عليّ(ع) وتوعية الأمَّة

عليّ(ع) وتوعية الأمَّة

كان الإمام عليّ(ع) يعمل على تثقيف الناس بالإسلام، ويبدو ذلك واضحاً من خطب نهج البلاغة، حيث كان يستفيد من كل المناسبات لتوعية الناس بكلّ قضايا الساحة، فكان الحاكم الذي يريد أن يرفع المستوى الثقافي لشعبه، وليس الحاكم الذي يريد أن يستثير عواطف شعبه ليربطه به.

وهذه هي مسؤولية المسؤولين في الساحة الإسلامية، إذ عليهم أن يثقّفوا الأمّة بكلّ ما تحتاجه، من ثقافةٍ سياسيةٍ أو اجتماعية أو دينية، لأنّ الله فرض على كلّ عالم يملك علم الإسلام، ويدرك حاجة الناس، أن يلاحق الناس ليعلّمهم، ويقتحم عليهم بيوتهم ليعلّمهم، وينتهز كلّ الفرص في ذلك ليرفع مستواهم، ولا سيما في المواقع التي يتحرك فيها أهل البدع وأهل الكفر والضلال ليضلّلوا المسلمين، إذ لا يجوز _ حينئذٍ _ لإنسان أن يبقى في بيته، ليكتب ويخطب ويتحدّث ويناقش ويحاور، سواء كان في مستوى المسؤولية الرسمية أو لم يكن. فقد ورد في القرآن الكريم: {إنَّ الذينَ يَكتُمونَ ما أنزلنا من البَيِّناتِ والهدى مِنْ بعد ما بَيَّناه للناسِ في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} (البقرة/159).

وفي حديث عن رسول الله(ص): «إذا ظهرت البدع في أمّتي، فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل، فعليه لعنة الله»(1). ذلك لأنّ الإسلام لا يريد للأمة أن تبقى جاهلة وساذجة ومغفلة.

فالأمة إذا كانت جاهلة بقضاياها السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية، فإنّ الأعداء يستطيعون استغلال جهلها، فيورِّطونها في مشاكل كثيرة.

وقد أولى الإسلام مسألة التعليم أهمية خاصة. ومن هنا يقسّم الإمام علي (ع) الناس، في حديثه لكميل بن زياد:

«الناس ثلاثة: عالم ربّاني، ومتعلِّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع: أتباع كل ناعق، يميلون مع كلِّ ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق»(2).

ثم يقول: «يا كميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، والمال تُنْقِصهُ النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق»(1).

ثم يحدّد الإمام(ع) للناس قيمة الإنسان فيقول: «قيمةُ كلِّ امرِىءٍ ما يُحْسِنه»(2).

وقد ورد في القرآن الكريم: {قُلْ هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنّما يتذَّكر أولو الألباب} (الزمر/9).

ونعرف من كل ذلك، أنّ الله يريدنا أن نكون الواعين، ويريد من العلماء أن يوعّوا الناس في كلّ أمورهم، ويعظوهم ويذكّروهم بالله، ويذكّروهم بعذابه وثوابه، ويعرّفوهم أحكامه، ويوجّهوهم نحو ما يحب، ويعرّفوهم كلَّ قضاياهم، ولا يجاملوهم في الحقّ، بل أن يقفوا ليقولوا كلمة الحقّ، حتى لو رجمهم الناس بالحجارة.

هذا ما يجب أن نستذكره في حديثنا عن الإمام عليّ(ع)، الذي ولد في بيت الله، وجعل حياته كلّها في خدمة الله، فكانت شهادته بين يديه وفي بيته.

ولذلك قال حين ضربه ابن ملجم: «فُزْتُ وَرَبّ الكعبة»(3)، لأنه رأى أنّ حياته كلها كانت على حق، ولهذا كان يبتسم في هذا المجال، على الرغم من أنه عانى الكثير وتألّم وواجه المشاكل، ولم يمكّنه أهل الجمل وصفين والنهروان من أن ينفّذ برنامجه، ولم يمكّنوه من أن ينفّذ ما عنده.

وحين كان يشعر بأنّ الموت يدنو منه، كان يفكّر بتعليم الناس، فكان يقول: «سلوني قبل أن تفقدوني»(4)، وهو يكاد يلفظ أنفاسه، ذلك لأنه كان يحبّ أن ينشر الوعي في حياة الناس.

هذا هو عليّ(ع) الذي نعتزّ به من خلال جهاده العَظيم، وعلمه الجمّ الّذي يخشع أمامه المسلم وغير المسلم، وعدله الّذي أكَّده في كلّ مواقع حياته، وإخلاصه لله وللإسلام.

