داعياً الأمين العام للأمم المتحدة إلى السعي لإقرار مبدأ رفض معاداة الإسلام: فضل الله: على المسلمين في العالم رفع الصوت عالياً دفاعاً عن مقدّساتهم الدينية |
دعا سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله المسلمين في الشرق والغرب إلى رفع الصوت عالياً ضد الإساءة التي طاولت شخصية النبي محمد(ص)، والتي تنمّ عن خلفيات تاريخية معادية لا تبتعد عن عناصر الإثارة ضد الإسلام، مشدداً على أن هناك فرقاً بين النقد الموضوعي وبين السباب والشتيمة والسخرية التي لا تخضع لأيّ خط ثقافي يحترم نفسه.
كلام سماحته جاء في بيان أصدره استنكاراً لنشر صحيفة نروجية صوراً مهينة عدوانية للنبي محمد(ص).. ومما جاء في البيان:
من جديد، تطالعنا صحيفة نروجية بالصور العدوانية ضد النبي محمد(ص) بما يشوّه قداسة شخصيته النبوية الرسالية الإنسانية بالإيحاءات السلبية التي تختزن الحقد والضغينة للإسلام والمسلمين، انطلاقاً من خلفيات تاريخية معادية لا تبتعد عن عناصر الإثارة ضد الإسلام، من خلال بعض الخطوط الثقافية في عناصرها البعيدة عن الموضوعية والعلمية، بما تثيره من الأكاذيب والفهم الخاطئ..
وقد كانت حجة هذه الصحيفة ـ كالصحيفة الدانماركية سابقاً ـ في نشرها لهذه الصور التشويهية الأخذ بمبدأ حرية الفكر، كما سبقتها إلى ذلك بعض الأحاديث المسيئة للإسلام ورسوله، في أمريكا وأوروبا، مستندة إلى الحجة نفسها.. ولكننا نلاحظ في ذلك أن المسألة ترتبط بالعدوان على العالم الإسلامي كله، لأن قداسة الرسول(ص) تنطلق من العلاقة الروحية والفكرية والعملية بين الرسول والمسلمين، ما يجعل من العدوان على شخصيته عدواناً على المسلمين جميعاً، هذا من جانب..
ومن جانب آخر، فإن هناك فرقاً بين تحريك النقد الموضوعي وبين السباب والشتيمة والسخرية التي لا تخضع لأي خط ثقافي يحترم نفسه، هذا في الوقت الذي نرى أن عنوان حرية التعبير والثقافة في الغرب يغيب عندما تتعلّق المسألة بنقد بعض الأعمال التي يقوم بها اليهود في العالم، ولا سيما في الكيان الإسرائيلي الغاصب، أو بمناقشة قضية المحرقة بطريقة علمية، لنرى هل يسمح لنا الغرب بالقيام بذلك على أساس الحرية الفكرية، أو أن الغرب كله يقوم بمحاكمة الذين يمارسون ذلك، باسم رفض معاداة السامية؟!
إننا ندعو المسلمين في الغرب والشرق إلى رفع الصوت عالياً استنكاراً لهذه الصور العدوانية ضد شخصية الرسول(ص)، ودفاعاً عن مقدّساتهم الدينية، ليفهم العالم كله أن مثل هذا الاعتداء لا يمكن أن يكون مقبولاً، وأنه يسيء إلى علاقات الإسلام بالغرب في مصالحه الحيوية، لاسيما أننا نرى تشجيعاً من بعض المسؤولين هناك لهذا الأسلوب، ما قد يزيد الكراهية بين المسلمين والعرب تجاه الغرب بأكثر مما كانت عليه نتيجة الاستعمار في الماضي، وهذا ما لا نريد حدوثه، لأننا نريد للعلاقات بيننا أن تكون مرتكزة على التفاهم والاحترام المتبادل.
إننا لا نؤمن بالعنف أساساً في رد الفعل، ولكننا ندعو إلى الاعتراض الصارخ والموضوعي الذي يدعو الغربيين كلهم إلى فهم الإسلام بعيداً عن التعقيدات التاريخية والرواسب النفسية التي يختزنها بعض الناس هناك.
إننا نؤكد في بياننا هذا ـ من موقعنا الإسلامي الحضاري ـ إنه لا اعتراض لدينا على النقد الموضوعي العلمي للفكر الإسلامي، ولكننا نرفض ـ بكل شدّة ـ الأساليب المشينة التي تنطلق بالتشويه والسخرية والاستهزاء، وليكن الصوت واحداً عالياً في العالم الإسلامي، وفي كل المواقع التي ترفض مثل هذه الأساليب المثيرة للعداوة بين الشعوب، وقد تؤدي الى تأجيج الانفعالات في خط العنف.
وإننا في الوقت الذي قدّرنا للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان دعوته إلى رفض معادة الإسلام على غرار رفض معاداة السامية، فإننا ندعوه ـ من موقعه ـ إلى العمل لإقرار هذا المبدأ على أرض الواقع، والتحرك سريعاً لمواجهة هذه الحملات المتكررة على المقدّسات الإسلامية، ما قد يخلق أكثر من تعقيد على مستوى العلاقات بين الدول والشعوب.
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت: 21 ذو الحجة 1426هـ / الموافق: 21 كانون الثاني 2006م
داعياً الأمين العام للأمم المتحدة إلى السعي لإقرار مبدأ رفض معاداة الإسلام: فضل الله: على المسلمين في العالم رفع الصوت عالياً دفاعاً عن مقدّساتهم الدينية |
دعا سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله المسلمين في الشرق والغرب إلى رفع الصوت عالياً ضد الإساءة التي طاولت شخصية النبي محمد(ص)، والتي تنمّ عن خلفيات تاريخية معادية لا تبتعد عن عناصر الإثارة ضد الإسلام، مشدداً على أن هناك فرقاً بين النقد الموضوعي وبين السباب والشتيمة والسخرية التي لا تخضع لأيّ خط ثقافي يحترم نفسه.
كلام سماحته جاء في بيان أصدره استنكاراً لنشر صحيفة نروجية صوراً مهينة عدوانية للنبي محمد(ص).. ومما جاء في البيان:
من جديد، تطالعنا صحيفة نروجية بالصور العدوانية ضد النبي محمد(ص) بما يشوّه قداسة شخصيته النبوية الرسالية الإنسانية بالإيحاءات السلبية التي تختزن الحقد والضغينة للإسلام والمسلمين، انطلاقاً من خلفيات تاريخية معادية لا تبتعد عن عناصر الإثارة ضد الإسلام، من خلال بعض الخطوط الثقافية في عناصرها البعيدة عن الموضوعية والعلمية، بما تثيره من الأكاذيب والفهم الخاطئ..
وقد كانت حجة هذه الصحيفة ـ كالصحيفة الدانماركية سابقاً ـ في نشرها لهذه الصور التشويهية الأخذ بمبدأ حرية الفكر، كما سبقتها إلى ذلك بعض الأحاديث المسيئة للإسلام ورسوله، في أمريكا وأوروبا، مستندة إلى الحجة نفسها.. ولكننا نلاحظ في ذلك أن المسألة ترتبط بالعدوان على العالم الإسلامي كله، لأن قداسة الرسول(ص) تنطلق من العلاقة الروحية والفكرية والعملية بين الرسول والمسلمين، ما يجعل من العدوان على شخصيته عدواناً على المسلمين جميعاً، هذا من جانب..
ومن جانب آخر، فإن هناك فرقاً بين تحريك النقد الموضوعي وبين السباب والشتيمة والسخرية التي لا تخضع لأي خط ثقافي يحترم نفسه، هذا في الوقت الذي نرى أن عنوان حرية التعبير والثقافة في الغرب يغيب عندما تتعلّق المسألة بنقد بعض الأعمال التي يقوم بها اليهود في العالم، ولا سيما في الكيان الإسرائيلي الغاصب، أو بمناقشة قضية المحرقة بطريقة علمية، لنرى هل يسمح لنا الغرب بالقيام بذلك على أساس الحرية الفكرية، أو أن الغرب كله يقوم بمحاكمة الذين يمارسون ذلك، باسم رفض معاداة السامية؟!
إننا ندعو المسلمين في الغرب والشرق إلى رفع الصوت عالياً استنكاراً لهذه الصور العدوانية ضد شخصية الرسول(ص)، ودفاعاً عن مقدّساتهم الدينية، ليفهم العالم كله أن مثل هذا الاعتداء لا يمكن أن يكون مقبولاً، وأنه يسيء إلى علاقات الإسلام بالغرب في مصالحه الحيوية، لاسيما أننا نرى تشجيعاً من بعض المسؤولين هناك لهذا الأسلوب، ما قد يزيد الكراهية بين المسلمين والعرب تجاه الغرب بأكثر مما كانت عليه نتيجة الاستعمار في الماضي، وهذا ما لا نريد حدوثه، لأننا نريد للعلاقات بيننا أن تكون مرتكزة على التفاهم والاحترام المتبادل.
إننا لا نؤمن بالعنف أساساً في رد الفعل، ولكننا ندعو إلى الاعتراض الصارخ والموضوعي الذي يدعو الغربيين كلهم إلى فهم الإسلام بعيداً عن التعقيدات التاريخية والرواسب النفسية التي يختزنها بعض الناس هناك.
إننا نؤكد في بياننا هذا ـ من موقعنا الإسلامي الحضاري ـ إنه لا اعتراض لدينا على النقد الموضوعي العلمي للفكر الإسلامي، ولكننا نرفض ـ بكل شدّة ـ الأساليب المشينة التي تنطلق بالتشويه والسخرية والاستهزاء، وليكن الصوت واحداً عالياً في العالم الإسلامي، وفي كل المواقع التي ترفض مثل هذه الأساليب المثيرة للعداوة بين الشعوب، وقد تؤدي الى تأجيج الانفعالات في خط العنف.
وإننا في الوقت الذي قدّرنا للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان دعوته إلى رفض معادة الإسلام على غرار رفض معاداة السامية، فإننا ندعوه ـ من موقعه ـ إلى العمل لإقرار هذا المبدأ على أرض الواقع، والتحرك سريعاً لمواجهة هذه الحملات المتكررة على المقدّسات الإسلامية، ما قد يخلق أكثر من تعقيد على مستوى العلاقات بين الدول والشعوب.
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت: 21 ذو الحجة 1426هـ / الموافق: 21 كانون الثاني 2006م