحابة في كلٍّ أمورهم.
حتى قيل للخليل بن أحمد الفراهيدي، أستاذ «سيبويه» في النحو، ومخترع علم العروض، ومؤلف أول قاموس في اللغة العربية. قيل له: لم آثرت علياً(ع) على غيره؟ وكان الخليل يلتزم ولاية علي(ع)، فقال: «احتياج الكلّ إليه _ أي لم نجد أحداً لم يحتج إلى علي _ واستغناؤه عن الكلّ _ لم نجد عليّاً(ع) محتاجاً لأحد _ فذلك دليل على أنّه إمام الكلّ».
وقد بلغ عليّ(ع) ما بلغ من العلم، لأنه كان يستمد علمه مباشرةً من النبع الذي كان يعيش في أجوائه دائماً، حتى قالت بعض نساء النبي(ص) إنهن كنّ يغرن من علي(ع)، لأنّ رسول الله(ص) كان يعطيه الكثير من وقته، على أساس أنه كان يعطيه في كل ليلة عِلماً من عِلمه، ويذكر له محل نزول كل آية قرآنية، وما هي مواقعها وما هي آفاقها.
من هنا، فإنّ علم عليّ(ع) مُستمدٌّ من الإسلام، وليس له فكر غير فكر الإسلام، حتى أفكاره في تجاربه كان يستمدّها من الخط الإسلامي العام، ففكر عليّ(ع) هو فكر الإسلام بعينه.
لقد أراد الإمام(ع) أن يكون حركة تتعمّق، وتفكّر وتخطّط وتجادل وتنطلق في كلّ المجالات، على أن يكون ذلك كله لحساب الله.
وهكذا رأى الإمام عليّ(ع) أنّ علمه ليس له، فهو ليس كبقية الذين يحملون العلم من أجل أن يجمِّدوه في ذواتهم، أو ليحصلوا على امتيازات من خلاله، بل كان يشعر أنّ علمه ليس ملكاً له، لأنّه ملك الله، والله يريد منه أن ينفقه على خلقه، ولهذا كان الإمام عليّ(ع) يطلب من النّاس، حتّى وهو مسجّى على فراش الموت، أن يسألوه، كان يقول لهم: "سلوني قبل أن تفقدوني".
كان لا يترك وصيّة يشعر فيها بأنّ النّاس بحاجة إليه إلاّ وبادر إليها، من أجل أن يزيل عنهم شبهة، أو يفتح لهم باباً إلى الحقّ، أو يخطّ لهم طريقاً للهدى، أو ينقذهم من طريق الضّلال.
[من كتاب "في رحاب أهل البيت(ع)"، ج1، ص 84].