كان الإمام عليّ(ع) يعمل على تثقيف الناس بالإسلام، ويبدو ذلك واضحاً من خطب نهج البلاغة، حيث كان يستفيد من كل المناسبات لتوعية الناس بكلّ قضايا الساحة، فكان الحاكم الذي يريد أن يرفع المستوى الثقافي لشعبه، وليس الحاكم الذي يريد أن يستثير عواطف شعبه ليربطه به.

وهذه هي مسؤولية المسؤولين في الساحة الإسلامية، إذ عليهم أن يثقّفوا الأمّة بكلّ ما تحتاجه، من ثقافةٍ سياسيةٍ أو اجتماعية أو دينية، لأنّ الله فرض على كلّ عالم يملك علم الإسلام، ويدرك حاجة الناس، أن يلاحق الناس ليعلّمهم، ويقتحم عليهم بيوتهم ليعلّمهم، وينتهز كلّ الفرص في ذلك ليرفع مستواهم، ولا سيما في المواقع التي يتحرك فيها أهل البدع وأهل الكفر والضلال ليضلّلوا المسلمين، إذ لا يجوز _ حينئذٍ _ لإنسان أن يبقى في بيته، ليكتب ويخطب ويتحدّث ويناقش ويحاور، سواء كان في مستوى المسؤولية الرسمية أو لم يكن. فقد ورد في القرآن الكريم: {إنَّ الذينَ يَكتُمونَ ما أنزلنا من البَيِّناتِ والهدى مِنْ بعد ما بَيَّناه للناسِ في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} (البقرة/159).

وفي حديث عن رسول الله(ص): «إذا ظهرت البدع في أمّتي، فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل، فعليه لعنة الله»(1). ذلك لأنّ الإسلام لا يريد للأمة أن تبقى جاهلة وساذجة ومغفلة.

فالأمة إذا كانت جاهلة بقضاياها السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية، فإنّ الأعداء يستطيعون استغلال جهلها، فيورِّطونها في مشاكل كثيرة.

وقد أولى الإسلام مسألة التعليم أهمية خاصة. ومن هنا يقسّم الإمام علي (ع) الناس، في حديثه لكميل بن زياد:

«الناس ثلاثة: عالم ربّاني، ومتعلِّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع: أتباع كل ناعق، يميلون مع كلِّ ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق»(2).

ثم يقول: «يا كميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، والمال تُنْقِصهُ النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق»(1).

ثم يحدّد الإمام(ع) للناس قيمة الإنسان فيقول: «قيمةُ كلِّ امرِىءٍ ما يُحْسِنه»(2).

وقد ورد في القرآن الكريم: {قُلْ هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنّما يتذَّكر أولو الألباب} (الزمر/9).

ونعرف من كل ذلك، أنّ الله يريدنا أن نكون الواعين، ويريد من العلماء أن يوعّوا الناس في كلّ أمورهم، ويعظوهم ويذكّروهم بالله، ويذكّروهم بعذابه وثوابه، ويعرّفوهم أحكامه، ويوجّهوهم نحو ما يحب، ويعرّفوهم كلَّ قضاياهم، ولا يجاملوهم في الحقّ، بل أن يقفوا ليقولوا كلمة الحقّ، حتى لو رجمهم الناس بالحجارة.

هذا ما يجب أن نستذكره في حديثنا عن الإمام عليّ(ع)، الذي ولد في بيت الله، وجعل حياته كلّها في خدمة الله، فكانت شهادته بين يديه وفي بيته.

ولذلك قال حين ضربه ابن ملجم: «فُزْتُ وَرَبّ الكعبة»(3)، لأنه رأى أنّ حياته كلها كانت على حق، ولهذا كان يبتسم في هذا المجال، على الرغم من أنه عانى الكثير وتألّم وواجه المشاكل، ولم يمكّنه أهل الجمل وصفين والنهروان من أن ينفّذ برنامجه، ولم يمكّنوه من أن ينفّذ ما عنده.

وحين كان يشعر بأنّ الموت يدنو منه، كان يفكّر بتعليم الناس، فكان يقول: «سلوني قبل أن تفقدوني»(4)، وهو يكاد يلفظ أنفاسه، ذلك لأنه كان يحبّ أن ينشر الوعي في حياة الناس.

هذا هو عليّ(ع) الذي نعتزّ به من خلال جهاده العَظيم، وعلمه الجمّ الّذي يخشع أمامه المسلم وغير المسلم، وعدله الّذي أكَّده في كلّ مواقع حياته، وإخلاصه لله وللإسلام.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية